Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

دموع المُخَلِّص

THE TEARS OF THE SAVIOUR
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس
صباح يوم الرب، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2015
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord's Day Morning, October 4, 2015

"مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ" (إشعياء 53: 3).


مؤخرا شاهدت فيلم فيديو لواعظ يصرخ في مجموعة من الخطاة خارج كنيسته. ظل يصرخ فيهم، "ستذهبون إلى الجحيم!" "سوف تحترقون إلى الأبد في لهيب جهنم!" لقد أوقفت الفيديو وشعرت بالاشمئزاز الشديد في داخلي. لم تكن هناك كلمة طيبة واحدة خرجت من هذا الواعظ، ولا كلمة واحدة تبين حزنه على الخطاة والمتحيرين الذين كان يخاطبهم، ولا ذكر واحد لمحبة يسوع للعالم الهالك.

لا تحضرني ولا مرة واحدة وعظ فيها يسوع هكذا للجموع. نعم لقد تفَوه بكلمات صعبة في بعض الأحيان. لقد قال للناس إنهم ذاهبون إلى الجحيم. لكنه أبقى هذه الكلمات للكتبة والفريسيين – القادة الدينيين المزيفين في أيامه. لقد سمعت وعاظا يصرخون ضد المورمون، والكاثوليك والمسلمين والشاذين وحتى طلبة الجامعة في الحرم الجامعي. لكن كلما أزداد في العمر أظن بالأكثر أنهم لا يتبعون مثال المسيح. كلما أكبر في السن كلما يزيد ظني بأن المسيح أبقى أصعب التوبيخ لقادة الدين في يومنا هذا، هؤلاء الذين، مثل الفريسيين، يعظون بالتدين بدل الكرازة بالإنجيل، هؤلاء الذين يهاجمون الكتاب المقدس في كليات اللاهوت مثل فولر، هؤلاء الذين يعظون ليحصلوا على الأموال، هؤلاء الذين يعظون بعلم النفس والذين يعظون قائلين "انطق وامتلك،" وهؤلاء الذين يعظون برسالة "اغتن سريعا" والذين يعظون الخلاص عن طريق ترديد ما يسمونه "صلاة الخاطئ." نعم! أنا أظن لو كان يسوع هنا اليوم، لكان وعظ لهم "أنتم ذاهبون إلى الجحيم." لكن معظم هذا النوع من الوعظ كان سيبقيه لهؤلاء الوعاظ والمعلمين الكذبة في يومنا هذا! – للذين يغلقون خدمات مساء الأحد، ويتركون شبابهم بلا مكان يذهبون إليه للشركة مساء الأحد، للذين يعظون العظات الجافة مثل دراسات الكتاب آية بآية، والهادفة نحو المتدينين الهالكين الذين يأتون صباح الأحد فقط، للذين أدخلوا موسيقى الروك إلى الكنائس – وأغلقوا على الكرازة بالإنجيل خارج كنائسهم، لهؤلاء الذين يقولون إن دم المسيح انتهى وغير متاح الآن لتطهير الخطاة من خطيتهم! أنا أظن أن المسيح كان سيقلب موائد الصيارفة، في كنائسهم ويقول لهم،

"لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13).

"وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً" (متى 23: 25).

"وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ" (متى 23: 27).

"أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟" (متى 23: 33).

نعم، أظن أن المسيح كان سيعظ لهؤلاء الوعاظ الكذبة والمعلمين الكذبة المنتشرين في يومنا هذا!

لكنه لم يعظ هكذا أبدا للجموع من الخطاة الذين جاءوا ليسمعوه. لهم كان "رجل أوجاع ومختبر الحزن." لقد تكلم برفق مع السامرية عند البئر برغم أنها تزوجت خمس مرات وكانت تحيا في زنا حين تقابل معها. تكلم برفق مع المرضى والذين أوشكوا أن يموتوا، "جَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ [ثيابه] نَالُوا الشِّفَاءَ" (متى 14: 36). وإلى المرأة التي أُمسكت في فعل الزنا قال بهدوء، "ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً" (يوحنا 8: 11). وللص الذي كان على الصليب المجاور لصليبه قال، "إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا 23: 43). وللمفلوج قال، "ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ" (متى 9: 2). وللمرأة الخاطية التي قبَّلت قدميه قال، "مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ" (لوقا 7: 48).

