Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

الأنتينومية في إيطاليا

ANTINOMIANISM IN ITALY
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب، 8 سبتمبر/أيلول 2013
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, September 8, 2013

"إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (2 كورنثوس 5 : 17).

"لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهَذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ" (يهوذا 1 : 4).

منذ أيام تلقيت بريدا إلكترونيا من السيدة الفاضلة التي تترجم عظاتي إلى اللغة الإيطالية. قالت لي إنها قرأت واحدة من عظاتي لبعض "المؤمنين" في إيطاليا. قالت إنها اكتشفت إنهم ليسوا "مؤمنين" بالمعنى الكتابي للكلمة! فكلمة "مؤمنين" في نظري يساء استخدامها لدرجة إنها أصبحت مصطلحا يختلف عن معناه الحقيقي. لقد تكلم الكتاب المقدس في موضعين في العهد الجديد عن "المؤمنين" (أعمال 5: 14؛ 1 تيموثاوس 4: 12)، لكن التعبير يساء استخدامه اليوم، فهو كثيرا ما يستخدم على من لديهم إيمان "عام" بالكتاب المقدس دون اتحاد بالمسيح وتغيير حقيقي. هؤلاء الناس يصفهم الكتاب إن "لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا" (2 تيموثاوس 3: 5). إنهم يَتَعَلَّمُونَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُقْبِلُوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَداً" (2 تيموثاوس 3 : 7). وهم "يُقَاوِمُونَ الْحَقَّ. أُنَاسٌ فَاسِدَةٌ أَذْهَانُهُمْ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ مَرْفُوضُونَ" (2 تيموثاوس 3 : 8). هذه الآيات تصف المدعوين "مؤمنين" الذين ينكرون أن التغيير يغير اتجاه حياة الشخص المتغير. يقولون إن الناس يمكنهم أن يعيشوا في الخطية المستمرة ويكونوا مؤمنين، لأنهم يؤمنون ببعض الآيات من الكتاب المقدس. بالنسبة لهم، تصديق بعض الآيات الكتابية يخلصهم، دون الوحدة مع الرب يسوع المسيح ذاته. الآية تقول "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ" (2كورنثوس 5 : 17) لكنهم يحورونها لتعني "إن كان أحد يصدق بعض آيات الكتاب يخلص". هذه هي الهرطقة الكبيرة المعروفة باسم "السانديمانية".

والأكثر من ذلك إن هؤلاء المدعوين "مؤمنين" يعتقدون إنه من الطبيعي للمؤمن أن يستمر يحيا في الخطية. وبهذا "يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ" (يهوذا 1 : 4). هذا خطأ لاهوتي آخر يُسمى "الأنتينومية". في عظة مؤخرا عن الابن الضال قلت،

منذ سنوات قليلة، قالت إحدى السيدات التي تدير بيتا للدعارة إنها "مؤمنة مولودة ثانية". قال لي أحد القادة الإنجيليين، "لا تدنها". ما هذا الجنون! هذا النوع المشوش من الإنجيلية يُدعى "الأنتينومية" وهو يأتي من الاعتقاد أنه بإمكان الإنسان أن يعيش في حظيرة الخطية ويكون في نفس الوقت ابنا لله. (ر. ل. هايمرز، دكتوراه في اللاهوت، "سوء تفسير الابن الضال" 25 أغسطس، 2013).

لهذا، فالأنتينوميون "يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ" (أي "خلاعة، بذاءة، وتصرف بلا حياء" (و. إ. فاين). نجد الكلمة اليونانية التي تُرجمت "دعارة" في غلاطية 5: 19، مع َ"أَعْمَالُ للْجَسَدِ" أخرى – ويقول الكتاب لنا، "إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غلاطية 5: 21). يقول المقطع الكتابي،

"وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" (غلاطية 5 : 19-21).

