Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.


الصلوات التي يستجيبها الله

THE PRAYERS GOD ANSWERS
(Arabic)

بقلم الدكتور ر. ل. هايمرز الإبن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب 22 مايو/أيار 2016
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, May 22, 2016

"كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ" (يعقوب 5: 17).


من المثير أن العهد القديم لا يذكر هذه الصلوات التي صلاها إيليا، هو فقط يقول لنا إن النبي كان يعلم أن الرب سيستجيب للصلوات التي لم تُذكر (1ملوك 17: 1). يبدو لي أن صلوات إيليا أعطيت بإعلان خاص ليعقوب. لكن العهد القديم يكتب لنا ما قاله النبي لآخاب. أشار د. ماك جي أن الأنبياء كانوا يكلمون البشر لكن الكهنة يكلمون الله. كان إيليا نبيا، فالكتاب ذكر فقط ما قاله إيليا لآخاب. ما قاله إيليا لله ظل مختبئا إلى أن أعلنه الله ليعقوب. تكلم إيليا إلى آخاب وقال،

"حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي" (1ملوك 17: 1).

لم نكن لنعرف الكثير عن صلوات إيليا من أجل الجفاف والمطر لو كان يعقوب 5: 17 لم يكن أُعطي ليعقوب بإعلان من الله (2تيموثاوس 3: 16).

الكتاب يقول "وَصَلَّى صَلاَةً" أي صلى بحرارة. قال توماس مانتون (1620- 1677) إن ذلك يشير إلى "الاتفاق بين الفم والقلب؛ القلب صلى واللسان صلى" (تفسير يعقوب، لواء الحق للنشر، طبعة 1988). أنا أؤمن أن هذا يعني أكثر بكثير من الصلاة بصوت مرتفع. أظن أن مانتن أصاب في أن هذا يشير إلى اتفاق القلب مع كلمات الصلاة. معناه أن القلب يريد بحرارة ما يقوله الإنسان في الصلاة.

على مدار السنين كانت هناك استجابات كثيرة للصلاة ملفتة للنظر. لكن ليس كل شيء أصلي من أجله يُستجاب سريعا. الاستجابات العظيمة للصلاة جاءت عادة حين كان هناك في البداية تثقل قوي بالأمر الذي كنت أصلي من أجله. يكون شيء لا أستطيع أن أكف عن التفكير فيه. المؤمنين القدامى يسمونه حِملا أو ثِقلا على الشخص، شيء يخصك في الأعماق، ويأتي على ذهنك كثيرا. وأنت تصلي من أجله حتى تأتي استجابة.

أعطى يسوع مثلين يبين بهما أهمية الاستمرار في الصلاة من أجل الأمور التي تثقل الإنسان حتى تأتي الاستجابة. الأول هو "مثل الصديق المُلح." مُلح قد يصل إلى كونه مزعجا. هذا المثل في لوقا 11: 5- 13. ص 1090 في كتاب سكوفيلد الدراسي. رجاء قفوا واقرأوا بصوت مرتفع.

"ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ وَيَمْضِي إِلَيْهِ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقُ أَقْرِضْنِي ثَلاَثَةَ أَرْغِفَةٍ لأَنَّ صَدِيقاً لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ وَلَيْسَ لِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ. فَيُجِيبَ ذَلِكَ مِنْ دَاخِلٍ وَيَقُولَ: لاَ تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ الآنَ وَأَوْلاَدِي مَعِي فِي الْفِرَاشِ. لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ. أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ كَانَ لاَ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ. وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا . اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟" (لوقا 11: 5- 13).

تفضلوا بالجلوس.

المثل بجملته يعلمنا أن نظل نسأل ونصلي حتى ننال ما نطلب. تقول الآيات 9 و10،

"وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ" (لوقا 11: 9- 10).

"اسْأَلُوا،" "اطْلُبُوا،" و"اِقْرَعُوا" هما في زمن المضارع في اللغة اليونانية. يمكن ترجمتها، "استمروا في السؤال، استمروا في الطلب واستمروا في القرع." والآن انظروا عدد 13،

"فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟" (لوقا 11: 13).

