Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

إساءة تفسير الابن الضال

(العظة رقم 2 عن الابن الضال)
MISINTERPRETING THE PRODIGAL SON
(SERMON NUMBER 2 ON THE PRODIGAL SON)
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب، 25 أغسطس/آب 2013
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, August 25, 2013

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ" (لوقا 15 : 24).


مَثَل الابن الضال من أحب القصص في الكتاب المقدس. ومع هذا فهو من أكثر المقاطع الكتابية المُساء فهمها اليوم. سوف أسرد لكم المثل باختصار ثم أقول لكم كيف تحور وتشوه، حتى من قِبل وعاظ حَسِني النية.

من خلال رسالة هذا المساء سوف أتعرض لهذا المثل بطريقتين. أولا، سوف أبين لكم كيف تحور من قِبل القرارية. ثانيا، سوف أوضح لكم المعنى الحقيقي للمثل، ثم سأريكم كيف يُطبق عليكم. ولكن سنبدأ بالنظر إلى المثل ككل.

قال يسوع إنه كان هناك رجل له ابنان. أتى الابن الأصغر إلى أبيه وطلب نصيبه من الميراث في التو، قبل موت الأب. وافق الأب وأعطى الابن الأصغر نصف الميراث، فأخذ الابن الأصغر كل شيء وترك البيت. ذهب بعيدا إلى بلاد بعيدة وبذر كل الميراث في حياة متسيبة في الخطية

.

حين كان قد أنفق كل المال، حدثت مجاعة وجاع الابن. ذهب إلى رجل من هذا البلد فأرسله ليطعم الخنازير. كان جائعا لدرجة أنه اشتهى أن يأكل من طعام الخنازير لكن لم يعطه أحد شيئا.

رجع إلى عقله وأدرك أن عبيد أبيه لديهم ما يكفيهم من خبز ليأكلوا، بينما يتضور هو من الجوع، فقرر أن يعود إلى بيت أبيه ويقول له، "أبي، أنا أخطأت إلى السماء وقدامك، ولا أستحق أن أدعى ابنا لك؛ اجعلني كأحد أجرائك" ثم قام ورجع إلى أبيه. بينما كان راجعا، ركض أبوه إليه وعانقه وقبَّله. ألبسه الأب ثيابا غالية ووضع خاتما في إصبعه وحذاء في رجليه. ذبح الأب عجلا وصنع وليمة. قال الأب،

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ" (لوقا 15 : 24).

هذا هو ملخص المثل. الآن سوف أعود وأبين لكم كيف أَسيء تفسير هذا المثل في يومنا هذا، ثم أريكم معناه الصحيح.

1. أولا، كيف أسيء تفسير هذا المثل من قِبل كثير من الوعاظ المعاصرين

يسيئني القول أن د. فرنون ماكجي أخطأ تفسير هذا المثل، لكنه فعل ذلك. قال د. ماكجي، "هذه ليست صورة خاطي يقبل الخلاص.. في هذه القصة لم يكن هناك أي جدل إذا كان الولد ابنا أم لا. لقد كان ابنا طيلة الوقت... الوحيد الذي يريد أن يذهب إلى بيت الأب هو بالضرورة ابن؛ وفي يوم من الأيام يقول الابن، "‘أقوم وأذهب إلى بيت أبي’" (ج. فرنون ماكجي، دكتوراه في اللاهوت، عبر الكتاب المقدس، توماس نلسن للنشر، 1983، الجزء الرابع، ص 314، 315؛ مذكرات في لوقا 15: 11- 19).

إذاً، قال د. ماكجي عن خطأ إن هذا الشاب كان مُخَلَّصا طيلة الوقت. تمرد وذهب إلى حياة الخطية طويلا ولكنه كان لا يزال مؤمنا. بعد ذلك تاب عن خطيته وأعاد تكريس حياته.

