Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.


رجل صالح ضل ورجل شرير خلُص!

A GOOD MAN LOST AND A BAD MAN SAVED!
(Arabic)

ألقاها الدكتور أر. إل. هايمرز الإبن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب ٥ مارس/آذار ٢٠١٧
. A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, March 5, 2017

"وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هَذَا الْمَثَلَ: إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ. أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّراً دُونَ ذَاكَ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ" (لوقا ١٨: ٩- ١٤).


هذا مَثَل، أي قصة سردها يسوع ليشرح حقا عظيما. ضرب يسوع هذا المثل لبعض الواثقين بأنفسهم، الذين وثقوا في صلاحهم، واحتقروا باقي الناس.

كان د. ر. أ. توري كارزا عظيما، وكثيرا وعظ من هذه الآيات. لقد أسمى هذه العظة، "رجل صالح ضل، وشرير خلص." قال د. توري، "البعض منكم قد يظن أنني عكست القصة وأنها لا بد أن تكون ’رجل صالح يخلص وشرير يضل.‘ لكنكم على خطأ. الموضوع واضح، ’رجل صالح ضل وشرير خلص.‘" المسيح سرد لنا هذه القصة. المسيح تكلم عن رجل صالح ورجل شرير. المسيح قال لنا إن الرجل الصالح ضل والرجل الشرير خلص.

كان الفريسيون صالحين. كانوا متدينين يعيشون حياة كريمة. كان الأشرار هم جباة الضرائب. لقد جمعوا أموالا قدر استطاعتهم. لقد كونوا ما يشبه العصابات وأجبروا الناس أن يعطوهم أموالا كثيرة. لقد ورَّدوا قدرا معينا من المال إلى الرومان واحتفظوا بالباقي لأنفسهم. كان اليهود يكرهونهم. لقد اعتبروهم خونة وأشرار. كان العشارون أسوأ أنواع الخطاة، لقد كانوا لصوصا خاطفين. في هذا المثل، قسم يسوع الجنس البشري كله. قسمه إلى طبقتين من الناس – الذين لهم بر ذاتي وهم هالكون والذين عرفوا أنهم خطاة ونالوا الخلاص. الهالكين والمخَلَّصين. الملعونين والمختارين. التبن والقمح. الذين يسلكون الطريق الواسع المؤدي إلى الجحيم، والذين على الطريق الضيق للخلاص. قسم يسوع الجنس البشري، وكل واحد موجود هنا في هذه الليلة ينتمي لواحدة من هاتين المجموعتين. في أي مجموعة أنت في هذه الليلة؟ قال يسوع، "إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ." رجل صالح ورجل شرير. أيهما أنت؟

١. أولا، الرجل "الصالح" الذي كان ضالا.

"الْفَرِّيسِيُّ وَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ" (لوقا ١٨: ١١- ١٢).

في عيني العالم قد كان بحق رجلا "صالحا." لقد كان على خلق، يحيا حياة نظيفة، متدين وسخي. كان محترما وقد كان مثلي تماما قبل أن أنال الخلاص. كنت أرتدي البدلة وأدخل غرفة المعيشة في بيت عمي. كان الجميع سكارى، يتمددون على الأرض وعلى الأريكة. كنت في الثامنة عشر من العمر وقلت في نفسي، "لا أريد أن أصبح مثلهم." أنا صبي صالح لا أتعاطى المخدرات ولا المسكرات وقد أقلعت عن التدخين. أنا صبي صالح وقد خضعت لكي أكرز كخادم معمداني. كنت صالحا جدا، ولكني كنت ما زلت ضالا! كنت فخورا بأني لم أعمل الأشياء التي يعملها الصبية الآخرون. كنت أفتخر بنفسي. كنت أظن أنه لا خطأ فيَّ. لكني لم أشعر شعورا جيدا تجاه نفسي. سألت نفسي، "ماذا يريد مني الله بعد؟" ذهبت إلى الكنيسة كل أحد صباحا ومساءً. استمعت إلى الكارز بيلي جراهام على الراديو كل أحد بعد الظهر. كنت أرنم مع جوقة الترانيم كل مساء أحد. لقد وهبت حياتي لله كي أصبح واعظا. مع هذا، لم يكن لديَّ سلام في أعماق قلبي. يقول الكتاب المقدس، "لَيْسَ سَلاَمٌ قَالَ إِلَهِي لِلأَشْرَارِ" (إشعياء ٥٧: ٢١). ماذا كان الله يطلب أكثر من هذا؟ لقد كنت مثل الفريسي!

