Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

التجديد – الصلة بالمحبة المسيحية

REGENERATION – THE LINK TO CHRISTIAN LOVE
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس
صباح يوم الرب، 15 مارس/آذار 2015
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord's Day Morning, March 15, 2015

"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً" (1يوحنا 5: 1).


لم تكن نشأتي في الكنيسة. لقد بدأت بالحضور في كنيسة معمدانية حين كنت في الثالثة عشر من عمري. من الأشياء التي لمستها في الحال هي أن الشباب في الكنيسة لا يحبون بعضهم بعضا ولا يحبونني ولا يحبون الكبار ولا الراعي. لقد كانوا يقولون مزحات قذرة ويغتابون بعضهم باستمرار. كانوا يهمسون ويتبادلون الرسائل بينما الراعي يعظ. اكتشفت أيضا أن الكبار لا يحبون بعضهم أيضا، في الواقع كان يبدو أنهم يكرهون بعضهم بل والبعض يحتقرون بعضهم بعضا. لقد جمعتهم معا قوة الاعتياد. لقد كانوا يقضون حوالي ساعتين معا كل يوم أحد من باب العادة. كانوا يعتادون الذهاب إلى الكنيسة كل أحد، لكن لم تكن هناك محبة بينهم. حين كان راعي الكنيسة يذهب إلى كنيسة أخرى في يوم ما، يكسر روتين الحضور في الكنيسة. في وقت قصير انقسموا إلى ثلاثة مجموعات تتطاحن معا، والكثير من الناس كف عن المجيء نهائيا إلى الكنيسة. أما الذين بقوا فقد ظلوا يهاجمون بعضهم بعضا بضراوة مثل الحيوانات المتوحشة. لقد كانوا يقذفون بعضهم بعضا بكتب الترانيم في خدمة صباح الأحد ويشتمون بعضهم بألفاظ بذيئة أثناء الخدمة.

أخيرا خرجت مجموعة المعمدانيين الجنوبيين لتبدأ كنيسة جديدة. خرجت معهم ولكن بعد وقت قصير من بداية الكنيسة الجديدة بدأ يحدث نفس الشيء مرة أخرى! معظم الشباب تركوا الكنيسة. أنا أيضا تركت الكنيسة وانضميت إلى كنيسة صينية حيث داومت هناك عضوا لمدة ثلاثة وعشرين سنة. ومع أن الصينيين ليسوا بهذا التوحش، إلا أن المحبة بينهم كانت قليلة حتى أرسل الله نهضة غيَّرت الأمور إلى الأحسن.

لكن بعدما بدأت النهضة، ذهبت إلى كلية اللاهوت ثم بدأت كنيسة بالقرب من كلية اللاهوت. سار الحال على ما يرام لفترة من الزمن ثم بدأ نفس الشيء يحدث مرة أخرى. كانت هناك مشاحنات ومجادلات وناس يتركون الكنيسة. كان الأمر غاية في الارتباك فتركت المكان وعدت إلى لوس أنجلوس.

بدأت كنيسة هنا منذ أربعين عاما، والتي أصبحت هذه الكنيسة التي نحن فيها اليوم. لكن هذه الكنيسة مرت بتقلصات ومشاجرات وانقسامات كنسية رهيبة. أخذ الأمر حوالي خمسة وعشرين عاما حتى هدأت الأمور وأصبحت كما هي اليوم.

هذه تجربتي. قد تتعجب كيف خرجت من مصيدة الجنون هذه. أنا ذاتي أحيانا أتعجب. كل ما أستطيع أن أقوله إنه في كل هذا كنت أعلم أن هناك إله وكنت أعلم أن الكتاب المقدس هو كلمة الله. لم أكن أؤمن فقط بهذه الأشياء بل أعلمها في أعماق نفسي. كنت أعلم هذه الأشياء، "لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ ... بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ" (تيطس 3: 5).

خبرتي عادية جدا، أغلبية الشباب الإنجيلي إن لم يكن كله اختبر شيئا مثل هذا. ما يجعل خبرتي أغرب من غيري هو أني خرجت منها مؤمنا بالله والكتاب المقدس أكثر مما كان قبلا!

