Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

الحياة في زمن الارتداد

LIVING IN A TIME OF APOSTASY
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس
مساء يوم الرب، 26 أبريل /نيسان 2015
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, April 26, 2015

"[الله] َلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ. وَإِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ، وَاضِعاً عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا، وَأَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ. إِذْ كَانَ الْبَارُّ بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ يُعَذِّبُ يَوْماً فَيَوْماً نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ" (2 بطرس 2: 5- 8).


يتكلم الرسول بطرس كنبي في هذا الأصحاح. في الآيات 1- 3، يقول إن المعلمين الكذبة سوف يدسون بدع الهلاك. يقول إنهم سينكرون الرب يسوع المسيح. ويقول إن كثيرين سيتبعونهم وإنه بسببهم سيتكلم الناس بالشر عن الحق الكتابي المسيحي. يقول إنهم سيعملون من أجل المال وليس من أجل الله. يا لها من صورة لوقتنا الحالي! نحن نعيش الآن في وقت ارتداد رهيب وتعليم كاذب – وقيام للوثنية.

لا بد أن أعترف إني لم أحب كارل ف. هنري (1913- 2003) كثيرا. لقد كان لاهوتيا إنجيليا حديثا. لكن بدا لي أنه كان يحاول إثبات "علمه." لم يعلن الحق بقوة كافية في رأيي. بالرغم من هذا أنا لم أقرأ أوضح مما كتب عن ارتداد الزمن الحالي. قال د. هنري،

     إن جيلنا فقد الحق الإلهي... وهو يدفع ثمنا باهظا لهذه الخسارة بالانجراف السريع نحو الوثنية. ينشط المتوحشون ثانية، تسمعهم يدقون على إيقاع هذا الزمن [في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوربا – المسلمون آتون. من البيت الأبيض إلى القادة في الأمة مشوشون، ضعفاء وبلا إله]...
     المتوحشون يثيرون غبار حضارة منحطة وبالفعل قد تسللوا إلى كنيسة عاجزة (كارل ف. هـ. هنري، دكتوراه، غروب الحضارة العظيمة: الميل إلى الوثنية الجديدة، كروسواي للنشر، 1988؛ تعليقي داخل الأقواس).

يقول لنا المستفتي الشهير جورج بارنا إنه لا مستقبل لكنائسنا. هو يقول إن 80% من الشباب في كنائسنا سوف يرحلون، "بلا عودة"- قبل أن يبلغوا الثلاثين من العمر. وكنائسنا ليس لديها أي فكرة كيف تغير الشباب الضائع في العالم! كل ما يبدو أنهم يستطيعون فعله هو إقناع شخص أن يترك كنيسته وينضم لهم. يخلع الوعاظ وقارهم ويُدخلون موسيقى الروك في خدمة الأحد بالكنيسة في محاولة يائسة لمواكبة العصر والموضة. كان لا بد لهم أن يعرفوا بعد هذه المحاولات أنها لا تنفع! العالم الهالك يضحك عليهم! الأمر مؤسف للغاية! يعلم الرب كم أبكي على كنائسنا!

كثير من هؤلاء الوعاظ دمرتهم مدارس اللاهوت الليبرالية مثل فولر. في الدوائر الأكثر تحفظا، تعلموا كيف يعربون الكلمات اليونانية ولكن لم يُلهموا للوعظ. لقد كتب د. مايكل هورتون عن هذه المأساة. كتب كتابا بعنوان، مسيحية بلا مسيح: الإنجيل البديل في الكنيسة الأمريكية (بيكر للنشر، 2008). لقد نشرت دار مودي للنشر كتابا في 1996 بعنوان الأزمة الإنجيلية الآتية. لقد كُتب هذا الكتاب منذ تسعة عشر عاما والآن قد حلت الأزمة بالفعل! إن كنائسنا في فوضى والكل يعلم ذلك! لقد أُغلقت خدمة مساء الأحد في معظم الكنائس وهذه علامة على الموت! أُلغيت اجتماعات الصلاة في معظم الكنائس منذ زمن بعيد. وهذه علامة على الموت! الوعظ أصبح دراسة جافة للكتاب المقدس آية بآية وهذه علامة على الموت! وإن كان أحد لا يعترض فأنا سوف أعترض! حتى لو لم يقل أحد شيئا، أنا سوف أقول. الأمر يحتاج أصواتا عالية وواضحة! نحن نعيش في زمن ارتداد شديد! نحن نعيش في زمن مثل المكتوب عنه في 2 بطرس 2: 1- 3!

