Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

لماذا خَلُصَ نوح وهلك الباقون

WHY NOAH WAS SAVED AND THE REST WERE LOST

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة أُلقيت في الكنيسة المعمدانية في لوس أنجليس
في مساء يوم الرب، 17 يونيو/حزيران 2012

"وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ." (متى 24: 37).

حصل الدكتور جليسون ل. آرشر على درجة من جامعة برينستون اللاهوتية ومن كلية الدراسات العليا في جامعة هارفارد. أنهى مسيرته كأستاذ العهد القديم في كلية لاهوت الثالوث الأقدس الإنجيلية في ديرفيلد، إلينوي. وكان الدكتور آرتشر أحد أصدقاء راعيَّ الصينية لفترة طويلة، الدكتور تيموثي لين، الذي كان أيضا عالمًا في العهد القديم ولغات الكتاب المقدس. كنت أعرف الدكتور آرتشر وقد تحدث في كنيستنا. بخصوص نوح والطوفان العظيم، قال الدكتور آرتشر إن اعتقاد المسيح في نوح والطوفان في متى 24: 37-39 يجعل المسيحي الحقيقي أن يقبل الواقعة التي جاءت في سفر التكوين. قال: "كان يسوع يتوقع أن حدثا تاريخيا في المستقبل سيحدث باعتباره المرموز لحدث سُجِّلَ في العهد القديم. ولذلك يجب أنه يكون قد اعتبر الطوفان كتاريخ حرفي حدث بالفعل، تماما كما هو مسجل في سفر التكوين" (جليسون ل. آرشر، دكتوراه، موسوعة الصعوبات في الكتاب المقدس، دار زندرفان للنشر، 1982، ص 21). وفيما يتعلق بالفيضان نفسه، قال الدكتور آرتشر: "الأدلة الجيولوجية ذات أهمية حاسمة، على الرغم من أنه نادرا ما يذكرها العلماء الذين يرفضون دقة الكتاب المقدس. هذا بالضبط هو نوع من الأدلة على أن حلقة وجيزة ولكنها كانت عنيفة من هذا النوع [في الطوفان] من المتوقع أنها ظهرت في فترة قصيرة من سنة واحدة ... والتي من المؤكد جدًا أنها تدل على نوع الطوفان الموصوف في الأصحاح السابع من سفر التكوين" (المرجع نفسه، ص 83). وقال أيضًا أن "بعض الجيولوجيين المسيحيين يشعرون بأن بعض الاضطرابات الزلزالية الكبيرة يدل أنها حدثت في أجزاء مختلفة من العالم في حقبة الحياة الحديثة وأفضل تفسير لها انما تكون قد حدثت نتيجة للطوفان" (المرجع نفسه، ص 82). هكذا قال الدكتور آرتشر إن الفيضان العالمي يتفق مع الأدلة الجيولوجية (المرجع نفسه). وأعتقد أن الدكتور آرتشر كان على حق تمامًا، وأنه كان هناك فيضان عالمي في أيام نوح.

وعلاوة على ذلك كان حجم فُلك نوح هائلاً. قال الدكتور هنري موريس، "على افتراض أن طول الذراع القديم كان فقط 17.5 بوصة (أصغر مما تظنه أية سلطة)، يمكن أن يكون حمل ما يصل إلى125.000 من الحيوانات التي في حجم الأغنام. وحيث أنه لا يوجد هناك أكثر من حوالي 25.000 نوعًا من الحيوانات البرية ... إما حية أو منقرضة، وبما أن متوسط حجم هذه الحيوانات هو بالتأكيد أقل بكثير من الشاة، فإنه من الواضح أنه يمكن بسهولة أن جميع الحيوانات التي تم تخزينها في مكان أقل من نصف سفينة نوح، كل زوج في "غرفة مناسبة " (هنري إم. موريس، دكتوراه، الكتاب المقدس لدراسة المدافع، العالم للنشر، 1995، ص 21؛. ملاحظات على سفر التكوين 6: 15) .

