Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.


بطرس – دعوته، تبكيته وتغييره

PETER – CALLED, CONVICTED AND CONVERTED
(Arabic)

بقلم الدكتور ر. ل. هايمرز الإبن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الخيمة المعمدانية بلوس أنجلوس
صباح يوم الرب 14 فبراير/شباط، 2016
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Morning, February 14, 2016

"قَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ" (لوقا 22: 31- 32).


اسأل الواعظ المتوسط المستوى متى تغير بطرس. افعل ذلك! أغلبهم سيقول إن بطرس تغير حين دعاه المسيح ليتبعه (متى 4: 19). قليلون قد يقولوا إن بطرس تغير حين قال "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ،" وأجاب يسوع، "إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى 16: 16، 17). لكن في هذين الموقفين لا نرى تغيير بطرس. لو كان بطرس تغير بتبعية يسوع سيكون ذلك هو الخلاص بالأعمال – فلا يمكن أن يكون هذا هو موقف تغيير بطرس. لو كان بطرس تغير حين اعترف أن يسوع هو المسيح، ابن الله، يكون هذا هو التغيير بالإيمان العقيدي، بالتنوير. لكن الشياطين تعرف ما أُعلن لبطرس، فنحن نقرأ، "وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُول: أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ... لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ" (لوقا 4: 41). لذا فمعرفة بطرس لم تكن أكثر من معرفة الشياطين! بعد دراسة مدققة لا بد أن نعترف أن بطرس لم يكن قد تغير بعد. لقد كان يتعثر، محاولا أن يكون مؤمنا، دون أن يتغير.

يا للصورة التي يرسمها بطرس لكثير من إنجيليي اليوم! مثل بطرس، إنهم يتعثرون – محاولين أن يتبعوا المسيح! لديهم بعض المعرفة عمن هو المسيح ولكنهم ليسوا أكثر تغييرا من بطرس قبل أحد القيامة. كثير من الوعاظ لم يتغيروا! يحاولون تبعية المسيح. يعرفون أنه ابن الله ولكنهم عميان عن حق التغيير. أظن هذا أحد الأسباب الرئيسية لقلة الكرازة بالإنجيل اليوم. يضيع معظم الرعاة وقتهم في محاولات الشرح لغير المؤمنين كيف يعيشون الحياة المسيحية! هباء! كيف لشخص ميت في الخطية أن يحيا الحياة المسيحية؟ (أفسس 2: 1، 5).

كثير من الوعاظ يخافون أن يكرز شخص آخر بالإنجيل لرعيتهم! لقد كان محددا أن أكرز بالإنجيل في كنيسة في الجنوب. كان يوم عيد الأم. فكرت أن أعظ عظة هادئة كي لا أزعج أحدا بما أني ضيف على هذه الكنيسة. فكرت أن أروي شهادة تغيير أمي أنا. تكلمت حوالي 12 إلى 15 دقيقة. وقلت للحضور كيف آمنت أمي الجميلة بالمسيح ونالت الخلاص. لقد تفاعل الحضور بدرجة بدا معها وكأني وعظت ساعتين عن الجحيم! لقد خرج الراعي وزوجته من المكان حتى دون أن يصافحوني باليد. وظل شعب الكنيسة ينظر إلى زوجتي وأنا كما لو كنت قد علمت تعليما غريبا لم يسمعوا عنه قط! في النهاية أتت امرأة عجوز وصافحتنا باليد. ابتسمت وقالت، "هذه عظة رائعة. أنا لم أسمع عظة كهذه منذ سنين!" لم تكن عظة بالمرة! لقد كانت شهادة قصيرة مدتها 12 أو 13 دقيقة عن تغيير أمي العجوز!

حين كنا في السيارة زوجتي وأنا عائدين فكرت، "أحقا كانت بهذا السوء؟ ها نحن في الجنوب، في كنيسة معمدانية أولى حرة وقد أثارتهم و"هيَّجتهم" القصة البسيطة لاختبار تغيير أمي!