يؤسفني أن أقول إن هذا يبين كيف تأثر د. ماكجي بالقرارية. وبنفس الطريقة، فسر كثير من الوعاظ المعاصرين مثل بيلي جراهام هذا المثل. لماذا فعلوا ذلك؟ لأن عشرات الألوف من الناس اتخذوا "قرارا" ثم عادوا إلى الخطية. فالطريقة الوحيدة التي يبرر بها هؤلاء الوعاظ ذلك هو أن يقولوا إن هؤلاء الناس مثل الابن الضال، ويوما ما سوف يستيقظون ويعيدون تكريسهم. تسمعهم يقولون هؤلاء مدمنو خمر "مؤمنون" وهؤلاء مدمنو مخدرات "مؤمنون" وحتى يوجد زناة "مؤمنون". بما أن 88% من أولاد الكنيسة يتركون الكنيسة ولا يعودون (بارنا) وكلهم كانوا قد اتخذوا "قرارا"، يعطي الرعاة أملا كاذبا لذويهم بأن يقولوا إنهم كالابن الضال، مؤمنون لكن عادوا للعصيان. يقولون إن كل هؤلاء الناس، الذين يعيشون في الخطية ولا يذهبون إلى الكنيسة، "مخَلَّصون" أيضا. كل ما عليهم أن يفعلوه هو أن يعودوا ويعيدوا تكريسهم في وقت ما من المستقبل. لكن إن لم يفعلوا ذلك فهم لا يزالوا مخلَّصين. كما قال د. ماكجي، "لم يكن هناك أي جدل إذا كان الولد ابنا أم لا. لقد كان ابنا طيلة الوقت". لهذا بيل كلينتون وهو معمداني كان "ابنا" حتى وهو يمارس الجنس في البيت الأبيض مع مونيكا لوينسكي. ومعمداني آخر، جيمي كارتر، كان "ابنا" وهو ينكر عصمة الكتاب المقدس ويقول إن المورمون مسيحيون حقيقيون! من عدة سنوات قالت سيدة تدير بيتا للدعارة هنا في لوس أنجلوس إنها "مسيحية مؤمنة". قال لي أحد القادة الإنجيليين، "لا تدنها" ما هذا الجنون! هذا نوع من الإنجيلية المحيرة ويسمى antinomianism وهي كلمة تعني إن الإنسان يستطيع أن يعيش في حظيرة الخطية ويكون ابنا لله في نفس الوقت. ويطلق عليهم اسم "المؤمنين الجسديين" لكن قال د. مارتن لويد جونز، "هذا تفسير خاطئ لرومية 8: 5- 8، أن تقول إنهم يسلكون بحسب الجسد فهم مؤمنون جسديون، لأن الرسول يقول عنهم شيئا يجعله أمرا مستحيلا أن يكونوا مؤمنين على الإطلاق... الإيمان المسيحي، كما قال لنا الرسول عدة مرات يتضمن تغييرا جذريا شاملا في طبيعة الإنسان" (د. مارتن لويد جونز، ماجستير في اللاهوت، تفسير رومية 8: 5- 17، "أبناء الله"، لواء الحق للنشر، طبعة 2002، ص 3).

أنا لا أحب أن أصحح د. ماكجي، فهو قد علمني في الكتاب المقدس الكثير في الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي حين كنت أستمع له يوميا على الراديو. أنا لا أحب فكرة تصحيحه بشأن رأيه في الابن الضال ولكن ليس لدي اختيار. لقد قال د. ماكجي إنه هو ذاته قبل الخلاص حين "استخدم كارز من جنوب أوكلاهوما منذ سنوات عديدة مثل الابن الضال ليقدم الإنجيل... ذات ليلة وعظ عن الابن الضال، وهذه كانت الليلة التي تقدمت فيها للأمام" (ذات المرجع، ص 314). لكن بعدها قال د. ماكجي، "هذا المثل ليس عن كيفية خلاص الخاطي" (ذات المرجع). قال إنه عن كيف يقبل الله الابن الذي يخطئ مرة أخرى.