هل ضحك يسوع أبدا؟ قد يكون كذلك ولكن هذا غير مذكور في الكتاب المقدس. على صفحات الكتاب نقرأ أنه كان "رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ" (إشعياء 53: 3). وعلى صفحات الكتاب المقدس أيضا نقرأ ثلاث مرات أنه بكى، وفي نص اليوم نرى أن هذا جزء من شخصيته – جزء مهم. من الصعب أن نتخيل بوذا المعدوم الشعور يبكي – ومستحيل أن نفكر في آلهة الرومان أو إله الإسلام المتحجر أنهم يذرفون الدموع. لكن دموع يسوع تبين لنا قلبه الشفوق نحو معاناة الإنسان.

أغلبكم يعلم إني أحترم وينستون تشرشل جدا. لكنكم لا تعرفونه كما عرفته إنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية.

St. Paul's Cathedral
كاتدرائية القديس بولس، لندن، أثناء القصف.

قد تعرفوا فقط ملامح وجهه الجادة من الصورة الشهيرة التي أخذها له يوسف قرش. لكن في الشهور الطويلة التي كانت لندن تحترق فيها بقنابل هتلر، رآه الإنجليز بصورة مختلفة تماما. بعد ليلة من القصف، كانوا يرونه يتجول بين حطام بيوتهم والدموع تنهمر على وجنتيه.

Sir Winston Churchill
تشرشل أثناء قصف لندن

مرة توقف خارج مخيم محطم حيث مات أربعون رجلا وطفل في الليلة السابقة. فالتف جمهور بينما كان تشرشل يجفف دموعه. صرخ الجمهور قائلا، "لقد توقعنا مجيئك!" ونادت امرأة عجوز قائلة، "إنه حقا مهتم بنا. إنه يبكي." ثم أتت صيحة أخرى من وسط الجمهور "نحن قادرون! قل لهتلر نحن صامدون!" قد يدمر هتلر بيوتهم ومدينتهم بقنابله لكن فقط حين يدمر معنوياتهم ينتصر عليهم. قيل إن دموع تشرشل على شعبه صنعت ما لم يصنعه أي شيء آخر للانتصار على آلة الحرب النازية. كان يبكي حين يرى الناس يصطفون في الشوارع المنهدمة كي يبتاعوا حبوبا لطيورهم. كان يبكي حين يرى الجثث والأطفال يحتضرون في حطام المدينة. لم يبك أبدا من الخوف، لكن دائما على ألم شعبه.

لم يكن تشرشل مؤمنا مسيحيا لكنه تعلم أن يشعر مثل المؤمنين المسيحيين من مربيته الميثودستية السيدة إفرست. لقد ظلت صورتها معلقة بجوار فراشه إلى اليوم الذي مات فيه. لقد كانت له مشاعر المؤمنين، أكثر من أي قائد آخر يمكنني التفكير فيه في يومنا هذا. من المستحيل تخيل آية الله الخميني أو فلاديمير بوتن أو باراك أوباما يبكون شفقة على المتألمين في شعوبهم. الشفقة فضيلة مسيحية – علمها يسوع للعالم الروماني في القرن الأول "رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ" (إشعياء 53: 3).

"رجل أحزان،" يا له من اسم،
لابن الله الذي أتى،
ليفدي الخطاة المحطمين!
هللويا! يا له من مخلص!
("هللويا! يا له من مخلص!" تأليف فيليب ب. بليس، 1838- 1876).

ثلاث مرات يذكر الكتاب المقدس أن يسوع بكى.

1. أولا، يبكي يسوع على المدينة.

لقد دخل إلى أورشليم ذات يوم راكبا على حمار. تبعه جمهور كبير هاتفين، "أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي" (متى 21: 9). هذا ما يسمى بموكب الدخول الانتصاري ليسوع في أحد الشعانين.

The Triumphal Entry
موكب الانتصار ليسوع يوم "أحد الشعانين."

لكن فيما ندر أن يقال لنا كيف اختُتم هذا اليوم،

"وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا" (لوقا 19: 41).

د. و. أ. كريزويل كان من أعظم ثلاثة وعاظ سمعتهم في حياتي. لقد كان راعي الكنيسة المعمدانية الأولى في دالاس بولاية تكساس لحوالي ستين عاما. في إحدى عظاته، تكلم د. كريزويل عن واعظ ذهب حديثا ليرعى كنيسة في مدينة كبيرة.