لقد وثق بنفسه واحتقر الآخرين. لم يعترف بأنه خاطئ. لم يقر بأن قلبه شرير. لقد صلى "فِي نَفْسِهِ" وليس لله. لقد هنأ نفسه على صلاحه الشخصي. أنتم هكذا تماما في هذه الليلة! تظنون أنكم على ما يرام كما أنتم. لقد خدعتم أنفسكم. لقد استمعتم إلى إبليس. لقد خدعكم الشيطان. أنتم صادقون وعلى خلق من الخارج. لكن قلوبكم في أعماقها خاطئة. يقول الكتاب المقدس إن قلبكم "أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ" (إرميا ١٧: ٩). حين أعظ عن ذلك، فهو لا يعجبكم، يجعلكم قلقين بغير راحة. لا تريدون أن تفحصوا قلوبكم. تريدون الاختباء من الله مثل آدم. تريدون أن تغطوا خطاياكم مثل آدم. تريدون أن تلقوا اللوم على آخرين مثل آدم. وأنت ملعون من الله مثل آدم! أنت هالك. هالك في الدين والأخلاق. هالك في خداع الذات. هالك في الرجاء الكاذب. وإن متَّ كما أنت، سوف تهلك طيلة الأبدية.

الأبدية، الأبدية،
ضال طيلة الأبدية.
الأبدية، الأبدية،
ضال طيلة الأبدية!
("الأبدية" تأليف إليشا أ. هوفمان، ١٨٣٩- ١٩٢٩).

كنت أسأل نفسي، "ماذا يريد الله أكثر من ذلك؟" يبدو أني مهما عملت، لا يكفي! شعرت بعدم الراحة كل يوم وكل ليلة ـ وهكذا أنتم! لن تشعروا بالسعادة هكذا أبدا! لن يكون لكم سلام بهذه الطريقة أبدا. "لَيْسَ سَلاَمٌ قَالَ إِلَهِي لِلأَشْرَارِ" (إشعياء ٥٧: ٢١). أنتم مثل الشاب الغني. لقد حافظتم على ناموس الله من الخارج، ولكنكم لم تلقوا بالا البتة على خطية قلوبكم. أنتم لا تفهمون فحوى ناموس الله. ناموس الله الذي يدين أصغر شهوة في قلوبكم! أنتم صالحون في رأي أنفسكم ولكنكم خطاة بلا صلاح أبدا في نظر الله! لو مُتُّم هكذا سوف تذهبون مباشرة إلى نيران الجحيم الأبدي!

الأبدية، الأبدية،
ضال طيلة الأبدية.

ولكني أريد أن أريكم شيئا آخرا عن هذا الرجل. إن صلاته تبين زيفه، لقد كان مزيفا تماما. لم يكن لديه أي إدراك لله. لقد كانت صلاته مصطنعة مزيفة. كثيرا ما تبين صلاة الشخص أنه لم ينل التغيير أبدا. صلواتهم تبدو مزيفة، وهي مرددة في الظاهر. إنها ليست صلوات على الإطلاق! إنها كلمات مجوفة يقولونها ليلفتوا نظر الآخرين – أو ليخدعوا أنفسهم. هذا الرجل لم يُصل البتة! لقد هنأ نفسه على صلاحه، "اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ" يا للجنون! ألا يعرف أن الله يرى الزيف في كلماته؟ كلمات مزيفة! هل حقا يؤمن بالله على الإطلاق؟ ليس بشكل حقيقي. الله بالنسبة له فكرة مجردة، ليس شخصا ولا إلها حقيقيا – ليس الله الحي على الإطلاق! كيف أعرف ذلك؟ لأنه "وَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ" (لوقا ١٨: ١١). يمكن ترجمة هذه الآية "وقف يصلي إلى نفسه" (الترجمة الدولية الحديثة، المذكرة أ). في الحقيقة، هذا الرجل لم يُصل إلى الله أبدا. لقد تفاخر فقط بصلاحه. لقد صلى إلى نفسه، وليس إلى الله! أليست هذه هي الطريقة التي تُصلون بها، إن كنتم تصلون من الأصل؟ ألا تشعرون في بعض الأحيان أنكم فقط تصلون كي تسمعوا أنفسكم وأنتم تصلون؟ أليس هذا هو السبب أنكم تخافون أن تصلوا بصوت مرتفع في اجتماعات الصلاة؟ أليس لأنكم تعلمون أن الآخرين سيظنون أن صلواتكم مزيفة؟ وأنكم فقط تصلون كي تتفاخروا بأنفسكم؟ وأليس يبين هذا أنكم هالكون لا تستطيعون الصلاة إلى الله؟ في عدد ١٤ قال يسوع بوضوح لهذا الرجل المدعو "صالحا" أنه ليس مبررا. أنه لم ينل الخلاص! أنه هالك. لقد كان متدينا ضالا. لقد كان متجها إلى الجحيم في كل أزمنة الأبدية!

