Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.


الشيطان والنهضة

SATAN AND REVIVAL
(Arabic)

بقلم الدكتور آر. إل. هايمرز الإبن
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة ألقيت في الخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء الخميس ١٥ سبتمبر/أيلول ٢٠١٦
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Thursday Evening, September 15, 2016


الترانيم المرنمة قبل العظة قادها د. هايمرز:
"املأ عيني" (تأليف أفيس برجسون كريستيانسن، ١٨٩٥- ١٩٨٥)
"اختبرني يا الله" (مزمور ١٣٩: ٢٣- ٢٤).

رجاء قفوا وافتحوا ص ١٢٥٥ في كتاب سكوفيلد الدراسي. أفسس ٦: ١١ و١٢.

"الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس ٦: ١١، ١٢).

تفضلوا بالجلوس.

هذه الآيات تُبين أن الأجناد الشيطانية لإبليس هم الأعداء للمسيحية الحقة. الترجمة الأمريكية الحديثة تترجم آية ١٢ هكذا،

"فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ [هذه الظلمة] عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس ٦: ١٢).

قال د. ميريل أنجر، "من أكثر التسميات المثيرة لقوات الشر الروحية... "ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر" ... هذه الأرواح الشريرة الحاكمة" (علم الأرواح الشريرة في الكتاب المقدس، كريجل للنشر، ١٩٩٤، ص ١٩٦). علَّق د. تشارلز رايري هذا التعليق على دانيال ١٠: ١٣، "رئيس مملكة فارس... كائن فوق الطبيعي حاول أن يوجه رئاسات فارس ليقفوا ضد خطة الله. الملائكة الشريرة [’الأرواح الشريرة قوات العالم‘] تسعى للتحكم في أمور الأمم... المعركة بين ملائكة الخير والشر على التسلط على الأمم تستمر" (الكتاب الدراسي رايري؛ مذكرة عن دانيال ١٠: ١٣).

أنا مقتنع أن هناك شيطان والي أخذ السلطان على أمريكا والعالم الغربي. المذكرة الوسطى في سكوفيلد عن دانيال ١٠: ٢٠ تقول، "الأرواح الشريرة تهتم بالنظام العالمي للشيطان." هذه المذكرة تشير إلى "رئيس مملكة فارس." هذا "الرئيس" كان قائد شياطين تسلط على المملكة الفارسية. اليوم "رئيس الغرب" يتسلط على أمريكا وحلفائها. والشيطان الرئيسي الذي يتحكم في أمريكا والغرب قد أُعطي قوة ليجعل حضارتنا مادية بحتة. هذا الشيطان الحاكم، الرئيس للمادية يمنع النهضات ويعيق الصلوات ويستعبد الناس. ماذا فعل هذا الشيطان الرئيس لشعبنا؟ في الحديث عن الشياطين، قال لنا د. لويد جونز ما تعمله قوة هذا الشيطان. قال إن القوة الشيطانية أعمت عيون أذهان شعبنا. قال، "إن الفكرة الروحية بأكملها أزيلت. الإيمان بالله بالفعل ذهب... الإيمان بالله والدين والخلاص قد ذهب للإهمال والنسيان" (النهضة، كروسواي للنشر، ١٩٩٢، ص ١٣). هذا حدث بسبب "رئيس الغرب" والأرواح الشريرة التي تعمل تحته.

