Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.


آلام المسيح في جثسيماني

CHRIST’S AGONY IN GETHSEMANE
(Arabic)


د. ر. ل. هايمرز، الابن by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت بالخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم السبت ١٧ فبراير/شباط ٢٠١٨
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Saturday Evening, February 17, 2018

"وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا"
      (مرقس ١٤: ٣٢- ٣٤).


كان المسيح قد أكل الفصح مع تلاميذه. وفي نهاية العشاء، أعطاهم المسيح الخبز والكأس – ما نسميه "عشاء الرب." هو قال لهم إن الخبز يرمز لجسده الذي كان سيصلب في الصباح التالي. وقال لهم إن الكأس ترمز لدمه الذي كان سيُسفك ليطهرنا من خطايانا. ثم رنم يسوع وتلاميذه ترنيمة وتركوا العلية ليذهبوا في الليل.

مشوا في المنحنى الشرقي في أورشليم وعبروا نبع قدرون. ثم مشوا أبعد إلى طرف بستان جثسيماني. ترك يسوع ثمانية من التلاميذ في طرف البستان وأوصاهم أن يصلوا. ثم دخل إلى داخل البستان حيث ترك بطرس ويعقوب ويوحنا. هو دخل أكثر في الظلام تحت أشجار الزيتون. هناك "َابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ فَقَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ... ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ" (مرقس ١٤: ٣٣، ٣٥).

قال ج. س. رايل، "إن سرد قصة آلام الرب في بستان جثسيماني مقطع كتابي عميق وغامض. إنه يحوي أمورا لا يستطيع أحكم اللاهوتيين شرحها بالكامل. نعم به حقائق واضحة... غاية في الأهمية" (ج. س. رايل، تعليقات تفسيرية في مرقس، لواء الحق، ١٩٩٤، ص ٣١٦؛ مذكرات في مرقس ١٤: ٣٢- ٤٢).

دعونا نذهب بأذهاننا إلى جثسيماني في تلك الليلة. يقول لنا مرقس إنه كان "يدهش" (مرقس ١٤: ٣٣). الكلمة اليونانية “ekthambeisthai” وهي تعني "يندهش بشدة، يقع تحت ضغط شديد، يضطرب بشدة." "ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ"... "قَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ!" (مرقس ١٤: ٣٤، ٣٥).

قال ج. س. رايل، "هناك تفسير واحد معقول فقط لهذه التعبيرات. لم يكن هذا مجرد خوف من الألم الجسدي... كان هناك إحساس بالحِمل الرهيب لذنب البشر، والذي بدأ يضغط عليه بشكل غير عادي. كان شعورا بحمل لا يمكن التعبير عنه – حِمل خطايانا وآثامنا والذي كان يوضع عليه في ذلك الوقت. لقد صار ’لعنة لأجلنا.‘ لقد كان يحمل أحزاننا... كان يُجعل ’خطية لأجلنا، الذي لم يعرف خطية.‘ شعرت طبيعته المقدسة بالثقل الرهيب لخطايانا يوضع عليه. هذا هو سبب حزنه الشديد. اليوم أفكار الإنجيليين أقل بكثير مما لا بد أن يعتبروه خطية" (رايل، ص ٣١٧).

ليتك لا تستخف بخطية الغياب عن الكنيسة وإهمال قراءة الكتاب المقدس بينما تقضي الوقت في ألعاب الفيديو، ومشاهدة المناظر الإباحية والرقص والسكر. خطاياك هذه كلها وُضعت على يسوع في جثسيماني. ولكن هناك المزيد – الأكثر بكثير. أعظم خطية وُضعت على يسوع في بستان جثسيماني هي خطيتنا الأصلية، فسادنا التام، والتي تأتي من أننا خطاة بالطبيعة الفاسدة. إنه "الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ" (٢بطرس ١: ٤). الواقع أننا "كُلُّنَا كَنَجِسٍ" (إشعياء ٦٤: ٦). إنها الأنانية والطمع والتمرد الذي في طبيعتنا ضد الله. هو "اهْتِمَامَ الْجَسَد [الذي]ِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ" هو الذي يتمرد على الله ويريد أن يحيا بعيدا عنه. (رومية ٨: ٧). إنه قلبك القبيح القذر، قلبك الشرير الذي ورثته عن آدم الخاطئ الأول. ورثته في جيناتك في دمك وفي نفسك. (رومية ٥: ١٢) – "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً" (رومية ٥: ١٩).

