Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.


كيف أهلك إبليس يهوذا الإسخريوطي

HOW JUDAS ISCARIOT
WAS DESTROYED BY SATAN
(Arabic)

بقلم الدكتور ر. ل. هايمرز الإبن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب 13 مارس/أذار 2016
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles Lord’s Day Evening, March 13, 2016

"فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ" (يوحنا 13: 27).


"اللقمة" هي قطعة من الخبز بلا خمير وأكل منها يسوع والتلاميذ في العشاء الأخير. "فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ." هذه من أصعب وأرهب آيات الكتاب المقدس. فهي تقول إن إبليس ذاته دخل في يهوذا – وأصبح يهوذا ملبوسا بالشيطان. هذا ملفت للانتباه لأن يهوذا كان من أقرب التلاميذ للمسيح. هناك تحذير في قصة يهوذا لنا جميعا – إن كنا قد نلنا الخلاص أو لم ننله.

يهوذا الإسخريوطي كان ابن سمعان الإسخريوطي. "الإسخريوطي" نسبة إلى بلدته كيريوث في جنوب يهوذا. فيهوذا كان الوحيد بين الاثني عشر الذي لم يكن من الجليل في الشمال. كان دائما يُذكر الأخير بين التلاميذ. لا بد أنه كان تلميذا مهما لأنه كان المسؤول عن صندوق الأموال.

قصة يهوذا الإسخريوطي كئيبة ومرعبة. ولكن لأنها مذكورة في الأربعة أناجيل فهي مهمة، يلزم أن يتكلم عنها الوعاظ من آن لآخر. سوف أحكي لكم كيف سكن الشيطان في يهوذا. ها هي القصة كما يلي.

يروي لنا الأصحاح الثالث من بشارة مرقس أن المسيح صعد إلى جبل ونادى تلاميذه إليه. هؤلاء كانوا الرجال الذين سيؤسسوا الكنائس بعد صعود المسيح عائدا إلى السماء. من الآن فصاعدا أصبحت مهمة المسيح الأساسية هي أن يعلم ويدرب هؤلاء الاثني عشر تلميذا. دعاهم المسيح رسلا – أي "مرسلين." دعاهم أن يكونوا معه، يتعلموا من مثاله ويشاركوه في الخدمة. كان سيعطيهم سلطانه للكرازة، وشفاء الأمراض وطرد الشياطين باسمه. إحدى مسؤولياتهم كانت أن يغلبوا قوة الشياطين. أسماؤهم مسجلة في مرقس 3: 16- 19. اسم الأول بطرس واسم الثاني عشر يهوذا الإسخريوطي.

في متى 10: 1- 4، مكتوب أن يسوع أرسل هؤلاء التلاميذ كي يطردوا شياطين ويشفوا مرضى. ومرة أخرى يسجل الكتاب المقدس أسماءهم. مرة أخرى الأول بطرس والأخير اسمه يهوذا الإسخريوطي. يقول متى 10: 1 إن يسوع أعطى كل التلاميذ "سلطانا على الأرواح النجسة، كي يخرجوهم،" وأيضا أن يصنعوا معجزات ويكرزوا. أُعطي يهوذا هذه القوة وأخرج شياطين وشفى مرضى وكرز. يهوذا كان الرجل الذي خان المسيح فيما بعد. لكن يسوع أعطى هذا الرجل القوة والسلطان ليكرز (متى 10: 7). لقد أُعطي قوة "ليشفي مرضى ويطهر برص ويقيم موتى ويخرج شياطين" (متى 10: 8). هذه نقطة هامة يجب أن نتذكرها اليوم لأنها تبين أنه ليس كل من يدعي أنه مؤمن يمكن الوثوق به حتى ولو كان باستطاعته أن يشفي مرضى ويُخرج شياطين نعم ويقيم موتى! بعض الأشرار أمكنهم أن يصنعوا هذا على مر تاريخ المسيحية. مثلا راسبوتين وهو راهب روسي نودي إلى قصر القيصر الروسي ليشفي ابن القيصر. واليوم يجب أن نحذر من الكارزين بالشفاء مثل بني هن. قد يكونوا أشرارا مثل يهوذا الإسخريوطي – الذي خان المسيح فيما بعد في بستان جثسيماني. لكن يهوذا لم تسكنه الأرواح الشريرة في البداية. لقد كانت هناك خطوات أخذها قبل أن يصل للهلاك!