لا أظن هناك شيئا أوضح من ذلك! "إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ" ومع هذا فالأنتينوميون يقولون إنهم سيرثون الملكوت! ما هذا الجنون! في أفسس 4: 17- 19، الكلمة اليونانية التي تُرجمت "دعارة" مكتوبة لوصف غير المخَلَّصين. هذا في منتهى الوضوح. ومع هذا فالأنتينوميون الإنجيليون المعاصرون مستمرون في تحويل "نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ" (يهوذا 1: 4). هذه الهرطقة لا تقتصر على إيطاليا فقط. إنها منتشرة جدا هنا في أمريكا لدرجة أن كل خاطي تقابله يعتقد إنه مؤمن بالرغم من أنه يعيش في الخطية المستمرة. في الواقع، الأنتينومية تفسد الإيمان في أمريكا!

يقول يهوذا إنهم " يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ." إنهم ينكرون ربوبية الآب، وينكرون ربوبية الابن. هم يفعلون ذلك كثيرا بأن يفصلوا المسيح المخلص عن المسيح الرب. قالت مترجمتنا الإيطالية، "في إيطاليا يقول كثير من الإنجيليين إن يسوع قد يكون مخلصك لكن ليس بالضرورة إلهك." كان للدكتور أ. و. توزر تعليق قوي ضد هذا التعليم الغاش. قال قولته الشهيرة،

         أتت إلى الوجود هرطقة اشتهرت في الدوائر الإنجيلية المسيحية – الفكر الواسع القبول إننا كبشر نستطيع أن نختار قبول المسيح فقط لأننا نحتاجه كمخلص وأن لدينا الحق أن نؤجل طاعتنا له كربّ طالما أردنا!..
         يا للمأساة أن نسمع في يومنا هذا البشارة بالإنجيل مبنية على هذا الأساس: "تعال إلى يسوع! ليس عليك أن تطيع أحدا. ليس عليك أن تغير أي شيء ولا أن تترك أي شيء – فقط تعال إليه وآمن به كمخلص!"
         فيأتون ويؤمنون بالمخلص. وبعدها في اجتماع أو مؤتمر يسمعون دعوة أخرى: "الآن وقد آمنتم به كمخلص، ماذا عن قبوله كإله؟"
          لأننا نسمع هذا في كل مكان لا يجعله الصواب. أن تدعو الرجال والنساء لقبول مسيح مُجَزأ، هذا تعليم خاطئ لأن لا يستطيع أحد أن يقبل نصف المسيح... حين يؤمن شخص بيسوع المسيح لا بد أن يؤمن بالرب يسوع المسيح الكامل... بلا أي تحفظات! أنا مقتنع أنه من الخطأ أن نتعامل مع المسيح كممرض إلهي نلجأ إليه حين تمرضنا الخطية ثم نتركه ونمضي في طريقنا بعد أن يساعدنا...
         نحن لا نأتي إليه كمن يشتري أثاثا لبيته فيقول، "سأشتري هذه الطاولة ولكني لا أريد هذا الكرسي" مقسما إياها! لا يا سيدي! إما كل المسيح أو لا شيء من المسيح!
         لا بد أن نعود للكرازة بالمسيح الكامل للعالم – مسيح لا يحتاج تبريراتنا، مسيح لا يتقسم فإما أن يكون ربا للكل أو ليس رب على الإطلاق!
         أحذركم... لن تنالوا منه عونا بهذه الطريقة فالرب لن يخلص من لا يستطيع أن يحكم! هو لن يقسم عمله. لا يمكنك أن تؤمن بنصف المسيح. نحن نؤمن به كما هو – المسيح المخلص وهو الرب ملك الملوك ورب الأرباب! هو لن يكون من هو إن خلصنا ودعانا واختارنا دون الفهم إنه أيضا يقودنا ويسود على حياتنا...
         هل يمكننا أن نفكر إننا لسنا مدينين بالطاعة ليسوع المسيح؟ نحن مدينون له بالطاعة من اللحظة التي صرخنا له من أجل الخلاص، وإن كنت لا تطيعه فلدي سبب أن أفكر إنك لست مؤمنا على الإطلاق!
         أنا أرى أشياء وأسمع عن أشياء يفعلها المؤمنون وأنا أراقبهم... وأتساءل إذا كانوا تغيروا البتة...
         أنا أؤمن أن ذلك بسبب التعليم الكاذب أساسا. فكروا عن الرب إنه مثل المستشفى ويسوع كرئيس للعاملين على مساعدة الخطاة البائسين الذين تورطوا!
         هذا تعليم خاطئ... ملئ بخداع النفس. دعونا ننظر إلى يسوع ربنا، عالي وقدوس، يلبس التيجان رب الأرباب وملك الكل، له كل الحق أن يأمر فيطاع طاعة كاملة من كل الذين نالوا الخلاص!...
         الله يريد أن نكون أمناء معه فوق كل شيء. فتشوا الكتب، اقرأوا العهد الجديد وإن وجدتم إني أعطيتكم بذرة للحق، أسألكم أن تفعلوا شيئا حيال الأمر. إن كنتم قد انقدتم للإيمان بمسيح مجزأ، افرحوا أنه لا يزال هناك وقت كي تفعلوا شيئا حيال الأمر! (أ. و. توزر، دكتوراه في اللاهوت، أدعوها هرطقة!، المنشورات المسيحية، طبعة 1974، ص 9- 21).

