Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.


الإنجيل كما يصوره فلك نوح

THE GOSPEL PICTURED BY THE ARK OF NOAH
(Arabic)

د. ر. ل. هايمرز، الابن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت بالخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب ١٨ يونيو ٢٠١٧
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, June 18, 2017

"كَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ" (إشعياء ٥٣: ٣).


هذا ما يجب أن تعمله إن لم تكن قد نلت التغيير. تستر وجهك عن المسيح. قد تقول إنك لا تفكر بذلك عن يسوع والآية لا تنطبق عليك. أنت تظن أنك تحب يسوع ولكنك تخدع نفسك. قال النبي إرميا، "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ" (إرميا ١٧: ٩). أنت تظن أن قلبك سليم حين يقول لك إنك تحب يسوع. أنت تظن أن قلبك صادق، ولكنك مخطئ. إنه "أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ." لا شيء أخدع من قلبك أنت، فهو ممتلئ بالازدواجية والخداع والغش. قلبك أغش "مِنْ كُلِّ شَيْءٍ." لا شيء غاش مثل قلبك.

أنت تعزي نفسك بأن قلبك ليس أغش من قلوب الآخرين، وأنت على حق. بشكل ما، هذا صحيح. لكنك لم تعتبر الحقيقة بأن هذا صحيح لأن قلوب الجميع ملوثة بالخطية الأصلية. حاولت البحث عن سبب آخر لمدة ثلاثة أرباع قرن. ولكني مضطر للعودة إلى الخطية الأصلية لأنه لا يوجد سبب آخر أعرفه يفسر لماذا كل شخص أعرفه ستر عنه الوجه، مثلما فعل آدم بالمسيح قبل التجسد في جنة عدن.

"كَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ" (إشعياء ٥٣: ٣).

أنت لا تُقَدِّر يسوع. أنت لا تعتقد أن يسوع مهم.

أنت تحيا تحت الخداع بأن هذه الآية ليست صحيحة – وأنك تحب يسوع من القلب، وأنك تُقدره وتُثمنه جدا. لكن بدلا من أن تصدق قلبك الملوث والمسموم بالخطية الأصلية، لا بد أن تشك في تقييم قلبك.

هل لديك أفكار قلبية عن جمال المسيح؟ هل يمكنك أن تقول هذا؟ اسمع ثم اسأل نفسك إن كان بإمكانك أن تقول هذا بصدق (كن صادقا) – هل يمكنك أن تقول، "الإنجيل الذي كان مملا بلا حياة بالنسبة لي في الماضي أصبح شيقا حين أسمع عن يسوع"؟ هل يمكنك أن تقول هذا بصدق؟ إن كانت الإجابة لا، فهذا يثبت أنك لا تُقدر يسوع مثلما تفعل إيمي زابالانجا!

أو هل يمكنك أن تقول: "يسوع صُلب من أجلي، حين كنت عدوا له، ولم أكن خاضعا له. هذا كسر قلبي. المسيح أعطى حياته لأجلي، وبسبب ذلك سوف أعطيه الكل... يسوع مخلصي وراحتي وفاديَّ. لا يمكنني أن أوفيه أبدا. خدمة يسوع هي فرحي"؟ هل يمكنك أن تقول هذه الكلمات بصدق – كما قال جون كاجان؟ إن كنت تتردد، أليس ذلك بسبب أنك تعرف أنك تختبئ من يسوع، وأنك لا تُقدره؟

طريقة أخرى يمكنك أن تختبر محبتك ليسوع بها هي أن تتبكت على خطيتك. إلى أن تشعر بأنك خاطئ لأنك ترفض يسوع، لا يمكنك أن تُقدر يسوع المسيح! قال يسوع،

"وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ [الروج القدس] يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ... أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي" (يوحنا ١٦: ٨، ٩).

إذا كنت غير مبكت على خطية رفض يسوع، فهذه علامة أكيدة أنك "لا تعتد به." قال د. و. ج. ت. شد، "الروح القدس عادة لا يجدد الشخص إلا إذا كان مُبَكتا." الشعور بالذنب يُعِد الشخص للخلاص بالرب من هذا الشعور.

لن تعرف قيمة المسيح حتى
تنتهي من المناورة.
   خائفا من الموت.
      يائسا من ذاتك.
         نادما متبكتا على خطيتك.

قد يقول أحد، "هذا إعداد صعب للغاية." لكن هذا هو الإعداد الذي تحتاجه!

يسوع هو الموضوع الرئيسي في الكتاب المقدس. حين تقابل يسوع مع التلميذين، تكلم معهما بإسهاب. اذهبوا إلى لوقا ٢٤: ٢٥- ٢٧. ص ١١١٢ في كتاب سكوفيلد الدراسي. قفوا بينما أقرأ.