قبل أن أستطرد، سوف أقتبس ما قالته كريستين ويكر، مؤلفة كتاب سقوط الدولة الإنجيلية: الأزمة المذهلة داخل الكنيسة (هاربروان، 2008). قالت،

المسيحية الإنجيلية في أمريكا تموت. كل الحركات الإنجيلية اليوم ليست في الطليعة. لكن هناك بقية مفككة في الطرف. انظر إليها من أي زاوية: تغيير، معمودية، عضوية، عطاء، حضور، كلها تنقص وتتهاوى (ذات المرجع، المقدمة ص 9).

وهي تؤيد مقولتها بالحقائق والإحصائيات التي لا يمكن ضحدها. حين قرأت الكتاب كان لا بد أن أتفق مع فكرتها الأساسية: كنائسنا في ورطة كبيرة.

هذا ليس جديدا. منذ ستين سنة، كتب د. أ. و. توزر مرة تلو الأخرى عن المشاكل التي في كنائسنا. مثلا قال د. توزر،

كل العالم الإنجيلي بدرجة كبيرة لا يفضل المسيحية السليمة. وأنا لا أقصد الليبرالية أيضا، لكني أعني الجموع التي تؤمن بالكتاب المقدس وتحمل صفة الاستقامة والتقليدية... نحن نغير الناس إلى إيماننا الواهن الغير المثمر والذي يحمل شبها ضعيفا بالعهد الجديد... من الواضح إننا لا بد أن ننتج مؤمنين أفضل. (من الله والناس، المنشورات المسيحية، 1960، ص 12، 13).

كان د. توزر يُدعى نبيا في حياته!

كيف يمكن أن تكون هناك كنيسة مُحبة في وسط كل هذا التشويش والارتداد؟ لا بد أن نبدأ من حيث بدأ الكتاب المقدس – بالتغيير. لا يمكنك أن تبني كنيسة بها محبة مكونة من غير مؤمنين! التغيير الحقيقي اختبار جذري. قال د. مارتن لويد جونز، الواعظ الإنجليزي العظيم،

أن تصبح مؤمنا - كارثة، هذا حدث حاسم... وهو يوصف في العهد الجديد بتعبيرات مثل، الميلاد الجديد أو الخليقة الجديدة، أو البداية الجديدة. أكثر من هذا، يوصف على أنه حدث يفوق الطبيعة، يجلبه الله ذاته، وهو يشبه نفسا ميتة تأتي إلى الحياة... من خلال يسوع المسيح ابنه (مارتن لويد جونز، ماجستير، عظات خلاصية، لواء الحق للنشر، 1990، ص 166).

وهذا يعود بنا إلى النص مرة أخرى.

"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً" (1يوحنا 5: 1)

1. أولا، ماذا يعني "الإيمان" في النص.

"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ..." (1يوحنا 5: 1).

الكلمة اليونانية التي تُرجمت "يؤمن" هي“pisteuōn” قال د. أ. ت. روبرتسون إن هذا "ليس مجرد اقتناع ذهني بل خضوع تام ليسوع المسيح... pisteuōn بكل ما تعنيه الكلمة" (أ. ت. روبرتسون، دكتوراه، صور العهد الجديد، الجزء السادس، برودمان للنشر، 1953، ص 237؛ مذكرة عن 1يوحنا 5: 1).

يقول قاموس سترونج إن pisteuōn تعني أن تؤمن بشخص (# 4100). قال سبرجون، "اقصد أي قاموس يوناني تريد وستجد أن كلمة pisteuōn لا تعني مجرد الإيمان بل الثقة... "... ليس مجرد إيمان فكري لأنه لا يستطيع أن يخلص نفسك" ("الإيمان والتجديد،" Metropolitan Tabernacle Pulpit رقم 979، ص 138؛ مذكرة 1يوحنا 5: 1).

الشياطين لديها إيمان فكري بيسوع المسيح. لا تحتاج إلى التبحر في قراءة العهد الجديد حتى تجد آية مثل لوقا 4: 41،

"وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ... لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ" (لوقا 4: 41).

هذه الشياطين عرفت أن يسوع هو المسيح، ولكنها لم تضع ثقتها فيه. يوحنا لا يخبرنا فقط إنه لا بد أن نؤمن بحقيقة أن يسوع هو المسيح، المسيا، بل يقول لنا أن نضع ثقتنا في المسيح – pisteuōn – "أن يكون لك إيمان وثقة بشخص المسيح."

