Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

دليل سديد على الخلاص

AN INFALLIBLE PROOF OF SALVATION
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة أُلقيت في الكنيسة المعمدانية في لوس أنجليس
في مساء يوم الرب، 22 يوليو/تموز 2012

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ." (1يوحنا 3 : 14)

حين أبدأ في إعداد عظة، غالبًا ما أعمل أولاً على إيجاد الشاهد الكتابي، ثم ثانيا على اختيار ترنيمة يرنمها الأخ جريفيث المرنم الفردي في الكنيسة، قبل العظة. أما مع هذه الآية كنت مجبرا على اختيار ترنيمة "طوبى للرباط الذي يربط". أردت أن أختار ترنيمة أخرى فلم أجد. ضمن مئات الترانيم المتداولة اليوم، لم أستطع العثور على ترنيمة أخرى تعبر بشكل كافي عن محبة المؤمنين بعضهم نحو بعض! خرجت من رحلة بحثي حزينا متألما. فكرت في داخلي، "كيف لا يوجد سوى هذا القدر الضئيل من الترانيم في كنيسة اليوم عن المحبة والشركة بين المؤمنين؟" بينما أنا أفكر في ذلك، يبدو أن روح الله ذكّرني بالكلمات النبوية التي قالها يسوع:

"وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ." (متى 24: 12)

قال المسيح إن هذه واحدة من علامات "انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 24: 3). هل نحن في هذه الحقبة من التاريخ الآن؟ هل نعيش قرب نهاية هذا الزمن، قبل وقوع الدينونة مباشرة؟ كل العلامات تشير أننا في هذه الحقبة – وأن غضب الله أوشك أن ينزل على هذا الجيل الشرير. سأل التلاميذ، "مَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟" (متى 24: 3) ومن العلامات التي أعطاها المسيح إجابةً على هذا السؤال:

"لِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ." (متى 24 : 12)

لا يختلط عليكم الأمر هنا، فالكلمة المترجمة "محبة" في متى 24: 12 والكلمة المترجمة "نحب" في آية العظة اليوم كلتاهما من الأصل اليوناني "أجابي". قال جورج ريكر إنها المقصود بها "محبة المشاعر، المحبة الغريزية الدافئة". (القاموس اليوناني لكلمات العهد الجديد). إن كلمة أجابي تستخدم في العهد الجديد لتُعبر عن حب الله للإنسان وعن حب المؤمنين لبعضهم البعض. أجابي المقصود بها محبة وشركة المؤمنين.

كان راعي كنيستي السابق د. تيموثي لين خبيرًا في لغات الكتاب المقدس ومعلما في كلية اللاهوت ثم بعدها رئيسا لكلية لاهوت بتايوان. قال د. لين متحدثا عن "أجابي"، "محبة بعضنا البعض والإيمان بالرب يسوع لهما ذات الأهمية. الإيمان بالرب ضرورة حتمية ومحبة بعضنا البعض ضرورة حتمية أيضا... لتفكر كنيسة الأيام الأخيرة مليا في هذا". (تيموثي لين، دكتوراة، سر نمو الكنيسة، الكنيسة المعمدانية الأولى بلوس أنجلوس، 1992، ص 28، 29).

إن ما قاله د. لين صحيح تماما! إن الإيمان بالمسيح للخلاص ومحبة المؤمنين الحقيقيين لهما نفس الأهمية، لأنهم مرتبطَين ببعض في النص الكتابي:

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ." (1يوحنا 3 : 14)

في هذا النص الكتابي، هناك فكرتان أساسيتان. تثبت المحبة للإخوة الانتقال من الموت إلى الحياة، والذين لا يحبون الإخوة يبرهنون على أنهم باقون في الموت. ثم سأضيف نقطة ثالثة على ما لا بد أن يحدث كي تكون لك حياة. لننظر بأكثر تدقيق إلى ذلك.

1. أولا: ما لا يثبت أن لك حياة.