هذا ليس حادثا في الأمم الأخرى. هناك أمم في العالم الثالث حيث الشيطان الكبير "للمادية" لا يحكم بنفس القوة التي يحكم بها في أمريكا والغرب. الملايين من الشباب في الصين وأفريقيا حتى بعض الدول الإسلامية – ملايين الشباب يتغيرون. الملايين منهم يصبحون مؤمنين حقيقيين بالمسيح. لكن في أمريكا والغرب، الشباب بالملايين يتركون الكنائس. وقليلون جدا من الشباب في أمريكا والعالم الغربي يؤمنون حقا بالمسيح. كنائسنا عاجزة. اجتماعات الصلاة مهجورة. شبابنا ليست له رغبة حارة في الرب. يقال لنا إن ٨٨٪ منهم يتركون الكنائس عند سن ٢٥، "بلا عودة،" بحسب تعداد الباحث جورج بارنا. إنهم يَعْلقون بالمناظر الإباحية والتي يقضون ساعات لمشاهدتها على الإنترنت. لقد علقوا بالمخدرات والحشيش والنشوة. هم يهزأون بالصلاة ولكنهم مولعون بالتواصل الاجتماعي على الإنترنت لساعات طويلة. لديهم هواتف نقالة ذكية في أيديهم كل الوقت. إنهم بالفعل تحت سلطان هذه الهواتف. إنهم يقضون كل لحظة متاحة محدقين فيهم. يحدقون فيهم كما كان بني إسرائيل القدامى يحدقون في أوثانهم وقت النبي هوشع. التواصل الاجتماعي وثن يستخدمه الشيطان ليسيطر على شبابنا. وتقريبا كل رعاتنا في أمريكا والغرب لا يدركون لماذا تبقى كنائسهم دنيوية وضعيفة! هم لا يدركون أنهم يتعاملون مع قوى شيطانية، كما قال د. لويد جونز!

من السيء جدا أن الله قال في أيام هوشع، "[إسرائيل] مُوثَقٌ بِالأَصْنَامِ. اتْرُكُوهُ" (هوشع 4: 17). لقد يئس الله من الشعب. لقد ترك الله الشعب. لقد تركهم وحدهم، تحت تأثير الشيطان. تحت تأثير شياطين قوية، استُعبد شبابنا للصور الإباحية والمخدرات والتواصل الاجتماعي طوال الوقت! بالشياطين التي تقيد الشباب لأصدقاء في الخطية. نوع الشياطين الذي يقيد الشباب للمادية، ويقيد البعض منهم بالعمل الذي يعيقهم من أن يكونوا مؤمنين روحيين، ويقيد غيرهم بالسعي اللانهائي وراء الجنس خارج الزواج والإباحية. "[إسرائيل] مُوثَقٌ بِالأَصْنَامِ. اتْرُكُوهُ" (هوشع 4: 17). البعض منكم في هذه الليلة مقيد بقوى شيطانية.

أنتم تأتون إلى كنيستنا. لكن الله ليس هنا. أنتم تشعرون أن الله ليس هنا! قال النبي هوشع، هم يذهبون... "لِيَطْلُبُوا الرَّبَّ وَلاَ يَجِدُونَهُ. قَدْ تَنَحَّى عَنْهُمْ" (هوشع ٥: ٦). لقد ذهب الله! لقد ترك كنائسنا. لقد ترك كنيستنا. هو غائب. وهو ليس غائبا لأنه لا يوجد. هو غائب لأنه يوجد! الله موجود – ولهذا قد تركنا! هو قدوس قداسة مطلقة. هو غاضب تماما على خطايانا. ولهذا قد تركك وحيدا. وحيدا في بيتك. وحيدا في صلاتك. وحيدا في كنيستنا. وحيدا دون أن تشعر بحضور الله. أنا أعلم من خبرتي الشخصية بشاعة شعوري حين أتيت إلى الكنيسة كشاب في كنيسة قوقازية والله لم يكن هناك لي. كنت وحيدا – هناك في الكنيسة. وحيدا كما عبر جرين داي في أغنية شهيرة،

أحيانا أتمنى أن يجدني أحد،
حتى ذلك الحين، أمشي وحيدا.
   (جرين داي، "طريق الأحلام الضائعة،" ٢٠٠٤).

