Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.




عدم القدرة الإنسانية

بقلم الدكتور ر . ل هايمرز

HUMAN INABILITY
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

موعظه في صباح يوم الرب 3/ديسمبر/2006
في مظلّة عباده المعمدانيين في لوس انجلوس

A sermon preached on Lord’s Day Morning, December 3, 2006
at the Baptist Tabernacle of Los Angeles

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني " ( يوحنا 6 : 44 )


         أنا لَست كالفيني من ذوي النقاط الخمسه. يَقُولونَ أحياناً بأنّني أمزج لِبَعْض كتابات ريتشارد باكستر ومارتن لوثر وأفكار جون جودوين. ربما هم على حق. أنا لا أَرى كُلّ الأشياء بشكل مثالي، ولا أعتقد أن أي شخص يستطيع ذلك بالكامل. في أحسن الأحوال،

" ننظر الآن في مرآه في لغز " ( كورنثوس الاولى 13 : 12 )

أنا لا أَتظاهرُ بإمتِلاك الفَهْم الكامل لما عْرف ب"مذاهب النعمةِ" في الكالفينيةِ. لكن مع بإِنَّني لا أَنْسبُ الى كُلّ "نقاطِهم" ومذاهبِهم، أنا أَعتقدُ بنَصَّنا، وأنا أَعتقدُ به بنفس قدر التأجّجِ كالكالفيني الأكثر وفاءً. في الحقيقة انا أَعتقدُ أن هذه الآيه في يوحنا 6 : 44 بنفس الطريقِ التي يعتقد بها الكالفيني الأقوى، لأَنني أؤمن بأنّ رأيهم في هذا النَصِّ بسيطةُ وواضحُ على صفحةِ الكتاب المقدّسِ، عندما السيد المسيح قالَ،

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

         أنا لَنْ أَجِدَ أي طريقِ ل"مُرَاوَغَته" إذا أردتُ ذلك, ولذا أنا سَأُقدّمُه إليكم في رسالة مكيّفه مِنْ سي . إتش . سبورجون، أمير الوعّاظِ. و قد أعطيتُ نفس العنوانِ لوعظتي اليوم كوعظته، وأنا سَأَعطيكم خلاصةَ وعظته، "عدم القدره الانسانيه" في شكل مختصر وأبسط بكثير، ومناسب أكثر إلى السامعين الجدد (مرجع. منبر شارعِ المتنزهِ الجديدِ، منشورات بيلجرمز، 1981 إعادة طبع، المجلد الرّابع , صفحه 137 – 144 ) وقد قال السيد المسيح،

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

         " المجيءُ إلى السيد المسيح" هي عبارة مذكوره كثيراً في الانجيل. وهي تُستَعملُ لوَصْف شخص يَتْركُ أحقيةَ نفسِه ويَهْربُ إلى السيد المسيح، يَستلمُ أحقيةَ السيد المسيح كغطائه، ودمّ السيد المسيح كمطهّر له. " المجيءُ إلى السيد المسيح" يَتضمّنُ التوبةً والإيمانَ في السيد المسيح، ويُلخّصُ كُلّ تلك الأشياءِ التي تُرافقُ إنقاذ الروح. " المجيءُ إلى السيد المسيح" هو الشيءُ الوحيد الضروريُ للآثم الّذي سيتم خلاصه. عندما لا يأتي الشخص إلى السيد المسيح، فهومن المؤكدد بإِنَّهُ لَمْ يتُحوّلْ وما زالَ ميت في التجاوزاتِ والإثم.

         في هذه الأيامِ المُظلمةِ من "القراريه "المجيءُ إلى السيد المسيح في أغلب الأحيان يُعْتَقَد بأنَّه سيَكُونُ الشيءَ الأسهلَ في العالمِ. ورغم ذلك، بالإستِماع بعناية إلى العديد مِنْ الشهاداتِ، القَسّ البصير سَيَرى بأنهّ تقريباً الجميع قد أخفقَ في المَجيء إلى السيد المسيح بنفسه، وهكذا، أخطأَ الهدف. من السّهلِ الإعتِقاد عن الاشياء التي تتعلق بالسيد المسيح. ومن السّهلِ الإعتِقاد بأنّه يُمْكِنُ أَنْ يخلص مِنْ الذنبِ، بأنّه يُمْكِنُ أَنْ يَجْرفَ الذنوب، وبأنّه يُمْكِنُ أَنْ يُخلص الروحَ. تؤمن الشياطينُ بتلك الاعتقادات. هي أشياءَ سهلةَ للإعتِقاد. لكن فعلَ المجيئ إلى السيد المسيح بنفسه مستحيلُ لأيّ رجل، مالم يكن هو مَسْحُوبُ إلى السيد المسيح مِن قِبل الآبِّ، للسيد المسيح قالَ،

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

         أنا سَأَتكلّمُ، هذا الصباحِ، على عدمِ قدره الانسان، وثمّ، على رسومِ الأبِّ، ويَنتهي بتطبيقِ هذا المذهبِ.