لكني وجدت إنه من النادر جدا لأنتينومي أن يتوب عن ناموسيته ويتغير بالحقيقة. أنا أعظ لمدة 55 عاما ولم أر شخصيا أنتينوميا واحدا تاب عن هذه الهرطقة ثم اختبر التغيير الحقيقي. أنا أؤمن بهذا لأن الأنتينوميين الحقيقيين تحت سلطان إبليس. أنا أبني ذلك على أساس 1يوحنا 3: 8 والتي أقرأها من الترجمة الإنجليزية هكذا، "الذي يعتاد الخطية هو من الشيطان..." لذا الآية تقول لنا إن الأنتينوميين الذين يعتادون الخطية هم "من الشيطان" أي تحت سلطان إبليس؟ الشيطان "رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل في أبناء المعصية" (أفسس 2: 2). أقتبس هنا من المذكرة المكتوبة عن "الأنتينومية" في الكتاب الدراسي للإصلاح. يقول،

الأنتينومية تعني "مضاد للناموس". الآراء الأنتينومية هي التي تنكر أن ناموس الله لا بد أن يكون له السلطان على حياة المؤمن... هم يصلون إلى النتيجة الخاطئة إن سلوكهم لا يؤثر في الأمر، طالما ظلوا يؤمنون. لكن 1 يوحنا 1: 8- 2: 1 و 3: 4- 10 تشير في اتجاه مختلف. لا يمكن أن تكون في المسيح وفي ذات الوقت تقترف الخطية كأسلوب حياة (ص 1831).

أيضا تنطبق على الأنتينوميين الآية من 1 كورنثوس 5: 1،

"يُسْمَعُ مُطْلَقاً أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ" (1 كورنثوس 5 : 1).

قال الأنتينوميون الإيطاليون، "هذا مثل لسفاح القربى بين المؤمنين". فقالوا إن هذا يثبت أن المؤمن قد يكون جسديا أيضا. لقد سمعت هذا الهراء هنا في أمريكا أيضا. لكن 1 كورنثوس 5: 2- 13 تبين أن بولس قال للكنيسة في كورنثوس "اعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ" (1 كورنثوس 5: 13). من الواضح أن بولس الرسول قال لهم أن يعزلوا "الخبيث" من وسط الكنيسة ولا حتى يأكلوا مع شخص مثل هذا (1 كورنثوس 5: 11). يقول التفسير لهذا وهو موجود بعد ذلك بأصحاح في 1 كورنثوس 6: 9- 11،

"أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا! لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا" (1 كورنثوس 6 : 9-11).