لم يفهم د. ماكجي الفكرة من الواعظ التقليدي الذي خلص على يديه في أوكلاهوما. لا، بل كوَّن فكرته عن الابن الضال من الوعاظ الإنجيليين المعاصرين مثل بيلي جراهام، الذين ينادون بإعادة التكريس بدلا من التغيير الكامل الواضح. هذه النظرة الحديثة للمثل أنتجت طوفانا من "المؤمنين الذين رجعوا" والذين لم يتغيروا أبدا. كما قال د. مارتن لويد جونز، "مستحيل أن يكونوا مؤمنين من الأصل".

قرأت مؤخرا مقال لكارز قال فيه،

أنا أعيش في جنوب كارولينا، وأنا أحب الجنوب. أنا لا أمزح على أحد من هناك، لكن يبدو أن كل الناس يقولون إنهم مخَلَّصون!... في بعض الولايات الجنوبية، توجد كنيسة على كل ناصية. حتى نجوم السينما والساسة يقولون إنهم مخَلَّصون... وبالرغم من هذا لدينا قتل وتحرش ومخدرات وصور إباحية وطلاق وكذب وسرقة أكثر من ذي قبل... ماذا حدث؟ لماذا تتراجع كنائسنا في النمو والكرازة؟... ما هي المشكلة؟ (جيري سيفنكستي، "عطشان أم مغمور بالإنجيل؟" مجلة Frontline، يوليو/أغسطس 2013، ص 38).

سأقول لكم أين المشكلة - لدينا عشرات الآلاف من الناس اتخذوا "قرارات" لكن لم يتغيروا! هذه هي المشكلة! وهي لا تحدث فقط في الجنوب. إنها في كل أمريكا! قال لي أحد المبشرين إنه كلما يطرق بابا للكرازة، يطرده الناس قائلين إنهم مخلَّصون بالفعل! قال إنهم لا يأتون إلى الكنيسة ولا يتوبون لأنهم يعتقدون إنهم مخلَّصون بالفعل! هذه هي نتيجة عقود من القرارية والفكرة الخاطئة عن أن الابن الضال مؤمن بحق! أقول لهم، "دعوا هذا الإنجيل الغاش! لقد دمر أمريكا بحق!" اقلعوا عن هذا التفكير! اتركوه بل القوه بعيدا! لقد أهلك ملايين النفوس، وأعاق كنائسنا وأتى بالدمار الروحي على أمتنا! لا يهم من يعد بذلك، سواء كان د. ماكجي أو بيلي جراهام أو البابا فرنسيس أو ضد المسيح – إنه تعليم شيطاني، مليء بالسم القاتل! وهذا يعود بنا إلى النص الكتابي،

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ" (لوقا 15 : 24).

نقر هنا على هذا الرابط لتقرأ عظة أخرى وعظتها عن الابن الضال بعنوان، "نموذج للتغيير" من الأفضل أن تقرأها مع هذه العظة).

2. ثانيا، ضرب المسيح هذا المثل ليبين للخطاة الأموات في الذنوب والخطايا كيف يخلصون!

كنت أعرف إنسانا ترك زوجته وهرب مع امرأة أخرى. ثم سطا على بنك بمسدس وذهب إلى السجن لعدة سنوات بسبب سرقة البنك. كان زانيا، وسارقا ولصا. لكنه كان مؤمنا طيلة هذا الوقت! سألته ماذا لو حدث الاختطاف أثناء سطوه على البنك بالسلاح. أجاب بثقة، "كان المسدس سوف يسقط على الأرض حين أختطف لألاقي الرب في الهواء!" قلت له إنه مخطئ وإنه لم يكن مؤمنا أبدا. لقد ذكر الابن الضال واستند على التفسير الخاطئ الذي قلت لكم عنه منذ لحظات وإنه كان "ابنا" طيلة هذا الوقت. فتحت الكتاب المقدس ووضعت إصبعه على الآية لوقا 15: 24 وقلت، "اقرأها" قلت له ذلك ثلاث أو أربع مرات حتى قرأها في النهاية بتردد،

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ..." (لوقا 15 : 24).

حدَّق في بنظرة شرسة في عينيه وكأنه قد ضُبط! ثم صرخ، "لكن ليس هذا معنى الآية!" قلت له، "أنا لم أقل لك ما تعنيه الآية أنا قلت لك أن تقرأها". ثم قرأتها له،

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ..." (لوقا 15 : 24).