"فَقَالَ لَهُمَا:أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟ ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لوقا ٢٤: ٢٥- ٢٧).

صرف يسوع بضع ساعات ليعلمهما كل هذا. العهد القديم كبير، ٩٨٤ صفحة في نسختي من ترجمة الملك جيمس. حين وصل يسوع إلى الأصحاح السادس والسابع والثامن من التكوين كان بالتأكيد قد شرح كيف تكلم فلك نوح عنه. حين جاء إلى قصة نوح والطوفان الهائل والفلك، لا بد أنه أراهم "الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ" (لوقا ٢٤: ٢٧). هذه الأصحاحات من التكوين مهمة بدرجة أنه لا بد وأنه ذكرها وعلَّق عليها.

نعم، الأصحاحات السادس والسابع والثامن من التكوين مليئة بالرموز والصور والمعاني المختصة بالمسيح. وبما أنه بدأ بموسى، الكاتب البشري للتكوين، وشرح "مِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ... الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ" (لوقا ٢٤: ٢٧)، مما لا شك فيه أنه قال لهما كيف كان الفلك يتحدث عنه.

نعم، يسوع هو الموضوع الأساسي في الكتاب المقدس كله، ويوجد الكثير الذي نتعلمه عنه من دراسة الفُلك. ها بعض النقاط من الإنجيل والتي بالتأكيد تناولها يسوع وهو "يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لوقا ٢٤: ٢٧).

١. أولا، الفلك يرمز للمسيح كغير جذاب.

كما قلت من قبل، فلك نوح لم يكن المركب الملون الجذاب الذي يصوره مدرسو مدارس الأحد الجهلة. كلا! لقد كان الفلك صندوقا ضخما أسود مصنوعا من الخشب. كان مطليا بالقار الأسود من الداخل والخارج. قال الله:

"اصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ" (تكوين ٦: ١٤).

الفلك كان عبارة عن صندوق مجسم أسود بقاعدة مستوية. كان طوله حوالي ٥٠٠ قدم وعرضه حوالي ٩٠ قدم وارتفاعه حوالي ٦٠ قدم. كان مبنيا ليطفو فقط، لا ليبحر. كان إناء أسود قبيحا من الداخل والخارج. لم يكن فيه أي شيء جميل. وهذا رمز ليسوع المسيح. الكتاب المقدس يقول هذا عن المسيح:

"لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ... وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ" (إشعياء ٥٣: ٢- ٣)

أليس هذا تماما كيف رأى معظم الناس الفُلك، حين رأوه ساكنا على الأرض، قبل أن يأتي الطوفان؟ لم يكن له جمال ولا هيبة، لم يشتهوه. كان محتقرا ومرذولا من الناس مثلما كان يسوع. لقد ستروا وجوههم عن الفلك، كما ستروا وجوههم عن يسوع. الفُلك كان محتقرا ولم يثمنه أحد. ولهذا رفضوا الدخول في الفلك، كما رفضوا بعد ذلك الإتيان إلى المسيح.

بيد أنهم قالوا، "كيف لهذا الصندوق القبيح الأسود أن يخلصنا؟" واليوم، معظم الناس يرفضون أن يأتوا إلى المسيح ليخلصوا لنفس السبب. يظنون، "لماذا نتخلى عن حياتنا اليومية وملذاتها ومتعتها لندخل هذا الصندوق الأسود القبيح؟" متى ٢٤: ٣٧ وما يلي يقول:

"كَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ" (متى ٢٤: ٣٧- ٣٩).

هذا يبين لنا أنهم لم يريدوا أن يكفوا عن الطعام والشرب في الولائم الكبيرة. لم يريدوا أن يكفوا عن حضور احتفالات الزواج البذخية الطويلة التي أدمن عليها الناس في ذلك الوقت. لماذا يتركون احتفالاتهم وأنديتهم والرقص واللهو والشرب والمرح ليدخلوا هذه السفينة القديمة السوداء حيث لا مرح من أي نوع – هكذا ظنوا.

لكنهم كانوا مخطئين بالطبع، فالمكان الوحيد الذي كان فيه أي "مرح" أو شيء ممتع أثناء الطوفان كان الفُلك. نوح وعائلته قضوا وقتا ممتعا في رعاية وإطعام الحيوانات حين غطت المياه الأرض.

كان الفلك هو الكنيسة الوحيدة في العالم أثناء الوقت العصيب للطوفان. نوح وأعضاء عائلته السبع كانوا الكنيسة الوحيدة على الأرض في ذلك الوقت، وكانوا يقضون أوقاتا رائعة في الشركة والعبادة والاستمتاع في الفُلك.

