Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

اتخذ مومني تسالونيكي مثالًا لك!

MAKE THE THESSALONIAN CHRISTIANS
YOUR EXAMPLE!

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2015
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, December 27, 2015

"بُولُسُ وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1تسالونيكي 1: 1).


قرأ الأخ برودوم الأصحاح الأول من الرسالة الأولى إلى تسالونيكي منذ دقائق قليلة وهو يعطينا صورة حية للكنيسة الأولى في مدينة تسالونيكي. كتب بولس الرسول هذه الرسالة حوالي سنة 50م، وكانت الرسالة الأولى التي كتبها بولس. لقد كتب إلى كنيسة عمرها شهور قليلة. وقد أمضى بولس معهم ثلاث سبوت بحسب أعمال 17. لقد طُرد سريعا من قِبل عصابة من اليهود غير المؤمنين والذين هتفوا ضد بولس وسيلا – قائلين، "إِنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمَسْكُونَةَ حَضَرُوا إِلَى ههُنَا أَيْضًا" (أعمال 17: 6). قالوا إن ياسون، قائد الكنيسة، يكسر قانون القيصر بأن هناك ملك آخر اسمه يسوع. لقد قبضوا على ياسون والمؤمنين الآخرين ثم أطلقوا سراحهم. في الأصحاح الثالث عدد 2 وعدهم بولس بأن يرسل تيموثاوس "حَتَّى يُثَبِّتَكُمْ وَيَعِظَكُمْ " (1تسالونيكي 3: 2).

سنقرأ الفصل الأول ونرى كنيسة صغيرة قوية، برغم أن بولس كان معهم ثلاثة أسابيع فقط، وكنيستهم كان عمرها حوالي سنة واحدة. إنها كنيسة مثالية وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنتبع هذا المثال. هناك ثمانية نقاط في الفصل الأول، على كنيستنا أن تتمثل بها.

1. أولا، كانوا في الله وفي المسيح.

"بُولُسُ وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1تسالونيكي 1: 1).

سلوانس اسم آخر لسيلا. برغم أنهم كانوا عبدة أوثان إلا أنهم الآن "فِي اللهِ الآبِ" و "فِي الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." هذا ما يقوله بولس عن هذه الكنيسة. هذه هي الطريقة التي بها تنضم للكنيسة، وليس بأن يضاف اسمك إلى سجلات الكنيسة، لكن بأن تكون "فِي اللهِ" و "فِي الْمَسِيحِ." هذا ما يجعلك عضوا حقيقيا في الكنيسة. لقد صلى يسوع بهذا حين قال، "لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا" (يوحنا 17: 21). لا بد أن ترتبط بيسوع وبالله الآب كي ترتبط بكنيسة! لا يوجد طريقة أخرى. إما أن تكون "في" المسيح أو "خارج" المسيح. لهذا نحثك أن تأتي للمسيح، وتضع ثقتك بالمسيح وترتاح في المسيح. حين يحدث ذلك تصبح عضوا في الكنيسة. لا توجد طريقة أخرى للانضمام لكنيسة. قال يسوع، "يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 7). "المجيء" إلى الكنيسة ليس هو نفس الشيء كما أن تكون "في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1تسالونيكي 1: 1).

الكنيسة الحقيقية تتكون من هؤلاء الذين هم "في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." أما الباقون فمجرد زوار للكنيسة، لكن ليسوا جزءا منها. مثل فلك نوح. قضى نوح عقودا يبني الفلك. كثيرون أتوا لينظروا هذا الفلك الضخم. قد يكونوا طافوا حوله والبعض منهم قد يكون دخل ليلقي نظرة على الفلك من الداخل ثم مضى. لكن حين أتى الطوفان لم يكونوا "في" الفلك، فغرقوا في الطوفان العظيم. قال يسوع، "وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ" (متى 24: 37). حين يأتي قضاء الله على العالم سوف تكون بلا رجاء إلا إذا كنت "في الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" كما كان الناس في كنيسة تسالونيكي.