استطرد سبرجون ليقول لنا عن الحية النحاسية. كانت الحيات تلدغ شعب إسرائيل وتقتلهم. فقال الله لموسى أن يصنع حية من نحاس ويرفعها على عمود. وكل من تلدغه الحية ويكون في طريقه إلى الموت كان عليه فقط أن ينظر إلى الحية النحاسية فيُشفى ويحيا. في يوحنا 3: 14، 15، استخدم يسوع هذه القصة كي يشرح لنا كيف نخلص. قال سبرجون، "أن تؤمن بيسوع هو أن تنظر إليه بإيمان وتضع ثقتك به بكل نفسك" (ذات المرجع، ص 140). مهما كان إيمانك صغيرا، إن كنت تنظر إلى يسوع وتؤمن به وحده، فلك الإيمان الذي يبين أنك مولود ثانية.

"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ..." (1يوحنا 5: 1)

2. ثانيا، من يضع ثقته بيسوع ومولود ثانية، يولد من الله.

إن كثيرين من الذين لا يثقون بيسوع يقولون إنهم مولودون ثانية. هم يضعون ثقتهم في شيء آخر. لقد ذهب د. كاجان مع إليانا وأنا إلى جنازة بالقرب من سان دييجو. في طريق عودتنا توقفنا عند واحدة من أكبر الكنائس المعمدانية الجنوبية في كاليفورنيا. كانت خدمة مساء السبت على وشك الانتهاء. حين خرجنا رأيت سيدة تعمل في الحراسة، سألتها إن كانت مؤمنة فقالت، "نعم." سألتها "كيف أصبحت مؤمنة؟" قالت، "أنا عضوة في هذه الكنيسة طيلة حياتي." قلت، "يبدو أنك لا تفهمين سؤالي. أنا قلت، "‘كيف أصبحت مؤمنة؟’" قالت، "لقد تعمدت." قلت مرة أخرى، "لكن كيف أصبحت مؤمنة؟" قالت، "أنا آتي إلى الكنيسة كل أسبوع." تركتها حزينا. هذه الشابة البائسة لم يستطع أحد أن يجعلها تقول ولو كلمة واحدة عن يسوع! إن راعي هذه الكنيسة المعمدانية الجنوبية معروف في كل العالم وهذه الفتاة كانت تسمعه يعظ طيلة حياتها. ومع ذلك كانت تجهل الميلاد الجديد مثل نيقوديموس، الذي قال ليسوع، "كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟" (يوحنا 3: 9).

ليعيننا الله! لا عجب أن كريستين ويكر قالت، "المسيحية الإنجيلية في أمريكا تموت." لا عجب أن د. توزر قال، "كل العالم الإنجيلي بدرجة كبيرة لا يفضل المسيحية السليمة." بدون الثقة بيسوع أنت هالك مثل هذه الشابة البائسة التي ظلت طيلة حياتها عضوة في هذه الكنيسة المعمدانية الجنوبية الكبيرة. لا تضع ثقتك في عضوية كنيسة! لا تضع ثقتك في معمودية! لا تضع ثقتك في صلاحك! وأيا كان ما تفعله لا تضع ثقتك في شعور أو إحساس معين! ضع ثقتك في يسوع المسيح! تطهر من خطاياك بدم المسيح الذي سفكه على الصليب! كما قال سبرجون كثيرا، "ارتم على المسيح." التفت إلى المسيح. ثق بالمسيح. انظر إلى المسيح! الأمر ليس صعبا! انظر نحوه كما فعل بنو إسرائيل ونظروا إلى الحية النحاسية وشفوا!

التفت واحيا، يا أخي واحيا!
    التفت إلى يسوع الآن واحيا.
مكتوب في كلمته، هللويا!
    فقط أن تلتفت وتحيا!
("التفت واحيا" تأليف ويليام أ. أوجدن، 1841 – 1897).

3. ثالثا، ما ينتج عن الميلاد الجديد.

"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً" (1يوحنا 5: 1).