أعطى الرسول هنا قائمة بالذين "لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ الله" (6: 9). وهذا يبين أن الذي يمارس الدعارة مع الأقارب لن " يَرِثُ مَلَكُوتَ الله". في 1 كورنثوس 6: 9 يقول لنا الكتاب المقدس أن الذين يمارسون الدعارة لن يكونوا في "مَلَكُوتَ الله". تقول لنا الآية في رؤيا 21: 8 أن المنحلين جنسيا مثل هؤلاء سيُطردوا إلى بحيرة النار. سيكونوا في نار جهنم طيلة الأبدية.

كما قلت، الأنتينومية ليست في إيطاليا فقط. هذا التعليم الشيطاني يمتد في العالم الغربي كله، وبالذات في أمريكا. النص التالي يعطي وصفا دقيقا للأنتينومية،

"لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهَذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ" (يهوذا 1 : 4).

يقول الأنتينوميون أنه بما أننا مخَلصون بالنعمة، يمكننا أن نستمر نحيا في الخطية. يقولون ليس عليك أن تترك شيئا. ليس ضروريا بالنسبة لهم أن يدفعوا عشورهم أو يربحوا نفوسا أو يحضروا اجتماعات الكنيسة! ويقولون عنا نحن الذين نصر على الطاعة في هذه الأمور إننا "ناموسيون". هذه إحدى الكلمات المفضلة لدى الأنتينوميين. يسمون المؤمنين المطيعين "ناموسيين" أو "فريسيين" لكنهم يسيئون استخدام تلك التعبيرات. علَّم الناموسيون والفريسيون أن الناس يخلصون بالأعمال الصالحة، بينما نُعلم نحن أن الخلاص بالنعمة فقط، ثم تأتي الأعمال الصالحة من حياة الشخص الذي خلُص بالحقيقة. الناموسيون والفريسيون يعَلمون أن الأعمال الصالحة يمكن أن تخلصك بينما المؤمنون الحقيقيون يعلمون أن الخلاص بالنعمة فقط، والخلاص الحقيقي يثمر أعمالا صالحة في حياة كل شخص نال الخلاص والتغيير. يعلم الناموسيون أن الأعمال الصالحة تنتج خلاصا. نحن نُعلم أن النعمة تنتج خلاصا وتأتي الأعمال الصالحة كنتيجة. يقول الناموسيون إن الأعمال الصالحة تنتج خلاصا ونحن نقول إن الخلاص ينتج أعمالا صالحة – عكس الناموسية تماما! لكن الأنتينوميين لا يركزون على الأعمال الصالحة إطلاقا ولا يعتقدون أن المؤمنين لا بد أن ينضموا إلى كنيسة ويواظبوا على خدمات يوم الأحد بانتظام. لا يعتقدون أنك لا بد أن تحضر اجتماعا للصلاة كل أسبوع. لا يعتقدون أنك لا بد أن تدفع عشور دخلك أو تربح نفوسا كل أسبوع. لا يعتقدون أنك لا بد أن ترتدي ملابس محتشمة. هم يحضرون الكنيسة بملابس تبدو للشواطئ لأنهم يتمردون على ارتداء الملابس المحتشمة. الأسبوع الماضي رأت زوجتى إحدى بنات واعظ أنتينومي ترتدي ملابس قصيرة جدا في جنازة أحد الرعاة المسنين! حين يأتي أنتينوميا ليحضر كنيستنا نعطية ربطة عنق ليرتديها. لا أحد غيرنا يعترض، الروم الكاثوليك والبوذيون وآخرون ممن ليسوا إنجيليين لا يعترضون أبدا. لكن الإنجيليين الأنتينوميين دائما يعترضون. عادة يخلعون ربطة العنق ويلقونها على الأرض أو يرفضون ارتداءها من الأصل. هم يتمردون على ارتداء الملابس المناسبة. لا لياقة في الملبس لديهم! هم بلا قانون. هم ضد أي نظام. إنهم أنتينوميون! أيضا لا يظنون إنهم لا بد أن يتوبوا ويتركوا الخطايا المشينة. بتعبير آخر، يعتقد الأنتينوميون أنه يمكنك أن تكون مؤمن مولود ثانية ولا تختبر أي تغيير في حياتك نهائيا!