حضور الكنيسة لا يثبت أن لك حياة. آلاف الناس الذين ليس لهم حياة يحضرون الكنيسة كل أحد. الانتقال من الموت إلى الحياة يشير إلى التجديد، الولادة الجديدة. قال د. جيل مُحقًا إن الانتقال من الموت إلى الحياة يشير إلى الولادة الجديدة، "التي هي صحوة الخطاة الأموات في الخطية، قيامتهم من موت الخطية نوال النعمة والحياة لتنغرس فيهم... وهذا الانتقال ليس من ذاتهم، ليس هذا عملهم؛ لا يستطيع أي إنسان أن يوقظ نفسه أو يقيم نفسه من الموت... نحن نتغير بالله الآب، الذي ينقذ من سلطان الظلمة، والموت، وينقل إلى ملكوت ابنه الحبيب، وهي حالة من النور والحياة... إذاً، كان الشخص ميتا في الخطية، أما الآن فهو حيٌّ؛ وضمن علامات تشير إلى ذلك، لأننا نحب الإخوة: هذا ليس سبب الانتقال من الموت إلى الحياة بل نتيجة له ومن ثم دليلا عليه... وذلك من أول ما يظهر على الشخص المتجدد؛ ولا يستطيع الشخص أن يحب القديسين كإخوة في المسيح، إلا إذا وُلد ثانية... يحب الآخر كابن لله... لا يستطيع أحد أن يفعل ذلك إلا إذا استقبل نعمة الله ،[في الولادة الجديدة]" (جون جيل، دكتوراة، شرح العهد الجديد، الناشر The Baptist Standard Bearer ، طبعة 1989، مجلد 3، ص 640: مذكرة عن 1يوحنا 3: 14).

أكرر، إن الانضمام إلى كنيسة وحضور كنيسة لا يثبت أن لك حياة ولا يثبت أنك مولود ثانية. الآلاف من أعضاء الكنائس في آخر الأيام لا يحبون بعض، بل ويتعاركون، وكثيرون يكرهون رعاتهم. إن أساس المشاكل هو واقع أنهم لم يولدوا ثانيةً أبدا!

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ." (1يوحنا 3 : 14)

في الواقع، الذين يكرهون بعضهم بعضا داخل كنائسهم، هم في نظر الله مساوون للقتلة، لأن الرسول يقول،

"كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ." (1 يوحنا 3 : 15)

وأيضا، معرفة وتصديق الكتاب المقدس لا يثبت أنك وُلدت ثانية وانتقلت من الموت إلى الحياة. إن الشيطان يعرف "خطة الخلاص" جيدًا وهذا يظهر جليا مما روته الأربع بشائرعن الأرواح الشريرة. لقد كانوا يعرفون من هو يسوع. لقد كانوا يعرفون عن الدينونة الأخيرة حتى كان إبليس يقتبس من الكتاب المقدس من الذاكرة مثلما فعل حين جرَّب يسوع في البرية. في الواقع، إن الأرواح الشريرة أحكم من كثير من أعضاء الكنائس. "الشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ" (يعقوب 2: 19). كم من أعضاء الكنائس "يَقْشَعِرُّونَ"؟ لذا فالأرواح الشريرة لديها بصيرة روحية تفوق التي لكثير من المؤمنين الإسميين! لهذا فمعرفة وتصديق الكتاب المقدس وخطة الخلاص ليس ضمانا أنك قبلت الخلاص.

أيضا، إمكانية سرد "شهادة" ليس إثباتا للخلاص. سيمون الساحر كان ذكيًا بالقدر الذي جعله يخدع فيليبس المبشر بشهادته (أعمال الرسل 8: 13). لكن بطرس الرسول كان أحكم من فيليبس. عندما جاء بطرس إلى السامرة، قال لسيمون، "قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيماً أَمَامَ اللهِ" (أعمال الرسل 8: 21). برغم أن سيمون أعطى كلمات شهادة مقنعة لدرجة أن فيليب عَمَّده، لم يكن قلبه قد تجدد بعد. قلبه غير المجدد جعله يريد الحصول على "سلطان" لكي يستغل ويتحكم في الناس (أعمال الرسل 8: 19). كثير من الوعاظ غير المجددين هم هكذا اليوم. ليست لهم المحبة أجابي لشعبهم. يريدون فقط أن يستغلوهم ويستخدموهم لمصلحتهم الشخصية. باستطاعتهم أن يقدموا كلمات "شهادة" كما فعل سيمون الساحر، ولكن لن تنفعهم في الدينونة. بالرغم من أنهم يقولون، "يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا؟" لكن المسيح يجيبهم، "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ" (متى 7 : 22-23). لذا نرى أن شهادة الخلاص ليست دليلاً دامغًا على أن شخصًا ما قد خلص.