لاحظ الجزء الثاني من النص، "وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً" (1يوحنا 5: 1). محبة الإخوة في الكنيسة هي نتيجة الولادة الجديدة. الاختبار للتغيير الحقيقي، إذًا هو أن نحب الآخرين الذين قد تغيروا حقا. قال د. فرنون ماكجي، "أنت مولود ثانية حين تضع ثقتك في الرب يسوع المسيح... والدليل على ذلك أنك تحب الله. تحب الله أباك – فهو ولدك – وتحب أولاده الآخرين لأنهم إخوتك" (عبر الكتاب المقدس، توماس نلسون، 1983، مذكرة عن 1يوحنا 5: 1).

أنا مقتنع بأن هذا هو السبب الرئيسي أن لدينا مشاحنات كثيرة في الكنيسة وانقسامات كثيرة وكثيرون يتركون الكنيسة وبالأخص الشباب. لسنين طويلة كان راعي كنيستي هو د. تيموثي لين. لقد كتب عن كنيسة جازت في الكثير من المشاكل.

الكثير من الأعضاء يدَّعون أنهم مؤمنون ولكن ليس لهم حياة أبدية؛ يتقاتلون على المزايا ويتراجعون عن المسؤوليات. هؤلاء الأعضاء يسيئون إلى الخدمات في الكنيسة... مع الأسف، يسمح الناس بوجود خلايا سرطانية [أناس لم ينالوا التغيير] تدخل إلى جسد المسيح. هذا هو السبب أن الكنائس اليوم تعاني من الأمراض المؤدية إلى الموت (تيموثي لين، دكتوراه، سر نمو الكنيسة، FCBC، 1992، ص 38- 40).

أيضا رأى د. لويد جونز هذه المشكلة فقال،

هذه الفكرة بأنه كون الناس أعضاء في كنائس ويداومون على حضور الكنيسة يجعلهم مؤمنين هي أحد الافتراضات القاتلة، وأظن إنها تفسر حالة الكنيسة المتردية اليوم (مارتن لويد جونز، ماجستير، الوعظ والوعاظ، زندرفان للنشر، طبعة 1981، ص 149).

يستطيع غير المؤمنين أن يصبحوا أعضاء في أغلب الكنائس المعمدانية والإنجيلية دون سؤال. إنهم يُقبَلون في الحال. أغلبهم لم يصبح مؤمنا حقيقيا أبدا. وكما قال د. لين، "يدَّعون أنهم مؤمنون ولكن ليس لهم حياة أبدية." بالطبع كان يعني أن ليس لهم zōē aiōnio أي حياة الله في داخلهم. تأتي حياة الله داخل الإنسان حين يتغير. وكما يقول النص "وُلِدَ مِنَ اللهِ،" "مولود من الله." الكارز العظيم جورج هوايتفيلد (1714- 1770) نال الخلاص بعد أن قرأ كتاب لهنري سكوجال اسمه "حياة الله داخل نفس الإنسان." حياة الله تجدد الناس في لحظة ما يضعون ثقتهم بيسوع. قد لا "يشعرون" بشيء، لكن المؤمنين الناضجين يدركون أن هناك أمر مختلف في المتغيرين الجدد. أحد الاختلافات الرئيسية هو أنهم يحبون الآخرين في الكنيسة والذين "ولدوا من الله" بعمق. سوف يشعرون بالذين لهم حياة الله في داخلهم. سوف تكون لديهم محبة مسيحية لهم، محبة لا يعرفها العالم الهالك والأعضاء الغير مؤمنين في الكنيسة. قال د. لويد جونز، "نحتاج إلى الطبيعة الإلهية فينا حتى يمكننا أن نحب بعضنا بعضا بصدق" (محبة الله، كروسواي، 1994، ص 45). وكما قال الرسول يوحنا في هذه الرسالة أيضا،

"نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ" (1يوحنا 3: 14).

يبقى الشخص في حالة من الموت الروحي. نصلي أن تنتقلوا من الموت إلى الحياة في هذا الصباح. آمنوا بيسوع، اتكلوا على يسوع بالكامل. دمه يطهركم من الخطية. قيامته من الموت تعطيكم حياة. في اللحظة التي تتحول فيها إلى يسوع وتثق به وحده – ستنتقل من الموت إلى الحياة. سوف تتحد روحيا مع الذين بيننا وضعوا ثقتهم بيسوع برباط من الحب المقدس.