نحن نؤمن بما يعلمه الكتاب المقدس – أن الخلاص الحقيقي بالنعمة ينتج حياة مليئة بالأعمال الصالحة. هذا يتضح جليا في كثير من المقاطع الكتابية مثل هذا المقطع الهام من أفسس الإصحاح الثاني،

"لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. " (أفسس 2 : 8-10).

"مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ" هذا واضح جدا وسهل الفهم.

لكن الأنتينوميين لن يقبلوا هذه الآيات، بل وسيهاجمونها. يقولون، "لا تحكم". لكنهم أكثر الناس حكما على الآخرين! أشد الهجوم الذي لاقيته في حياتي الشخصية وخدمتي أتى من الأنتينوميين الأشرار. كانت أول عظة لي ضد الأنتينومية التي رأيتها بين شباب الكنيسة التي كنت عضوا فيها في هانتينجتون بارك بكاليفورنيا. كنت في السابعة عشر من عمري آنذاك. أخذني قائد الشباب على انفراد بعدها وقال لي ألا أعظ هكذا ثانية. وبينما كان هو يعنفني هكذا، كان مساعده يقول للشباب إني مخطئ وألا ينزعجوا من العظة. لكن هذا القائد اضطر أن يهرب من الكنيسة بعد ذلك بشهور قليلة لأن الأعضاء في الكنيسة اكتشفوا إنه يمارس الجنس مع أطفالهم. على مر السنين وجدت أن كل الشباب الذين وعظتهم في ذلك اليوم تركوا الكنيسة ليحيوا في الخطية. ثم تكلم الرب إلى قلبي، "روبرت، امض قدما في الوعظ ضد الأنتينومية. إنها هرطقة بشعة. لا تخف. عظ بجرأة ضدها!"

حاولت أن أفعل ذلك في كل خدمتي. هوجمت بضراوة كـ"ناموسي" من أحد قادة الكنائس الأنتيموني في مارين كاونتي، شمال سان فرانسيسكو، حين كنت أرعى كنيسة هناك. بعدها اكتُشف أن هذا الرجل كان يمارس الجنس مع فتيات في كنيسته. في وستوود، غرب لوس أنجلوس، دعاني أحد "معلمي الكلمة" الأنتينوميين فريسيا ومعلم خطير كاذب. سمعت أحد مكالماته التي هاجمني بشدة فيها مع أحد الشباب في كنيستنا. حين قلت له، "أهلا بيل، أنا د. هايمرز" صرخ ووضع السماعة. الشباب في اجتماعه كانوا يدخنون الحشيش ويقاومون حضور الكنيسة يوم الأحد بشدة. هذا ما علمه لهم هذا "المعلم" الأنتينومي. خلال سنوات قليلة انتهت خدمته تماما من الوجود. إلى يومنا هذا توجد سيدة أنتينومية تهاجمني بضراوة على الإنترنت، هي تنعتني بالناموسي المعلم الكاذب. هي تحمل مسدسا وتقول إنه يكلمها، "اضربي واقتلي!" لقد بلغنا عنها مكتب التحقيقات الفدرالي ولكني تعلمت من وقت طويل ألا أنزعج بشدة من الهجمات الأنتينومية. هذه الهجمات ضد المؤمنين الحقيقيين استمرت منذ أن قتل قايين هابيل في العالم القديم. أشار يوحنا الرسول إلى قتل هابيل من قبل أخيه قايين. قال، "كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ. لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ" (1 يوحنا 3 : 12-13).

يرفض الأنتينوميون الوعظ القوي عن "التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ" (عبرانيين 6: 1). هم بالفعل يكرهون هذا النوع من الوعظ ويحاربون كل واعظ يعظ هكذا. قطع هيرودس رأس يوحنا المعمدان لأنه وعظ عن التوبة من الخطية. طالب السنهدريم بصلب المسيح لأنه وعظ عن التوبة من الخطية. كان بولس الرسول في "أَخْطَارمِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ" لأنه وعظ عن التوبة من الخطية (2 كورنثوس 11: 26؛ أعمال الرسل 26: 20، 21).