1.  أولاً, عدم القدرة الإنسانية.

         ويقول النصّ,

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

عندما سَأل التلاميذ، "مَنْ إذن يُمْكِنُ أَنْ يُخلص؟ "(مرقص 10 : 26)، السيد المسيح أجابَ،

" عند الناس غير مستطاع " ( مرقص 10 : 27 )

مَع الرجالِ هو من المستحيلُ ان تخلُص! ذلك ما قاله السيد المسيح ربنا في مرقص 10 : 27 البعض يَقُولونَ بِأَنِّي أعظ ضدّ ما يلقبونه بال " الاعتقاد السهل " قَدْ يَعتقدونَ بِأَنِّي أتكلم عن "خلاص السيادة" الذي يشير إليه مُؤلفُ واحد على الأقل ب"صعب التّصديق" في كتاب بذلك العنوانِ. لكن لا أَتكلّمُ عن" التصديق السهل" ولا " التصديق الصعب! أنا أَتكلّمُ حول" " التصديق المستحيل." أَتكلّمُ عن إستحالةِ مجيئ الرجلِ الطبيعيِ إلى السيد المسيح!

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

         ماذا الذي يَجْعلُ المَجيء إلى السيد المسيح مستحيل إنسانياً؟ مِنْ أَيْنَ تأتي عدمِ القدره هذه؟ النقص لا يَجيءُ مِنْ أيّ نقص جسدي، عيب، إذا كان المجيئ إلى السيد المسيح يعني إنتقال الجسمِ أَو المشي بالأقدامِ، بالتأكيد سَيكونُ من السهل عِند الانسان القدرةُ للمَجيء إلى السيد المسيح. قال رجل مرّة بأنّه لا يُعتقدْ بأن للانسان القوَّةُ للمَشي للكنيسه مالم يسَحبَه الأبّ. الآن ذلك الرجلِ كَانَ أحمقَ جداً، لأنه من البسيطُ رُؤية انه طالما الانسان يستطيع أَنْ يَستعملَ سيقانَه، فهو من السهل لَهُ ان يمَشي للكنيسه كما هو سهل لَهُ المَشي إلى محل بيع المشروبات الكحولية! إذا كان المجيئ إلى السيد المسيح يعني قول "صلاة الآثمِ " فهو من السهل لَهُ قَول تلك الصلاةِ كما هو سهل عليَهُ قَول كلمةً دنيئة! لذا، هو من الواضحُ، عدم قدرة الرجلِ المَجيء إلى السيد المسيح لَيسَ جسدي.

         ولا تكمن عدمِ القابلية هذه في العقلِ. أنا يمْكِنُ أَنْ أَعتقدَ بأنَّ الانجيل صحيح بسهولة بقدر ما أنا يُمْكِنُ أَنْ أَعتقدَ بأنَّ أيّ كتاب آخر صحيح. أنا يُمْكِنُ أَنْ أَعتقدَ أن ما قاله السيد المسيح صحيح بسهوله بنفس قدر ما أنا يُمْكِنُ أَنْ أَعتقدَ أن أي شخص آخر قاله صحيح, ولكن. برأيي، أنا يُمْكِنُ أَنْ أؤَمنَ بوجودِ السيد المسيح بنفس سهولة أنا يُمْكِنُ أَنْ أَؤمنَ بوجودِ أي شخص آخر. العيب، إذاً، لا يَكْمنُ في الجسم أَو العقل. لماذا, ثمّ، قال السيد المسيح،

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

         دعوْني أُريكم أين تَكمن عدمَ قدره الانسان حقاً. إنها تكمن في طبيعته. خلال السقوطِ، وخلال ذنبِنا الخاصِ، الطبيعة ذاتها للانسان أَصْبَحتْ فاسدة, ومدمّره لذا، لَيس من المحتملَ لَهُ أَنْ يجيءَ إلى السيد المسيح مالم يسْحبُه الأب!