ولكن بالنسبة لي فإن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام عن نوح هو أن الأحداث التي تتعلق به، وبالطوفان هي، كما أشار الدكتور آرتشر، هي نوع من "حدث تاريخي مستقبل"، والذي وصفه المسيح عندما قال:

"وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ."
       (متى 24: 37).

أخبرنا الرب يسوع المسيح أن أحداث في العالم، في وقت مجيئه الثاني ستكون مماثلة لتلك التي كانت في الأيام التي سبقت الطوفان العظيم. وبالتالي، سوف تتكرر الظروف التي كانت في أيام نوح قبل مجيء المسيح الثاني ونهاية العالم كما نعرفه. يبدو أن كل علامة تشير إلى أننا نعيش الآن في ذلك الوقت، في الأيام الأخيرة من هذا العصر.

أثناء عظه بيلي جراهام في حملته الروحية الأخيرة، في مدينة نيويورك في عام 2005، قال، وهو على صواب: "في العهد الجديد، قد ذُكِرَت "الولادة الجديدة" تسع مرات. وذُكِرَت التوبة حوالي سبعين مرة. وتُذكر المعمودية حوالي 20 مرة. لكن مجيء المسيح الثاني يذكر مئات المرات" (الحياة في محبة الله: الحملة الروحية في نيويورك، أبناء ج. ب. بوتنام، 2005، ص 109).

قال الرب يسوع المسيح أن الأيام التي عاش فيها نوح ستكون مثل ذلك الوقت الذي فيه يأتي مرة أخرى،

"وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ."
       (متى 24: 37).

في هذه العظة سوف أركز على نقطتين: (1) الحالة في أيام نوح، و (2) والطريقة التي خلص بها نوح.

1. أولاً: الظروف التي كانت في زمن نوح.

كيف كانت الأحوال في أيام نوح؟ يقول الكتاب المقدس:

"وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ." (تكوين 6: 5).

كان الناس في ذلك الوقت يركزون عقولهم على الشر "بشكل مستمر"، وعندما كانوا يذهبون إلى الفراش في الليل، كانت عقولهم ممتلئة بالأفكار الشريرة. وعندما يستيقظون في الصباح، كانت أفكار قلوبهم فورًا ممتلئة بتخيلات شريرة.

جون ويسلي، مؤسس الكنيسة الميثودية كما كانت من قبل، قال في عظته "الخطيئة الأصلية" وكان الحديث من سفر التكوين 6: 5، قال:

ليس لدينا أي سبب للاعتقاد أنه كان هناك أي توقف عن الشر. لأن الله، الذي "رأى أن كل تخيلات وأفكار القلب إنما هي شريرة،" رأى أيضا، أنها كانت دائما هي نفسها، وأنه "كان الشر فقط باستمرار"؛ كل عام، كل يوم، كل ساعة ، كل لحظة. لم يحيد [الإنسان] أبدًا عن مساره لعمل الخير ... وهكذا كان كل الناس أمام الله مما أتي بالفيضان على الأرض. ونحن، بالتالي، نستفسر، عما إذا كان الحال على ما هو عليه الآن (جون ويسلي، ماجستير، "الخطيئة الأصلية"، أعمال جون ويسلي، دار بيكر للكتاب، 1979، المجلد السادس، ص 59).

وتابع السيد ويسلي الإشارة إلى أن الناس اليوم في نفس الحالة التي كانت قبل الطوفان لأن الخطيئة الأصلية أفسدت الجنس البشري بأكمله. قال إن الإنسان مليء بالغرور "ختم الشيطان صورته على قلوبنا بإرادة النفس"، لكي نحب العالم بدلا من الله، الذي يملؤنا بالشهوة الجسدية، و "الرغبة في الملذات بالتخيُّل." وقال إن الناس مملوئين بمحبة العالم. وتحدث عن "الإلحاد وعبادة الأصنام، والغرور، والإرادة-الذاتية، ومحبة للعالم." وقال:

هل الإنسان بحكم طبيعته مليء بكل أنواع الشر؟ هل يخلو من كل خير؟ هل هو ساقط كُليًّةً؟ هل نفسه في فساد تمامًا؟ أو، بالعودة إلى النص، "كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ." (تكوين 6: 5). اسمح بهذا، وأنت حتى الآن مسيحي... أو انكر ذلك، وبذلك تكون وثنيًا. (المرجع نفسه، ص 63).