انظر كيف يولد الأطفال الصغار في الخطية. قال أ. و. بينك، "فساد الطبيعة الإنسانية يكتشف ذاته في الأطفال الصغار... ويا له من اكتشاف مبكر! لو كان هناك أي صلاح موروث في الإنسان، لكان ظهر في المولودين الجدد قبل أن تتكون لديهم عادات شريرة من احتكاكهم بالعالم. لكن هل نجد أطفال صالحين؟ كلا أبدا. النتيجة الحتمية التي لا تتغير للنمو في البشر هي أنهم حين ينمون بالقدر الكافي يكونون أشرار. تُرى فيهم الرغبة الإنسانية والضغينة والانتقام. يبكون ويتجهمون طلبا لما يضرهم، ويغضبون على والديهم حين يرفضون لهم طلب محاولين عضّهم (إيذائهم). الذين ينشأون في بيئة مليئة بالأمانة يحاولون سرقة أشياء قبل أن يروا في حياتهم أي سرقة. هذه العيوب في الطبيعة الإنسانية والتي نراها خطية، هي موجودة من أول وجودها" (أ. و. بينك، مقتطفات من الكتاب المقدس، الفساد التام للإنسان، مودي للطباعة، ١٩٨١، ص ١٦٣، ١٦٤). لجنة الجريمة في ولاية مينسوتا بيَّنت هذا بوضوح في أحد تقاريرها. "كل طفل يبدأ حياته كمتوحش صغير. هو أناني متمركز حول ذاته من الدرجة الأولى. هو يريد ما يريد وقتما يريد... اهتمام أمه، لعبة صديقه، ساعة عمه. لا تلبِ ذلك له فيصرخ بغضب وعدوانية، والذي يتطور للقتل لو لم يكن مجرد طفل ضعيف... هذا يعني أن كل الأطفال، ليس البعض منهم، مولودين مجرمين، أي خطاة" (اقتباس لهادون و. روبنسون، الوعظ الكتابي، بيكر للنشر، ١٩٨٠، ص ١٤٤، ١٤٥).

حالا حين التقطت نَفَسي الأول،
نمت بذرة الخطية للموت؛
الناموس يطلب قلبا كاملا،
لكننا نجسون بكل ما فينا.
("مزمور ٥١" إيزاك واتس، ١٦٧٤- ١٧٤٨).

يصرخ الطفل حين يولد. لا يفعل ذلك وليد الحيوانات، وإلا كان يُقتل من الحيوانات الأخرى لو صرخ مثلما يفعل وليد الإنسان. لكن وليد الإنسان يصرخ ضد الله، والسلطة، والحياة ذاتها بعد ثوان من ولادته. لماذا؟ لأنك مولود بالخطية الفطرية من أبيك آدم. هذا هو السبب. لهذا أنت تميل للتمرد ومعارضة القادة المسيحيين، طلب رغباتك، وترفض أن تفعل الصواب. لهذا تخطئ، حتى بعد التغيير. قد يظن أبواك أنك مؤمن صغير، لكنك في الواقع خاطي صغير يكره أن يفعل مشيئة الله!

أضف كل هذه الخطية الأصلية إلى الخطايا التي يرتكبها البشر بالفكر والقول والعمل فيسهل أن ترى لماذا كان يسوع يدهش! لقد سُحق حين وضع عليه الله إثم العالم.

رجاء افتح كتابك المقدس على وصف لوقا لذلك. ص ١١٠٨ في كتاب سكوفيلد التفسيري. لوقا ٢٢: ٤٤. رجاء قفوا واقرأوا بصوت عال.

"وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا ٢٢: ٤٤).

تفضلوا بالجلوس. قال ج. س. رايل، "كيف يمكننا أن نصف الألم العميق الذي اجتازه ربنا في البستان؟ ماذا كان سبب الألم الشديد، الذهني والجسدي الذي عاناه؟ هناك إجابة واحدة معقولة. إنه حِمْل الخطية المنسوبة، الذي بدأ يوضع عليه... إنه كان الثقل الرهيب لهذه الخطايا هو الذي آلمه بهذا الشكل. إنه كان الشعور بذنب العالم يضغط عليه، هذا ما جعل ابن الله الأزلي يعرق قطرات من الدم" (ج. س. رايل، لوقا، الجزء الثاني، لواء الحق، طبعة ٢٠١٥، ص ٣١٤، ٣١٥؛ مذكرة عن لوقا ٢٢: ٤٤).