     حين حان الوقت كي يعظ، لم يكن هناك. ذهب أحد الشمامسة ليبحث عنه فوجده في مكتبه واقفا إلى جوار النافذة، ينظر إلى منطقة عشوائية فقيرة في المدينة. كان الراعي ينظر إلى هذه المباني في هذا الحي الفقير ويبكي. قال الشماس، "سيدي، الناس في انتظارك والوقت قد حان لبدء العظة." أجاب الراعي، "لقد أٌخذت بأحزان وأوجاع وانكسار ويأس الناس. انظر، انظر!" وأشار بيده إلى المدينة. أجاب الشماس، "نعم أنا أعلم. لكنك ستعتاد ذلك قريبا. حان وقت العظة."

ثم قال د. كريزويل،

"هذا ما أخافه من نفسي، وعلى الكنيسة، وعلى كل الكنائس. نحن نعتاد على ذلك. الناس في ضياع، وماذا يهم؟ لا رجاء لهم – وماذا يهم؟ وفي النهاية نعتاد ذلك ونعبر غير مكترثين. وفي هذا نحن نختلف عن المسيح. ’وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا‘" (و. أ. كريزويل، دكتوراه، المسيح المتحنن، كريشندو للنشرـ 1976، ص 58).

حين وقف يسوع على جبل الزيتون في ذلك اليوم ونظر إلى مدينة أورشليم، من كان يدري أن بعدها بأربعين سنة كانت المدينة ستزول؟ من كان يدري أن بعدها بجيل واحد كانت ستأتي جيوش القائد الروماني تيطس وتدق أبواب وأسوار المدينة وتحرق هيكل الله؟ لم يبق شيئا سوى جزء من السور الحجري الذي أحاط بالهيكل المقدس. "يترك لكم بيتكم خرابا." وبكى. بكى يسوع على المدينة الهالكة.

قد يقول أحد، "لكن أيها القس، ماذا يمكننا أن نفعل؟" لا يمكننا أن نخلص كل الناس. لا يمكننا حتى أن نخلص أغلب الناس. لكننا يمكن أن نخلص بعض الناس. يمكنكم أن تأتوا مساء الأربعاء والخميس للكرازة. يمكنكم أن تأتوا للكرازة يوم السبت مساء! يمكنكم أن تذهبوا وتأتوا بهم بعد ظهر الأحد! يمكنكم أن تفعلوا ذلك! يوما ستمتلئ شوارع مدينتنا بالحطام والدخان والدم والموت. يوما ما سيكون الوقت قد تأخر للخلاص. الآن، هذه الساعة، اذهبوا كجنود للصليب وأتباع الحمل. الآن هي الساعة لمساعدة الفقراء والخطاة الهالكين كي يجدوا المسيح، ويجدوا الغفران ويجدوا الرجاء! "

"وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا."

2. ثانيا، يبكي يسوع شفقةً.

لقد قال لتلاميذه، "لِعَازَرُ حَبِيبُنَا... مَاتَ" (يوحنا 11: 11، 14). قال، "لَكِنِّي أَذْهَبُ لِأُوقِظَهُ" – أي أقيمه من الأموات. ثم ذهبوا إلى بيت عنيا، إلى بيت لعازر. كان الوثنيون يتكلمون عن المدافن أما المؤمنين فيقولون، "قبور" – كلمة يونانية تعني مكان النوم، حيث نضع موتانا حتى يأتي يسوع ليوقظهم. هذا ما كان يسوع سيعمله للعازر. لكنه انتظر أربعة أيام لتبين المعجزة لاهوته وقوته، كي يؤمنوا به.

واقترب يسوع من قبر لعازر. وقابلت مريم أخت لعازر يسوع وهو يقترب من البلدة.

"فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ" (يوحنا 11: 33).

في اللغة اليونانية الأصلية تعني الكلمات أن يسوع انهار تماما، وكان يبكي ويشهق ويولول – مضطربا جدا، وكأنه بحر في عاصفة، مضطرب جدا. هل شعرت بهذا الشعور حين مات أحد المقربين إليك؟ أنا اختبرت هذا. لقد انهرت وولولت وشهقت. لقد كنت مضطربا جدا، مثل ماء يغلي مضطربا في أعماقي. لقد اختبرت هذا الألم والحمل الثقيل مرات قليلة في حياتي – لكنها كانت تكفي كي أشعر بما شعر به يسوع. شعرت بهذا الشعور حين ماتت جدتي الحبيبة. شعرت بهذا الشعور حين انقبضت حياتي في كلية اللاهوت المعمدانية الجنوبية الليبرالية. شعرت بهذا حين ماتت أمي سيسيليا. ليس هذا خطأ. يسوع يرينا بحزنه أنها ليست خطية أن نشعر بالحزن أحيانا أيضا. لقد تحرك بالشفقة القوية على حزن مريم ومرثا وأصدقاء لعازر الذين بكوا لأنه مات.