ثم قلت، "إن أبا الشاب ذاته قال إنه "ميت". أبو الشاب ذاته قال إنه "ضال"؟ إن كان أبو الولد قال ذلك، فمن أنت حتى تناقضه؟" وبالمناسبة لو نظرتم بتدقيق إلى تفسير د. ماكجي تجدوا إنه لم يعلق على الآية لوقا 15: 24! لم يستطع! كانت سوف تدمر نظريته الخاطئة تماما! في لوقا 15: 24 قال الأب إن ابنه كان "ميتا" أي "ميتا في الذنوب والخطايا" (أفسس 2: 1، 5). ثم قال الأب إنه كان "ضالا". ماذا يمكن أن يكون أوضح من ذلك؟ الابن الضال يصور شخص خاطي هالك!

ضرب المسيح ثلاثة أمثال في الإصحاح الخامس عشر من لوقا ليجاوب الفريسيين. كانوا قد اعترضوا على إنه يأكل مع الخطاة (لوقا 15: 2). لقد ضرب هذه الأمثال كي يبين كيف يفرح الله بخاطي يتوب! كل مثل من الثلاثة يبين أن الله سيقبل ويغفر للخطاة الهالكين. لقد ضرب مثل الخروف الضال في الأعداد من 3 إلى 7، ومثل الدرهم المفقود في الأعداد من 8 إلى 10، ومثل الابن الضال من الأعداد 11 إلى 32. النقطة الأساساية في الثلاثة أمثلة هي أن الله يفرح جدا "بخاطي واحد يتوب" (لوقا 15: 7، 10، 24). من الغريب إن حتى د. رايري لم يتفق مع د. ماكجي وبيلي جراهام. أصاب د. رايري، ففي مذكرته عن لوقا 15: 4، قال، "مفقود. ثماني مرات في هذا الإصحاح يتم التأكيد على فقدان أو هلاك الإنسان. في عدد 4 مرتين وعدد 6، 8، 9، 17، 24، 32" (تشارلز س. ريري، دكتوراه في اللاهوت، الكتاب المقدس الدراسي رايري، مودي، 1978، ص 1576؛ مذكرة عن لوقا 15: 4). "يتم التأكيد على فقدان أو هلاك الإنسان" صحيح تماما!

أكد د. ماكجي على أن الضال كان "ابنا". في هذا المثل كلمة "ابن" لا تعني إنه كان مؤمنا مخَلَّصا. كان د. جون ماك آرثر على صواب حين قال في هذه النقطة بالذات إن هذا المثل "يصور كل الخطاة (المنسوبين لله بالخليقة) والذين يضيعون كل المزايا المتاحة لهم ويرفضون العلاقة مع الله، بل ويختارون حياة الخطية والملذات" (جون ماك آرثر، دكتوراه في اللاهوت، الكتاب الدراسي ماك آرثر، الكلمة للنشر، 1997، ص 1545؛ مذكرة عن لوقا 15: 12).

قال د. ماك آرثر محقا أيضا عن الابن الضال، "إنه كان مؤهلا للخلاص حين رجع إلى نفسه" (ذات المرجع، مذكرة عن لوقا 15: 17). هذا يبين أن ماك آرثر يقول إن الابن الضال كان هالكا. أنا أتفق مع د. ماكجي أكثر من جون ماك آرثر حول كثير من الموضوعات وبالذات عن دم المسيح. د. ماكجي على صواب في هذا الموضوع الهام - بشأن موضوع دم المسيح. أما عن تغيير الابن الضال، فالنص يجبرني أن أتفق مع جون ماك آرثر،

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ..." (لوقا 15 : 24).

بالمناسبة، كل الكتب التفسيرية القديمة تقول إن الابن الضال كان هالكا، وخلص في هذا المثل. لا يوجد أي من الكتب القديمة يقول إنه أعاد تكريس حياته وكان مخلصا طيلة الوقت! ماثيو بول (1624- 1679) قال عن نص اليوم، "النفس الخاطية نفس ميتة... تغيير الخاطي هو قيامة من الموت. ولا تستطيع النفس أن تفرح إلا عندما تتصالح مع الله بدم المسيح" (مذكرة عن لوقا 15: 24؛ شرح الإنجيل الكامل، لواء الحق، طبعة 1990، الجزء الثالث، ص 247).