كما قلت، يهوذا كان مسؤول صندوق الأموال وسط التلاميذ. كان يحمل المال القليل الذي كانوا يمتلكونه في "كيس." كان يعطي التلاميذ الآخرين مالا من الكيس حين يحتاجونه. يقول الكتاب المقدس إن يهوذا الإسخريوطي كان "سَارِقاً وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيه" (يوحنا 12: 6).

كان يهوذا "سارقا" أي أنه كان له قلب لص. لقد كان يسرق بعضا من المال الذي في الكيس أو الصندوق الذي كان يحمله. يقول تفسير متى هنري، "لقد كان يحب في قلبه أن يمسك الأموال ويعدها." لا توجد مشكلة في كسب الأموال عن طريق العمل بأمانة. لكن قال الرسول بولس،

"لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ" (1تيموثاوس 6: 10).

تكلم ج. ت. رايل عن "الخطورة الكبيرة بسبب محبة المال... إنها فخ للفقراء والأغنياء على حد سواء. الثقة بالمال تدمر النفس. دعونا نكتفي بما لدينا" (ج. ت. رايل، تأملات شرحية في إنجيل مرقس، لواء الحق، 1994، ص 210، 211؛ مذكرة عن مرقس 10: 23).

لقد رأيت الكثير من الشباب يضلون بسبب سعيهم وراء "الأمان." رأيتهم يتنازلون بالتدريج عن التزامهم كمؤمنين سعيا وراء "الأمان" في وظيفة ذات أجر مرتفع. بينما كنت أكتب هذه الكلمات منذ ليال قليلة، فكرت في صديق قديم، أغراه العالم فترك يسوع. كلمة بديلة للأمان هي المال. خطر أن تضع ثقتك في المال. قال يسوع، "مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ" (مرقس 10: 24).

الآية المفضلة لأحد زملائي د. كاجان هي أمثال 11: 4، "لاَ يَنْفَعُ الْغِنَى فِي يَوْمِ السَّخَطِ" (أمثال 11: 4). قال لي د. كاجان مؤخرا إن الشباب كثيرا ما يظنون أن "الشهوة" تشير إلى الخطية الجنسية أو المخدرات فقط. قال، "لا يدركون أن شهوة المال والنفوذ هي بنفس خطورة الخطية الجنسية والهيروين – وقد تكون أخطر بالنسبة للمؤمنين الجدد." د. كاجان ذاته أغوي من الشيطان كي يعيش للأمان المادي والنفوذ. لقد كان حلمه أن يكون لديه مليون دولار قبل أن يبلغ الثلاثين من العمر. لقد تنازل عن هذه الشهوة حين آمن وهو الآن الراعي الشريك في كنيستنا. اتبعوا مثاله!

هلك يهوذا الإسخريوطي وذهب إلى الجحيم لأنه اشتهى المال من الصندوق الذي كان يحمله! تذكروا مثل الزارع!

"وَالَّذِي سَقَطَ بَيْنَ الشَّوْكِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ثُمَّ يَذْهَبُونَ فَيَخْتَنِقُونَ مِنْ هُمُومِ الْحَيَاةِ وَغِنَاهَا وَلَذَّاتِهَا وَلاَ يُنْضِجُونَ ثَمَراً" (لوقا 8: 14).

قد تأخذكم الرغبة في السعي وراء "الغنى وملذات الحياة" "فتختنقون" بالتدريج وتصبحون مسيحيين بالاسم فقط. هذا ما دمر أحد القادة في الماضي وتسبب في انقسام كنيستنا منذ سنين. اهربوا من هذا! اهربوا من هذا! اهربوا من شهوة يهوذا!

"لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (متى 6: 33).