يسوع كان يعرف أنه سيقيم لعازر من الموت بعد دقائق قليلة. لكنه يتألم ويحزن من حقيقة الموت، والحزن الذي يجلبه علينا. وبعد ذلك بآيتين فقط، في الأصحاح الحادي عشر من يوحنا، تأتي أقصر آية في الكتاب المقدس كله. في ألمه وبكائه قال يسوع، "أين وضعتموه؟ قالوا، يا سيد تعال وانظر." ثم تأتي أقصر آية في الكتاب،

"بَكَى يَسُوعُ" (يوحنا 11: 35).

لقد شارك مريم ومرثا الحزن، لأنه أيضا أحب أخيهما لعازر. ويسوع يشاركنا أحزاننا وآلامنا أيضا. أنا أشفق على الشباب في جيلكم. في كنائس كثيرة لا يرنمون الترانيم القديمة – التي تلمس القلب وتعزي النفس. أطفال اليوم لن يعرفوا هذه الترانيم، ولذا لن يعودوا إليهم في أوقات التعب. لكن الترانيم القديمة هي التي حملت نفسي في الظلمة.

يا تُرى أيُّ صديقِ مثلُ فادينا الحبيبْ
   يَحملُ الآثامَ عَنَّا وَكَذا الهَمَّ المُذيبْ
يا لإنعَامٍ تَسَامَى مِنْ لَدُنْ رَبِّ النَّجَاةْ
   إنَّنَا نُلقِي عَلَيْهِ كُلَّ حِمْلٍ بِالصَّلاةْ...
هَلْ صَديقٌ كَيَسُوعٍ قادِرٌ بَرٌّ أمِينْ
   وَرَقِيقُ القَلْبِ يَرْثِي لِبَلاءِ المُؤْمِنِينْ
فإذا كُنَّا غُلِبنَا مِنْ جَرَا حِمْلِ الهُمُومْ
   فلْنُصَلِّ لِيَسُوعٍ نَجِدِ النَصْرَ العَظِيمْ
("يا ترى أي صديق" تأليف جوزف سكريفن، 1819- 1886).

"بَكَى يَسُوعُ" (يوحنا 11: 35).

دموع يسوع الثمينة. حنان يسوع. نشكر الرب من أجل حنان يسوع.

أخذني د. ماك جوان مع عائلته إلى الكنيسة المعمدانية لأول مرة حين كنت بعد صبيا. مرة قال لي إني مثل ابن له. لقد ذهبت أنا وعائلتي عدة مرات لنراه في فرنون، تكساس. في إحدى هذه الزيارات أعطاني قصيدة شرحت لي أمورا كثيرة. لقد كتبتها بنت صغيرة اسمها ماري ستيفنسون حين كان عمرها 14 سنة:

في إحدى الليالى راودني حلما
كنت أمشي على طول الشاطئ مع الرب.
كانت تومض فى السماء المظلمة مشاهد من حياتي.
فى كل منها لاحظت زوجين من آثار الأقدام على الرمل،
واحد لي والآخر للرب.

وعندما مر أمامي آخر مشهد من حياتي،
عدت لأنظر آثار الأقدام فى الرمل.
فلاحظت أنه فى عدة أوقات خلال مسيرة حياتي،
خاصة أصعب أوقاتي وأكثرها حزنا،
كان هناك زوج واحد فقط من آثار الأقدام.

أزعجني هذا فعلا فسألت الرب.
"يارب لقد قلت إننى حين أقرر أن أتبعك
ستمشي معى طول الطريق.
لكننى لاحظت أنه خلال أكثر الأوقات حزنا واضطرابا فى حياتى
كان هناك زوج واحد فقط من آثار الأقدام
لا أفهم لماذا تركتني عندما كنت بأمس الحاجة اليك."

همس الرب، "يابنتي الحبيبة، أنا أحبك ولايمكن أن أتركك أبدا
أبدا أبدا فى أوقات التجربة والألم.
حين رأيتِ زوجا واحدا من آثار الأقدام،
فذلك عندما كنت أحملك."
("آثار الأقدام في الرمال" تأليف ماري ستيفنسن، 1922- 1999، كُتبت في 1936).