فهنا الصلاة بإصرار ستُستجاب بأن يعطي الله الروح القدس لـ"أصدقائنا" الذين في احتياج. كان د. جون ر. رايس على صواب حين قال إن هذا ينطبق على المسيحيين الذين يطلبون قوة الروح القدس ليربحوا نفوسا (الصلاة: السؤال والنوال، ص 212، 213).

لكن نفس التعليم موجود في متى 7: 7- 11. ص 1003 في كتاب سكوفيلد الدراسي. اقرأوا بصوت مرتفع.

اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاً يُعْطِيهِ حَجَراً؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟" (متى 7: 7- 11).

ستلاحظون أن عدد 11 به كلمات مختلفة. في لوقا 11 قال يسوع، "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟" لكن في متى 7: 11 قال يسوع، "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟"

صلى النبي إيليا ألا تمطر، ولم تمطر لمدة ثلاث سنوات ونصف. هذا هو الحِمل الذي وضعه الله على قلبه. وحين صلى استجاب الله بأن أوقف المطر. في بعض الأحيان يستجيب الله بسرعة. وفي أحيان أخرى الله لا يستجيب في البداية.

أنا أتذكر جيدا الليلة التي استجاب الله فيها لصلاتي بسرعة. كنت في الثانية عشر من عمري. لقد كنت أعيش مع عم وعمة كانا يعيشان على قمة وادي توبانجا وذهبت إلى مدرسة هناك لمدة شهرين – واحدة من اثنين وعشرين مدرسة أرسلوني إليها قبل أن أتخرج من المدرسة الثانوية. لذلك فشلت في أول تجربة لي في الكلية. حين تتنقل اثنين وعشرين مرة، لا تتعلم الكثير. تعلمت القراءة والكتابة والجمع والطرح. هذا كان تقريبا كل ما تعلمت. لكن هناك كنت على قمة وادي توبانجا، أعيش مع عمة سكرانة معظم الوقت. في إحدى الليالي كان ابن عمتي وصديقه يشربان الخمر. في الواقع كانا سكرانين. قالوا، "هيا يا روبرت. تعال في السيارة لنذهب معا في نزهة قصيرة." لم أرد أن أذهب، كنت في الثانية عشر من عمري، وهؤلاء الفتيان الكبار أخذوني رغما عني في السيارة. كانت سيارة عمي، فورد 1940. كان بها مقاعد أمامية فقط، ووضعوني في المساحة القليلة التي خلف المقاعد الأمامية. ثم بدأوا في شرب البيرة والويسكي. هذه النزهة القصيرة انتهت إلى سباق سيارات يقوده سكارى في الطريق المعوج إلى الشاطئ. لو كنت قد ذهبت في هذا الطريق من قبل ستستطيع أن تتخيل ما حدث. الطريق يتعرج مثل الثعبان. لقد كانوا سكرانين وكان ابن عمي يقود السيارة على سرعة ستين ميلا في الساعة نزولا من الجبل. أظن أن السرعة القصوى على هذا الطريق كانت 25 ميلا في الساعة وهم كانوا على 65 أو 70. لن أنسى هذا اليوم ما حييت. أحيانا يصيبني كابوس بهذه الرحلة إلى الآن من وقت لآخر. لقد أحنيت رأسي وصليت الصلاة الوحيدة التي كنت أعرفها آنذاك. صليت الصلاة الربانية طول الطريق نزولا من الجبل، مع التركيز على الكلمات، "نجنا من الشرير." في سفح الجبل خرجت من السيارة ووقفت أرتعش في الظلام. أنا أعلم أنه لا بد كان الرب الذي نجانا. لقد كان هناك الكثير من حوادث الموت على هذا الطريق. رأيت سيارات تخطت الحافة وسقطت مشتعلة إلى أسفل. الرب نجانا استجابة للصلاة. لقد كنت أعلم ذلك حينها. ولا زلت أعلم ذلك بعدها بثلاثة وستين عاما! كثيرا ما يستجيب الله لصلوات قصيرة مثلما فعل في تلك الليلة.