أغلبكم سمعني أحكي عن أمر حدث معي حين كنت في الجامعة. لقد كان وقتا عصيبا. كان لا بد أن أعمل من الثامنة صباحا حتى الخامسة بعد الظهر. ثم كنت أذهب لدراستي في جامعة ولاية كاليفورنيا بلوس أنجلوس في المساء. لقد استغرق حصولي على درجة البكالوريوس ثماني سنوات. في حوالي منتصف الطريق كنت قد تعبت وأحبطت فأغواني الشيطان بشكل مرير. حينها اقترح عليَّ أحد أساتذتي أن أصبح معلما. لقد كان رجلا أحترمه وكان يدرسني الأدب الحديث. قال لي يمكنني أن أنجح في وظيفة مدرس لغة إنجليزية. فكرت بجدية أن أترك فكرة الخدمة وأصبح معلما، وأوشكت أن أنفذ الفكرة ولكني ذهبت لأقابل راعي كنيستي د. لين أولا. قال لي إني لن أشبع بأقل من الخدمة. أتذكر أني أدركت أن فكرة تدريس اللغة الإنجليزية كانت إغواء من إبليس لي. لقد أُغوي د. جون ج. رايس بنفس الطريقة قبل أن يذهب للخدمة. التدريس ليس خطية لأي شخص آخر لكن هو كذلك بالنسبة لي. لم يكن ما يريده الرب لحياتي.

لو كنت قد استسلمت للإغواء لم يكن أحد منكم هنا الليلة! الأخ جريفيث ما كان ليخلص. د. تشان ما كان ليخلص. ولا الأخ لي ولا أي من قادة كنيستنا. أنتم ما كنتم لتنالوا الخلاص أيضا. في الواقع كثيرون منكم ما كانوا ليولدوا! كثير من آبائكم تقابلوا هنا في الكنيسة. لكانوا لم يتزوجوا وأنتم لم تولدوا. هذه الكنيسة ما كانت لتكون. وأنا لم أكن لأتقابل مع زوجتي الرائعة. لم يكن ابني ليولد وابنته هانا لم تكن لتعيش.

الكنيسة التي بدأتها في شمال كاليفورنيا لم تكن لتوجد والأربعون كنيسة التي انبثقت منها لم تكن لتوجد أيضا. ما كان لمئات من الناس أن ينالوا الخلاص – وملخصات العظات والعظات المرئية على صفحتنا الإلكترونية ما كانت لتوعظ أو تنشر حول العالم. في الواقع الآلاف من الناس كانت حياتهم ستتغير للأسوأ لو كنت استسلمت وأصبحت معلما للغة الإنجليزية في إحدى الكليات أو الجامعات.

بعدها، حين تخرجت من الكلية وذهبت إلى كلية اللاهوت، وقعت تحت إغراء شديد كي أترك الخدمة مرة أخرى. وبالفعل تركت الخدمة لمدة أيام قليلة، لكن الرب دعاني مرة أخرى في إحدى الليالي. بكثير من الألم النفسي والشعور بالوحدة بدأت أستكمل طريقي وها أنا مسرور أني لم أترك خدمتي. هذه الكنيسة تساوي بالنسبة لي أكثر من كل ذهب الدنيا. هذه الخدمة المنتشرة حول العالم من خلال الإنترنت تساوي بالنسبة لي أكثر من ملايين الدولارات! قد تبدو صغيرة بالنسبة لك، لكن هذه الكنيسة أعز شيء في العالم بالنسبة لي!

عمري ومحبتي أهدي لك،
   يا حمل الله الذي مات لأجلي؛
لأكن للمدى وفيا لك،
   مخلصي وإلهي!
سأحيا للذي مات من أجلي،
   يا لشبع حياتي!
سأحيا للذي مات من أجلي،
   مخلصي وإلهي!
("سأحيا له" تأليف رالف إ. هدسون، 1843- 1901؛ تغيير كلمات د. هايمرز).

لست فقط أرى قيمة الكنيسة ككنز الآن – ولكني أرى ما يجب أن تكون هذه الكنيسة، ما يمكنها أن تكون وبنعمة الله ما سوف تكون! في ذهني أرى كل ركن من أركان هذا المدرج ممتلئ بوجوه شباب سعداء! أستطيع أن أرى روح الله ينزل، أستطيع أن أرى وجوه شباب يبكون ويصلون ويهتفون بفرح! أستطيع أن أرى شبابا يهبون حياتهم للخدمة – والبعض منهم يخرجون إلى حقول الخدمة البعيدة كمرسلين. أنا أرى كنيسة قوية، تنسكب حتى إلى أطرافها بمحبة الله تغمر هذا المكان وتخرج منه إلى الأركان المظلمة في بلادنا وفي عالمنا! أستطيع أن أرى المسيح يسوع مرتفعا ويسكب محبته على المئات والمئات من النفوس حول العالم! أستطيع أن أسمعهم يرنمون،

سأحيا للذي مات من أجلي،
   يا لشبع حياتي!
سأحيا للذي مات من أجلي،
   مخلصي وإلهي!