2. ثانيا، كان لهم إيمان ومحبة ورجاء في الرب يسوع المسيح.

انظر عدد 3.

"مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا" (1تسالونيكي 1: 3).

تذكر الرسول بولس أن المؤمنين في كنيسة تسالونيكي عملوا بسبب محبتهم. كان عملهم نتيجة إيمانهم بالمسيح. وكان عملهم تعب في المحبة. كان لهم صبر واحتمال أيضا، ملهمين برجائهم في الرب يسوع المسيح. في 1كورنثوس 13 قال بولس "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ [المحبة المسيحية] هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (1كورنثوس 13: 13).

وجدنا إنه قد يأتي الناس إلى الكنيسة بدون إيمان ولا محبة ولا رجاء في المسيح، لكنهم لا يبقون طويلا في الكنيسة. إنهم يأتون إلى الكنيسة فقط من أجل تكوين صداقات. يتمتعون بالشركة والمرح مع الآخرين في الكنيسة. لكن بعد ذلك، "فِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ" (لوقا 8: 13). هذا يحدث دائما في الجزء الأول من السنة بعد رأس السنة. يمرحون في احتفالات الكنيسة في عيد الميلاد ورأس السنة لكن يأتي شهر يناير ويذهب بعض المرح، فلا يشعرون باستمتاع كما في موسم عيد الميلاد فلذلك "يَرْتَدُّونَ." هذا يبين إنهم كانوا يأتون إلى الكنيسة من أجل المرح والألعاب، لكن لم تكن لهم صلة بالمسيح. لم يكونوا أبدا "في الرب يسوع المسيح." فيرتدون لأنهم لم يتغيروا من الأساس. لا يصبحون أبدا مثل مؤمني كنيسة تسالونيكي! أتمنى ألا يحدث هذا لكم أبدا!

3. ثالثا، كانوا مختارين من الله.

انظروا آية 4:

"عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ" (1تسالونيكي 1: 4).

يسميهم بولس "إخوة" لأنهم مختارون لخلاص الله. تكلم بولس عن اختيارهم مرة ثانية في 2تسالونيكي 2: 13، حيث قال، "اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ." من البدء يختار الله بعض الناس للخلاص. نحن لم نختره بل هو اختارنا. في رسالة أفسس يقول بولس، "اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (أفسس 1: 4). يسوع نفسه قال، "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" (يوحنا 15: 16).

هذا سر لا تستطيع أذهاننا الطبيعية استيعابه. لكنه حقيقة. منذ سبعة وخمسين عاما دُعيت للوعظ. كان هناك في تلك الكنيسة كثيرون من الشباب قد أتوا من بيوت مسيحية مؤمنة لكن برغم أنهم أتوا من بيوت مسيحية لم ينالوا التغيير، وابتعدوا عن الكنيسة. برغم كل امتيازاتهم لم يكونوا مختارين لخلاص الله. وهناك كنت أنا، ولدا بائسا من بيت مفكك بالطلاق. ليس فقط إني لم أبتعد بل ها أنا أكرز بالإنجيل بعدها بسبعة وخمسين عاما. كيف تفسر هذا؟ أنا لا أستطيع أن أفسر هذا، فقط أقتبس ما قاله يسوع، "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" ولأنه اختارني، استطعت أن أجتاز أوقاتا صعبة كثيرة وأحزان كثيرة دون أن أرتد! كان هذا حال مؤمني كنيسة تسالونيكي أيضا. "عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ."