أنا أعلم ما تشعرون به. أنا مشيت وحدي في شوارع لوس أنجلوس حين كنت مراهقا، وحيدا، حين كنت شابا مثلكم! كنت وحدي حتى وأنا في الكنيسة القوقازية، قبل أن أنضم إلى الكنيسة الصينية المعمدانية. نعم! أتذكر هذا الشعور! وأمقته! أنا أمقت شيطان المادية الذي دمر المحبة في بيوتكم، والذي دمر السعادة، والذي كسر قلوبكم وجعلكم تشعرون بهذه الوحدة المرة. أنا أمقت الشيطان الذي جعل كنيستنا باردة غير ودودة. أنا أمقت خطية أمريكا التي سلبت منكم الأمور الصالحة التي قصد الله أن تكون لكم! البعض منكم تبع أحد مرشحي الرئاسة لأنه وعدكم بكل شيء، لكنه مضى وترككم بلا شيء! وهكذا فعل معظم الوعاظ. وعدوكم بكل شيء، ولكن لم يكن لديهم أي شيء حقيقي يعطونكم إياه! أنتم تحت التأثير الشيطاني الذي يسبب لكم العمى! وبسبب هذه التأثيرات الشيطانية تعيشون وحدكم! الرب ترك أمريكا والغرب! لقد تركنا الرب بسبب خطيتنا! والرب تركك أنت بسبب خطيتك.

لا بد أن يكون لنا الله في كنيستنا! لا بد أن يكون لنا حضوره معنا! نحن لا نستطيع مساعدتكم أيها الشباب. نحن لا نستطيع مساعدتكم البتة. لا نستطيع مساعدتكم إلا إذا حل الله هنا. لا بد أن نتوب على خطايانا! لا بد أن نبكي في صلاتنا. صلواتنا مجرد كلمات حتى نبكي! هم يبكون في الصين ويحل الله عليهم! بدون الله، ليس لدينا شيء نعطيكم إياه أيها الشباب! يمكننا أن نعمل لكم احتفالا ولكن لا يمكننا أن نعطيكم الله! يمكننا أن نرتب لكم مباريات لكن لا يمكننا أن نعطيكم الله! وإن كنا لا نستطيع أن نعطيكم الله فليس لدينا شيء لكم. لا شيء يشفي شعوركم بالوحدة ولا شيء يفرح قلوبكم! لا شيء يخلص نفوسكم! أنتم تأتون إلينا وليس لدينا ما نقدمه لكم. لا شيء سوى حفلة وكعكة عيد ميلاد! ليس لدينا شيء نقدمه لكم، لا شيء لمساعدتكم، ولا شيء ليخلصكم من نار جهنم! ليس لدينا شيء لكم إلا إذا كان لنا الله! لا شيء سوى ترنيمة أو اثنتين، ولا شيء سوى كلمات صلاة. لا شيء سوى عظات نصف ميتة. نحن عقماء، بلا قوة. ليس لدينا ما تحتاجون. ليس لدينا شيء لكم سوى إن كان الله لنا!

منذ أسبوعين يوم السبت، سألتكم أن ترددوا آيات الحفظ. والبعض منكم رددها.

"لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا نَزَلْتَ. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ" (إشعياء ٦٤: ١- ٣).

لقد شعرت بالله يحل هنا وأنتم ترددون هذه الكلمات. لقد تحركت فيَّ نفسي. لقد تحرك قلبي بقوة الله. قدمت دعوة. لم تُلق عظة، ولا صلاة. فقط هذه الكلمات،

"لَيْتَكَ تَشُقُّ السَّمَاوَاتِ وَتَنْزِلُ! مِنْ حَضْرَتِكَ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ. كَمَا تُشْعِلُ النَّارُ الْهَشِيمَ وَتَجْعَلُ النَّارُ الْمِيَاهَ تَغْلِي لِتُعَرِّفَ أَعْدَاءَكَ اسْمَكَ لِتَرْتَعِدَ الأُمَمُ مِنْ حَضْرَتِكَ. حِينَ صَنَعْتَ مَخَاوِفَ لَمْ نَنْتَظِرْهَا نَزَلْتَ. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ حَضْرَتِكَ" (إشعياء ٦٤: ١- ٣).