شعر يهوذا هكذا في يوم ما. لكنه كان يحب المسيح وينجذب إلى العالم فهو مشدود من ناحيتين. جزء منه يريد يسوع ولكن جزء آخر يريد أمور هذا العالم. يقول الكتاب المقدس، "رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ" (يعقوب 1: 8). ولهذا وضع يهوذا يده في الصندوق الصغير الذي كان يحوي نقود التلاميذ. لم يكن به مالا كثيرا – بضع حفنات من العملات التي كان الناس قد أعطوها ليسوع حين كانوا يتباركون به. وكان يهوذا يعد النقود مرات ومرات، ومن آن لآخر كان يسرق القليل من العملات لنفسه.

مثل باقي التلاميذ، كان يظن أن المسيح سيؤسس مملكته الأرضية حالا. حتى بعدما قام من الأموات قالوا، "يَا رَبُّ هَلْ فِي هَذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟" (أعمال 1: 6). كانوا يخططون أي منهم سيكون الأعظم في المملكة. "وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ: مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟" (لوقا 9: 46).

"مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ..." (متى 16: 21). أظن أن يهوذا بدأ يفكر بأن يسوع سوف يموت ولا يؤسس مملكته – وأنه لا نفع له بتبعية يسوع أكثر من ذلك. وكان الشيطان يقترب أكثر وأكثر من يهوذا وهو يفكر هكذا.

الآن قد اقترب عيد الفصح وكان رؤساء الكهنة والكتبة يبحثون عن طريقة ليقتلوا يسوع. "فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا... فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ الْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ. فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً" (لوقا 22: 3- 5). "ثم دَخَلَهُ [يهوذا] الشَّيْطَانُ" كان يريد مالا طيلة الوقت والآن لعب إبليس على نقطة ضعفه فاستسلم و "دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ" فذهب لرؤساء الكهنة كي يخون المخَلِّص. خان يهوذا الإسخريوطي المسيح من أجل المال! الشهوة أهلكت نفسه!

وعظ د. كاجان عظة قوية في هذا الصباح عن "شَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ" (1يوحنا 2: 16). قال د. كاجان، "ماذا أعني بـ ’شَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ‘؟ أنا أتكلم عن المال والذي يمكن أن يشتريه المال – منزل، سيارة، ملابس جميلة، رحلات مترفة، وكل شيء آخر... حين يأخذ نظرك المال وما يمكن أن يشتريه، تقع في أسر شهوة العيون. وأنا أتكلم أيضا عن مديح الناس الخطاة، أتكلم عن الإكرامات والترقيات والألقاب والشهادات وكل الكلام الناعم الذي يتكلم به الآخرون عنك. نعم، لا بد أن تنجح في دراستك، ولا بد أن يكون لك عمل وتجتهد فيه. لكن حين تشغلك الإكرامات والترقيات والألقاب والمديح بعيدا عن أمور الله، تكون قد أُسرت بتعظم المعيشة."

ثم تكلم د. كاجان عن الأشخاص الذين يستخدمهم الشيطان ليجربك. قال د. كاجان، "سوف يستخدم الناس الذين تحبهم وتحترمهم. سوف يستخدم أناسا... تعلمت منهم – ’معلميك‘ في العمل. سوف يستخدم أناسا من الجامعة تحترمهم ومعجب بهم – أساتذتك والمعلمين في حياتك. سوف تسمع لهم وتتبع نصيحتهم. برغم أنك لا تفكر هكذا، إلا أنهم يصبحون الراعي الحقيقي لحياتك – الراعي والمرشد... لن تفكر أن هذه تجربة. سوف يروق الأمر لك، ولكنه يأخذ قلبك ومحبتك بعيدا عن المسيح... حين كنت شابا، كان المسيح والكنيسة مهمين للغاية، ولكنك الآن تضعهم في ركن صغير من حياتك... وهكذا تسير وتسير – حتى تصبح أسيرا- مثل شمشون، وقد عميت عيناك، وتطحن على طاحونة العالم!" (كريستوفر ل. كاجان، دكتوراه، "عالم الكنيسة أم العالم الواسع؟"، صباح يوم الرب، 13 مارس 2016).