الأبدية، الأبدية،
ضال طيلة الأبدية!

كان الرجل منافقا ـ وهكذا أنت! كان يتظاهر بأنه يصلي إلى الله – وهكذا أنت! في يوما ما "صلاحك" لن ينفعك. سيحدث لك أمر مرعب، كما يحدث مع كل الناس. ولكن في هذا اليوم من الرعب والانكسار، لن ينفعك نفاقك. يقول الكتاب المقدس، "أَخَذَتِ الرِّعْدَةُ الْمُنَافِقِينَ" (إشعياء ٣٣: ١٤). سوف تموتون وتقفون في محضر الله، وسيقول الله "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي" (متى ٧: ٢٣). التدين المزيف لن ينفعكم حينئذ. سوف يطرح الله المنافقين أمثالكم في نار جهنم. لقد كان رجلا صالحا في نظر العالم. لكنه كان ضالا في نظر الله! قد تكون صالحا في نظر العالم ولكنك ضال في نظر الله.

٢. ثانيا، الرجل الشرير الذي خلص.

"وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ" (لوقا ١٨: ١٣).

لم يكن رجلا صالحا. لم يكن رجلا على خلق. لم ير كم هو شرير. الروح القدس أراه أنه حقا خاطي ضال. لقد شعر أنه لا يستحق إلا العقاب من الله. لقد شعر مثل كاتب المزامير الذي قال، "خَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً" (مزمور ٥١: ٣). قال د. جون جيل، "لم يستطع أن يرفع عينيه؛ ملأه الخزي، والحزن تسبب في أن يسقط وجهه. لبسه الخوف من غضب الله وعدم رضاه ورأى نفسه غير مستحق لنعمة الله. فقرع على صدره... لقد فعل ذلك لينذر نفسه، ليدعو الله... قائلا، ’اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ‘! هذه هي صلاته، قصيرة ولكن غنية... بها اعتراف أنه خاطئ، خاطئ في آدم، خاطئ ورث طبيعة خاطئة من آدم، لأنه حُبل به ووُلد في الخطية؛ وخاطئ بالممارسة، لأنه اقترف آثاما بالفعل؛ خاطئ مذنب قذر – يستحق غضب الله، وأسفل مكان في الجحيم:.. هو أخطأ في حق الله" (مذكرة عن لوقا ١٨: ٣).