بعدها صلت السيدة ــــــــ بدموع! ثم جيسون ــــــــ أنَّ وصرخ بصوت عال. ريبيكا ـــــــ أتت باكية إلى المنبر. صرخ أحد، "ماذا عن إبراهيم ـــــــــ؟" لقد بدأ يأتي. لكنه استدار وهرب. جرى وراءه ثلاثة رجال، وخرجت الشياطين. ذُرفت الدموع. وتوسلات كثيرة حدثت. أخيرا جاءه السلام. وبعدها بيومين نال الخلاص! ثم أتت كريستينا ــــــــــ. قال لها جون كاجان كلمات قليلة قبل أن أدعوه ليتكلم مع شخص آخر. أتت ليسوع وحدها. وسمع د. كاجان شهادتها وقال، "لقد عبرت من الموت إلى الحياة." لقد خلصت بدم المخلص المصلوب. بعد الصلاة مع إبراهيم ــــــــــ ، رنم جاك نجان وأنا ترنيمة حمد. لقد حدث ١٣ تغيير في ثلاثة أيام. أغسطس ١٨ و٢٧ و٢٨. قلت هذا لأحد الوعاظ فقال لي، "أنتم تختبرون نهضة." حقا، ولكنها بدأت بالتغييرات. هي دائما تبدأ بمؤمنين يعترفون بخطاياهم. لكن أربعة مؤمنين اعترفوا بخطيتهم ونهضوا. فقط أربعة مؤمنين! أما باقيكم فظلوا باردين بلا حياة.

كــــــــ ـــــــــ شخص طويل، هو أفريقي أمريكي ضخم الحجم بملامح غاضبة. لقد سقط على ركبتيه وبكى حتى غطت الدموع وجهه بالكامل. لقد كان آخر واحد نال الخلاص مساء الأحد الماضي.

لكني لاحظت أمرين في هذه الاجتماعات جعلانني أضطرب، ولا زالا يسببان الاضطراب لي. الأمر الأول الذي أصابني بالاضطراب هو أنكم لم تفرحوا لخلاص الـ ١٣ الذين تغيروا. لقد فحصهم د. كاجان مرتين أو ثلاثة. لقد قال إنهم نالوا الخلاص. أنتم لم تفرحوا. حتى حين قلت لكم أن د. كاجان سمعهم وهم قالوا إنهم نالوا الخلاص. فقط جاك وأنا رنمنا حمدا على الفور! لم توجد صيحات تسبيح ولا حمد لله. فقط تصفيقا ضعيفا. ولا صيحة فرح واحدة مما نسمع عنهم في النهضات. أنتم المؤمنين لم تفرحوا بالـ ١٣ تغيير في هذه الاجتماعات القصيرة! لا ابتسامات! لا هللويات! لا صيحات فرح مما رأيت في النهضات. لا انفجارات شكر مما قرأنا عنهم في قصص نهضات الماضي! لا شيء مفرح. فقط تصفيق بارد حين قرأت أسماء الذين نالوا الخلاص. توقعت أن تقفوا وتهتفوا "مجدا للرب" بتصفيق حار. لكن لا، فقط تصفيق هادئ ـ على هذه النصرة العظيمة! هذا كان أول ما أزعجني.

الأمر الثاني الذي ضايقني كان أنه فقط أربعة مؤمنين من كنيستنا نهضوا في هذه الاجتماعات. فقط أربعة! باقي المؤمنين ظلوا باردين وبلا مشاعر كالمعتاد! قال شخص، "أنا نهضت. لكن ليس مثل السيدة ـــــــ." يا إخوتي وأخواتي الأعزاء، إن لم تصبحوا مثل السيدة ـــــــــ، معناها أنكم لم تنهضوا البتة! لم تُلمسوا من الله نهائيا إن لم تصيروا مثل السيدة ـــــــــ!