لكن أليس هذا ما يراه غير المؤمنين في كنيستنا المحلية اليوم؟ كثير من الآباء غير المؤمنين يتعجبون قائلين، "لماذا يُقبِل الشباب على هذه الكنيسة بهذا الشكل؟ ماذا يجذبهم؟ ليس هناك شرب ولا مخدرات ولا حفلات صاخبة في هذه الكنيسة. ليس فيها جنس أو إباحية ومع ذلك الشباب يريدون أن يظلوا هناك طوال الوقت. ماذا في هذا المبنى القبيح في وسط المدينة ما يجعل ابني أو ابنتي يريد أن يبقى هناك طوال الوقت؟"

في الواقع يمكنكم الرد على عائلاتكم وأصدقائكم غير المؤمنين هكذا: "الكنيسة هي فُلكنا. إنها تنقذنا من العالم الحزين المحترق الذي كنا نعيش فيه. نحن الآن نعيش في هذه الكنيسة المعمدانية المحلية. لدينا مرح نظيف جيد هنا في الكنيسة أفضل مما كنا نتخيل! لماذا تظل تشعر بالوحدة؟ عد إلى البيت – إلى الكنيسة! في هذا المبنى القبيح غير المريح للكنيسة، وجدنا ملجأ من عالم بارد وحيد. ألا تأتي لتجد الفرح والصداقة والأمان الذي وجدناه في الكنيسة المحلية، مسكن الإله الحي؟ رجاء، تعالوا بانتظام إلى هذا الفلك، هذه الكنيسة، حيث تكتشفون نفس السلام والفرح الذي وجدناه."

نعم، الفلك كان أسود اللون قبيح، ولكنه مكان الفرح والصداقة والمحبة. عد إلى البيت! تعال إلى هذا الفلك المحتقر القديم – هذه الكنيسة المحلية معنا. سوف تخلص وتختبر حياة سعيدة معنا!

٢. ثانيا، الفلك يرمز لدم المسيح.

رجاء افتحوا كتبكم المقدسة على تكوين ٦: ١٤. قال الله لنوح:

اصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَار" (تكوين ٦: ١٤).

المفسر المحافظ هـ. ت. ليوبولد يترجم هكذا، "واطليه بالقار من الداخل والخارج" (تفسير التكوين، بيكر، ١٩٧٦، الجزء الأول، ص ٢٦٩).

ويستطرد د. ليوبولد ليقول لنا عن غرف الفلك والقار الذي غطاها.

الكلمة التي استخدمت للغُرف (qinnim) تُستخدم أيضا للأعشاش. بالتالي، هذه الغرف كان المقصود منها أن تناسب الحيوانات المختلفة... لم تكن هذه سفينة بل صندوقا ضخما عائما بأبعاد متناسبة مع أبعاد السفينة. هذا الصندوق لم يكن للإبحار أو التحرك في الماء بأي حال. هو كان مصَمما للطفو. لقد كان مُحكما ضد تسرب الماء بطلاء وافر من القار (ذات المرجع، ص ٢٧٠).

يستطرد د. ليوبولد ليشرح أن كلمة “kaphar” مقتبسة من “kopher” (ذات المرجع).

“Kaphar” هي الكلمة العبرية التي تُرجمت "كفارة" في الكتاب المقدس. الفعل من “kaphar” مترجم "كفارة" سبعين مرة في العهد القديم.

لاويين ١٧: ١١ يعطينا معنى هذه الكلمة.

"لأنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ فَأنَا أعْطَيْتُكُمْ إيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لأنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ" (لاويين ١٧: ١١).

في المرتين تكفير ويكفر هما ترجمة لكلمة “kaphar” والتي تعني "يستر." دم يسوع المسيح "يستر" خطايانا. يقول لنا العهد الجديد بوضوح:

"طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ" (رومية ٤: ٧).

كان الفُلك مطليا بالقار ليترك مياه الدينونة خارج الفلك. حين تأتي إلى المسيح، أنت تتغطى بدمه ودينونة الله لن تؤذيك. قال الله لنوح، "ادْخُلْ... إلَى الْفُلْكِ" (تكوين ٧: ١). حين دخل نوح، كان محاطا بالحوائط المطلية بالقار. القار رمز لدم المسيح. حين تأتي إلى المسيح، أنت تُحاط بالفعل بدم المسيح، و"تُستَر خَطَايَاك" (رومية ٤: ٧)!

"دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (١يوحنا ١: ٧).

لهذا مات المسيح على الصليب – فدمه يستطيع أن يطهرك من إثمك ويستر خطاياك.

"طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ" (رومية ٤: ٧).

٣. ثالثا، الفلك يرمز للقيامة.

الفلك رمز للقيامة. الفلك استقر على جبل أراراط في اليوم الذي كان سيقوم فيه المسيح من الأموات.

الآن أريدكم أن تلاحظوا شيئا آخر. استمعوا إلى التكوين الأصحاح الثامن، عدد ١٨:

"فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَاتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ" (تكوين ٨: ١٨).

