Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

الارتداد

THE APOSTASY
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة أُلقيت في الكنيسة المعمدانية في لوس أنجليس
في مساء يوم الرب، 29 ديسمبر/كانون الأول 2012
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Saturday Evening, December 30, 2012

"لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ" (2 تسالونيكي 2 : 3).

الذي "لا يأتي" المشار إليه هو "يَوْمَ الْمَسِيحِ" كما يتضح من الآية 2. لم يكن التسالونيكيون قلقين بشأن أن المسيح لم يرجع بعد. لقد عرفوا إنه لم يرجع بعد، ولكنهم كانوا قلقين أن الجزء الأول من يوم مجيئه قد أتى وأنهم دخلوا في فترة الضيقة. الاضطهاد الشديد الذي تعرضوا له من قِبَل روما الوثنية جعلهم يتفكرون بأنهم بالفعل في فترة الضيقة. كانوا خائفين أن يكون يوم نهاية الزمن وغضب الله قد بدأ. لكن هنا في هذا الشاهد، شرح بولس الرسول لهم لماذا لا يمكن أن تكون تلك هي فترة الضيقة. كان لا بد أن يحدث أمران أولا. قال ويليام ماكدونالد،

      أولا، سوف يكون هناك الارتداد. ماذا يعني هذا؟... إنه يشير إلى ترك جماهيري للإيمان المسيحي، رفض علني للإيمان المسيحي.
      ثم تأتي شخصية عالمية هي "إنسان الخطية" وهو التجسد الفعلي للخطية والتمرد (ويليام ماكدونالد، الكتاب التفسيري للمؤمن، الناشر توماس نلسن، طبعة 1995، ص 2053؛ مذكرات عن 2تسالونيكي 2: 1- 3).

إنسان الخطية يشير إلى ضد المسيح، الديكتاتور العالمي الأخير. إذاً، يقول لنا الرسول إنه لا بد أن يحدث أمران قبل أن تحدث الضيقة، الارتداد وظهور ضد المسيح. في هذه العظة، أنا أتناول الأمر الأول وهو الارتداد. لن يأتي يوم المسيح "إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً." قال د. و. أ. كريسويل،

كلمة الارتداد معَرَّفة بـ ال وهذا يشير إلى أن بولس كان يقصد ارتدادا محددا. المعنى يتضمن هنا إنه قبل يوم المسيح سوف يكون هناك ارتدادا بين المؤمنين (و. أ. كريسويل، دكتوراه، الكتاب الدراسي لكريسويل، الناشر توماس نلسن، 1979؛ مذكرة عن 2تسالونيكي 2: 3).

في العصر المسيحي، كانت هناك أزمنة ارتداد عديدة، لكن لم يحدث أبدا أي ترك جماهيري للإيمان المسيحي بالكامل (ماكدونالد، ذات المرجع) إلا في الأزمنة الحديثة. اليوم، كل الطوائف البروتستانتية العظيمة يمزقها الارتداد، كما بين اللوثريين والمشيخيين، الأسقفيين وكثير من المعمدانيين، كما دوَّنَّا في كتابنا، ارتداد اليوم، (الناشر Hearthstone، 1999؛ الطبعة الثانية 2001). الانحدار نحو الارتداد الليبرالي حدث حتى في كنائس الروم الكاثوليك، حيث اعتنق البابا ذاته مذهب داروين للتطور. سجل د. هارولد ليندسل الارتداد في الكنائس بالتفصيل في كتابه العظيم معركة الإنجيل (زندرفان، 1976). بعض عناوين الفصول في هذا الكتاب تحتوي على عرض للارتداد في،

الكنيسة اللوثرية، سنودس ميسوري،
   المؤتمر المعمداني الجنوبي،
كلية لاهوت فولر،
   طوائف أخرى ومجموعات شبه كنسية.

كتب د. ديفيد ف. ويلز وهو أستاذ في اللاهوت التاريخي والنظامي في كلية كونويل للاهوت عدة كتب عن الارتداد في الكنائس الإنجيلية. عناوين الكتب تتضمن الله في القفر، فقدان الفضيلة، لا مكان للحق أو ماذا حدث للاهوت الإنجيلي؟ أسمت مجلة تايم كتب د. ويلز "اتهام لاذع للفساد اللاهوتي في الفكر الإنجيلي" في كتاب لا مكان للحق (إيردمانز، 1993) قال د. ويلز،

بينما يتفتت عالم الحق المسيحي... النتيجة هي الإلحاد الفعلي بغض النظر عما إذا كانوا الليبراليين أم الأصوليين هم المنشغلون بالأمر. إنه إلحاد يهبط بالكنيسة إلى أن تكون مجموعة من الخدمات التي تقدمها ومشاعر طيبة يختلقها الراعي... تنزل إلى أن تصبح مجموعة من الخدمات ... كل ما لديها مشاعر... تريد أن تسمع دون أن تحكم، لديها اهتمام قليل بالحق، تتعاطف مع الحق دون أن تقف له (ص 248- 249).