قد تتساءل، "لماذا تتكلم عن ذلك؟ هذا سوف يشوش الشباب!" خطأ مرة أخرى! لا يشوش الشباب أن تقول لهم الحقيقة! في الواقع إن لم أقل لهم هذه الحقائق حقا سوف يشوشون – يشوشون بسبب الإنجيليين الذين يحتضرون، وبسبب مجموعات دراسة الكتاب! سوف يشوشون جدا إن لم يعرفوا أننا نعيش في زمن عدم إيمان وارتداد شديد – أسوأ ارتداد اختبرته الكنائس منذ الإصلاح! أسوأ ارتداد في الـ 500 سنة الماضية! هذا هو! نحن نعيش في زمن يصفه الرسول بطرس في رسالته الثانية 2: 1- 3. فما الحل إذًا؟ رجاء قفوا واقرأوا 2بطرس 2: 5- 8. صفحة 1318 في كتاب سكوفيلد الدراسي.

" َلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ. وَإِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ، وَاضِعاً عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا، وَأَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ. إِذْ كَانَ الْبَارُّ بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ يُعَذِّبُ يَوْماً فَيَوْماً نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ" (2 بطرس 2: 5- 8).

تفضلوا بالجلوس.

لقد أعطانا الله كلمات هذا النص كي يعلمنا كيف نعيش في زمن ارتداد وخطية وتشويش. هذا هو موضوع نص اليوم. يعطينا الرسول بطرس مَثَلين هما نوح ولوط، وبكلامه عن هذين الرجلين يعلمنا كيف نعيش كمؤمنين في زمن تشويش روحي شديد. هناك درسا هاما نتعلمه من نوح ولوط.

دائما يُختبر المؤمن بروح العالم، خاصة في وقت ارتداد مثل هذا. نحن نُمتحن لأننا قليلون في العدد. هذا اختبار صعب. لو كنا نحيا في القرن الثامن عشر لكنا جزء من نهضة كبيرة جدا شملت كل الجزر البريطانية وأمريكا الشمالية ولكان هناك كثيرون حولنا يؤمنون بالوعظ الحقيقي والتغيير الحقيقي والصلاة الحقيقية. وكان هذا حقيقة بنسبة ما في القرن التاسع عشر أيضا – وبنسبة أقل في الـ 70 أو 80 سنة الأولى من القرن العشرين.

غريب كم يمر الزمن بسرعة، حين تكونون في عمري تكون الـ35 سنة مدة تبدو قصيرة. من 35 سنة فقط كان الأمر مختلفا تماما. كان الرئيس المنتخب آنذاك هو رونالد ريجان، وكان بيلي جراهام في أوائل الستينات من عمره، ويقيم المؤتمرات الضخمة. كان جيري فالويل على التلفاز مساء الأحد من كل أسبوع، يجلب ملايين الدولارات وفيما بدا يقود الأغلبية الأخلاقية لإيقاف الإجهاض. في ربيع 1980 كان د. جون ج. رايس لا زال يعظ وكان د. مارتن لويد جونز لا زال على قيد الحياة، وهكذا كان فرانسيس شيفر أيضا. لم يكن وقتا جيدا على أي حال، لكن بالمقارنة بعام 2015 كان الحال أفضل بكثير بالنسبة للمؤمنين. الآن نحن أقلية مكروهة! أعني – الناس يكرهوننا! يخافون منا ويكرهوننا! كل معمداني وكل إنجيلي وكل خمسيني وحتى الكاثوليك وكل من يقترنون بالمسيحية يشعرون بذلك. العالم الخارجي يكرهنا، وهذا يُصَعِّب الأمانة تجاه الله ويجعل الأمر أصعب مما كان في قرون ماضية وأزمنة مختلفة.

بالتأكيد شعر نوح بهذا الاختبار – اختبار الوقوف وحيدا. يقول النص الكتابي الذي قرأناه إن الله "حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً" (2بطرس 2: 5). عاش نوح في فترة صعبة من الانحدار الأخلاقي والارتداد قبل الطوفان. كان وقت من الشر الفظيع والنشاط الشيطاني الكبير. كان الإنسان "شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ" (تكوين 6: 5). وقال الله،

"لا يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ" (تكوين 6: 3).

كان الحال في العالم آنذاك سيئا لدرجة أنه لم يكن هناك أحد يخلص. تذكر أن الله "حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً" وهذا يعني أن الذين نجوا كانوا نوح وزوجته وأبناءه الثلاثة وزوجاتهم. فقط ثمانية أشخاص نجوا من العالم كله! من المهم أن نفكر كيف عاش هذا الرجل نوح محاطا بهذا الشر الذي قاد إلى دينونة الطوفان.