ألم يكن السيد ويسلي على صواب، أليس كذلك؟ ماذا عنك أنت؟ أليس صحيحًا أن الله ليس في أفكارك في أكثر الأوقات؟ أليس صحيحا أنك تحب الأشياء التي في العالم أكثر مما تحب الله؟ - في الواقع أنك لا تحب الله حقيقةً على الإطلاق؟ أليس صحيحًا أنك في كبريائك لا تعترف بهذا؟ أليس صحيحًا أن عقلك ممتلئًا بالشهوة؟ أليس صحيحًا أن الشيطان "ختم صورته على قلبك بإرادتك؟"

ولكنك، قد تقول، "ألم تكن هذه دائما حالة الإنسان منذ السقوط؟" في الواقع هذه حالة الإنسان. ولكن الفرق يكمن هنا - البشرية في الأيام الأخيرة وهذه هي معاملات الله معنا تَرفض بقوة عمل الروح القدس في اقناعهم بالخطيئة. هذا هو بالضبط ما حدث في أيام نوح. ويخبرنا الكتاب المقدس أن الله قال: "لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ" (تكوين 6: 3). قاوم الناس في أيام نوح الروح القدس إلى النهاية! أليس هذا هو الحال اليوم بطريقة أو بأخرى، بل بشدة أكثر، هذا لم يكن صحيحا من قبل في كل التاريخ الطويل للمسيحية؟

عد بذاكرتك إلى الماضي. في السنوات الأولى من عهود معاملات الله وفقًا للتاريخ، آلاف من الناس جروا حرفيًا إلى الكنائس، تاركين أساليب حياة العقائد الوثنية وراءهم. ويمكن في تلك الأيام الأولى للمسيحية حرفيا القول أن عشرات الآلاف رجعوا: "كَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ" (1 تسالونيكي 1: 9). حتى في العصور المظلمة في القرون الوسطى كان الملايين يهتمون بالعقيدة المسيحية بجدية خطيرة، باهتمام لا نراه اليوم في العالم الغربي. وفي أيام الاصلاح كان الناس متجوعين لله حتى أنهم في كثير من الأحيان دخلوا السجون، وحُرِقوا علنًا، لأنهم رفضوا إنكار المسيح. أين نرى هذا التفاني في معظم دول العالم هذا المساء؟ وفي أيام الصحوات الثلاث الكبرى كان من الشائع للآلاف من الناس أن يأتوا تحت تبكيت شديد على الخطيئة قبل أن يؤمنوا بيسوع المسيح ويتحولوا إلى خليقة جديدة. أين في العالم الغربي اليوم نرى صحوة من هذا القبيل، حيث كان هذا شائعًا جدًا في الصحوة الكبرى الثانية؟ أين نرى مثل هذه الأشياء التي حدثت في صحوة سنة 1814 في كورنوال؟

مئات كانوا يبكون طالبين الرحمة في وقت واحد. والبعض الآخر كانت نفوسهم في كرب وحزن شديد لمدة ساعة كاملة، والبعض لمدة ساعتين، والبعض ما يقرب من ستة ساعات، والبعض الآخر 9 أو 12 ساعة، والبعض لمدة 15 ساعة قبل أن يتكلم الرب معهم بالسلام في نفوسهم ̶ بعد ذلك يقومون، ويرفعون أذرعهم، ويعلنوا أعمال الله العجيبة معهم، بطاقة مدهشة، لدرجة أن المارة ينذهلون في لحظة، ويسقطون على الأرض وهم يهدرون من القلق الذي ينتابهم (نقلت من نار من السماء بواسطة بول إ. ج. كوك، دار النشر الإنجيلي، 2009، ص. 80) .