هذا يرمز لقيامة يسوع المسيح من الأموات:

"بَعْدَ السَّبْتِ عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ" (متى ٢٨: ١- ٦).

كما خرج نوح من الفلك، هكذا المسيح خرج من القبر صباح القيامة. يقول، "فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَاتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ." هذا يصور المؤمنين في الاختطاف، ليلاقوا المسيح في الهواء (١تسالونيكي ٤: ١٦- ١٧). خروج نوح من الفلك رمز للمسيح خارجا من القبر. خروج عائلته من الفلك بعده رمز لاختطاف المؤمنين.

كل هذه رموز وصور. قال د. جون وارويك منتجمري:

تحرير نوح – بنعمة الله فقط من خلال الماء والفلك – قاد الكنيسة الأولى بلا رجعة أن ترى الحدث بجملته كرمز سابق للخلاص كما يقدمه العهد الجديد. الفلك نفسه كان يُرى كرمز للكنيسة ـ فقط الذين يبتغون النعمة المقدمة هناك يمكنهم أن ينجوا من طوفان العالم الشرير)؛ حتى بناء الكنائس تأثر بهذا المثال والتصوير (بعض الكنائس تُبنى على شكل "سفينة"). في رسوم المسيحية الأولى – وفي القبور على سبيل المثال – كان الفلك يُمثل مكان الدفن، أو وضع الجثمان، من حيث يقيم الله المؤمن في اليوم الأخير، كما حرر نوح من مياه الطوفان المهلكة (جون وارويك منتجمري، دكتوراه، التنقيب عن فلك نوح، بيت عنيا، ١٩٧٢، ص ٢٨٤).

في النصف الأول من القرن الثاني، قال جستن مارتير:

نوح البار والذين معه في الطوفان، تحديدا زوجته وأبنائه الثلاثة وزوجات أبنائه كانوا ثمانية أشخاص ورمز هذا اليوم هو الثامن في العدد والأول في القوة، وفيه قام المسيح من الأموات. الآن، المسيح، بكر كل الخلائق أصبح بشكل جديد رأس شعب آخر، من الذين اشتراهم للميلاد الجديد بالماء، الإيمان وخشب الفلك رمز لسر الصليب، كما أن نوح خلص في خشب الفُلك، الذي طفا على المياه مع عائلته (جستن مارتير، حوار مع تريفو، ١٣٧، ١- ٢).

كما لاحظ المؤمنون الأوائل، الإنجيل كله مُصور في فلك نوح. (١) لقد كان فُلكا قبيحا، غير جذاب للعين أو الذهن. وهكذا المسيح غير جذاب للإنسان، والإنجيل يبدو حمقا. (٢) الفُلك كان مطليا بطبقة سميكة من القار، من الداخل والخارج. هذا يصور دم المسيح يغطي المؤمن حتى لا يرى الله خطاياه. (٣) الفُلك استقر على جبل أراراط، وخرج منه نوح حيا. وهذه صورة للمسيح آتيا من القبر، قائما من الأموات، في صباح القيامة.

أمر آخر، استقر الفُلك على قمة الجبل. هذه صورة للمسيح صاعدا إلى جبل صهيون، مدينة الله، السماء الثالثة. المسيح الآن في السماء، في يمين الله. تعال إلى المسيح وستنال الخلاص. تعال إلى المسيح وستتغطى خطاياك بالقار، بدمه. تعال إلى المسيح، وسيمكنك الذهاب إلى السماء. كما نجا نوح وعائلته من الطوفان، ستنجو أنت من الجحيم. لا بد أن تأتي إلى المسيح، كما أتى نوح إلى الفُلك!


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ نوا سونج: متى ٢٨: ١- ٦.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"مُخَلَّص بالدم!" (تأليف س. ج. هندرسون، القرن التاسع عشر).

ملخص العظة

الإنجيل كما يصوره فلك نوح

THE GOSPEL PICTURED BY THE ARK OF NOAH

د. ر. ل. هايمرز، الابن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"كَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ" (إشعياء ٥٣: ٣).

(إرميا ١٧: ٩؛ يوحنا ١٦: ٨، ٩؛ لوقا ٢٤: ٢٤- ٢٧)

١. أولا، الفلك يرمز للمسيح كغير جذاب، تكوين ٦: ١٤؛ إشعياء ٥٣: ٢- ٣؛
متى ٢٤: ٣٧- ٣٩.

٢. ثانيا، الفلك يرمز لدم المسيح، تكوين ٦: ١٤؛ لاويين ١٧: ١١؛ رومية ٤: ٧؛
تكوين ٧: ١؛ ١يوحنا ١: ٧.

٣. ثالثا، الفلك يرمز للقيامة، تكوين ٨: ١٨؛ متى ٢٨: ١- ٦؛ ١تسالونيكي ٤: ١٦- ١٧.