حين قرأت عظة د. كاجان العظيمة فكرت، "لقد كان لا بد أن أعظ هذا من زمن طويل!" هل هذا ينطبق على شاب أو اثنين من شبابنا؟ لقد فكرت في ذلك، ثم كتبت على ورقة أسماء اثني عشر من الشباب في كنيستنا اقتيدوا للعمى الشيطاني بإغراءات مشابهة للتي تكلم عنها د. كاجان. غثى قلبي حين أدركت أن وعظي أخفق في هذه النقطة، لأن هؤلاء الاثني عشر من الشباب ابتلعهم العالم بنفس الروح الشرير الذي قاد يهوذا الإسخريوطي خطوة بخطوة كي يخون المسيح!

لم يتخيل يهوذا أن ينتهي الأمر هكذا، وهو يستسلم رويدا رويدا لإغراءات العالم. وفي النهاية دخله الشيطان وخان يسوع. أتعرفون كم كسب من المال كي يخون المسيح؟ فقط ثلاثين قطعة من الفضة. يقول قاموس ديفيس للكتاب المقدس إن هذا يعادل 19.5 دولارا، أي الثمن العادي للعبد." دائما يستعبد الشيطان الناس مقابل أمور تافهة وقلَّما يدفع بكثرة. هو يستعبد الناس بأقل القليل! والغريب أني أحصيت اثني عشر من شباب كنيستنا أسرهم الشيطان بهذه الطريقة. ثم جلت بخاطري 30 سنة في الماضي وكتبت اثني عشر اسما لأناس كان يعملون في كنيستنا بأجر – وقد حطمهم الشيطان بنفس الطريقة! آه، لا بد أن أعظ عن هذا الموضوع مرارا كثيرة! نعم يا رب، أعدك بأني سأعطي مساحة أكبر في وعظي عن موضوع إغراءات العالم من هذه الليلة فصاعدا!

وهكذا قاد يهوذا أعداء المسيح إلى بستان جثسيماني في هذه الليلة البشعة, وهكذا جروا يسوع لكي يُجلد ويُصلب. وبهذا حصل يهوذا على الثلاثين من الفضة بقيمة حوالي 19.5 دولارا.

بعد ذلك في هذه الليلة "حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً

’قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا.‘

فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ" (متى 27: 3- 5). لقد وضع حبلا حول عنقه وخنق نفسه! هذه كانت أول آية حفظتها من الكتاب المقدس، "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا" (متى 27: 4). حفظت هذه الآية حين كنت أمثل دور يهوذا الإسخريوطي في مسرحية المسيح في الكنيسة المعمدانية الأولى في هنتجتون بارك بولاية كاليفورنيا. كنت في الثامنة عشر من عمري آنذاك. وظلت هذه الآية تطاردني حتى تغيرت بعدها بسنتين. "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا."

وأنا أسألك في هذه الليلة، هل تخون يسوع في حياتك؟ أم تعطي المسيح والكنيسة الأولوية في قلبك وحياتك؟ هل تثق به وتحيا لأجله ولأجله وحده؟ بعد ثلاثين سنة من الآن هل ستستطيع أن ترنم هذه الترنيمة من قلبك؟

عمري ومحبتي أهدي لك،
   يا حمل الله الذي مات لأجلي؛
لأكن للمدى وفيا لك،
   مخلصي وإلهي!
سأحيا للذي مات من أجلي،
   يا لشبع حياتي!
سأحيا للذي مات من أجلي،
   مخلصي وإلهي!

أيها الشاب، اعط قلبك وحياتك ليسوع المسيح – ولا تتركه ثانية وتذهب وراء إغراءات العالم! رنم هذه الترنيمة معي. رقم 3 في كتيب الترانيم.

عمري ومحبتي أهدي لك،
   يا حمل الله الذي مات لأجلي؛
لأكن للمدى وفيا لك،
   مخلصي وإلهي!
سأحيا للذي مات من أجلي،
   يا لشبع حياتي!
سأحيا للذي مات من أجلي،
   مخلصي وإلهي!

آمين.


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: يوحنا 13: 21- 30.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
     "لا تستسلم للتجربة" (تأليف هوراتيو ر. بالمر، 1834- 1907).