         خروف لا يَستطيعُ أَكْل اللحمِ. و الأسد لا يَستطيعُ أَكْل العشبِ. لِماذا؟ لأنه من ضدّ طبيعةِ الخروف أَكْل اللحمِ. وهو من ضدّ طبيعة الأسدِ ان يأَكْل العشبِ. وهو من ضدّ طبيعةِ الانسان المَجيء إلى السيد المسيح! كما الدّكتور واتس وَضعَه،

الله العظيم للمجد ومن النعمة،
نمتلك، بالخزي المتواضع،
هكذا حقير جنسنا المنحطّ،
واسم أبونا الأول.

منذ آدم يغمر دمّنا الملوّث،
يحكم السمّ فينا؛
يجعلنا نعارض إلى ما هو جيد
وعبيد راغبون للإثم.

يومياً نخرق قوانين الله المقدّسة،
وبعد ذلك نرفض نعمته؛
مشغولين في اهداف الشيطان السيئه
ضدّ وجه الله المقدّس.

قطعنا بشكل مباشر شوطاً بعيدا من الله،
ونحبّ المسافة كثيراً؛
نجري الطريق الخطر بسرعة
الذي يؤدّي إلى الذنب والجحيم.

نرفع اسم أبانا على المستوى العالي،
الذي روحه الخاصة ترسل
لجلب مذنبين عصاة يقتربون منهم،
ويحول خصوم السيد المسيح إلى الأصدقاء.

ويمكن لمثل هؤلاء الثوّار أن يعودوا،
جعل مثل هذا العمى للإشراق؟
إسمح لمذنبون برؤية إبك يا إلاهي،
ويحسّ دمّه الابدي.
   ("حالتنا الغير محوّلة" من قبل إسحاق واتس، 1674 - 1748؛
      بمقدار " وضعك تفتح إليّ " بيلمونت).

فكّر عميقاً بتلك الكلمات, الم يكن الدكتور واتس محقاً؟

منذ آدم يغمر دمّنا الملوّث،
يحكم السمّ فينا؛
يجعلنا نعارض إلى ما هو جيد
وعبيد راغبون للإثم.

ولهذا السبب,

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

كلّ قلب إنسان مخرّب بالسقوط، سمّم إلى الموت بالذنب، ميت عاجز, عاجز إلى الله. لهذا

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

2.  ثانياً, جذب الآب.

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

كيف يجتذب الآب الناس إلى السيد المسيح؟ المسيحيون كانوا يعرفون بأنّ المذنبين سحبوا عادة إلى السيد المسيح خلال الوعظ بالإنجيل. لكنّهم عرفوا أيضا بأن النوعية خاصّة للوعظ أدار المذنبين إلى السيد المسيح. عرفوا بأنّ الوعظ عليه أن يشجّع، لذا الواعظ يمكن أن يقول، مع الرسول بولس،

" وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمه الانسانيه المقنع بل ببرهان الروح والقوه " ( كورنثوس الاولى 2 : 4 )

القسّ براين إدواردز , من البريطانيين الذين لهم سلطه في الإحياء، قال عن وعظات بولس،

ذلك كَانَ وعظ الإحياءِ. في الإحياءِ، الطوائف لا تُناقشُ أسلوب الانسان أَو فصاحته، في الحقيقة هم لا يُناقشونَ حتى المحتوى؛ هم يَتحرّكونَ للتَنفيذ. يوجد لوعظ الإيحاء قوَّة وسلطة يَجْلبانِ كلمةَ الله مثل مطرقة إلى القلبِ والضميرِ. هذا بالضبط ما يَغِيبُ عنه أغلب الوعظ اليوم (القسّ براين إتش . إدواردز، إحياء! أناس أشبعوا مَع الله، صحافة إنجيلية 1991, صفحه 103)

         الذي يَحْدثُ في الإحياء لعدد مِنْ الناسِ الضالّين، يَحْدثُ إلى واحد وإثنان، هنا وهناك، أثناء خدمات الوعظات المعتاده. لكن، لاحظوا هذا، كُلّ تحويل حقيقي هو معجزة! كَانَ عِنْدَنا تحوّل متفائل الأحد الماضي. أَنا إعتبرتُ ذلك معجزة، مقارن إلى قيامه لازاروس مِنْ المَوتى! هكذا نَصلّي بأنهّ سيكون هناك تحويل آخر اليوم - بأنّ الله سَيَأْخذُ هذه الكلماتِ البسيطةِ، ومِن قِبل "مظاهرة الروحِ ومِنْ القوَّةِ" يَستعملُهم لتَغيير الإتّجاهِ وعادةِ القلب الآثمِ.