سألت جون كاجان لماذا توجد نهضة ضئيلة بين الذين نالوا الخلاص. قال إنكم ساخرون غير مؤمنين. أظن أنه على صواب. جاءت حركة كبيرة من الروح القدس ونال ١٣ شخص الخلاص والتغيير، أما أنتم فظللتم ساخرين. لم تصدقوا. لقد كانت هناك حركة كبيرة لله، ولكنكم لم تصدقوها. لماذا لم تصدقوها؟ سأقول لكم لماذا. لأن هناك أمر خطأ فيكم! هناك أمر خطأ جدا فيكم! لم تكن لديكم دموع الفرح. لم يكن لديكم أي رد فعل فَرِح. لم يكن لديكم فرح لأن قلبكم على خطأ. وقلبكم على خطأ لأنكم لم تفحصوه بتدقيق. لقد خُدعتم من الشيطان. وحتى لا تدركون هذا. أنتم لا تدركون أنكم قد خُدعتم بـ "مكايد إبليس." لا تدركون أن الشيطان خدعكم بمكره! فكيف تكونون "أقوياء في الرب وفي شدة قوته"؟ كيف "تصارعون ضد" إبليس إن كنتم لا تعلمون أنه خدعكم؟ (قارن أفسس ٦: ١٠- ١١). قال د. ميريل ف. أنجر من كلية اللاهوت بدالاس، "[المؤمنون] الروحيون الذين يحيون في النصرة يواجهون صراعا هائلا مع إبليس والشياطين، الشياطين التي تقاوم بشدة الروحانية الحقيقية واستخدام المؤمنين" (علم الأرواح الشريرة الكتابي، كريجل للنشر، ١٩٩٤، ص ١٠١).

أيها الإخوة والأخوات، لا بد أن نفحص قلوبنا. لا بد أن نعترف بخطايانا "لئلا يطمع فينا الشيطان، فنحن لا نجهل أفكاره" (٢كورنثوس ٢: ١١). قال د. لويد جونز، "أحد أسباب الحال السيء الذي فيه الكنيسة اليوم هو أن الشيطان قد نُسي... الكنيسة وهي مخدرة ومخدوعة؛ لا تدرك هذا الصراع البتة" (الحرب الروحية، لواء الحق، ١٩٧٦، ص ٢٩٢، ١٠٦). لا تدركون الصراع بالمرة. لا تدركون أن خطاياكم قد خدعت قلوبكم. لا تدركون أن الخطية الغير مُعترف بها قد فصلتكم عن الله!

كيف ننتصر على الشيطان؟ لا بد أولا أن نسأل الله أن يرينا خطايا قلوبنا. لا بد أن نصلي بصدق،

"اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً" (مزمور ١٣٩: ٢٣، ٢٤).

لا تسترح في العمل الذي تعمله للكنيسة. كثيرون منكم يعملون بجدية في كنيستنا. تعملون باجتهاد، لكن لديكم خطايا في قلوبكم. لا تستريحوا حتى في صلواتكم. قد تصلي كل يوم ويكون هناك شر في قلبك. سألت أحد الرجال في كنيستنا، "هل أنت على ما يرام؟" قال، "نعم، على ما يرام." لقد شعر في ذاته أنه على ما يرام، لكني أشرت إلى خطية كبيرة تدمره. قال، "أنا في حياتي لم أر هذه على أنها خطية." هل يمكن أن يكون هذا صحيح في قلوبكم؟ هل يمكن أن تكون هناك خطية في قلوبكم لم تفكروا بها أبدا؟

لقد بقيتم أمناء لكنيستنا حين تركها آخرون أثناء الانقسام. لا تستريحوا على ذلك! يمكنكم أن تكونوا ثابتين في كنيستنا بينما لا تزال هناك خطية في قلوبكم "لم تفكروا بها." البعض منكم يصلون من أجل أبنائهم كي ينالوا الخلاص. لكن صلواتكم لم تُستجب. هل من الممكن أن يكون السبب هو خطية مختبئة في قلوبكم؟ خطية لم تفكروا بها. لكنها خطية، والآن أنا أصلي أن تشعروا بها. صلواتكم من أجل أبنائكم لن تُستجاب إلا إذا اعترفتم بخطيتكم. تقول كلمة الله، "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ" (مزمور ٦٦: ١٨). فقط المؤمنين الأنقياء تُستجاب صلواتهم. لقد صليت من أجل أخيك وأختك كي ينال الخلاص، لكن صلواتك لم تستجب. قد تعزي نفسك بأن تقول "أنا لا زلت أصلي للأمر" حتى تأتي الاستجابة. لكن لا يمكنك أن تصلي لهم كما أنت. "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ" (مزمور ٦٦: ١٨). قد تقول "ولكنها خطية صغيرة." الشيطان قال لك إنها "صغيرة" – لكن لا بد أن ترى أنها تعيق صلواتك. لا بد أن تعترف بخطايا قلبك إلى الله. لا بد أن تعترف بها أو إلا لن يسمعك الرب.