في كنيسة معمدانية أولى أخرى وعظت عظة قصيرة عن تغييري أنا. بعدها أتت امرأة مسنة سألت زوجتي إن كان ممكنا أن أذهب لأقود زوجها المسن للمسيح. اقترحت زوجتي أن تذهب المرأة وتطلب ذلك من راعي الكنيسة كي يقود زوجها للمسيح، فقالت المرأة "كلا لن يفعل ذلك. لقد طلبت منه عدة مرات وأظن أنه يخاف أن يضايق زوجي."

د. هايمرز، أحقا الأمر بهذا السوء؟ نعم! حتى أفضل الرعاة يدمدمون كلمات بلا شعور أو إحساس – مجرد يملأون النصف الساعة صباح الأحد بينما يطعمون شعبهم الذي يتضور جوعا كلاما تافها! إن الراعي الإنجيلي المتوسط يتكلم مثل القس الأسقفي النصف ميت. رعاتنا المعمدانيون ليسوا أفضل. الناس يغمضون عيونهم ويخلدون للنوم أثناء ما يسمى بالعظات "التفسيرية." إنهم لا يقدمون أي شيء جذاب للشباب ولا رجاء للخطاة. الرعاة مثل هؤلاء ليسوا إلا حراس متاحف! متعهدي جنازات روحيين! يعيننا الله! كنائسنا لا تحتضر فقط، إنها ميتة! من يكرز بإنجيل دم المسيح الآن؟ من يرعد "يجب أن تولدوا ثانية." من على المنابر الآن؟ من يجرؤ أن يقف لرسالة الصليب وتغيير الخطاة الآن؟ بعض السيدات في منتصف العمر قد لا يعجبهن هذا! ولا يجب أن نزعجهن! فالشباب يهربون من الكنائس مثل الفئران التي تسبح بعيدا عن سفينة تغرق!

أنا مقتنع بأن كنائسنا سوف لا تؤثر في بلدنا دون العظات الكرازية على النمط القديم! كنيستنا تمتلئ بالشباب في سن الجامعة! أنا أعظ عن الخطية والجحيم والتغيير الحقيقي كل يوم أحد! الشباب من العالم مبهورون لأنهم لم يسمعوا شيئا مثل هذا قط! لدينا كثيرون ينالون التغيير من بينهم. في الأسبوعين الماضيين تغير سبعة أشخاص منهم شباب من خلفية دينية غير مسيحية.

من أفضل الطرق كي نتعلم عن التغيير هو أن ندرس التغيير في الكتاب المقدس. أنا سوف أفعل ذلك في هذا الصباح. سوف نفكر سويا في تغيير سمعان بطرس. كان بطرس من أعظم المسيحيين على مر التاريخ. كيف تغير؟ كيف أصبح مؤمنا مسيحيا؟

1. دُعي بطرس.

يقول إنجيل متى،

"وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ" (متى 4: 18- 20).

كان الأمر بهذه السهولة! أو هكذا بدا. في الحال تركا شباك الصيد وتبعا المسيح. لماذا كان الأمر بهذه السهولة لبطرس؟ يقول الكتاب المقدس،

"شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ" (مزمور 110: 3).

الذين اختار الله أن يخلصهم يُعطَون الاستعداد لاتخاذ الخطوة الأولى، كما فعل بطرس.

وأنا أكتب هذه الجملة دخلت زوجتي وبيدها بطاقة من الجاراج. لقد تذكرت هذه البطاقة للتو. كان بها صورة لكنيستي الأولى بهنتجتون بارك. كانت مؤرخة في أواخر الخمسينيات، قبل أن أتغير. كانت البطاقة من خادمة مدارس الأحد السيدة بوكر. لقد كتبت،

عزيزي بوب،

أتمنى ألا تكون مريضا، كما هو حال كثير منا. نحن نفتقدك، فمن فضلك عد إلينا، مهما كان سبب غيابك عنا.

       السيدة بوكر

هذه السيدة الفاضلة كانت تحاول أن تعيدني إلى الكنيسة. أنا كنت في سن المراهقة ولم أكترث ولكني لاحظت التاريخ على البطاقة. بعدها بشهور قليلة كان من غير الممكن أن تفعل أي شيء يجعلني أترك الكنيسة. ماذا حدث في هذه الأشهر القليلة؟ كل ما أستطيع أن أقوله هو أن الله دعاني وجعلني منتدبا في يوم قوته.

"شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ" (مزمور 110: 3).