قال متى هنري (1662- 1714)، "المثل يمثل الله كأب لكل البشرية، لكل عائلة آدم..." واستطرد متى هنري قائلا إن الابن الضال يمثل "خاطي، كل واحد فينا في حالتنا الطبيعية... حالة الفقدان... يمثل حالة من الخطية، هذه الحالة البائسة التي وقع فيها الإنسان (تفسير متى هنري للإنجيل الكامل، هندركسون للنشر، طبعة 1996، الجزء الخامس، ص 599- 600).

نظر د. جون ر. رايس للطريقة القديمة التي للتفاسير الكلاسيكية. لم يتفق مع مقولة د. ماكجي إن "هذه ليست صورة خاطي يخلص". قال د. رايس العكس تماما. قال د. رايس، "الابن الضال يمثل خاطي هالك". (جون ر. رايس، دكتوراه في اللاهوت، ابن الإنسان، سيف الرب للنشر، 1971، ص 372؛ مذكرة عن لوقا 15: 11- 16)

.

ت. هـ. سبرجن أمير الوعاظ يكرر نفس الرأي في عظته الشهيرة "قمة الابن الضال" (Metropolitan Tabernacle Pulpit، Pilgrim Publications، طبعة 1975، الجزء XLI، ص 241- 249) تقول الآية،

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ" (لوقا 15 : 24).

قال سبرجن عن نص اليوم، "يكفي تغيير نفس واحدة أن يُحدث فرحا أبديا في قلوب الأتقياء" (ذات المرجع، شرح الإصحاح، ص 251). يبين ثقل هؤلاء المفسرين بوضوح أن الابن الضال كان هالكا، وأن المثل يصور رجوعه. هذا هو الرأي الذي يميل إليه غالبية الدارسين على مر العصور – إلى أن جعلت القرارية التغيير أمرا مشوشا غير واضح المعالم! ٍ

3. ثالثا، هذا المثل يبين ما لا بد أن يحدث في التغيير الحقيقي

إن كنت تتوقع أن تتغير وتصبح مؤمنا حقيقيا، ستختبر ما مر به الابن الضال. إن لم يحدث هذا، لن يستطيع الله أن يقول عنك،

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ..." (لوقا 15 : 24).

قد استمعتم لهذا الشرح وهذه المقدمة، وذهنكم شرد. انتبهوا أيها السادة والسيدات! الآن أنا أكلمكم! لا بد أن تختبروا على الأقل بعض ما مر به الابن الضال وإلا ستذهبون إلى الجحيم! لا بد أن تختبروا ما اختبره، وإلا ستقضون الأبدية في النار والكبريت معذبين مع الشياطين وممزقين من ضمائركم! ها ما لا بد أن تختبره، على الأقل بقدر ما. يسوع مات بدلا منك، ليدفع ثمن خطاياك على الصليب. هو قام من الموت كي يعطيك الحياة. لكن عادة ما يكون هناك صراع حتى تأتي إلى المسيح. هذه النقاط مأخوذة من مثل الابن الضال:

1.  اعترف لنفسك أن قلبك أناني ويريد أن يبتعد عن الله قدرما يستطيع. نعرف أناسا أتوا إلى غرفة المشورة وقالوا إنهم يريدون أن يخلصوا بينما كانوا في نفس الوقت يخططون لترك الكنيسة! هذا خداع شديد للنفس. لماذا يمنح الله النعمة المخَلصة لشخص يفكر في الرجوع إلى العالم؟ "إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ" (1يوحنا 2: 15). "رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ" (يعقوب 1 : 8).

2.  صل إلى الله كي يريك فراغ العالم. لا تحتاج أن تسكن في الشارع حتى تدرك إنك لا تريد العيش هكذا! يستطيع الله أن يريك عدم جدوى طريقة الحياة المُحِبة للمادة. اسأل الله أن يريك فراغ الحياة بعيدا عنه. "لَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ" (يعقوب 4 : 2).