المبشر الشاب إيفان روبرتس كان مُستخدما بقوة في نهضة ١٩٠٤ في ويلز. قال إيفان روبرتس، قبل أن يأتي الروح في النهضة، "لا بد أن تتخلص الكنيسة من كل المشاعر السيئة – كل حقد [كراهية، مرارة]، وحسد وكبرياء [الحكم على الآخرين] وإساءة فهم الآخرين [المنازعات، والكبرياء]. لا تصل حتى تعترف وتغفر كل إساءة مع الآخرين في الكنيسة، لكن إن كنت تشعر أنك لا تستطيع أن تغفر، انحن على ركبتيك واطلب روح الغفران. حينئذ ستنالها" (بريان هـ. إدواردز، النهضة، المطبعة الإنجيلية، ٢٠٠٤، ص ١١٣)... "في الأوقات الطبيعية يتمسك المؤمنون بهذه الأمور... لكن في النهضة الحقيقية الخطايا المختبئة سوف تظهر... في ذهن المؤمن ولن يكون هناك سلام حتى يُعترف بها" (إدواردز، ذات المرجع، ص ١١٤).

في الكنيسة المعمدانية الصينية في ١٩٦٩ و١٩٧٠، كان هناك تبكيت رهيب على الخطية بين المؤمنين. أنا رأيت هذا. أحيانا كان التبكيت على الخطية موجع. بكى الناس بحرقة. لا توجد نهضة [بين المؤمنين] بدون التبكيت والحزن على الخطية. في ناحية من الكنيسة بدأ شخص يبكي، ثم بدأ الجميع يبكون. ظلت الاجتماعات مستمرة لساعات طويلة باعترافات ودموع وصلوات وترنيم هادئ. كل الناس نسوا ما يفكر به الآخرون، لقد كانوا وجها لوجه مع الله.

لا توجد نهضة بدون اختبار المؤمنين لتبكيت عميق مزعج وكاسر على الخطية. لقد قُطع الصمت ببكاء هؤلاء المؤمنين الذين كان الله يتعامل معهم. راعي كنيستي د. تيموثي لين كان يعلم ماذا يفعل. كان يدع ذلك يحدث لأنه كان يعلم من خبرته في الصين أن هذا الأمر يدل على أن الله يتحرك وسط شعبه. لقد كانت أعظم سلسلة اجتماعات شهدتها في حياتي. كم أصلي أن نرى الله يعمل ذلك في كنيستنا. لقد كانت لنا "لمحة من النهضة" حين تبكت أربعة على خطايا قلوبهم واعترفوا بها. حل الروح القدس وآمن ١٣ شخص وتغيروا أما عدا ذلك فكل أعضاء الكنيسة ظلوا بلا تأثر تماما. إن كان ١٣ شخص قد تغيروا بينما نهض أربعة مؤمنين فقط، تخيلوا ماذا يحدث لو أن ١٥ أو ٢٠ منكم اعترفوا بخطايا قلوبهم مثلما فعلت السيدة ــــــ! هل تعترفون بخطاياكم الليلة؟ أم تعودون إلى بيوتكم بدون فرح؟ بدون اعتراف؟ بلا دموع؟ بلا قلب منتعش؟ باردين أمواتا كما من قبل؟

قال الأخ كيو دونج لي، "أنا واحد من الـ٣٩. أنا ظللت في الكنيسة حين تركها الآخرون ومضوا في الانقسام الكبير. لقد خلصت. حين قال د. هايمرز إني تراجعت، فكرت، ‘ماذا أحتاج بعد؟ أنا قد نلت التغيير. ماذا أحتاج بعد؟’ لم أدرك أنني فقدت محبتي الأولى ليسوع. لقد اقتبس د. هايمرز رؤيا ٢: ٤ و٥، ‘ ’ (رؤيا ٢: ٤، ٥). حينها أدركت أنني لست كما كنت حين نلت الخلاص في البداية. كنت أبكي بدموع الفرج حين كنا نرنم ترانيم مثل ‘كما أنا’ و‘النعمة العجيبة.’ الآن أردد الكلمات بدون حب أو فرح. الآن صلواتي عالية الصوت ولكنها مجرد كلمات، كلمات رنانة ولكن صلوات فارغة. لا زلت أصلي بنظام وحجة ولكني أصليها بدون توقع أن يستجيبني الله. صلواتي العالية مجرد كلمات. صلوات فارغة. علمت حينها أنني أحتاج أن أعترف بخطاياي، خطايا قلبي. تذكرت ما يقوله الكتاب المقدس،

’إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ‘ (١يوحنا ١: ٩).

تذكرت ما كان يصليه كاتب المزامير، ‘رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي’ (مزمور ٥١: ١٢). تذكرت أنه قال، ‘ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ’ (مزمور ٥١: ١٧)."

كان الأخ لي واحدا من الـ ٣٩ الذين أنقذوا هذه الكنيسة من الإفلاس. لقد كان شماسا أمينا. كان يجلس خلف المنبر حين كنت أعظ. لقد كان مثالا لشعب كنيستنا. قال، "ماذا أحتاج أن أعمل بعد؟" ثم أراه الله أنه يحتاج أن يعترف بخطايا قلبه، فتقدم إلى الأمام واعترف بخطاياه. لقد بكى بحرقة حتى احمرَّ وجهه. وغفر الله له ورد له الفرح إلى قلبه. الآن هو يصلي بدموع وبالفرح الذي كان قد فقده. قال، "لدينا صلوات فارغة وابتسامات مصطنعة حين نُحَيي بعضنا بعضا في الشركة. لا توجد محبة حقيقية. فقط ابتسامات مزيفة."

الأخ لي قائد في الكنيسة. لكن كيف تقود الكنيسة إن كنت قد فقدت محبتك الأولى؟ فقط يمكنك أن تقود شبابنا إلى ذات الدين الفارغ الذي لك. كل قائد في كنيستنا يحتاج أن يعترف بخطاياه وإلا لن يكون هناك رجاء لكنيستنا. قلت، "الذين يزوروننا يظنون أن كنيستنا عظيمة. هم لا يدركون أن لنا فقط ديانة فارغة بدون محبة حقيقية. قريبا سوف تصبح كنيستنا كنيسة إنجيلية ميتة إلا إذا شعر قادتنا وشعبنا بالاحتياج للرب، واعترفوا بخطاياهم بدموع واستُردوا بدم يسوع، الذي سفك دمه ليشفي قلوبنا، ويعطينا المحبة المقدسة التي كانت لنا أول ما نلنا الخلاص. قال يسوع، "بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ" (يوحنا ١٣: ٣٥). أيها الإخوة والأخوات، لن تكون لنا محبة حقيقية في كنيستنا إلا إذا اعترف الكثيرون منا، كبارا وشبابا، بخطاياهم.

أصلي أن تسمعوني وتعترفوا بخطاياكم في هذه الليلة. رجاء قفوا ورنموا، "اختبرني يا الله."

""اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي:
امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي.
وَاعْرِفْ قَلْبِي
امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي.
وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ
وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً."
   (مزمور ١٣٩: ٢٣، ٢٤).

الآن رنموا، "املأ عيني، ولا تدع الخطية."

املأ عيني، ولا تدع الخطية
   تحجب البهاء الداخلي.
دعني أرى وجهك المبارك فقط،
   وتُعيد نفسي بنعمتك غير المحدودة.
املأ عيني، يا مخلصي الإله،
   حتى تشع روحي بمجدك.
املأ عيني حتى يرى الجميع

صورتك المقدسة تنعكس من خلالي.
("املأ عيني" تأليف أفيس برجسون كريستيانسن، ١٨٩٥- ١٩٨٥)

رجاء لا تخف أن تأتي وتعترف بخطاياك هنا. لا تخف أن تأتي. رجاء افعل ذلك فتحيا كنيستنا ثانية.


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"احيي عملك" (تأليف ألبرت ميدلان، ١٨٢٥- ١٩٠٩).