حين جذبني الله، لم أكن محتاجا للسيدة بوكر أو أي شخص آخر ليحاول أن يعيدني إلى الكنيسة. حين جذبتني قوة الله، كان من غير الممكن لأي قوة مهما كانت أن تخرجني من الكنيسة!

وكان الأمر كذلك بالنسبة لبطرس. لم يكن قد نال الخلاص بعد، ولا أنا أيضا حين أرسلت السيدة بوكر لي تلك البطاقة. جعلتني قوة الله منتدبا – ونفس الأمر كان مع بطرس. كان لا يزال تائها كما كنت أنا، لكن الله جعله مستعدا أن يتبع يسوع فللوقت ترك بطرس الشباك وتبع يسوع. لكن لم يعن هذا أنه كان قد نال الخلاص بعد.

هل تحيرت لماذا يأتي الشباب الذين ندعوهم للكنيسة بسرعة جدا؟ لأن قوة الله تجذبهم، ولكن هذا لا يعني إنهم نالوا الخلاص. قال يسوع، "كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ" (متى 20: 16؛ 22: 14). الرب يدعو كثيرين. لقد دعاك في هذا الصباح. أنت أعطيتنا اسمك ورقم هاتفك ولهذا أرسلنا سيارة لاصطحابك. "كثيرون يدعون" – كما دُعيت أنت. "لكن قليلين ينتخبون." أنا لا أفهم هذا الأمر تماما. لكن بسبب طول الخبرة أعرف أنه إن كنت واحدا من المختارين سوف يجتذبك ثانية، وسيبقيك هنا، ويحفظك هنا حتى تتغير! لكن إن لم تكن واحدا من المختارين، إن آجلا أو عاجلا سوف تترك الكنيسة – لأنه "كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون."!

خلصت بالنعمة وحدها،
   هذه حجتي.
مات يسوع من أجل خطيتي،
   مات يسوع من أجلي.
("النعمة! أعذب صوت" تأليف فيليب دودريدج، 1702- 1751؛
   القرار تأليف الراعي).

2. تبكت بطرس.

سوف لا أتوقف عند الثلاث سنوات التي تبع فيها بطرس يسوع. كان لبطرس خبرات عديدة في هذه الثلاث السنوات. لكن الشيء الوحيد الذي كان له تأثير على حياته كان اعترافه بمن هو يسوع. أنا ذكرت هذا في بداية هذه العظة. قال بطرس، "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ ،" وأجاب يسوع، "إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى 16: 16، 17).

هذا يسمى "التنوير." يمكن حدوثه قبل التغيير، أثناء التغيير أو بعد التغيير! في حالة بطرس، أنار الله هذه الحقيقة عمن هو المسيح قبل تغيير بطرس. هذا ما حدث لي أنا أيضا. لسنين طويلة كنت أفكر بأن المسيح كان رجلا صالحا استشهد على يد أعدائه. لكن قبل تغييري بأيام فقط أعلن الله لي أن يسوع هو الله المتجسد. لقد حدث هذا وأنا أرنم ترنيمة تشارلس ويسلي – "يا للحب العجيب كيف يكون هذا أن الله يموت من أجلي؟" هذه الترنيمة أنارت ذهني، برغم إني لم أكن تغيرت بعد. ولا بطرس كان قد تغير أيضا!

الآن افتحوا كتبكم على لوقا 18: 31- 34 وسترون بوضوح أن بطرس والتلاميذ الآخرين لم يكونوا قد نالوا الخلاص بعد.

"وَأَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى الأُمَمِ وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَكَانَ هَذَا الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ" (لوقا 18: 31- 34).

هذه ثالث مرة يشرح المسيح فيها الإنجيل لبطرس والآخرين. المسيح سوف يُجلد ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم من الأموات. هذا هو الإنجيل – الرسالة الأساسية للمسيحية، كما أعلنتها رسالة كورنثوس الأولى 15: 1- 4. لكن بطرس لم يفهم شيئا من كل هذا ولهذا يقول الكتاب كان الأمر "مخفى" عنه. بطرس لم يؤمن بالإنجيل!