وأضاف أيضا،

العالم الإنجيلي فقد أصوليته بسبب رحلة طويلة من التكيف مع المدنية. مع الأسف فقد أيضا فهمه التقليدي لمحورية و كفاية الله... إن ما تحتاجه الكنيسة الآن ليس نهضة بل إصلاحا (ذات المرجع ص 295، 296).

هو يقول إن الكنائس الضخمة والكنائس الناشئة والتقدميين يتجهون "ناحية مسيحية أكثر ليبرالية. بعد حين، سيصبح أطفال الإنجيليين ليبراليين بالمعنى التام، أعتقد مثل الذين احتج عليهم جدودهم من قبل" (ديفيد ف. ويلز، دكتوراه، الجرأة كي تكون بروتستانتي، إيردمانز للنشر، 2008، ص 2). أنا أتفق معه إلا إنني أظن أن الكثيرين منهم أصبحوا بالفعل "ليبراليين بالمعنى التام". فمثلا هجوم روب بِل على الجحيم الأبدي قد يتطابق مع إحدى كتابات هاري إمرسون فوسديك أو أي ليبرالي آخر من الماضي. وكتب بِل مؤيدة تماما من رئيس كلية اللاهوت فولر!

"لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً..." (2 تسالونيكي 2 : 3).

نحن بلا أدنى شك نعيش في ذلك الزمن للارتداد الآن!

لكن كيف أتى الارتداد؟ كان د. مارتن لويد جونز على حق حين قال،

ليس لدي أدنى شك في أن الحالة التي وصلت إليها الكنيسة اليوم، وتباعا الحالة الإجمالية للعالم سببها هو الارتداد الذي أصاب الكنيسة بشكل متزايد في المئة سنة الأخيرة (د. مارتن لويد جونز، ماجستير، النهضة، منشورات كروسواي، طبعة 1987، ص 55).

قال د. لويد جونز ذلك في أوائل السبعينات. إن كان يقول ذلك الآن لكان قد قال "الارتداد الرهيب الذي أصاب الكنيسة بشكل متزايد في المئة والخمسين سنة الماضية."

يمكننا أن نتتبع جذور الارتداد إلى عصر التنوير. قال د. فرانسيس أ. شيفر إن الفيلسوف الفرنسي فولتير (1694- 1778) كان يسمَّى "أبو التنوير." قال د. شيفر،

إن حلم المدينة الفاضلة في عصر التنوير يمكن تلخيصه في خمس كلمات: المنطق، الطبيعة، السعادة، التقدم، الحرية. لقد كان علمانيا بحتا في الفكر (فرانسيس أ. شيفر، دكتوراه في اللاهوت، كيف يجب أن نحيا إذاً؟، حقوق الطبع الأصلية 1976؛ الناشر كروسواي، الطبعة الثانية 2005، ص 121).

كان الإنسان هو محور فكر التنوير. حيث أُزِيح الله والكتاب المقدس إلى الخلفية.

في دراستنا عن الارتداد، يبرز ثلاثة من رجال التنوير، دلالاتهم في منتهى الأهمية. يوهان سملر (1725- 1791) كان لاهوتياً ألمانياً قال إن اللاهوت ليخضع للتغيير المستمر والتطوير فيما يتجاوب اللاهوتيون مع الظروف الثقافية المتنوعة. وبناء عليه قال إن هناك الكثير في الكتاب المقدس غير موحى به وإن قيمة الكتاب المقدس متروكة لتقدير كل فرد. ولذا قد وضع سملر المنطق البشري فوق الإعلان الكتابي وفتح الباب للنقد الكتابي الذي تدفق من ألمانيا بعدها بقليل وحط من سلطان الكتاب المقدس في العالم الحديث.

أما الرجل الثاني في الأهمية بالنسبة إلى تطور الارتداد فهو تشارلز داروين (1809- 1882). إن الدرجة الأكاديمية الوحيدة التي حصل عليها داروين كانت في اللاهوت، ولكنه ترك إيمانه الأسبق في رواية سفر التكوين للخلق وأسس نظريته في تحول الأجناس، والمعروفة بنظرية التطور في كتابه أصل الأجناس. بعدها طبق إيمانه بالتطور على الإنسان، في 1871، في كتابه سلالة الإنسان. أشاع توماس هاكسلي (1829- 1895) نظرية داروين للتطور في حوارات عديدة هاجم فيها المسيحية. لقد حط داروين وهاكسلي من مكانة الإيمان المسيحي وسلطان الكلمة.

