Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

فلك نوح

(العظة رقم 81 من سفر التكوين)
 NOAH’S ARK
(SERMON #81 ON THE BOOK OF GENESIS)
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة ألقيت في الكنيسة المعمدانية بلوس أنجلوس
صباح يوم الرب، 1 يونيو/حزيران 2014
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Morning, June 1, 2014

"اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ" (تكوين 6: 14).


منذ أسابيع قليلة صدر لهوليود فيلم كبير بعنوان "نوح" عشرات الآلاف من الشباب شاهدوه. وأنا كتبت مقالا بعنوان "فيلم "نوح" فيلم شيطاني" (انقر هنا لتقرأ المقال). نعم توجد عدة عناصر شيطانية في الفيلم، وأنا لا أنصح أحدا بمشاهدته. مع ذلك كانت هناك عدة نقاط صحيحة في الفيلم. لقد صوَّر الطوفان بشكل حقيقي جدا، وصور الفلك بصورة تُعقَل. إلى الآن، يظن كثير من الشباب أن الفلك سفينة صغيرة تمتلئ بالحيوانات السعيدة ونوح يبدو سعيدا وهو ينظر من شرفة الفلك. هذه هي الرسوم الكاريكاتيرية التي شاهدوها في كتب مدارس الأحد للأطفال. بالنسبة لي، هذه الكتب شيطانية بنفس قدر الفيلم! فهي تعطي صورة غير صحيحة عن الفلك والطوفان. أظن إنه لا بد أن يقول الوعاظ للشباب في كنائسهم إن هذا فيلم شيطاني. أيها الرعاة، أظن أنكم لا بد أن تذهبوا إلى غرف مدرسة الأحد في كنائسكم وتلقوا بكتب الأطفال التي تحتوي على هذه الصور الكاريكاتيرية لنوح والفلك! القوا بها خارجا! إنها تحول الرسالة الجادة للفلك إلى كاريكاتير! وهذا شيطاني بنفس القدر! لم يكن الفلك والطوفان مزحة!

الآن أنا وعظت عدة عظات عن نوح والفلك. هذا المساء سوف أعظ عظة بعنوان، "لكن نوح وجد نعمة" (انقر هنا لتقرأها). لكن في هذا الصباح سوف أتكلم عن الفلك ذاته. بدون شك قصة نوح هي نموذج من العهد القديم يرمز إلى شيء في العهد الجديد. في متى 24: 37- 39 قال المسيح إن الأيام التي عاش فيها نوح هي نموذج للأيام الأخيرة قبل مجيئه الثاني. في 2 بطرس 2: 5 نوح نموذج للوعاظ الأبرار في زمن ارتداد وتعليم غاش. في 1بطرس 3: 20- 21 الفلك نموذج لخلاص المسيح. في عبرانيين 11: 7 الفلك مرة أخرى يرمز إلى الخلاص. الناس في زمن نوح هم الرمز. الغير مؤمنين في الأيام الأخيرة هم المرموز إليه، أو اكتمال الرمز. إن كرازة نوح في زمن ارتداد هو رمز. الوعاظ الأمناء في الأيام الأخيرة هم المرموز إليهم أو اكتمال الرمز. الفلك رمز وخلاص المسيح هو المرموز إليه أو اكتمال الرمز. أنا أعلم أن الرموز قد أُسيء استخدامها في الأيام المبكرة للمسيحية، حيث رأى الوعاظ كل شيء في العهد القديم كرمز. لكني أعلم إن هناك رموزا حقيقية في العهد القديم، حيث توجد أمور حقيقية ترمز إليها وتكمل الرمز في العهد الجديد. مثلا، تمتلئ رسالة العبرانيين بالأمور المرموز إليها. بعدما قام يسوع من الموت جلس مع اثنين من أتباعه

"ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لوقا 24: 27).

ليس لدي شك إن المسيح قال لهم إن فلك نوح كان رمزا له كمخلص للعالم. كما خلص الفلك شعب الله من الطوفان، هكذا يخلص المسيح شعب الله من الدينونة والجحيم. إن الفلك هو رمز ويسوع المسيح هو المرموز إليه، اكتمال الرمز! لا ينكر ذلك سوى شخص ليبرالي رافض للإنجيل مثل هاري إيمرسون فودستوك! فقط شخص عصراني في كلية لاهوت فولر أو في جامعة شيكاجو ينكر ذلك! لقد تنبأ الكتاب المقدس عن مثل هؤلاء حين قال، "سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ" (2 بطرس 3: 3). وقال يهوذا الرسول،

"وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقاً رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ. هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ" (يهوذا 17- 19).