أيضا، التفكير بأنك خلصت لا يثبت أنك انتقلت من الموت إلى الحياة في اختبار حقيقي للولادة الجديدة. جب شوارع المدينة واسأل المارة إن كانوا مُجددين وإن كانوا سيذهبون إلى السماء حين يموتون. أغلبهم ما عدا الملحدين (وهذا يشمل الأغلبية) سيقول لك أنه مُجَدد. أغلبية السود سيقولون إنهم مُخَلَّصين. أغلبية الإنجيليين الأسبان سيدَّعون الخلاص وهكذا كثير من الآسيويين الإنجيليين. سيكون قلة قليلة من القوقاز (البيض) هم الذين لا يفكرون بأنهم خلصوا! بحسب إحصائية جالوب، 74% من الأمريكان يزعمون بأنهم سلموا حياتهم للمسيح. علامَ يدل هذا؟ يدل أن كثيرين منهم مخدوعين. يقول الكتاب المقدس:

"وَلَكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَرْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ." (2 تيموثاوس 3 : 13)

ماذا عنك؟ هل أنت مخدوع؟ ولا شيء واحد مما ذكرت يثبت أن لك حياة، وأنك انتقلت من الموت إلى الحياة بالميلاد الثاني.

2. ثانيا: ما يثبت أن لك حياة.

حين تسأل نفسك السؤال "هل لي حياة؟" كيف تكون الإجابة؟ البعض سيشيرون إلى صلاة استجيبت، مفتكرين إنها دليلاً على أنهم وُلدوا ثانية. لكن هذا ليس صحيحًا. أنا نفسي كانت لدي صلوات مستجابة قبل نوال الخلاص. إن الرجل الذي قال: "نَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ" (يوحنا 9: 31) كان هو نفسه خاطئًا وكان يكرر إيمان الفريسيين. لم يكن مجددًا حتى وثق في المسيح و "َسَجَدَ لَهُ" (يوحنا 9: 38). إن كان الله لا يسمع لصلاة الخاطي فلن يخلص أحد بالصلاة إلى الرب من أجل الرحمة.

"لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ." (رومية 10 : 13)

لكن هناك أدلة على نوال الحياة، والدليل الذي يحويه النص الكتابي هنا، قوي جدًا.

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ." (1يوحنا 3: 14)

قد تحب مؤمنًا لأنه فعل لك شيئًا جيدًا حتى ولو لم تكن أنت مؤمنًا، لكن أن تحب شخصًا لمجرد أنه ابن لله وعضو في المسيح، فهذا ليس في استطاعة أحد ما زال في حالة الموت الروحي.

الشباب في الكنيسة يعلمون صحة هذا. حين يتغير بعضهم ويصبحون مؤمنين حقيقيين، يعرفون عن خبرة أن الآخرين، غير المخَلَّصين، ينسحبون عنهم وينظرون إليهم بطريقة مختلفة. لا يوثق بالشخص الذي آمن من قِبل غير المؤمنين. لا يأتمنونه ولا يستمر صديقا مقربا للشباب غير المؤمن بالكنيسة.

هذا ليس جديدًا. منذ أيام، كنت أقرأ عن مجموعة شباب من عصر النهضة الثاني في أوائل القرن التاسع عشر. الذين قبلوا الخلاص قوطعوا من أصدقائهم الذين لم تؤثر فيهم النهضة. الذين انتقلوا من الموت إلى الحياة، اعتُقِد أنهم غير أسوياء بعض الشيء من قبل رفاقهم في الكنيسة. لكن إذا تغير عدد كبير من الشباب في كنيسة، ستجد أن القلة التي ليس لها حياة ستتقوقع على ذاتها في مجموعة صغيرة تتحاشى قدر الإمكان الذين قبلوا الخلاص.

حين قَبِل شاب أعرفه الخلاص، اختار أن ينفصل عن الشباب غير المؤمن بالكنيسة. لقد قضى أوقات الشركة مع رجال أكبر منه سنا كانوا قد قبلوا الخلاص. لم يقل له أحدا أن يفعل ذلك لكنه فعل من تلقاء ذاته بسبب استنارة الروح القدس. لقد عرف بالطبيعة أنه لا بد أن يفعل ذلك. الشباب مثله لا يحتاجون أن يقول لهم أحد أن ينفصلوا عن غير المؤمنين الذين لا زالوا في العالم. سينفصلون عن الذين في العالم كما سينفصل عنهم الذين في العالم بشكل طبيعي. وسيكون هذا الانفصال واضحا كما كان بين قايين وهابيل.