دعوني أقول شيئا آخر. إن كنت لست من المختارين، لا نستطيع أن نفعل شيئا حيال خلاصك، بل ولا يوجد شيء تعملونه أنتم به تخلصون أنفسكم! لذلك يوجد أناس يسمعون الكرازة بالإنجيل سنينا طويلة دون أن يخلصوا. ليس لهم آذان للسمع ولا قلوب تثق بيسوع. لا ينالونه. قال فيليب تشان إن ذهنه ظل يدور في دوائر محاولا أن يخلص. ثم في صباح أحد أيام الأحد، فتح الله قلبه ووضع ثقته بالمسيح، لكن غير المختارين لا تأتيهم لحظة كهذه. تظل أذهانهم تدور في دوائر، محاولين فهم الأمر إلى أن يموتوا ويغرقوا في لهيب جهنم. الاختيار الإلهي ليس اختيارك. الاختيار هو من الله كما يقول عدد 4.

4. رابعا، لقد قبلوا إنجيلا ليس بكلمات تعلموها بل بقوة أيضا.

رجاء انظروا عدد 5.

"أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضاً، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَيَّ رِجَالٍ كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ" (1تسالونيكي 1: 5).

يسميه بولس "إِنْجِيلَنَا" لأنه هو الذي كرز به هو وسيلا رفيقه. في أماكن أخرى يسميه "إِنْجِيلِ اللهِ" (رومية 1: 1) وأيضا "إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ" (1تسالونيكي 3: 2).

وصلت الكرازة للتسالونيكيين بقوة. في 1كورنثوس قال بولس،

"وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ" (1كورنثوس 2: 4).

قال د. مارتن لويد جونز، "لم يعتمد الرسول على مواهب بشرية ولا طرق أو اختراعات. لكن "بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ" (غنى المسيح الذي لا يُستقصى، ص 56).

الناس في تسالونيكي لم يأتوا بكتبهم المقدسة مفتوحة ويكتبوا مذكرات. هذه ليست الطريقة للكرازة بل إعاقة للكرازة وكذا شاشات العرض والترجمات الحديثة. أنا أفضل أن يلقوا بأقلامهم وشاشات العرض ويكرزوا بمسحة من كتاب الملك جيمس. نحتاج أن نعتمد على الروح القدس لا على طرقنا الحديثة. الناس في تسالونيكي وُعظوا بالروح القدس والقوة وتغيروا من الأعماق. أنا لا يمكنني أن أعلمكم كيف تتغيرون. ولهذا نصلي باستمرار أن يأتي حضور الله وحقيقة الروح القدس. هو فقط يستطيع أن ينير هذه الحقائق لك ويجذبك للمسيح. هؤلاء الناس تغيروا بوعظ الروح القدس لا بتعليم الكتاب الجاف الذي نسمعه من معظم منابرنا اليوم! هناك مجاعة للكلمة لأننا لا نملك قوة الروح القدس في وعظنا كما كان لهم.

5. خامسا، لقد تبعوا مثال بولس وسيلا في الضيق.

رجاء انظروا عدد 6.

"وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (1تسالونيكي 1: 6).

لقد أصبحوا من أتباع أو متمثلين ببولس وسيلا والمسيح – برغم الضيق الكثير أو الشديد. وفي ضيقهم كان لهم فرح، من الروح القدس. قال بطرس الرسول،

"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضاً مُبْتَهِجِينَ" (1بطرس 4: 12- 13).

قال د. توماس هيل، "بحسب العهد الجديد، أن تحتمل الضيق من أجل المسيح امتياز مفرح (أعمال 5: 41؛ 1بطرس 4: 13). الكنيسة التي تحتمل الاضطهاد بفرح تصبح كنيسة قوية وتكون شهادتها قوية أيضا" (توماس هيل، ماجستير في اللاهوت، التفسير التطبيقي للعهد الجديد، كنجزواي للنشر، 1997؛ مذكرة عن 1تسالونيكي 1: 6).

أصبحت كنيستنا قوية بعد مرورنا بانقسام مرير ولهذا لدينا فيضا من "فَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ." الوعاظ الذين يأتون لزيارتنا يتعجبون من الفرح الذي لنا! لقد أصبحنا هكذا بعد دخولنا في نار الضيق، مثلما حدث مع كنيسة تسالونيكي!