الرجل الثالث في فكر التنوير، وهو كثيرا ما يُهمل بالنسبة لقيام الارتداد، هو تشارلس فيني (1792- 1875). لقد هاجم فيني تعليم الإصلاح البروتستانتي، ووضع الخلاص في يد الإنسان، بدلا من الله. علَّم فيني إن الإنسان بإمكانه أن يختار أو يرفض الخلاص بمحض اختياره. لذا فالخلاص بالنعمة فقط، وهي العقيدة العظيمة للإصلاح وقد استبدلت بالفكر البيلاجياني الجديد وهو يتبنى فكرة قدرة الإنسان الشخصية على القرار بأن يصير مسيحيا بفعل إرادته. لم يكن فيني أرمينيا لكنه كان بيلاجيا أصيلا. هرطقة فيني البيلاجية في النهاية استبدلت تعليم الإصلاح للخلاص بالنعمة وحدها. أصبح تعليم فيني قويا حتى استبدل اللاهوت البروتستانتي الكلاسيكي بالـ "قرارية" الحديثة.

دعونا نبحث كيف انتشرت الـ "قرارية" في الكنائس وأحدثت ارتداد اليوم. في كتابه، النهضة وصناعتها: صناعة ونهاية الفكر الإنجيلي الأمريكي 1750- 1858، يشير إيان هـ. موراي إلى أن الفكر الإنجيلي تحول عن الفكرة القديمة للتجديد في القرن التاسع عشر إلى "القرارية" التي علَّمها تشارلز فيني (1792- 1875). موراي يعلن أن هذا التحول كان شبه كامل في الفكر الإنجيلي العام نحو بداية القرن العشرين:

      إن فكرة أن التجديد هو عمل الإنسان أصبح منتشرا في الفكر الإنجيلي [جزء أساسي في الفكر الإنجيلي]، ولأن الناس نسوا أن التجديد هو عمل الله، اختفى الإيمان بأن النهضة هي عمل لروح الله. هذه نتيجة مباشرة للاهوت فيني (إيان هـ. موراي النهضة وصناعتها: صناعة ونهاية الفكر الإنجيلي الأمريكي 1750- 1858، الناشر: لواء الحق، 1994، ص 412- 13).

كتاب موراي يعطي فهما عميقا لهذه الفترة المحورية. يجب أن يُقرأ الفصل الرابع عشر أولا. إنه يرسم الإنحدار في الدين الإنجيلي من الفكرة القديمة للتجديد إلى العقيدة الجديدة للـ "قرارية". التجديد كما علمه البروتستانت الأوائل والمعمدانيين نُسي تدريجيا، واستُبدل بمجرد قرار باتباع المسيح، أيا كان ما يعنيه هذا بالنسبة للشخص. "التقدم للأمام" و "رفع اليد" و"ترديد صلاة الخاطي" و"إعلان المسيح ربا" وتصديق "خطة الخلاص" أو بعض الآيات الكتابية القليلة، حلت مكان الفكرة الكتابية للتجديد كعمل الله في قلب الإنسان.

لوحظ التحول من التجديد إلى القرارية والتي جاء بها فيني من آخرين. قال د. ديفيد ف. ويلز أستاذ اللاهوت النظامي التاريخي في كلية لاهوت جوردن كونويل، "النقلة في الفهم عن التجديد أخذت عدة مراحل" لقد ذكرهم ثم أشار إلى أن هذه التغييرات صاحبت خدمة فيني (ديفيد ف. ويلز، دكتوراه، اللجوء إلى الله : التجديد الكتابي في العالم الحديث،الناشر بيكر هاوس، 1989، ص 93). قال المؤرخ د. ويليام ج. ماكلوجلين الابن إن "تشارلز جرانديسون فيني، الذي في السنوات 1825- 1835 بدع النهضة الحديثة" (ويليام ج. ماكلوجلين الابن، دكتوراه، النهضة الحديثة: من تشارلز جرانديسون إلى بيلي جراهام، الناشر رونالد برس، 1959، ص 11). وافق على هذا اللاهوتي الإنجيلي ج. أ. باكر قائلا إن "الفكر الإنجيلي الحديث ابتدع من قِبل تشارلز ج. فيني في العشرينات من القرن التاسع عشر" (ج. أ. باكر، طلب التقوى، الناشر كروسواي، 1990، ص 292). كتب ريتشارد رابينويتز عن الانتقال من التجديد إلى القرارية في زمن فيني من وجهة نظر مؤرخ علماني (ريتشارد رابينويتز، الإنسان الروحي في الحياة اليومية: التحول في الاختبار الشخصي الديني في القرن التاسع عشر بنيو إنجلاند، الناشر جامعة نورث إيسترن، 1989). بعض الوعاظ الآخرين كان لهم دور في هذا الانتقال، ولكن فيني كان قائد هذا المسار.