"لأَنَّ هَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً - لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ. لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ." (1 يوحنا 3: 11-13)

إنها علامة أنك انتقلت من الموت إلى الحياة إن كنت تحب المؤمنين في الكنيسة لا من أجل شيء يستطيعون أن يفعلوه لك، لكن من أجل ذواتهم. إنها علامة أكيدة أنك مؤمن حقيقي – أن تحب شعب الرب حتى وإن كرهه العالم وأن تكون مستعدا أن تقف معهم وتُلام معهم حين يُضطهدون ويُستهزأ بهم. إن قلت، "أتهاجم هذا المؤمن؟ أنا من نفس العائلة، فإن كنت تهزأ به فاهزأ بي أنا أيضا. سأقف إلى جواره وأشترك معه في الازدراء الذي تزدرونه له." إن كنت تحب المؤمنين الآخرين هكذا، اطمئن لأنه من الواضح أنك انتقلت من الموت إلى الحياة! (مقتبس مع التعديل من "المحبة برهان الحياة"، ت. هـ. سبرجون، الناشر: The Metropolitan Tabernacle Pulpit، منشورات السائح، 1976، الجزء 44، ص 81- 83).

تتضح تلك الأمور أثناء الانقسامات الكنسية. سيجتمع الذين يكرهون المؤمنين الأتقياء في ناحية والذين يحبون المؤمنين الأتقياء في الناحية الأخرى. لذلك أسمى بعض المؤمنين القدامى هذه الانقسامات "نهضة من الباب الخلفي". برغم أن ذلك مؤلم جدًا، إلا أن الذين يخرجون من الباب الخلفي كثيرا ما يجعلون الكنيسة تتخلص من الأعضاء غير المؤمنين. انقسام الكنيسة يكشف أن كثيرًا منهم لم يقبل الخلاص أبدا، مهما كان المركز الإيماني الذي يشغلونه. غالبا ما يكون الراحلون هم من غير المؤمنين. يقول يوحنا الرسول:

"مِنَّا خَرَجُوا، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لَكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا." (1 يوحنا 2 : 19)

كثير منهم رحلوا لأنهم لم ينتقلوا من الموت إلى الحياة أبدًا، لذا لم يستطيعوا أن يحبوا الإخوة! لم تكن في داخلهم حياة! أنا شهدت هذا في عدة انقسامات كنسية، بدأت في عام 1959.

3. ثالثا: ما يجب أن يحدث لك حتى تنتقل من الموت إلى الحياة.

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ." (1يوحنا 3 : 14)

الانتقال من الموت إلى الحياة هو عكس ما نتوقع. ليس الموت، بل عكس ذلك – إنها الصحوة والقيامة إلى الحياة من الموت. تكلم الرسول بولس عن ذلك حين قال،

"وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا" (أفسس 2: 1)

كيف تحدث هذه "الصحوة" من الموت؟ تحدث النقاط التالية حين يأتي روح الله بصحوة إلى شخص ما. هذه النقاط مقتبسة مع تعديل من روبرت موري ماك شين، وهو من وعاظ النهضة الاسكتلنديين المشهورين في القرن التاسع عشر (من أندرو أ. بونار، قصة حياة ماك شين، مطبعة مودي، طبعة 1978، ص 251- 253).

أولاً، إن روح الله يجعل الخاطي الميت روحيًا يرى ويشعر بالخطايا التي اقترفها. قبلاً كنت تنسى خطاياك بسهولة وكل يوم تضيف خطايا تُسَجل ضدك في الأسفار (رؤيا 20: 12) ولكنك لم تذكرهم. ولكن حين يـأتي روح الله، تبدأ تتذكرهم. فالخطايا المنسية منذ زمن بعيد تعود لذاكرتك وتقول مع داود:

"لأَنَّ شُرُوراً لاَ تُحْصَى قَدِ اكْتَنَفَتْنِي. حَاقَتْ بِي آثَامِي وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُبْصِرَ. كَثُرَتْ أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي وَقَلْبِي قَدْ تَرَكَنِي." (المزامير 40: 12)

ثانيًا، يجعلك الروح القدس تشعر بحجم خطيتك. قبلا كانت خطاياك تبدو صغيرة، لكن الآن تصعد كالطوفان في ذهنك. تشعر بغضب الله كحِمل رهيب على نفسك. يعذبك الخوف. ترى أن خطيتك موجهة ضد الله القدوس، ضد حب الله وضد يسوع ومحبته.