يسوع يبكي على مدننا – الهالكة التي بلا رجاء. يسوع يبكي معنا شفقة علينا – حين نمر بأوقات الحزن.

3. ثالثا، يبكي يسوع علينا وهو يكفر عن خطايانا

تقول الآية في عبرانيين 5: 7،

" الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" (عبرانيين 5: 7).

هذا هو يسوع، يبكي في بستان جثسيماني، في الليلة التي سبقت صلبه. قال د. كريزويل،

ما معنى آلام جثسيماني؟ حين تألم في حزن في الصلاة "وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا 22: 44)... قال النبي إشعياء، " إِذ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ" قال إشعياء، "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ" في سر لا يمكن أن نفهمه تماما، جعله الله خطية لأجلنا. وفي حمله لثقل خطايا العالم صرخ صرخة عالية بدموع، "يا أبي، إن أمكن، اعبر عنى هذه الكأس." (ذات المرجع، ص 60).

صرخ يسوع بدموع حارة لله كي يحفظ حياته في جثسيماني، كي يحيا حتى يأخذ خطيتنا في جسمه للصليب في الصباح التالي. وعلى الصليب صرخ "قَدْ أُكْمِلَ" (يوحنا 19: 30) – وأحنى رأسه ومات. بصراخ ودموع كثيرة، سُمِّر على الصليب كي يدفع كل ثمن العقوبة على خطايانا.

على جبل الجلجثة، في صباح رهيب،
   مشى يسوع المخلص، معيا ومجهدا؛
يواجه الموت على الصليب عن الخطاة،
    كي يخلصنا من الهلاك الأبدي.
فاديَّ المبارك! فاديَّ المبارك!
    أراه على خشبة الجلجثة؛
مجروحا ينزف، عن الخطاة ويشفع –
وأنا أعمى غير مبال – مات من أجلي!
("فاديَّ المبارك" تأليف أفيس برجيسون كريستيانسن، 1895- 1985).

أنا أسألكم أن تضعوا ثقتكم بيسوع، الذي ذرف دموعا كثيرة وسكب دماءه على الصليب كي يخلصكم من الخطية والدينونة. هو الآن في السماء عن يمين الله. تعال بإيمان بسيط وثق به. إن دمه الثمين سوف يطهرك من كل خطية – ويمنحك حياة أبدية. آمين. د. تشان، رجاء قدنا في الصلاة.


إن كانت هذه العظة قد أثرت فيك، يريد د. هايمرز أن يسمع منك. حين تكتب للدكتور هايمرز، لا بد أن تذكر البلد التي تكتب منها، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. لو كانت هذه العظات سبب بركة لك، ارسل بريدا إلكترونيا للدكتور هايمرز لتخبره، لكن دائما اذكر البلد التي تكتب منها. عنوان البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net (انقر هنا) يمكنك مراسلة د. هايمرز بأي لغة، لكن يُفضل أن تكتب بالإنجليزية إن كان هذا بإمكانك. إن كنت تريد أن تكتب للدكتور هايمرز بالبريد فعنوانه هو، ص. ب. 15308، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 90015. يمكنك أيضا الاتصال به على هاتف رقم 8183520452.

(نهاية العظة)
ييمكنك قراءة عظة د. هايمرز كل أسبوع على الإنترنت على صفحتنا بعنوان
www.rlhsermons.com أو www.realconversion.com.
انقر هنا على "العظات المكتوبة"

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: لوقا 22: 39- 44.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"الفادي المبارك" (تأليف أفيس بورجيسون كريستيانسن، 1895- 1985).

ملخص العظة

دموع المُخَلِّص

THE TEARS OF THE SAVIOUR

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ" (إشعياء 53: 3).

(متى 23: 13، 25، 27، 33؛ 14: 36؛ يوحنا 8: 11؛ لوقا 23: 43؛ متى 9: 2؛ لوقا 7: 48)

1. أولا، يبكي يسوع على المدينة، متى 21: 9؛ لوقا 19: 41.

2. ثانيا، يبكي يسوع شفقةً، يوحنا 11: 11، 14، 33، 35.

3. ثالثا، يبكي يسوع علينا وهو يكفر عن خطايانا، عبرانيين 5: 7؛
 لوقا 22: 44؛ يوحنا 19: 30.