إن كنت لم تنل الخلاص بعد – أليست حالتك مشابهة لبطرس؟ لقد "دُعيت" لهذه الكنيسة وقد اصطحبك أهلك أو شخص آخر إلى هنا. أتيت إلى احتفالات أعياد الميلاد. لقد أكلت الغذاء والعشاء معنا كل أحد. وقد أرسلناك إلى الكرازة. سمعتني أعظ مرتين كل يوم أحد. سمعتني أتكلم عن صلب المسيح، عن دمه، وعن كيف قام من الأموات. لكن شرد ذهنك حين تكلمت عن دم المسيح وقيامته. لقد سمعت هذا مرارا وتكرارا لكن لم "يجذبك" الأمر. لم يبدُ هذا حقيقيا أو ذا أهمية! أيا كان ما فكرت – لم يكن واضحا لك لماذا هذه الأمور غاية في الأهمية. أنت تماما مثل بطرس قبل أن يتبكت على الخطية!

"وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَكَانَ هَذَا الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ" (لوقا 18: 33- 34).

الآن قفوا وافتحوا كتبكم المقدسة على لوقا 22: 31. صفحة 1108 في الكتاب الدراسي سكوفيلد.

"وَقَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ. » فَقَالَ لَهُ«: يَا رَبُّ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ. فَقَالَ: أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي" (لوقا 22: 31- 34).

تفضلوا بالجلوس.

كنت أقرأ كتابا مثيرا بعنوان سمعان بطرس في الكتاب المقدس والذاكرة (أكاديمية بيكر للنشر، 2012). لقد كتبه د. ماركوس بوكمول. هو أستاذ الدراسات الكتابية والمسيحية الأولى في جامعة أوكسفورد بإنجلترا. هذا الأستاذ الشهير يضع يده على قلب الأمر. هو يرينا بشجاعة أن بطرس لم يكن قد نال التغيير بعد في الليلة التي سبقت صلب المسيح. وهو على حق تماما! يُلمِّح الشارحون الآخرون على هذه النقطة أو يتركونها تماما ولكن ليس د. بوكمول! هو يشرحها بوضوح! اسمعوا.

"وَقَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى تغيرت ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ" (لوقا 22: 31- 32).

قال د. بوكمول،

هذه إشارة واضحة لصراع بطرس مع الشيطان الذي كان على وشك الحدوث، والذي فيه سيُمتحن امتحانا قاسيا ويفشل، ولهذا حين نتكلم عن "الرجوع،" من المهم التأكيد هنا على "متى رجعت" بالرغم أنها المفضلة لدى كثير من المترجمين إلا أنه ليس لها سند في اللغة اليونانية" (د. بوكمول، ذات المرجع، ص 156، 157).

لهذا الترجمات الحديثة مثل NIV, NASV, ESV، أخطأت لأنه "حين نتكلم عن "الرجوع،" من المهم التأكيد هنا على "متى رجعت" بالرغم أنها المفضلة لدى كثير من المترجمين إلا أنه ليس لها سند في اللغة اليونانية." يستطرد د. بوكمول ويقول إن الكلمة اليونانية “epistrephō” لا بد أن تُترجم "تغيرت" هنا. لذا، مرة أخرى، أنا أجد أن ترجمة الملك جيمس صحيحة والترجمات الحديثة مشوشة! لكن د. بوكمول يكمل قائلا،

"متى يحدث تغيير أو رجوع بطرس وأين وكيف؟ هنا نأتي إلى لب المشكلة، حتى في الليلة الأخيرة من خدمته، يتكلم يسوع في إنجيل لوقا على تغيير بطرس على إنه سيأتي مستقبلا" (ذات المرجع ص 156).

"في لوقا 22: 32 يتضح أن تغيير بطرس حدثا مستقبليا" (ذات المرجع). "متى تغيرت [في المستقبل] " (ذات المرجع ص 156). "يتضح أن يسوع هنا يرى تغيير بطرس على أنه أمر سيحدث في المستقبل" (ذات المرجع ص 158).

لكن بطرس كان واثقا أنه لا يحتاج أن يتغير. يقول،

"يَا رَبُّ إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ" (لوقا 22: 33).