لقد تعلمت منذ زمن بعيد أن أرفض تعاليم مثل هؤلاء الغير مؤمنين!

لذا، دعونا نعود إلى النص في سفر التكوين الأصحاح السادس عدد 14، لنجد وصفا للفلك – وكيف يرمز إلى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. قال الرب لنوح،

"اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ" (تكوين 6: 14).

رجاء اتركوا كتبكم المقدسة مفتوحة هنا. آمين.

قال آرثر و. بينك، " الفلك... الذي اختبأ فيه نوح وعائلته... من عاصفة غضب الله، هو من أوضح وأشمل الرموز لخلاص المؤمن في المسيح وهذا موجود في كل الكتاب" (آرثر و. بينك، تأملات في التكوين، الناشر مودي، طبعة 1981، ص 103). وقد لاحظت أن د. جون جيل، المفسر المعمداني العظيم من القرن الثامن عشر يذكر مرات عديدة أن الفلك رمز للمسيح (جون جيل، دكتوراه في اللاهوت، شرح العهد القديم، The Baptist Standard Bearer، طبعة 1989، الجزء الأول ص 50- 51).

"اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ" (تكوين 6: 14).

1. أولا، خَطط الله للفلك

كان لدى نوح بعض الإدراك أن الطوفان آت، لكن لم يفكر نوح في بناء فلك حتى أعلن الله له ذلك.

لكن الله كان يعرف ما يعتزم أن يفعل. لقد اختار الله نوح والذين معه قبل خلق العالم. قال الرسول بولس، "اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (أفسس 1: 4). لم يختر الله فقط الذين سوف ينجون في الفلك لكنه خطط ليرسل المسيح ليفدينا قبل خلق العالم، لأن الكتاب المقدس يدعو المسيح، "الحمل المذبوح منذ تأسيس العالم" (رؤيا 13: 8).

حين خطط الله لإرسال المرموز إليه، يسوع المسيح ليخلصنا، خطط لرمز الفلك. لقد خطط الله لخلاص نوح سابقا.

كل مؤمن منكم لا بد أن يفرح لأن الله اختار أن يخلصك في المسيح قبل أن يخلق العالم – كما خطط ليخلص نوح في الفلك قبل أن تهلك مياه الطوفان خطاة هذا العالم! إن كنت في المسيح يسوع، أنت آمن من عاصفة القضاء!

خبئني يا مخلصي، حتى تعبر سفينة الحياة:
إلى الأمان قدني؛ واقبل نفسي إليك!
("يسوع حبيب نفسي" تأليف تشارلس ويسلي، 1707- 1788).

2. ثانيا، بُني الفلك لينقذ سكانه

لم تكن سفينة. ليس على الإطلاق! الكلمة العبرية التي تُرجمت "فلك" هي "“taybaw وهي تعني "صندوق" (سترونج) وهي نفس الكلمة المستخدمة عن الصندوق الصغير الذي وُضع فيه الطفل موسى في نهر النيل. نفس هذه الكلمة مترجمة "تابوت" في تكوين 50: 26. لم يكن لها دفة ولا شراع. أنا متأكد أنه كان لها قاع مسطح ليمنحها سعة أكبر. لقد كانت مجرد صندوقا. قال الله، "اِصْنَعْ لي ‘صندوقا’، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ" كلمة "قار مترجمة من أصل الفعل “kaphar” وقد تُرجمت "كفارة" في 70 مرة أخرى في العهد القديم. وهي مترجمة هكذا في لاويين 17: 11، "لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ" وبما أن الكلمتين من أصل عبري واحد، يمكننا إعادة صياغة تكوين 6: 14 هكذا، "اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالكفارةِ" أي الدم! فها هنا لدينا صندوقا ضخما مطليا بالقار. قال د. هنري م. موريس، "Kaphar... والمترجمة كثيرا كفارة. ففي منحها غطاء حماية من مياه القضاء، تعطينا رمزا جميلا للمسيح" (الكتاب الدراسي الدفاعي الجديد تأليف هنري م. موريس، دكتوراه، الناشر العالمي، 2006، ص 34؛ مذكرة عن تكوين 6: 14).