         أَعْرفُ بأنّني لا أَستطيعُ تَغْيير رأيك. أَعْرفُ بأنّني لا أَستطيعُ إقْناعك. أَنا ضعيف لتَحويلك كالمشلول الضعيفُ للمَشي. أَخَافُ المجيئ في أغلب الأحيان إلى هذا المنبرِ لكي أوعظ. أَعْرفُ بأنّني يُمْكِنُ أَنْ أَعظ. لقد وعظت مئات المراتَ. لَكنِّي أَعْرفُ، وأنا أَعْرفُ تماماً، بأن تلك الكلماتَ التي أَقُولُها لا يُمْكِنُ أَنْ تُساعدَ أبداً أَو تَغيّرُ، أَو تُحوّلُ روحاً واحده، ما عَدا قوَّةِ ال الله التي تستطيع فعل ذلك!

الرب, الآن في الحقيقة أَجِدُ
قوَّته وحده، لوحده فقط،
يُمْكِنُ أَنْ يُغيّرَ بُقَعَ المصاب بداء الجذامَ،
ويُذوّبُ قلبَ الحجارةِ.
السيد المسيح دَفعَه كُلّ،
الكُلّ إليه أَدِينُ؛
الذنب تَركَ لطخةً قرمزيه،
غَسلَه أبيضَ كثلج.
( "السيد المسيح دَفعَ الكُلّ" مِن قِبل إلفينا إم . قاعة، 1820-1889).

         كَيفَ الله يُذوّبُ قلبَ الحجارةِ؟ يُغيّرُ إتّجاهَ الإرادةِ. يُحرّكُ القلبَ لإرادة السيد المسيح، لرَغْبته، إلى العطشِ لَهُ.

         مارتن لوثر قالَ، "الأبّ لا يَسْحبُ الآثمَ بالشَعرِ، لكن يَسْحبُه بالقلبِ." مِن قِبل عملية غامضة، يَدُورُ الله القلب للمَجيء إلى السيد المسيح ويَحبُّه، يَدُورُ الله القلب مِنْ الدينِ الباردِ الى علاقة ودّيه ودافئة ورائعة إلى السيد المسيح.

         عندما كُنْتُ شابَ عُرِفتُ رجل عجوزَ وقد كان باقي الأطفال يخائفونه، قالوا بأنّه كَانَ بخيلَ. لكن بطريقةٍ ما عَرفتُ بالغريزة بأنّه كَانَ حقاً رجل عجوز رحيم جداً. أنا كُنْتُ أَلتقطُه في سيارتِي مِنْ فندقِ بيولا، بجانب كنيسه " البابِ المفتوحِ " في مدينةِ لوس أنجليس، وآخذُه إلى لقاءِ الصلاة في كنيسه الصينيين التي كنت أحَضرها بينما كُنْتُ في الكليَّةِ. الشباب الصيني في تلك الكنيسةِ إعتقدتْ بأنّه كَانَ مخيفَ وبخيلَ، لأنه كَانَ كبير السنَ جداً. لَكنِّي وَجدتُ بأنّه كَانَ حقاً رجل عجوز رحيم ولطيف، ملئ بالحبِّ للسيد المسيح. جَلستُ دائماً بجانبه بينما كان يصَلّى. هو كَانَ مِنْ هنغاريا وتَكلّمَ بلهجة سميكة، لكن صلاواتَه كَانتْ مليئة بالحبِّ للسيد المسيح حيث جْلبت الدموعَ إلى عيونِي، عندما أفكّرُ بشأن الحبِّ الذي أبداه إلى السيد المسيح في كُلّ وقت كان يصَلّى به.

         أنا أعتقد بأن ذلك هو الطريقُ الذي نحن به مَع الله والسيد المسيح. قبل ان نتحوّل، نحن لدينا بروده شديده نحو الله والسيد المسيح. نحن نَعتبرُهم شخصيات بعيدةِ عنّا، غاضبة جداً، يُخَافَ منها ويجب تجنبها. لكن عندما يُغيّرُ الله رغبتنا، نكتشفُ، إلى مفاجأتِنا، نجد ان الله والسيد المسيح يَحبّانِنا أكثر مِنْ ما عَرفنَا ً بأنّهم فعلوا، أكثر مِنْ إعتقدنَا أبداً بأنّهم يُمْكِنُ أَنْ يفعلوا!

" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني "
( يوحنا 6 : 44 )

وعندما يفتح الله عيوننا, يسحبنا الى السيد المسيح,

" بحبال البشر بربط المحبه " ( هوشع 11 : 4 )

كما تضعها ترتيله قديمه,

وَجدتُ صديق، أوه، مثل هذا الصديقِ!
أحبَّني [ قبل ] ان اعَرفه؛
سَحبَني بحبالِ الحبِّ،
وهكذا هو شَدَّني اليه.
( " وَجدتُ صديق" مِن قِبل جيمس جي . صغير، 1817-1888).

قال لوثر,

يَسْحبُ الله بالإرادةِ، لَيسَ بالرقبةِ. يَقُولُ السيد المسيح هنا: فقط يَجيءُ لي، وفقط يَستلمُ إيماناً، الذي يَسْحبُ الأب لي. هذا السحب لَيسَ كالجلاد [ الذي يجرّ ] اللصّ [إلى المشنقةِ]. هو بالأحرى دعوة وجذب صديق، مثل الرجل [ الرحيم والطيف] الذي يَجْذبُ الناسَ إليه بلطفه وودّه العظيم, حيث [أنك] مسرور إلى [المجيء] إليه. بهذه الطريقة الله يَدْعو الناسَ أيضاً بلطف إلى [السيد المسيح] حيث يأتون برغبه وسرور [هم بحتجه ان يكونوا] مَعه وبقربه (مارتن لوثر، الذي يقوله لوثر، دار نشر كونكورديا، 1994 إعادة طبع , صفحه 346 – 347 )

         يَذْهبُ الله إلى الجزءِ السريِ لقلبِ الإنسان، وبعمل غامض، يَحوّل الإرادةَ في الإتّجاهِ المعاكسِ لكي يتم خلاص ذلك الانسان، كما رالف إرسكين وَضعَه للمفارقة، "بالموافقةِ الكاملةِ ضدّ رغبته" ويعني, فهو يَجيءُ إلى السيد المسيح ضدّ ارادته القديمه،. لَكنَّ يتم خلاصه بموافقتِه الكاملةِ، لأنه يُصبح راغب اليومِ بقوَّةِ الله. عندما روح الله تُؤثّرُ على قلبِكِ بلطف للمَجيء إلى السيد المسيح , آيه في نشيد الانشاد أنجزت ذلك،

"إجذبني، [وأنا] وراءك [السيد المسيح] فنجري أدخلني الملك الى حجاله نبتهج ونفرحبك " ( نشيد الانشاد 1 : 4 )

إسحبْني، وأنا سَأُلاحقُك!

         إنّ قلبَ الرجلَ واقع في مشاكلُ، ملئ بالنزاعِ واليأسِ. يَعتقدُ، "أنا لا يُمْكن يتم خلاصي. لا شيء يُمْكِنُ أَنْ ينقذني" ثمّ السيد المسيح يَجيءُ، وأَصْبَحَ الليل نهار! إنّ الرجلَ يُسْحَبُ إليه برغبته حيث يَبْدو انه لَمْ يُسْحَبُ مطلقاً. وهو يَجيءُ إلى السيد المسيح بسرعة جداً وبسهولة.

         شخص ما يَقُولُ، "حَسناً، أنا قَدْ كُنْتُ في كنيسةِ أخرى حيث أخبروني أنا يُمْكِنُ أَنْ يتم خلاصي حينما أردت ذلك. قالوا بأنّني يُمْكِنُ أَنْ أَقُولَ صلاة الآثمِ ' أيّ وقت أردتُ وأَكُونُ قد خلّصت. لذا أنا أُؤجّل ذلك, لكن الآن انتم أَخذتَ هذا الأملِ بعيداً عني، أيها الواعظ. أَشْعرُ بملئ الألمِ والخوفِ." وأنا أَقُولُ له، "صديقي، أَنا مسرورُ لسَمْاع هذا, هذا الذي تَمنّيتُ أن يَحْدثُ. أَصلّي بأنّك سَتَشْعرُ بذلك الألمِ والخوفِ الداخليِ لدرجة أكبر , أكثر بكثير. وعندما تفقد الامل في خلاصك، أنا سَأَتجاسرُ وأطلب من الله ان يبَدأَ بخلاصك." حالما تَقُولُ ضمن نفسك، "أوه، أنا لا أَستطيعُ المَجيء إلى السيد المسيح. الله، إسْحبُني، ساعدُني" أنا سَأكُونُ سعيد جداً لَك، انت الذي تريدُ السيد المسيح، مع انك لا تملك القدره والقوه لذلك، لتكن نعمةُ الله قد بَدأتْ في قلوبِك، والله لَنْ يَتْركَ حتى يتم عمله، وتتحول.