أجابه يسوع، "يَا بُطْرُسُ لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي" (لوقا 22: 34). لقد ظن بطرس أنه يستطيع أن يقف في وجه الشيطان ويحيا للمسيح دون أن يتغير(epistrephō). كم هو مخطئ! وكم تكون أنت مخطئا لو فكرت هكذا!

قبضوا على يسوع وجروه إلى دار رئيس الكهنة، "أَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ"(لوقا 22: 54)، وجلس مع الناس في الخارج، وهناك قالت فتاة، "وَهَذَا كَانَ مَعَهُ [يسوع]" (لوقا 22: 56). قال بطرس، "لَسْتُ أَعْرِفُهُ." بعدها قال واحد من الموجودين إن بطرس كان من أتباع المسيح، فقال بطرس، "يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَنَا!" بعدها بحوالي ساعة أشار شخص ثالث إلى بطرس وقال، "إِنَّ هَذَا أَيْضاً كَانَ مَعَهُ." قال بطرس، "يَا إِنْسَانُ لَسْتُ أَعْرِفُ مَا تَقُولُ." وبينما بطرس يتكلم، صَاحَ الدِّيكُ.

زرنا زوجتي وأنا هذا المكان في أورشليم حيث حدث هذا. أرانا المرشد المكان الذي وقف فيه بطرس والمكان الذي وقف فيه يسوع. ثم التفت يسوع ونظر إلى بطرس. وبطرس نظر في عيني يسوع.

"فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً" (لوقا 22: 62).

أخيرا تبكت بطرس على خطيته. لا يوجد رجاء لك أن تتغير إلا حين تختبر التبكيت على الخطية مثلما حدث مع بطرس.

"فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً" (لوقا 22: 62).

3. ثالثا، تغير بطرس.

رجاء افتحوا كتبكم المقدسة على لوقا 24: 34. يبدو أنها آية ليست مهمة لكن د. بوكمول يقول إنها هي الآية التي تقص تغيير بطرس. "الْتَفَتَ يسوع وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ ليبكته على خطيته (لوقا 22: 61)، ورؤية بطرس ليسوع صباح القيامة (لوقا 24: 34) غيرته من الظلمة إلى النور" (بوكمول، ص 163). يقص لنا بولس الرسول أيضا قصة مقابلة بطرس مع يسوع صباح القيامة. يقول بولس، "وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ" (1كورنثوس 15: 5).

لماذا يقول لنا الكتاب المقدس الكثير عن دعوة بطرس، عثرته، وعدم إيمانه وعماه فيما يخص الإنجيل وآلام يسوع؟ لماذا يقضي أصحاحا كاملا يقص لنا قصة إنكار المسيح وبكائه المر تحت التبكيت؟ وبعد هذا كله يعطينا آية واحدة صغيرة تبين تغيير بطرس، " أَنَّهُ قَامَ ... وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا [بطرس]." لماذا – لأن العثرة والتبكيت هما أهم ما في التغيير الحقيقي. إلى أن تصل إلى المكان الذي فيه تخرج و"تبكي بكاء مرا" على خطيتك، يوجد لك رجاء قليل جدا. إلى أن تشعر كما شعر بطرس لن تعني البشارة لك الكثير! ستهلك في خطيتك إذ لا بد أن تشعر بالاحتياج ليسوع قبل أن تضع ثقتك به وتتطهر من خطيتك بدمه. آمين.


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: لوقا 22: 31- 34.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
     "النعمة! يا لها من رائعة" (تأليف فيليب دودريدج، 1702- 1751؛ القرار تأليف الراعي).

ملخص العظة

بطرس – دعوته، تبكيته وتغييره

PETER – CALLED, CONVICTED AND CONVERTED

بقلم الدكتور ر. ل. هايمرز الإبن
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"قَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ" (لوقا 22: 31- 32).

(متى 4: 19؛ 16: 16، 17؛ لوقا 4: 41؛ أفسس 2: 1، 5)

1. أولا، دُعي بطرس، متى 4: 18- 20؛ مزمور 110: 3؛ متى 20: 16؛ 22: 14.

2. ثانيا، تبكت بطرس، متى 16: 16، 17؛ لوقا 18: 31- 34؛
لوقا 22: 31- 34، 54، 56، 62.

3. ثالثا، تغير بطرس، لوقا 24: 34؛ 1كورنثوس 15: 5.