لهذا، فقد تغير فكر التجديد إلى القرارية ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى خدمة وكتابات تشارلز ج. فيني، كما أشار هؤلاء الرجال. ابتلعت أفكار فيني الكنائس الإنجيلية في أمريكا، وأخيرا في القرن العشرين تسللت إلى الكنائس في الجزر البريطانية. اليوم يقول إيان موراي عن هذا الأمر بشكل أعم يشمل العالم المتحدث بالإنجليزية. "لقد نسى الناس إن التجديد هو عمل إلهي، فالإيمان بالنهضة كعمل لروح الله قد اختفى. هذا يأتي كنتيجة مباشرة للاهوت فيني" (موراي، النهضة وصناعتها، ص 412- 413). وكما عبَّر ويليام ج. ماكلوجلين الابن، "لقد دشن حقبة جديدة من النهضة. لقد غيرالفلسفة و المذهب الإنجيلي بأكمله" (ماكلوجلين، صناعة النهضة الحديثة، ص 11). نحن لا زلنا اليوم نتعامل مع آثار هذا التغير في الفكر. يكشف الارتداد حولنا إن قرارية فيني قادت إلى موت كنائسنا.

كان فيني نتاجا للتنوير الذي أتى في القرن الثامن عشر بالحركة الإنسانية (التي تقر المنطق الإنساني كمصدر للمعرفة) لعالم الفلسفة. تفاسير بلاكستون في القانون كانت الطريق الرئيسي الذي منه دخلت أفكار التنوير إلى فكر فيني. كتاب اللاهوت لفيني يرتكز بشكل شبه كامل على المنطق الإنساني، موضحا دَيْنه للتنوير. كانت حجة كانْت (1804) و شليرماكر (1834) هي إن الدين يختص بالاختبارات الإنسانية أكثر مما يختص بالله وهي مُعبَّر عنها بشكل كامل في لاهوت ومنهجية فيني. ج. و. ف. هيجل (1831) قال إن الله قوة لا شخصية وهذه الفكرة تظهر أحيانا في كتابات فيني. لذا فالأفكار الفلسفية لرواد التنوير مثل إيمانويل كانْت و فريدريك شليرماكر و ج. و. ف. هيجل تغلغلت في ذهن فيني المحامي الذكي الشاب. ومن خلال فيني تسللت أفكار التنوير إلى البروتستانتية وكادت تدمرها. واستطاع سبرجن أن يقول في زمن مبكر في 1887 "إن الكنيسة تندفن تحت حمأة الهرطقة الحديثة" ("الدم المسفوك لأجل كثيرين" The Metropolitan Tabernacle Pulpit، الناشر Pilgrim، طبعة 1974، الجزء 33 ص 374).

قرارية فيني أفسدت أولا الكنسيين ثم الميثودستيين ثم المشيخيين ثم بعض الجماعات المختلفة من المعمدانيين. لم تكن الليبرالية هي التي أماتت هذه الكنائس بل القرارية. القرارية أنتجت الليبرالية. كل من الأساتذة الليبراليين في كلية اللاهوت المعمدانية الجنوبية التي كنت أدرس فيها اتخذ قرارا ما. لكن هذه القرارات لم تغيرهم فذهبوا رأسا إلى الليبرالية حين درسوها. القرارية تنتج الليبرالية لأن الشخص غير المجدد، برغم إنه أخذ قرارا إلا إنه ببساطة لا يستطيع أن يفهم الرسالة الروحية للإنجيل (قارن 1كورنثوس 2: 14). مرة قال المسيح لأحد معلمي الناموس المشهورين "لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 7). القرارية ملأت الكنائس بغير المجددين. كنتيجة مباشرة للقرارية، أتت الطوائف البروتستانتية تحت سيطرة رجال ونساء خطاة ولهذا ابتلع الارتداد الكنائس.

لا يهم من أنت ولا ما تعلمت ولا عدد "القرارات" و"تجديد القرارات" التي اتخذتها ولا محاولاتك لتتخذ المسيح ربا، لا بد أن تختبر تجديدا حقيقيا وإلا ستذهب إلى الجحيم. صلاتنا أن تتبكت على خطيتك وتثق في المسيح كي يغيرك تغييرا حقيقيا قبل فوات الأوان.

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

You may email Dr. Hymers at rlhymersjr@sbcglobal.net, (Click Here) – or you may
write to him at P.O. Box 15308, Los Angeles, CA 90015. Or phone him at (818)352-0452.

الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"المسيح سيعود" (تأليف هـ. ل. تورنر، 1878).