"وسيعرفون إننا مؤمنون من محبتنا، من محبتنا
نعم، سيعرفون إننا مؤمنون من محبتنا."
(القرار من تأليف بيتر ر. شولتز، 1938- 2009).

أصلي أن يكون هذا اختبارك قريبا! ثق بيسوع. هو سيطهرك من الخطية بدمه الذي سفكه على الصليب. سوف يخلصك من الخطية ويمنحك حياة أبدية – حياة الله! سوف تولد ثانية، تولد من فوق!

دعوني أختم هذه العظة بأن أذكركم بمشهد من "أوليفر تويست." كان أوليفر يتيما عمره حوالي تسع أو عشر سنوات. ماتت أمه وهي تلده ولم يكن له أقارب آخرين. هو يتيم – ووحيد في الدنيا. ذهب إلى ملجأ في القرن التاسع عشر بإنجلترا. كاد يموت من الجوع. كانوا يعطونه قدرا صغيرا جدا من الشوفان المخلوط بالماء كل ليلة للعشاء. كان الأولاد الجالسين معه على الطاولة يهمسون في أذنه، "اذهب واطلب المزيد." في النهاية بعد الجوع الشديد، أخذ الولد الصغير صحنه وذهب إلى الرجل البدين المسؤول. نظر الرجل البدين إليه باحتقار وقال، "ماذا تريد؟" بصوت مرتعش قال أوليفر، "من فضلك يا سيدي، أريد المزيد." قال الرجل البدين، "ماذا؟" قال الولد، "من فضلك يا سيدي، أريد المزيد." صرخ الرجل البدين، "ماذا؟ أتريد المزيد؟ المزيد؟ المزيد! أنت تريد المزيد!" انضرب أوليفر وحُبس في زنزانة ثم تخلصوا منه. بعد يومين أرسلوه للعمل عند حانوتي والذي كان يجعله ينام في غرفة مظلمة تحت أحد التوابيت.

إن كنت قد قرأت الكتاب من تأليف ديكنز أو شاهدت الفيلم إنتاج عام 1948 لن تنسى هذا المشهد حين رفض هذا البدين المتوحش أن يعطي الطفل الذي يتضور جوعا مغرفة واحدة من الشوفان بالماء.

أخاف أن يكون البعض منكم يفكر بالمسيح هكذا. تظنون أنه قاسي متشدد. تظنون أنه لا يريد أن يعطيكم الخلاص. ما أبعد هذا عن الحقيقة! المسيح يحبكم! هو مستعد أن يعطيك كل ما تريد – بل وأكثر! يقول يسوع، "تَعَالَوْا إِلَيَّ... وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى 11: 28). يقول يسوع عن خرافه، "وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً" (يوحنا 10: 28). ويقول يسوع، "أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا" (رؤيا 21: 6).

يسوع سيعطيك الخلاص مجانا. سيعطيك الحياة والسلام. سيعطيك الخلاص من الخطية. سيعطيك الحياة الأبدية. كل ما عليك أن تفعله هو أن تثق به، تلتفت إليه وتخلص.

التفت واحيا، يا أخي واحيا!
   التفت إلى يسوع الآن واحيا.
مكتوب في كلمته، هللويا!
   فقط أن تلتفت وتحيا!

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: 1يوحنا 4: 7- 11؛ 3: 11- 14.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
       "مباركة هي صلة المؤمنين" (تأليف جون فوست، 1740- 1817)/
       "سيعرفون إننا مؤمنين من محبتنا" (تأليف بيتر ر. شولتز، 1938- 2009).

ملخص العظة

التجديد – الصلة بالمحبة المسيحية

REGENERATION – THE LINK TO CHRISTIAN LOVE

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً" (1يوحنا 5: 1).

(تيطس 3: 5)

1. أولا، ماذا يعني الإيمان في هذا النص، 1يوحنا 5: 1أ؛ لوقا 4: 41.

2. ثانيا، من يثق بيسوع ومولود ثانية، يولد من الله، يوحنا 3: 9.

3. ثالثا، ماذا ينبع من الميلاد الجديد، 1يوحنا 5: 1ب؛ 3: 14؛ متى 11: 28؛
 يوحنا 10: 28؛ رؤيا 21: 6.