أين نرى مثل تحرك الروح القدس هذا في كنائسنا اليوم؟ أين نرى تحولات مثل هذه؟

هنا رجل عاش دون أي شعور حقيقي عن الله أو من خطورة خطاياه، و يشرق اليوم عليه عندما يستنير قلبه بمعرفة الله. يختبر تبكيتًا عميقًا على الخطيئة، ويبدأ في التقرب إلى الله، وغالبا بشعور من اليأس. يفعل هذا حتى يتم تحوله إلى التوبة وينظر إلى الرب يسوع المسيح طالبًا العفو والخلاص. ثم يحصل على ضمانات رحمة الله وغفران خطاياه. ويتبع ذلك فرح غامر وسرور عظيم (كوك، المرجع نفسه، ص 119).

أين نرى مثل هذا التحول في كنائسنا الغربية اليوم؟ نحن لا نرى ذلك لأن الناس يقاومون الروح القدس كما كانوا يفعلون في أيام نوح!

"وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ."
       (متى 24: 37).

2. ثانيًا: الطريقة التي خلُص بها نوح نفسه.

لقد أصبح العالم كله ماديًّا. أعني بـ "مادي" أن الجنس البشري كان يركز على العالم المادي، مع قليل من التفكير فيما هو خارق للطبيعة. ولم يكن الله مركزيًّا في تفكيرهم. كانوا يهتمون فقط بالأشياء الخاصة بهذه الحياة. كانوا يفكرون فقط بحياتهم في هذا العالم الحاضر. جعل يسوع هذا واضحًا جدًا عندما قال:

"وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ." (متى 24: 37-39).

فمن المثير للاهتمام أن المسيح لم يذكر الحقيقة أن " كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ." (تكوين 6: 5)، على الرغم من أنها كانت. المسيح لم يذكر أن "الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ" (تكوين 6: 13)، على الرغم من أنها كانت قد امتلأت ظلمًا. لم يذكر المسيح سوى أنهم كانوا "يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ" (متى 24: 38). لكن فقط بذكر الأكل والشرب والزواج، أشار المسيح إلى جذور خطاياهم. كانوا يركزون على تلك الأشياء التي، كما قال الدكتور ماكجي، "انهم عاشوا كما لو أن الله لم يكن موجودا. لم يعتقدوا أنه سوف يُدينهم ولكنهم ازدروا بتحذيره من أن الفيضان وشيك الحدوث" (جي. فيرنون ماكجي، دكتوراه في اللاهوت، من خلال الكتاب المقدس، توماس نلسن للنشر، 1983، المجلد الرابع، ص 132؛. مذكرة عن متى 24: 38، 39). وهذا يصف الناس في أيامنا هذه أيضا. قال مارك دِفَر، الذائع الصيت، راعي الكنيسة المعمدانية في كابيتول هيل في واشنطن العاصمة، قال مؤخرًا، "الآلاف، إن لم يكن الملايين، من أعضاء الكنيسة، هم مسيحيون لم يولدوا الولادة الثانية حقا".

قال يسوع أنهم "لَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ" (متى 24: 39). آه، قد سمعوا أن الطوفان قادم. شاهدوا الفلك. سمعوا التحذيرات من نوح، الذي سمَّاه بطرس الرسول، "كارزًا للبر" (2 بطرس 2: 5). لقد أُعطوا تحذيرات كافية أن الدينونة آتية. إلا أنهم "لَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ". الكلمة اليونانية المترجمة "يَعْلَمُوا" تعني "يكونوا على بينة من"، "يدركوا" (قاموس سترونج). قال الدكتور راينِكَر إن هذا هو "وصف الحياة الخالية من القلق والتي كانت بدون أي نذير عن وقوع كارثة وشيكة" (فريتز راينِكَر، دكتوراه، المفتاح اللغوي للعهد الجديد، دار نشر زندرفان، طبعة 1980، ص 72. مذكرات عن متى 24: 39). يالها من صورة تشبه يومنا هذا!