لكن في أحيان أخرى لا بد أن ننتظر، مرات لفترة طويلة، قبل أن تأتي الاستجابة. في سن السابعة عشر قررت ألا أصبح ممثلا وذهبت للخدمة. لم يكن لدي أي شعور بأي شيء. أنا لا أذكر حتى إن الله دعاني كي أبشر. قد يكون أحد قال ذلك، لكني لم أسمع ذلك قط. أيامها كانوا يتكلمون عن الخضوع للكرازة. الرعاة كانوا يتحدثون عن مرورهم في صراع صعب انتهى بأن خضعوا ليكونوا رعاة. في الواقع، أنا لم أمر بأي صراع على الإطلاق. أنا مجرد شعرت بأن التمثيل شيء أحمق بلا قيمة، وخضعت للكرازة، أيا كان ما يعنيه ذلك! أنا سلمت نفسي لإرادة الله. وهذا ما قادني إلى الكنيسة الصينية، كي أصبح مرسلا. قرأت حياة جيمس هدسون تايلور، المرسل الرائد إلى الصين. وعرفت أنه مثلا رائعا أحتذي به.

فذهبت إلى الكنيسة ورميت نفسي في كل نوع متاح من الخدمة. أنا خدمت حتى كالبستاني والفراش في الكنيسة، أنظف الأرضيات وأصف الكراسي، أي شيء أخدم الله به. في ذلك الوقت، اشتريت كتاب مقتطفات من مؤلفات جون ويسلي في مجلته وكان منشورا من قبل مودي للنشر. قرأته كله، كما لو كان الكتاب المقدس. لم ألاحظ في ذلك الوقت أن هذا الكتاب أعطاني صورة حية لما حدث في النهضة الأولى الكبرى. كتابات ويسلي جعلتني مهتما جدا بموضوع النهضة. كنت صغير السن قليل الخبرة كي أفكر في ندرة النهضات في بداية الستينات من القرن الماضي. كنت ساذجا بالقدر الذي جعلني أظن أنه باستطاعتي أن أصلي للنهضة فتحدث، فصليت للنهضة أن تأتي إلى الكنيسة الصينية. صليت هكذا يوميا. صليت لهذا بصوت مرتفع في كل اجتماع صلاة. حين كانوا يطلبون مني الصلاة قبل الأكل في الكنيسة كانت كل صلاتي أن يرسل الله النهضة. كان هذا الموضوع الأساسي الذي صليته في الستينات من القرن الماضي. لم أستغرب حين أتت النهضة، وقد بدأت فجأة في معسكر صيفي في أواخر الستينات. كنت أعلم أنها ستأتي، لأني بإيمان الأطفال صليت من أجلها.

قبل أن يموت بسنوات قليلة، ذكَّرني د. مورفي لام بتلك الصلوات. قال، "بوب، أنت كنت دائما تصلي من أجل النهضة، حتى حين لم يفعل ذلك أي شخص آخر." ثم قال، "بوب، أنا أؤمن أن النهضة أتت لأنك داومت على الصلاة." لكن حين قال ذلك كنت تقريبا قد نسيت الموضوع.

النهضة في الكنيسة الصينية كانت تثقلا على قلبي. أنا أؤمن أن الله وضع هذا الحمل في قلبي. لم أستطع التوقف عن التفكير فيه. صليت من أجله إلى أن استجاب الرب. المؤمنين القدامى أسموا هذا "الصلاة حتى نوال الاستجابة." إنها صلاة بإلحاح وإصرار – إلى أن يستجيب الله وتنال ما طلبت! قال يسوع،

"فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ [يستمرون] يَسْأَلُونَهُ؟" (متى 7: 11).

مرة أخرى، قال يسوع،

"وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ" (لوقا 11: 9، 10).

"اسْأَلُوا،" "اطْلُبُوا" و"اِقْرَعُوا" هم ثلاثة أفعال في زمن المضارع في اللغة اليونانية. هذا يعني "استمروا في السؤال، استمروا في الطلب، واستمروا في القرع." قال د. جون ر. رايس، "الذي هو ابن لله له الحق في... الإلحاح والإصرار في طلب وعود الله أن تتحقق ويرفض قبول عدم الاستجابة، حتى ينال ما يطلب من الله. ليتشجع شعب الله أن يصلي ويصلي ويصلي – وأن يصلي إلى أن ينال الاستجابة!