ثم كان هناك لوط. حين تقرأ عن لوط في سفر التكوين قد تتعجب لماذا أسماه بطرس "لوط البار" (2بطرس 2: 7). لكن بطرس لا يتكلم عن خطأ لوط في الاستقرار في سدوم، لكن يصف الرسول ما شعر به لوط بعد أن استقر في سدوم. يقول النص، إن لوطا كان "مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ" (2: 7ب). إذا قرأت تكوين 19 سوف تجد وصفا لحالة المدينة – منحطة، ومشينة. وفي هذه المدينة الشريرة عاش لوط وعائلته.

كانوا في نفس ظروف نوح وعائلته. في الأصحاح الثامن عشر من التكوين، نقرأ أن الله كان سيترك المدينة دون أن يهلكها لو وجد فيها عشرة أبرار، لكن لم يكن هناك عشرة أبرار – فقط لوط وأولاده. كانوا هم فقط الذين يحاولون أن يعيشوا حياة تقية. كل الباقين في هذه المدينة كانوا أشرارا غارقين في الخطية.

نرى إذًا من حياة نوح ولوط أنه اختبار صعب جدا أن نكون ضمن عدد قليل من المؤمنين في مكان. ومن الأصعب أن يحيا شخص واحد مؤمن في عائلة من غير المؤمنين. أنا أتذكر جيدا كيف كان أقربائي يسخرون مني ويهزأون بي حين كنت أحاول أن أحيا مؤمنا. إن كنت المؤمن الوحيد في مدرستك، أو مكان عملك أو جامعتك أو عائلتك، سوف تعاني من الاستهزاء المستمر. سوف يفكرون أنك فقدت عقلك إن كنت مؤمنا حقيقيا. كلما كنت مؤمنا أفضل كلما وقف ضدك العالم الشرير. هذا اختبار صعب جدا. معظم الشباب يخفقون فيه. يشعرون أنهم لا بد أن يذعنوا لأصدقائهم في المدرسة أو العمل. لا بد أن يحدث أحد أمرين للذين يذعنون للعالم الشرير.

1. إن كانوا قد نالوا الخلاص أصلا، سوف يفقدون فرحهم. لا يمكنك أن تكون صديقا للعالم وتحتفظ بفرح المسيح. وهم يفقدون مكافآتهم في ملكوت المسيح الآتي. 2. إن كان لهم صداقات قريبة من العالم الشرير، لن يتغيروا أبدا. يقول الكتاب المقدس، "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبّاً لِلْعَالَمِ فَقَدْ صَارَ عَدُّواً لِلَّه" (يعقوب 4: 4)ِ.

قال د. جون ر. رايس، "هل فقدت صديقا من أجل الله؟ إن كان إيمانك لم يكلفك ولا حتى صديقا، فهل تقول إنك تحب الرب جدا؟ كي تكون مؤمنا حقيقيا سيكلفك هذا أصدقاء تفقدهم" (جون ر. رايس، دكتوراه في اللاهوت، ماذا يكلفك أن تكون مؤمنا حقيقيا، سيف الرب للنشر، 1952، ص 28). يقول الكتاب المقدس،

"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ" (مزمور 1: 1).

إن كنت تتأمل تاريخ المسيحية سوف ترى أن المؤمنين العظماء كانوا رجالا ونساء منفصلين عن أهل العالم. انظر إلى هذا الرجل العظيم ترتليان، كمثال. كان يعيش بين 160 و220 ميلادية. لقد رأى بعينيه المسيحيين يُقتلون على أيدي الرومان الوثنيين. رأى المسيحيين يُعذَّبون وتُقطع رؤوسهم ويُلقون في الملاعب كي تمزقهم الأسود إربا. لقد تأثر بشجاعتهم وقال، "لا بد أن هناك شيئا في المسيحية يجعل هؤلاء يفعلون هذا. هم مستعدون أن يتخلوا عن كل شيء حتى الحياة ذاتها." لقد تأثر أيضا بمحبتهم لبعضهم البعض. حين كان في حوالي الخامسة والثلاثين من عمره تغير تغييرا جذريا مفاجئا إلى تبعية المسيح، ثم شرع في الدفاع عن المؤمنين المحتقَرين والمظلومين. لقد كتب كتبا عن الهرطقات التي أصابت الكنيسة. في النهاية ترك الكنيسة الكاثوليكية لأنها كانت تميل إلى العالم. في البداية ذهب مع المونتانيين والذين كانوا مثل الخمسينيين المعاصرين. في النهاية تركهم ورعى كنيسة خاصة به. حينها أصبح البروتستانتي الأول. أنا كنت أعرف رجلا كوريا تغير بدراسة عظات ترتليان القوية. أيها الشباب، كونوا مثل ترتليان! كما كان هو مثل نوح ولوط!