"لأَنَّ [الله] جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا" (٢كورنثوس ٥: ٢١).

"الرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا" (إشعياء ٥٣: ٦).

"الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ" (١بطرس ٢: ٢٤).

قال ج. س. رايل، "لا بد أن نتمسك بشدة بالتعليم القديم بأن المسيح كان ’يحمل خطايانا‘ في بستان جثسيماني وعلى الصليب. لا يوجد تعليم آخر يستطيع أن يشرح العرق الدموي أو يريح ضمير الإنسان المذنب" (ذات المرجع). قال جوزف هارت،

انظر إلى ابن الله المتألم،
يلهث، يئن، يعرق دما!
عن ألمه الشديد
لا تعرف الملائكة إدراكا.
إنه الله وحده
الذي يعرف هذا الحِمل الرهيب.
("آلامك الرهيبة" تأليف جوزف هارت، ١٧١٢- ١٧٦٨).

مرة أخرى قال جوزف هارت،

هناك حَمل ابن الله كل ذنبي؛
هذا بالنعمة يُصدَّق؛
لكن الأهوال التي عاناها
أكبر من أن تُدرك.
لا يمكن أن يخترق أحد
كآبة وظلمة البستان.
("أهوال كثيرة احتملها" تأليف جوزف هارت، ١٧١٢- ١٧٦٨).

قال ويليام ويليامز،

الحِمل الرهيب لذنب البشر وُضع على المخلص؛
بالويل واللباس، أحصوه مع الأثمة،
أحصوه مع الأثمة.
("الحب المتألم" تأليف ويليام ويليامز، ١٧٥٩).

"وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا ٢٢: ٤٤).

"الرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا" (إشعياء ٥٣: ٦).

هذه هي بداية ذبيحة المسيح الكفارية. "كفارية" تعني أن يتألم شخص مكان آخر. المسيح يتألم مكانك، بسبب خطيتك، لأنه لا خطية له. أصبح المسيح حامل خطايانا في جثسيماني، تحت أشجار الزيتون في منتصف الليل. كان سيُسمر على الصليب في الصباح، ليدفع ثمن خطاياك بالكامل. كيف ترفض محبته – المحبة التي ليسوع نحوك؟ كيف تقسي قلبك وترفض محبة كهذه؟ هذا هو الله الابن، يتألم مكانك ليكفر عن خطيتك. هل أنت بارد وقاسي حتى إن محبته لك لا تعني شيء؟

هل تسمح لي أن أسألك، هل أصبحت باردا قاسيا لدرجة أنك حين تسمع عن آلام يسوع لا يؤثر فيك هذا؟ هل أصبحت غريبا لدرجة أنني أتكلم عن آلام يسوع ليكفر عن خطيتك ولا يعني الأمر شيئا لك؟ هل تكلست مثل الجنود الذين سمروا يسوع في الصليب – ثم تقامروا على ثوبه وهو يموت بالقرب منهم؟ لا سمح الله! أرجوك في هذا المساء أن تضع ثقتك بالمخلص وتتطهر من خطيتك بدمه الطاهر!

تقول، "هناك الكثير الذي لا بد أن أضحي به." كف عن الاستماع للشيطان! لا يوجد في العالم أمر أهم من هذا!

هل نزف مخلصي؟ وهل مات القدوس؟
هل وضع رأسه من أجل دودة مثلي؟

دموع الحزن لا تفي دين المحبة الذي عليَّ؛
ها يا رب، أعطي نفسي لك، هذا كل ما لي.
("هل نزف مخلصي؟" تأليف إيزاك واتس، ١٦٧٤- ١٧٤٨).

هل أنت مستعد أن تقبل المسيح؟ هل أنت مستعد أن تسلم نفسك له؟ هل تحرك قلبك بالحب نحوه؟ إن كانت إجابتك بالنفي، رجاء لا تذهب. لكن إن كانت إجابتك، نعم، تعال اجلس في الصفين الأماميين. آمين.


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"جثسيماني، معصرة الزيت" (تأليف جوزف هارت، ١٧١٢- ١٧٦٨).