ثالثًا، تبدأ أن تشعر بالفساد في قلبك. إن الذين يُبكتون كثيرا ما يشعرون بعمل الخطية في قلوبهم. كثيرا ما تلتقي الغواية بالتبكيت على الخطية فتعذَّب النفس. التبكيت على الخطية يوخز القلب، دافعًا إياك أن تهرب من الغضب الآتي. مع ذلك وفي ذات الوقت تشتعل في قلبك شهوة أو حسد أو بغضة، دافعة إياك نحو الجحيم، ثم تشعر بالجحيم في داخلك. في الجحيم سيكون هناك هذا المزيج البشع من الخوف من غضب الله، والفساد المتأجج في الداخل وذلك يُدخل النفس أكثر وأكثر في اللهيب. هذا يُختبر كثيرا هنا على الأرض من الذين تحت تبكيت على الخطية.

رابعًا، يقنعك الروح القدس بعدم قدرتك أن تُخَلِّص نفسك. قبلاً كنت تشعر أنه بإمكانك بسهولة التخلص من العذاب البشع الذي تشعر به. تحاول أن تغير حياتك، تتوب، تصلي. لكنك حالما تكتشف أن محاولاتك لإيجاد السلام هي في الواقع محاولات لتغطية خطاياك بخرق بالية، وأنه "َكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا" (إشعياء 64: 6). تبدأ أن تشعر بأنك لا يمكن أن تصبح نظيفًا. يسقط قلبك في وجوم يائس. أنت تُعذَّب كل يوم بهذه الأفكار الكئيبة.

خامسًا، تبدأ في الشعور بالخوف إنك لن تستطيع أن تأتي للمسيح. تسمع أن المسيح رائع وكله مشتهيات، وأنه يدعوك أن تأتي إليه، وأنه لا يرد من يأتون إليه ولكن كل ذلك لا يبعث فيك السلام والراحة. خوفك أنك أخطأت كثيرًا أو طويلاً بشكل يستنفذ النعمة أو أنك أخطأت خطايا لا تٌغتفر وأنك محكوم عليك بالهلاك.

سادسًا، أخيرًا تشعر باليأس والخوف لدرجة تجعلك مستعدًا أن تفعل أي شيء لتجد السلام. ثم وكأنه بمعجزة (هي فعلا معجزة) ترى أن المسيح هو مخلص العاجزين الغير قادرين أن يعطوا أنفسهم له. ثم تجد أن حالتك غير ميئوس منها لدى يسوع. ثم تنظر إليه وتأتي تحت مظلة محبته، المحبة التي بلا أي خوف، المحبة التي بلا عذاب، محبة يسوع التي تطرد كل المخاوف خارجا. انظر إلى يسوع الليلة! ستهرب كل مخاوفك وستطهر من كل خطاياك إلى الأبد بدمه الثمين! ستقول "هذا هو حقا الإنجيل! هذه حقا البشرى لنفسي المريضة بالخطية." ليمنحك الله أن تستطيع أن تنظر إلى يسوع الآن، لأنه يخلصك في التو إن نظرت للذي يحبك كل هذا الحب! حينئذ ستعرف معنى الانتقال من الموت إلى الحياة! وستحب الإخوة المؤمنين بطريقة لم تختبرها من قبل و ستستطيع أن ترنم من قلبك:

طوبى للرباط الذي يربط
   قلوبنا بالمحبة الأخوية؛
الشركة التي توحد أفكارنا
   كالتي من فوق.
("طوبى للرباط الذي يربط" جون فوسِت، 1740- 1817).

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

You may email Dr. Hymers at rlhymersjr@sbcglobal.net, (Click Here) – or you may
write to him at P.O. Box 15308, Los Angeles, CA 90015. Or phone him at (818)352-0452.

القراءة الكتابية قبل العظة: د. كريجتون ل. تشان: 1 يوحنا 3: 11- 14
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأستاذ بنجامين كنكاد جريفيث:
("طوبى للرباط الذي يربط" جون فوسِت، 1740- 1817).

ملخص العظة

دليل سديد على الخلاص

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ." (1يوحنا 3 : 14)

(متى 24 : 12، 13)

1.  أولا: ما لا يثبت أن لك حياة، 1يوحنا 3: 15؛ يعقوب 2: 19؛ أعمال الرسل 8: 13، 21، 19؛
متى 7: 22- 23؛ 2تيموثاوس 3: 13.

2.  ثانيا: ما يثبت أن لك حياة، يوحنا 9: 31، 38؛ رومية 10: 13؛ 1يوحنا 3: 11؛ 2: 19.

3.  ثالثا: ما يجب أن يحدث لك حتى تنتقل من الموت إلى الحياة. أفسس 2: 1؛ رؤيا 20: 12؛
مزمور 40: 12؛ إشعياء 64: 6.