وأنت قد تجوز في التبكيت على الخطية وتظل بدون الخلاص. أنا رأيت وجوه بعض الناس غارقة في دموع التبكيت. ولكنهم لم ينالوا الخلاص أبدا، حتى بعد المرور بوقت من البكاء والحزن على خطاياهم. أنا رأيت أناسا يمرون بحزن عميق وتبكيت على الخطية. ولكنهم لم ينالوا التغيير. أنا سمعت البعض يقول، "شعرت أنني خاطئ ومخطئ." سمعتهم يقولون ذلك وهم باكون – ولكنهم لم ينالوا الخلاص! كيف يكون ذلك؟ دعوني أوضح هذا بالقدر المستطاع. التبكيت على الخطية ليس هو التحول عن الخطية. يمكنك أن تأتي تحت تبكيت على الخطية ولكنك لا تنال الخلاص بيسوع. أنا رأيت أناسا ينهارون بالبكاء مرات ومرات – ومع ذلك لا يضعون ثقتهم بالرب يسوع المسيح. فهم د. مارتن لويد جونز ذلك. فقد قال، "أن تصبح مؤمنا، هو أمر جلل، حدث حرج، يصفه العهد الجديد بتعبيرات مثل، الولادة الجديدة، أو الخليقة الجديدة... أكثر من ذلك، يصفه بأنه أمر فوق طبيعي يعمله الله ذاته، شيء يشبه نفسا ميتة تعود إلى الحياة..." إنه حدث جلل يجعلك الله فيه تكره قلبك الخاطي. إنه حدث جلل يخلقه الله في داخلك. وهذا يأتي حين يضغطك التبكيت إلى الحد الذي تشتاق فيه للراحة. يوحنا بانيان ظل تحت تبكيت لمدة سبع سنوات. كانت سنينا من الجحيم على الأرض. أنا أعلم عن خبرة أن التبكيت على الخطية ليس هو التحول عن الخطية.

حين يرون شخصا تملأ الدموع عينيه، الإنجيليون المعاصرون يظنونه نال الخلاص! لكنهم لم يدخلوا بعد في عمق الأزمة. حين ترون دمعة فتسألونهم مباشرة أن يثقوا بالمسيح، عادةً لا يحدث ذلك. هم لم ينكسروا بالقدر الذي يجعلهم يتوقون لخلاص يسوع. ولهذا كثيرا ما يقولون، "ثم وثقت بيسوع." يكتبون صفحات من الكلام عن أنفسهم ولكن لديهم القليل جدا ليقولوه عن الرب يسوع المسيح. ثم حين نسألهم بعدها بأسابيع قليلة، يقولون، "آمنت بأن المسيح مات من أجلي." "بأن" تبين أنهم آمنوا بعقيدة وليس بيسوع ذاته. الخاطي الهالك لا يمكن أن يؤمن بيسوع ذاته، إلا حين يصل إلى الإحباط الشديد. إلا حين يرى أنه لا طريق آخر للنجاة من ألم وعذاب التبكيت. أحيانا يحدث هذا بسرعة. لكن عادة لا بد أن تمر بعدد من التغييرات المزيفة. بعدها تقول مع الرسول بولس "وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟" (رومية ٧: ٢٤). حينها فقط ستصرخ طالبا رحمة الله كما فعل العشار! حينها فقط سيستجيب لك الله ويجذبك إلى يسوع!

الإنجيليون المعاصرون يريدون كل شيء أن يُعمل بسرعة وبسهولة. رأينا هذا في النهضة السنة الماضية. كثيرون منكم أتوا قائلين، "ثم وثقت بيسوع أن يخلصني." أو "آمنت أن يسوع خلصني." الرب يسوع المسيح يكون بقدر كبير خارج المعادلة. خارج المعادلة لأنكم لم تُبكَّتوا على خطية. تُبكَّتوا على الظلمة التي في قلوبكم. تُبكَّتوا على عداوتكم لله. تُبكَّتوا على حقيقة أنكم لا تستطيعون أن تغيروا أنفسكم. قال جون كاجان، "كان لا بد أن آتي إلى يسوع ولكني لم أستطع." "وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي؟" نحن نقول لك إنك آمنت فقط أن يسوع يستطيع أن يخلصك. أنت تتضايق ثم تعود لسباتك الروحي. ومعظمكم لا ينال التغيير أبدا! لا بد أن تعود وتمر بعملية التبكيت مرة أخرى. التغيير هو أهم شيء يحدث في حياتك. لا يمكنك أن تشرح إيمانك بيسوع في جملة واحدة. أو نصف جملة كما فعلت إحدى الفتيات، والتي عادت الآن إلى سباتها، وليس لديها أي تبكيت نهائيا. إن كنت لست تحت تبكيت على الخطية، بدموع، لماذا تتقدم إلى الأمام؟ هل تظن أنه بإمكاننا أن نفعل شيئا؟ شيئا يجعلك تمر بالاختبار كله في دقائق قليلة؟ بالرغم أنك تتقدم إلى الأمام ألف مرة، لا يوجد شيء نقدر أن نفعله لك. لا يوجد شيء نعلمه لك. لا يوجد شيء يمكننا أن نقوله ليساعدك! الرب وحده يستطيع أن يساعدك – والرب لا يساعد المنافقين. هل يمكنك الحصول على درجة الدكتوراه من الجامعة بدون دراسة متعمقة وليالي ساهرة؟ بالطبع لا! لكن التغيير بيسوع أهم بما لا يُقاس من درجة الدكتوراه. التغيير الحقيقي هو أهم خبرة ستختبرها في حياتك. لا يمكنك أن تتغير قبل أن تشعر بأنك هالك. لا يمكنك أن تتغير قبل أن تشعر باليأس. لا يمكنك أن تتغير حتى تكره الخطية التي في قلبك وحياتك. حتى تصرخ، "الله رحيم معي أنا الخاطي." هيا نقف ونرنم ترنيمة رقم ١٠ من كتيب الترانيم. "تعالوا أيها الخطاة" تأليف جوزف هارت (١٧١٢- ١٧٦٨).