شبَّه المسيح الناس في أيام نوح كصورة معظم الناس الذين يعيشون في نهاية هذا العالم الحاضر. وأعتقد أن البعض منكم هنا هذا المساء يعيشون كما عاش هؤلاء الناس في أيام نوح! ربما سمعت أن الدينونة قادمة لا محال. لكن هذه الحقيقة لا تحرِّك مشاعرك. ربما سمعت عن الدينونة القادمة، ولكنك لا "تدرك" ذلك. إنه أمر لا يهمك. قد يبدو أنه أمر مثير للاهتمام، لكنه لا يسبب لك أن تشعر بأي نذير أو خوف. ربما سمعت عن الدينونة القادمة، لكنها لم تشغل بالك، أو تغير مجرى حياتك. "لَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ" (متى 24: 39). ما زال الجنس البشري يستمر في التركيز على الأشياء المادية للحياة، مثل الأكل والزواج، دون أي خوف لله. ماذا عنك أنت؟

فكِّرالآن كيف خَلُصَ نوح. و سفر التكوين يقول ببساطة،

"وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ." (تكوين 6: 8).

قارَن لوثر تلك الكلمات بتلك الكلمات التي قالها الملاك: يَا مَرْيَمُ: "لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ." (لوقا 1: 30). وأضاف لوثر، "هذا النمط من الكلام يلغي كل جدارة أُخرى ويركز على الإيمان الذي به وحده يمكننا أن نتبرر أمام الله ونجد نعمة في عينيه" (تعليق لوثر على سفر التكوين، دار نشر زندرفان، طبعة 1958، المجلد الأول، ص 138) . وقال آرثر دبليو بِنْكْ: "مثل كل الخطاة الآخرين الذين يجدون قبولاً من الله، قد ’تبرر"نوح" بالإيمان‘" (آرثر دبليو بِنْكْ، مقتنيات في سفر التكوين، مطبعة مودي، 1981 طبعة، ص 97).

لذلك كان أول شيء نتعلمه عن نوح أنه خلص بواسطة النعمة. والشيء التالي الذي نتعلمه هو هذا:

"بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ..." (عبرانيين 11: 7).

جعلت نعمة الله نوح يتحرك بالخوف. كما قال جون نيوتن (1725-1807) حين كتب: "النعمة المدهشة" التي عَلَّمَت قلبي الخوف" (" النعمة المدهشة"، العدد 2). نعمة الله فقط يمكنها أن تبعث الخوف في قلب الخاطىء غير المخلَّص. قبل أن تأتي نعمة الله للإنسان فلا يكون عنده أي خوف. يتحدث بولس الرسول عن أولئك الذين لم تلمسهم النعمة بعد، عندما قال: "لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ" (رومية 3: 18).

قال لي شخص ما ذات مرة: "أنا لا أخاف من الله" - كما لو أنه يعتقد أن تجربتة هذه كانت غير عادية! ولكنها ليست غير عادية على الاطلاق. هذا يعني ببساطة أنه لم يسبق لك أن نعمة الله لمستك بعد - لأن أول شيء تعمله النعمة هو أنها تُعطيك "قلب الخوف"، كما قال نيوتن. بدون نعمة الله سوف تعيش حياتك كلها بـ "لَيْسَ خَوْفُ اللهِ أَمَامَ عَيْنَيْهِ [ــك]. (مزمور 36: 1) " لكن عندما تأتيك نعمة الله، بواسطة روحه القدوس، يعطيك وعيًا بخطاياك. يثير الخوف في قلبك بسبب خطاياك. إذا لم يجعلك تخاف من الخطيئة فلن تخلص من الخطيئة! قال الدكتور جي. جريشام ماتشين: "عندما يأتي إنسان تحت تبكيت الخطيئة، فإن كل موقفه تجاه الحياة يتحويل" (جي. جريشام ماتشين، دكتوراه في اللاهوت، المسيحية الليبرالية، شركة إيردمانز للنشر، طبعة 1990، ص 67).