استمر في الصلاة
   حتى تأتي الاستجابة،
استمر في الصلاة
   حتى تأتي الاستجابة،
وعود الله العظيمة
   دائما تتحقق
استمر في الصلاة
   حتى تأتي الاستجابة"

(جون ر. رايس، دكتوراه في اللاهوت، الصلاة: السؤال والنوال، سيف الرب للنشر، 1970، ص 213، 214).

د. ر. أ. توري، في كتابه العظيم الصغير، كيف تصلي، قال نفس الشيء. قال د. توري،

     لا يعطينا الله دائما ما نطلبه في أول محاولة. هو يريد أن يدربنا أن نتقوى بأن يجبرنا على العمل الشاق من أجل أفضل الأشياء... هو لا يعطينا دائما ما نطلبه في الصلاة استجابة للصلاة الأولى. هو يريد أن يدربنا ويعمل منا أناس أقوياء بأن يجبرنا على الصلاة الحارة من أجل أفضل الأشياء. هو يجعلنا نصلي حتى ننال الاستجابة.
     أنا مسرور بذلك. لا يوجد تدريب مبارك في الصلاة أكثر من الذي يأتي من خلال إجبارنا أن نطلب مرارا وتكرارا، على مدى فترات طويلة من الوقت، قبل أن نحصل على ما نطلب من الله. كثيرون يسمون ذلك الخضوع لمشيئة الله حين لا يمنحهم الله طلبهم من السؤال في المرة الأولى أو الثانية. يقولون، "قد لا تكون هذه مشيئة الله."
     كقاعدة، هذا ليس خضوع ولكنه كسل روحي... حين يأتي شخص قوي فعَّال ويبدأ في إنجاز شيء ما وهذا الشيء لا يُنجز في المرة الأولى أو الثانية أو المئة، يظل هذا الشخص يقرع حتى ينفتح الباب. الشخص القوي في الصلاة يظل يصلي حتى ينال الاستجابة ويأخذ ما طلب... حين نبدأ في الصلاة من أجل أمر ما، لا بد ألا نيأس إلى أن نناله (ر. أ. توري، دكتوراه في اللاهوت، كيف تصلي، هويتاكر للنشر، 1983، ص 50، 51).

لكن هناك جانب آخر لهذا الأمر. صلواتك لن تُستجاب إن كان قلبك ليس سليما مع الله. أخذت عائلتي إلى أجازة في المكسيك في أوائل يناير. ذات يوم، حين ذهبوا ليشاهدوا بعض المزارات السياحية، بقيت وحدي. قرأت كتابا عن النهضة في جزيرة لويس في الفترة ما بين 1949 إلى 1952. صليت وكتبت عظة. حين عدنا، أعلنت أننا سنقيم اجتماعات كرازية كل ليلة. كما تعرفون، كان الرب في الأمر. بدأت مع د. كاجان قيادة أمي إلى المسيح وقد كان عمرها 89 سنة. كانت هذه معجزة حقيقية لأنها كانت ملحدة متصلبة لسنين طويلة. ثم تغيرت أيضا حماة د. كاجان في سن 86. نحن نعلم من الإحصائيات أنه لا يحدث أبدا التغيير فوق سن السبعين. هنا وفي خلال أيام قليلة، نالت الخلاص امرأتين تفوقان الثمانين من العمر. مدهش! ثم واحدا تلو الآخر تغير 11 شاب. وبعدها بأيام، كان هناك تغييرا آخر. أربعة عشر شخصا نالوا الخلاص في أيام قليلة.

ثم قرأت رومية 12: 1، 2 وطبقت الآيات على الذين نالوا الخلاص في الكنيسة قبل ذلك بسنين.

"فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رومية 12: 1- 2).

حين تكون قد أمضيت سنين طويلة في الوعظ مثلي، تتعلم أن تقرأ استجابة الشعب لما تقول. ما شعرت به لم يكن جيدا. رأيت شبابا يصرون على أسنانهم وينظرون إلى الأرض. لقد شعرت بمقاومة عميقة، وإنكار للمسيح، وكأنهم لن يخضعوا له أبدا. لقد صعقني ذلك في قلبي. لقد شعرت كأنهم يحتاجون للتغيير مرة أخرى. هذه هي حالة الذين يدَعون أمور العالم تأخذ مكان المسيح في قلوبهم. يصبح القلب قاسيا مثلما كان قبل التغيير الأول. لا بد للقلب أن ينكسر مرة أخرى ويخضع للمسيح من جديد.