إن الأنتينوميين المتشددين لم ينالوا الخلاص والتغيير. لم يولدوا ثانية. وهم يكرهون الذين يقولون لهم إنهم هالكين. كتب د. توزر عن غضبهم الشديد في مقاله بعنوان "المولود مرة واحدة والمولود مرتين". لقد أراهم من الكتاب المقدس أن الذين لم ينالوا الولادة الثانية دائما يحاربون الذين وُلدوا ثانية – المولودين مرتين. الأنتينوميون يحتقرون ويهددون ويهاجمون الذين اختبروا الولادة الثانية. قال د. توزر، "هذا الغضب الجامح ضد الذين وُلدوا ثانية يؤكد حقيقة ما يعَلِّمون" (أ. و. توزر، دكتوراه في اللاهوت، "المولود مرة واحدة والمولود مرتين"، الإنسان: مكان سكنى الله، المنشورات المسيحية، 1966، ص 21).

مؤسف للغاية أن يكون هذا هو الوضع. نحن نتوق لخلاص الأنتينوميين. نحن كثيرا ما نصلي أن يتغيروا. هم يعرفون أن المسيح مات على الصليب ليدفع ثمن خطيتهم. هم يعرفون أنه حي في السماء، لكنهم لم يتوبوا حقا أبدا ولا وضعوا ثقتهم به.

قد يكون أحد في هذه الليلة هنا أنتينوميا، يتمسك بالتغيير المزيف ويحارب في قلبه التغيير الحقيقي. أو شخص يقرأ أو يسمع هذه العظة على الإنترنت قد يقاوم التغيير الحقيقي. لكم أقول بقلب حزين، "أنتم تتمسكون بشيء ميت متعفن اسمه الإقرار الخطأ. أنتم تفتقدون السلام والفرح الحقيقيين اللذين يصاحبان التغيير الحقيقي! اختاروا الحياة! اختاروا الحياة! القوا الجسد المتعفن للتغيير المزيف! ثم ارتموا على يسوع المسيح! هو سيغسل خطاياكم بدمه! هو سيعملكم خليقة جديدة تطيع الله بدافع المحبة، بدلا من التمرد عليه في هذه الأيام الشريرة". يقول الكتاب المقدس،

"إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (2 كورنثوس 5 :17).

حين تتوب وترتمي على يسوع ستستطيع أن ترنم، "أسلم الكل"

1- كُـلُّ مـالِـي وحيـاتي ــ مُـلكُ فَـاديَّ يَسـوع
فَلَـه سَـلَّمتُ ذاتـي ــ تَـائبـاً أبغـي الرُجـوع القرار
كُـلُّ مـا عِنـدي ــ لاسـمـه أُهــدي
فَلَـه سَـلَّمتُ نَفسـي ـــ صَـادِقَ العَـهـدِ

2- عِند أقـدامِ الإلـهِ ــ جِئـتُ أجثُو بِخُشـوع
نـابـذاً كُـلَ المَلاهـي ــ طالباً عفـوَ يسـوع
("أسلم الكل" تأليف جدسون و. فان دي فنتر، 1855- 1939).

نحن متاحون كي نتكلم معكم عن الخلاص بيسوع. إن كنت تريد أن تتكلم معنا، رجاء اترك مقعدك واتجه إلى مؤخر القاعة الآن. سيقودك د. كاجان إلى مكان هادئ حيث يمكننا أن نتكلم. د. تشان، رجاء صل من أجل أن يستجيب أحدا هنا ويضع ثقته في المسيح في هذه الليلة. آمين.

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: أفسس 2: 4- 10.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"أسلم الكل" (تأليف جدسون و. فان دي فنتر، 1855- 1939).