المرور بالتجارب هو الطريق الوحيد كي تصبح مؤمنا قويا. دراسة الكتاب المقدس وحدها لا تصنع مؤمنين أقوياء. الألم في التجارب هو الذي يجعلنا أقوياء. لا يوجد طريق آخر! قال بولس الرسول للمؤمنين الجدد في أنطاكية إنه "بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أعمال 14: 22). الضيقات والضغوط والألم ليس فقط يصنعون مؤمنين أقوياء لكن يفصلان القمح عن الزوان. حتى حين تأتي الضغوط البسيطة، الذين لم يتغيروا بالإيمان يتركون الكنيسة ويعودون إلى العالم – كما رأينا كثيرا. أما الذين يخوضون التجارب يصبحون مؤمنين أقوياء مثل السيدة سالازار، الأخ برودوم، والسيدة بيبوت، ود. كاجان والأخ جريفيث، وزوجتي ود. تشان وكثيرين آخرين في كنيستنا – كل التسعة والثلاثين الذين أنقذوا كنيستنا أثناء الانقسام الذي جزنا فيه. إن كنت تريد أن تصير مثلهم، لا بد أن تجوز في بعض الصعوبات أيضا! الله يستخدم الصعوبات ليجعلنا مؤمنين أقوياء! تقول ترنيمة قديمة رائعة،

حين ينحدر الطريق بك إلى بلوى محرقة،
سوف تكفيك نعمتي؛
لا يحرقك اللهيب، لأني
أحرق به القش لأنقي الذهب.
   ("يا له من أساس متين" تأليف جورج كيث، 1638- 1716)

أنا أعلم أن هذا يقين من حياتي الشخصية. التجارب والضيقات علمتني كيف أصبح راعيا! أنا أشكر الرب من أجل مدرسة الصليب، لأنها شكلت مؤمنين رائعين في كنيستنا!

6. سادسا، أصبحوا قدوة لمؤمنين آخرين.

انظروا عدد 7،

"حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ" (1تسالونيكي 1: 7).

قال د. توماس هيل،

لأن هؤلاء المؤمنين من تسالونيكي احتملوا الاضطهاد بفرح وكانوا يقتادون بالمسيح بأمانة، أصبحوا قدوة ومثالا لكل المؤمنين في مكدونية شمال اليونان. ليكونوا هؤلاء المؤمنين في تسالونيكي قدوة لنا أيضا! فنصبح قدوة لآخرين (ذات المرجع: مذكرة عن 1تسالونيكي 1: 7).

7. سابعا، كانوا رابحي نفوس.

انظروا آية 8،

"لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضاً قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ، حَتَّى لَيْسَ لَنَا حَاجَةٌ أَنْ نَتَكَلَّمَ شَيْئاً" (1تسالونيكي 1: 8).

لقد أذاعوا البشرى حولهم في كل مكان. ربحوا نفوسا وأتوا بهم إلى الكنيسة. لقد كانوا رابحي نفوس بتفكير مرسلي. وجدير بالذكر أن الأمر لم يأخذ منهم سنينا من دراسة الكتاب حتى يصبحوا هكذا. قال د. هيل، "تذكروا أن هذه الكنيسة كان عمرها سنة واحدة حين كتب بولس هذه الرسالة. لقد كانت كنيسة صغيرة مضطهدة، ومع ذلك عُرف بإيمانهم في كل مكان" (ذات المرجع: مذكرة عن تسالونيكي 1: 8).