التمرد يملك في قلوب الذين يرفضون أن يخضعوا للمسيح بشكل متكرر. هو قال أن نحمل الصليب كل يوم ونتبعه. لا بد أن يكون هناك خضوع يومي للمسيح وإلا قلوبنا سوف تبرد وتصبح عنيدة. من الخطأ أن نفكر، "أنا قد خلصت الآن، ولا أحتاج أن أُخضع حياتي للمسيح." كم يختلف هذا عما قاله بولس الرسول، "قَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً... عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ" فقط حينئذ تستطيعون أن "تَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رومية 12: 1، 2). كي تعرفوا مشيئة الله، لا بد أن تقدموا أنفسكم كذبيحة حية له، ولا تشاكلوا هذا الدهر.

القلب الغير خاضع للمسيح كذبيحة حية هو قلب منقسم. يقول الكتاب المقدس، "فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ" (يعقوب 1: 7). قال يسوع، "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي" (لوقا 9: 23). الرب يدعوك أن تنكر نفسك. هو يدعوك أن تتبعه. آه، كم من المرات في الحياة فقدت بهجة خلاصي لأني لم أكن مستعدا أن أنكر نفسي وأتبعه! لكن عاد فرح الرب مرة بعد أخرى حين قدمت ذاتي كذبيحة حية ليسوع! أنا أصلي في هذه الليلة أن تفعل أنت ذلك أيضا. لقد أحببت الترنيمة التي رنمها الأخ جريفيث كل حياتي. حين كنت شابا وحيدا مشوشا، امتلأت عيناي بالدموع كلما رنمت هذه الكلمات،

هوذا اسمعه ينادي
   بتسابيح النشيدْ
انظروا يا أصدقاء
   رحمة الفادي المجيدْ
ليتما كلُّ ضريرٍ
   يعرفُ الشافي الوحيدْ
ويوافيه ليعطي
   بصرًا من جديدْ
("تعال أيها النبع" تأليف روبرت روبنسون، 1735- 1790).

هل هناك أناس هنا في هذه الليلة يعلمون أنهم لا بد أن ينكروا أنفسهم من جديد ويحملوا صليبهم ويتبعوا يسوع من جديد؟ هل البعض منكم لا بد أن "يقدم جسده ذبيحة حية" للرب؟ لو كان الرب يكلمك هكذا، في لحظة سوف أسألك أن تترك مقعدك وتركع هنا في الأمام. تعال وكرس حياتك من جديد كذبيحة حية ليسوع، الذي مات ليخلصك. تعال هنا إلى الأمام وسلم قلبك وحياتك ليسوع من جديد. تعال واعترف له بأي تمرد أو خطية في قلبك وحياتك. تعال واطلب من يسوع أن يسامحك. جدد طاعتك له. بينما نقف معا، تعال واركع هنا وصل. بينما يرنم الأخ جريفيث هذه الترنيمة بهدوء، تعال.

صرخَ الأعمى ابن طيما
   يا يسوعُ ارحم فتاكْ
نال غيري منك برءًا
   فأعن ضعفي كذاكْ
الجموع انتهرته
   غضبًا وهو يزيدْ
فدعاه الربُّ اقبلْ
   ثم سلني ما تريدْ

لم يردْ مالًا سيفنى
   منه مع فقرٍ علاهْ
بل بغى رحمة ربً
   ليس يعطيها سواه
قال أرجو نورَ عينٍ
   تعطيها البصرْ
أبصرَت عيناه حالًا
   شفاهُ وشكرْ

هوذا اسمعه ينادي
   بتسابيح النشيدْ
انظروا يا أصدقاء
   رحمة الفادي المجيدْ
ليتما كلُّ ضريرٍ
   يعرفُ الشافي الوحيدْ
ويوافيه ليعطي
   بصرًا من جديدْ


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: يعقوب 4: 1- 10.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"تعال أيها النبع" (تأليف روبرت روبنسون، 1735- 1790).