  

.3انتبه! ارجع إلى نفسك! صل إلى الله كي يريك أنك "تموت من الجوع"، بينما يمكنك أن تحظى بالسلام والفرح! ما تحياه الآن بلا سلام داخلي! لماذا تستمر في الخطية بينما يمكنك أن تنعم بغفران المسيح؟ "لَيْسَ سَلاَمٌ قَالَ إِلَهِي لِلأَشْرَارِ" (إشعياء 57 : 21).

4.  فكر في خطيتك. فكر في خطاياك المحددة وقلبك الملئ بالخطية. فكر مليا في خطيتك حتى تستطيع أن تقول مع الابن الضال، "أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ" (لوقا 15 : 18). الراعي د. تيموثي لين لم يخلص إلا حين كتب قائمة طويلة بخطاياه. قرأ هذه القائمة مرات عديدة حتى بكته الله وعلم إنه خاطي هالك! أنا لا أقول إنك لا بد أن تفعل مثله، لكن قد يكون الأمر مفيدا للبعض منكم.

5.  ارتم على الله الابن، "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (1 تيموثاوس 2 : 5). قال يسوع، "لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14 : 6). "اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا" (لوقا 13: 24). الذين يفكرون عَرضا أن يأتوا إلى المسيح لن يخلصوا. لا بد أن يكون الأمر أهم ما في حياتك! "اجْتَهِدْ أَنْ تَدْخُلَ"! حين تجد المسيح سيستحق الأمر كل اجتهاد بذلته، أي قدر من الاجتهاد مهما عظم. قال يسوع، "تَعَالَوْا إِلَيَّ... وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى 11 : 28). "وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (1 يوحنا 1 : 7).

لتكن هذه الترنيمة القديمة صلاتك في هذه الليلة -

سرت بعيدا عن الله،
    والآن أعود إلى البيت؛
سرت في دروب الخطية طويلا،
    أعود إلى البيت يا رب.

ضيعت سنينا ثمينة كثيرة،
    والآن أعود إلى البيت؛
أتوب بدموع حارة،
    أعود إلى البيت يا رب.
لن أضيع ثانية،
    ذراعاك مفتوحتان بالحب،
أعود إلى البيت يا رب.
( "أعود إلى البيت يا رب" تأليف ويليام ج. كيركباتريك، 1838 – 1921).

إن كنت تريد أن تتحدث معنا بشأن خلاصك، رجاء اترك مقعدك واتجه إلى مؤخر القاعة. سيصطحبك د. كاجان إلى غرفة هادئة للصلاة. د. تشان، رجاء صل من أجل الذين يضعون ثقتهم في يسوع في هذه الليلة. آمين.

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: لوقا 15: 21- 24.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"أنتمي ليسوع" (تأليف نورمان ج. كلايتون، 1903- 1992).

ملخص العظة

إساءة تفسير الابن الضال

(العظة رقم 2 عن الابن الضال)
MISINTERPRETING THE PRODIGAL SON
(SERMON NUMBER 2 ON THE PRODIGAL SON)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

"لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ" (لوقا 15 : 24).

1.  أولا، كيف أسيء تفسير هذا المثل من قِبل كثير من الوعاظ المعاصرين، لوقا 15: 24.

2.  ثانيا، ضرب المسيح هذا المثل ليبين للخطاة الأموات في الذنوب والخطايا كيف يخلصون!
 أفسس 2: 1، 5؛ لوقا 15: 7، 10، 24.

3.  ثالثا، هذا المثل يبين ما لا بد أن يحدث في التغيير الحقيقي،
1يوحنا 2: 15؛ يعقوب 1: 8؛ 4: 2؛ إشعياء 57: 21؛ لوقا 15: 18؛
1 تيموثاوس 2: 5؛ يوحنا 14: 6؛ لوقا 13: 24؛ متى 11: 28؛ 1يوحنا 1: 7.