من أفضل الطرق كي تصبح مؤمنا قويا أن تصبح رابح نفوس حالا، الآن! الذين يأتون بأسماء من كرازتهم يصبحون مؤمنين أقوياء بسرعة. أما الذين يأتون إلى الكنيسة فقط لا يبدو أبدا أنهم يصبحون ناضجين. البعض منكم يحتاج إلى التفكير في هذا! هل هذه هي مشكلتك؟ أنا لم أعرف مؤمنا قويا قط إلا وكان رابح نفوس – شخص يساعد غير المؤمنين أن يأتوا إلى الكنيسة ويخلصوا. إن كنت غير مهتم بالكرازة، فأنا أظن أنك لن تصبح مؤمنا قويا أبدا. هذا رأيي بعد الوجود في الخدمة لمدة سبعة وخمسين عاما.

8. ثامنا، استطاعوا عمل كل هذا لأنهم كانوا قد اختبروا تغييرا حقيقيا في المسيح.

انظروا الآيتين 9 و 10،

"لأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا أَيُّ دُخُولٍ كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ، وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي" (1تسالونيكي 1: 9- 10).

لقد تحولوا إلى الله من عبادة الأوثان ليخدموا الإله الحي. لكي تتغير، لا بد أن تتحول عن الخطايا التي في حياتك، ولكن ليس هذا كل شيء. لا بد أن تترك خطيتك وتذهب إلى المسيح لأن يسوع قال، "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (يوحنا 14: 6). إذا رفضت التحول من حياة الخطية والأنانية إلى المسيح، لن تخلص أبدا، حتى لو أتيت إلى هذه الكنيسة بقية عمرك كله! لا بد أن تأتي إلى يسوع وتضع ثقتك به كي تتطهر من خطيتك بدمه المقدس! حينها سيصبح رجاؤك في المسيح وحده، وستتطلع للمجيء الثاني للمسيح برجاء وفرح!

كم أصلي أن تأخذ النسخة المطبوعة من هذه العظة معك إلى البيت وتقرأها – ليس مرة بل مرات عديدة! كم أصلي أن تصبح مؤمنا عظيما مثل هؤلاء الناس في كنيسة تسالونيكي! آمين. د. تشان، رجاء، قدنا في الصلاة.


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: 1تسالونيكي 1: 1- 10.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"نحيا ليسوع" (تأليف توماس و. تشيسهولم، 1866- 1960).

ملخص العظة

اتخذ مومني تسالونيكي مثالًا لك!

MAKE THE THESSALONIAN CHRISTIANS
YOUR EXAMPLE!

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"بُولُسُ وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1تسالونيكي 1: 1).

(أعمال 17: 6؛ 1تسالونيكي 3: 2)

1. أولا، كانوا في الله وفي المسيح، 1تسالونيكي 1: 1؛ يوحنا 17: 21؛ 3: 7؛ متى 24: 37.

2. ثانيا، كان لهم إيمان ومحبة ورجاء في الرب يسوع المسيح 1تسالونيكي 1: 3؛
 1كورنثوس 13: 13؛ لوقا 8: 13.

3. ثالثا، كانوا مختارين من الله، 1تسالونيكي 1: 4؛ 2تسالونيكي 2: 13؛
 أفسس 1: 4؛ يوحنا 15: 16.

4. رابعا، لقد قبلوا إنجيلا ليس بكلمات تعلموها بل بقوة أيضا، 1تسالونيكي 1: 5؛
رومية 1:1؛ 1تسالونيكي 3: 2؛ 1كورنثوس 2: 4.

5. خامسا، لقد تبعوا مثال بولس وسيلا في الضيق، 1تسالونيكي 1: 6؛ 1
بطرس 4: 12- 13؛أعمال 14: 22.

6. سادسا، أصبحوا قدوة لمؤمنين آخرين، 1تسالونيكي 1: 7.

7. سابعا، كانوا رابحي نفوس، 1تسالونيكي 1: 8.

8. ثامنا، استطاعوا عمل كل هذا لأنهم كانوا قد اختبروا تغييرا حقيقيا في المسيح، 1تسالونيكي 1: 9- 10؛ يوحنا 14: 6.