فكروا في العظيم بيتر والدو. لقد كان يعيش في فرنسا من حوالي 1140 إلى 1205م. لقد كان تاجرا غنيا. لكن في إحدى الليالي مات صديق له فجأة على مائدة العشاء. هز ذلك بيتر والدو فأصبح مؤمنا حقيقيا. بدأ يعظ وكان له أتباع كُثُر. ركز على دراسة الكتاب المقدس وربح النفوس. لقد كان تابعوه يُسمون الوالدينيين. لقد طُرد من الكنيسة الكاثوليكية لكن بمعجزة، ظل يكرز بالإنجيل حتى مات. بعد حوالي 300 سنة، انضم أتباعه إلى البروتستانت في جنيف بسويسرا. أيها الشباب، كونوا مثل بيتر والدو! كما كان هو مثل نوح ولوط!

ثم فكروا في العظيمة لوتي مون. لقد عاشت من 1840 إلى 1912. في 1873 ذهبت كمرسلة معمدانية إلى الصين، وكانت الصين منطقة شديدة الخطورة آنذاك. لقد أحبت مدرس عهد قديم اسمه كراوفورد توي وتمت خطبتهما، لكن لوتي اكتشفت إنه لا يؤمن بالكثير في الكتاب المقدس. لقد انكسر قلبها، لكنها فسخت خطبتها لأنه كان ليبراليا غير مؤمن. ظلت لوتي مون في الصين ولم تتزوج أبدا. في 1912، مرضت بسبب أنها كانت تعطي طعامها لمرسلين آخرين وللصينيين. لقد فقدت وزنها حتى وصلت إلى 50 رطلا، فأرسلوها إلى أمريكا ولكنها ماتت في الطريق. إلى هذا اليوم، هي تُعتبر من أعظم المرسلين الذين أنتجتهم الطائفة المعمدانية الجنوبية. لا يزالون يتكلمون عنها في وقت عيد الميلاد من كل عام حين يجمعون تبرعات لوتي مون للإرساليات الخارجية. هم لا يذكرون إنها تركت الرجل الذي خُطبت له لأنه كان غير مؤمن. لكن الله يتذكر. أيها الشباب، كونوا مثل لوتي مون! كما كانت هي مثل نوح ولوط!

"[الله] َلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ. وَإِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ، وَاضِعاً عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا، وَأَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ" (2 بطرس 2: 5- 7).

د. مارتن لويد جونز، الواعظ البريطاني العظيم في القرن العشرين، وعظ عظة عن هذا النص من رسالة بطرس الثانية. ختم د. لويد جونز عظته هكذا،

أنا أختم بهذا السؤال. هل نحن مثل نوح ولوط؟ يوجد شبه مذهل بين عالم اليوم والعالم في أيامهما. هل يسهل على الناس القول بأننا مؤمنون؟ هل نحن مختلفون؟ هل نحزن على النفوس التي تتسارع إلى الهلاك؟ هل نصلي لأجل الأمر ونفعل كل ما بوسعنا لنعجل بمجيء النهضة؟ هذا هو تحدي نوح ولوط لمؤمني اليوم (مارتن لويد جونز، ماجستير في اللاهوت، "مثال نوح ولوط،" عظات شرح رسالة بطرس الثانية، لواء الحق للنشر، 1983، ص 154).

رجاء قفوا ورنموا الترنيمة رقم 6 في كتيب الترانيم. رنموا!

حياتي وحبي لك يا حمل الله الذي مات لأجلي؛
   لأكن أمينا لك يا مخلصي وإلهي!
سأحيا لمن مات من أجلي، كم تحلو حياتي!
   سأحيا لمن مات من أجلي، مخلصي وإلهي!

أنا أؤمن، أنا لك، أنت متَّ كي أحيا أنا؛
   أثق بك يا مخلصي وإلهي!
سأحيا لمن مات من أجلي، كم تحلو حياتي!
   سأحيا لمن مات من أجلي، مخلصي وإلهي!

أنت متَّ في الجلجثة، لتخلص نفسي وتحررني،
   سأكرس حياتي لك، يا مخلصي وإلهي!
سأحيا لمن مات من أجلي، كم تحلو حياتي!
   سأحيا لمن مات من أجلي، مخلصي وإلهي!
("سأحيا له" تأليف رالف إ. هدسون، 1843- 1901؛ تعديل الراعي).

أبي السماوي، نصلي أن شخصا هنا في هذا المساء يضع ثقته بيسوع، ابنك – ويتطهر من كل خطية بالدم الثمين الذي سفكه على الصليب. في اسمه الغالي، آمين.

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: د. كريجتون ل. تشان: 2بطرس 2: 4- 9.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
" في وقت مثل هذا" (تأليف روث كاي جونز، 1902- 1972).