قبل أن تختبر التبكيت على الخطيئة، سوف تفكر فقط في كيفية الحصول على التحويل الحقيقي. قال أحد الشباب مرّة: "أخشى انني سوف أحصل على تحويل كاذب." إنه يخاف من الشيء الخطأ! ليس هناك خوف الله. ليس هناك خوف من الخطيئة. إنه لم يفيق لحالته الرهيبة! ""لَيْسَ خَوْفُ اللهِ أَمَامَ عَيْنَيْهِ [ــه]."! ولكن عندما يأتي الروح القدس سيوبخك على الخطيئة (يوحنا 16: 8). حين تغدو الخطيئة مروعة في عقلك، "فإن كل موقفك تجاه الحياة [سوف] يتحول"، كما قال الدكتور ماتشين:

وهذا هو ما كان عليه الحال أيام نوح. عندما بكته الروح القدس على خطيته، حدث أنه "خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ..." (عبرانيين 11: 7). التبكيت على الخطيئة فقط، وخوف الله المقدس، ينقلك إلى الخلاص بالمسيح، الذي يمثله الفلك! فكِّر أيها الإنسان! فكِّر في خطيتك. فكِّر في الخطايا الماضية في حياتك! فكِّر في الدينونة القادمة التي سوف تواجهها بسبب خطاياك! اطلب من الله ليبكتك بعمق بحيث يمكنك أن تقول: "لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا." (مزمور 51: 3).

ننصحك أن تأتي إلى الفلك، أن تأتي إلى يسوع ليعفو من ذنوبك بموته على الصليب. نقول لك ثق في يسوع وتطَهَّر من خطيتك بدمه الثمين. لكن كل ما يمكن أن تفكر فيه هو كيف تثق فيه! عندما تزعجك خطاياك، لن تفكر في "كيف" تثق في المسيح! آه، لا! سوف "تتحرك بالخوف"، وتأتي إلى فلك الأمان، والذي هو المخلص، يسوع المسيح! كما قال الدكتور ماتشان:

عندما يأتي انسان تحت تبكيت الخطيئة، يتحول كل موقفه تجاه الحياة، ويتعجب عن عماه في السابق، ورسالة الإنجيل، التي بدت سابقًا وكأنها حكاية مملة خاملة، تصبح الآن [حيَّة له]. لكن الله وحده هو الذي يقدر أن ينتج التغيير (ماتشان، المرجع نفسه).

نصلي من أجلك أن الله يبكتك على الخطيئة! لأنه ما لم يوقظك الله بتبكيتك على الخطيئة فإنه يكون محكوم عليك كما حُكِم على أولئك الناس في زمن نوح، الذين "لَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ." (متى 24: 39).

إن كنت ما زلت غير مسيحي حقيقي نريد أن نعطيك وقتًا للصلاة وطلب المشورة. من فضلك إذهب إلى الوراء في قاعة الكنيسة الآن والدكتور كاجان سوف يأخذك إلى مكان هادئ للصلاة. آمين

.

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

You may email Dr. Hymers at rlhymersjr@sbcglobal.net, (Click Here) – or you may
write to him at P.O. Box 15308, Los Angeles, CA 90015. Or phone him at (818)352-0452.

قرأ النص قبل العظة: الدكتور كنجستون ل. تشان: متى 24: 36-42.
ترنيم منفرد قبل العظة: السيد بنيامين كينكايد جريفيث:
"في وقت مثل هذا" (كلمات روث كاي جونز، 1902-1972).

الخطوط العامة

لماذا خَلُصَ نوح وهلك الباقون

WHY NOAH WAS SAVED AND THE REST WERE LOST

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

”وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ.“ (متى 24: 37).

1. أولاً: الظروف التي كانت في زمن نوح. سفر التكوين 6: 5، 3؛ 1 تسالونيكي الأولى 1: 9.

2. ثانيًا: الطريقة التي خلُص بها نوح نفسه. متى 24: 37-39؛ سفر التكوين 6: 5، 13؛
بطرس الثانية 2: 5؛ سفر التكوين 6: 8، لوقا 1: 30؛ عبرانيين 11: 7؛
رومية 3: 18، يوحنا 16: 8؛ مزمور 51: 3.