والآن أطلب إليكم أن تثقوا بيسوع في هذه الليلة. إن كنت تحت تبكيت، إن كنت تشعر باليأس، إن كنت تشعر بالضياع، تعال إلى هنا أمام المنبر وسنتكلم معك عن يسوع. نزل يسوع من السماء إلى الأرض. لقد سُمِّر على صليب ومات هناك مكانك، ليدفع ثمن العقوبة على خطيتك، ليفديك من الدينونة والجحيم. ويسوع قام بالجسد من الأموات وصعد إلى السماء. حين تثق به، سيخلصك من خطيتك. قف ورنم، "تعالوا أيها الخطاة." ترنيمة رقم ١٠ من كتيب الترانيم.

تعالوا أيها الخطاة البائسون الضعاف المجروحون المرضى المتألمون؛
   يسوع واقف مستعد لخلاصكم، مشفق عليكم، محب، قوي:
هو قادر هو قادر هو مستعد. لا تشُكوا ثانية؛
   هو قادر هو قادر هو مستعد. لا تشُكوا ثانية.

تعالوا أيها المتعبون والثقيلو الأحمال، المتألمون والمكسورون بالسقوط؛
   إذا انتظرتم لتصبحوا أفضل، لن تأتوا أبدا:
ليس الأبرار ليس الأبرار، الخطاة هم الذين دعاهم يسوع؛
   ليس الأبرار ليس الأبرار، الخطاة هم الذين دعاهم يسوع.

انظروا يسوع الآن صاعدا، اطلبوا امتياز دمه؛
   ارتموا عليه بالتمام، ولا تثقوا بآخر؛
ليس إلا يسوع ليس إلا يسوع، ينفع الخطاة البائسين؛
   ليس إلا يسوع ليس إلا يسوع، ينفع الخطاة البائسين.
("تعالوا أيها الخطاة" تأليف جوزف هارت، ١٧١٢- ١٧٦٨؛ تغيرت من قبل الراعي).


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"تعالوا أيها الخطاة" (تأليف جوزف هارت، ١٧١٢- ١٧٦٨).

ملخص العظة

رجل صالح ضل ورجل شرير خلُص!

A GOOD MAN LOST AND A BAD MAN SAVED!

ألقاها الدكتور أر. إل. هايمرز الإبن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هَذَا الْمَثَلَ: إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هَكَذَا: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ. أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هَذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّراً دُونَ ذَاكَ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ" (لوقا ١٨: ٩- ١٤).

١. أولا، الرجل "الصالح" الذي كان ضالا، لوقا ١٨: ١١- ١٢؛ إشعياء ٥٧: ٢١؛ إرميا ١٧: ٩؛ إشعياء ٣٣: ١٤؛ متى ٧: ٢٣.

٢. ثانيا، الرجل الشرير الذي خلص، لوقا ١٨: ١٣؛ مزمور ٥١: ٣؛ رومية ٧: ٢٤.