         دعْني أَعطيك آيات الكتاب المقدّسِ التي قَدْ تساعدُك،

" تراءى لي الرب من بعيد ومحبه ابديه احببتك من اجل ذلك أدمت لك الرحمه " ( ارميا 31 : 3 )

أَعتقدُ بأنّك سَتَجيءُ إلى السيد المسيح لأن الله يَسْحبُك، ولأنه هو يَسْحبُك، هذا الدليل بأنّه يَحبُّك، كما لم يحببك أي شخص على هذه الارض أبداً. فلتأتي بالإيمانِ إلى صليبِ السيد المسيح. فلتَسْجدُ تحت صليبَه و

دعْ الماءَ والدمَّ،
الذي مزّقَ جنبه و تَدفّقَ،
يَكُونُ مِنْ ذنبِ العلاجِ المضاعفِ،
طهّرْني مِنْ ذنبِه وقوَّتِه.
( "صخرة الأعمارِ" مِن قِبل أوغسطس توبليدي، 1740-1778).

         دعونا نَقِفُ ونرنّم الترتيلةَ الأخيرةَ على صفحةِ التراتيل. رنّموا بكُلّ قلبكمَ وروحكَم!

أَسْمعُ صوتك مرحباً,
ذلك يَدْعوني، الرب إليك
للتَطهير في دمِّك الثمين
تلك المُتَدَفّقةِ على الجمجمةِ.
أَجيءُ، يا رب! المجيئ الآن إليك!
إغسلْني، يُطهّرُني في الدمِّ
تلك المُتَدَفّقةِ على الجمجمةِ.

مع ذلك ضعيف وحقير قادم،
أنت تُطمأن قوّتي ؛
أنت تُطهّرُ دناءتي بالكامل،
حتى بدون بُقعِّ كُلّ وصافي.
أَجيءُ، يا رب! المجيئ الآن إليك!
إغسلْني، طهّرُني في الدمِّ
تلك المُتَدَفّقةِ على الجمجمةِ.

السيد المسيح يَدْعوني
لإتْقان الإيمانِ والمَحَبَّة،
لإتْقان الأملِ، وسلام، وثقة،
للأرضِ والسماءِ فوق.
أَجيءُ، يا رب! المجيئ الآن إليك!
إغسلْني، يُطهّرُني في الدمِّ
تلك المُتَدَفّقةِ على الجمجمةِ.
( "أَجيءُ، يا رب " مِن قِبل لويس هارتسو، 1828-1919).

         إذا شْعرت أنّك يَجِبُ أَنْ تَجيءَ إلى السيد المسيح الآن، أنا أطلب منك للكَلام مَع الدّكتورِ كاجان وأنا. رجاءً قابلْنا في الإستراحةِ الصَغيرةِ المؤديه إلى قاعةِ الزمالةَ، حيث نَصْعدُ الى الطابق العلوي ونتناول الطعام سوية. ونتمنى من أبانا السماويُ أن يَستعملُ هذه الموعظه كوسيله لسحبك إلى السيد المسيح، للتَطهّر في دمِّه الثمينِ مِنْ كُلّ ذنوبكَ. آمين.

( نهايه الموعظه )

يمكنكم مطالعه مواعظ دكتور هايمرز اسبوعياً على شبكه الانترنت على
www.realconversion.com وأنقر على ( Sermon Manuscripts )


تم قراءه النص من قبل الدكتور كريجتون شان : (يوحنا 6 : 38 – 44)
غناء منفرد أثناء الوعظه, السيد بنيامين كنكيد جريفث:
"حالتنا الغير محوّلة" (من قبل الدّكتور إسحاق واتس، 1674-1748؛
غنّى بمقدار " وضعك تفتح إليّ،" بيلمونت ).


ملخص

عدم القدرة الإنسانية

بقلم الدكتور ر . ل هايمرز


" لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني " ( يوحنا 6 : 44 )

( كورنثوس الاولى 13 : 12 )

1.  أولاً, عدم القدرة الإنسانية
     ( يوحنا 6 : 44 , مرقص 10 : 26 – 27 )

2.  ثانياً, جذب الآب
     ( كورنثوس الاولى 2 : 4 , هوشع 11 : 4 نشيد الانشاد 1 : 4 , ارميا 31 : 3 )