هنا لدينا الفلك. هذا الصندوق الضخم المصنوع من الخشب والمطلي من الداخل والخارج بالقار الأسود والذي عزله تماما عن مياه الطوفان الكبير. قال د. م. ر. ديهان،

الفلك... كان يشبه تابوتا أسود ضخم. في الواقع، نفس الكلمة التي تُرجمت "فلك" تُرجمت "تابوت" في تكوين 50: 26. لقد كان الفلك رمزا لموت ربنا يسوع المسيح.
     يمكننا بسهولة أن نتخيل كم التهكم على عمل نوح من قبل الناس في أيامه. هم فكروا كم كان يبدو ساذجا بناء صندوق أسود يشبه التابوت، ثم التنبؤ بطوفان من الماء في حين كانت السماء لم تمطر من قبل على الأرض (م. ر. ديهان، ماجستير في اللاهوت، أيام نوح، دار زندرفان للنشر، طبعة 1971، ص 173).

كثير من الناس اليوم يضحكون ويستهزئون بالإنجيل. البعض يصف قصة الطوفان بالسذاجة. لكن ماذا سيفعلون حين يقع قضاء الله عليهم؟ ماذا ستفعل أنت إن كنت غير آمن في المسيح يسوع؟

خبئني يا مخلصي، حتى تعبر سفينة الحياة:
إلى الأمان قدني؛ واقبل نفسي إليك!

3. ثالثا، كان الفلك ملجأ من قضاء الله

كان الفلك مكانا آمنا. في الواقع، كان المكان الوحيد الآمن. كان المكان الوحيد الآمن من قضاء الله.

الناس في هذا العالم يقولون إن هناك "عدة طرق" للسلام مع الله، لكنهم على خطأ. أوجد الله طريقا واحدا فقط للنجاة من غضبه في أيام نوح- وكان الطريق الوحيد للنجاة من قضاء الله هو الدخول في الفلك. اليوم، هيأ الله طريقا واحدا للنجاة من غضبه وهو الرب يسوع المسيح. يقول الكتاب المقدس،

"وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أعمال 4: 12).

يقول البعض، "هذا ليس من العدل!" أنا لم أفهم قط كيف يمكنهم أن يقولوا هذا! إنه يبدو من العدل بالنسبة لي! أخطأ الإنسان في الجنة وأخطأ ثانية بشدة في الارتداد الذي سبق الطوفان ودبر الله للبشر طريقا للخلاص من الدينونة على خطيتهم لكنهم رفضوا طريق الخلاص فغرقوا في الطوفان. هل هذا فيه شيء غير عادل؟ أنا لا أرى شيئا غير عادل هنا. لم أر ولن أرى! الناس في أيام نوح كانت لديهم كرازة أخنوخ (يهوذا 14، 15). وكانت لديهم كرازة نوح (2بطرس 2: 5). كان لديهم الروح القدس يجاهد معهم (تكوين 6: 3). فلم يكن لديهم عذر. وأنا أسألكم في هذا الصباح، "ماذا سيكون عذركم إن متتم دون أن تخلصوا بيسوع؟" هذا سؤال مهم. ماذا سيكون عذركم إن لم تكونوا في أمان في المسيح حين يدين الله العالم؟

خبئني يا مخلصي، حتى تعبر سفينة الحياة:
إلى الأمان قدني؛ واقبل نفسي إليك!

4. رابعا، كان الفلك يتسع للجميع

كان للعبرانيين قياسين للذراع، ذراعا قصيرة طولها 17.5 بوصة وذراعا طويلة طولها 20.4 بوصة. مقاييس الفلك مدونة في الكتاب المقدس في تكوين 6: 15. لو كانت الذراع القصيرة هي المستخدمة فالفلك بطوابقه الثلاثة كان به 95790 قدما مربعا من مساحة الأرضية، أو 2.2 فدان. لو كانت الذراع الطويلة هي المستخدمة لكان للفلك 43350 قدما مربعا في كل طابق من الثلاثة وللثلاثة معا 130050 قدما مربعا، أي حوالي ثلاث أفدنة. كان الارتفاع الإجمالي 51 قدما، أقل بقليل من ارتفاع بيت من خمسة طوابق. هذا يكون 2210850 قدما مكعبا، أكثر من 2 مليون قدم مكعب! هذا وفر مساحة كافية لـ 125000 حيوان في حجم الخروف. يقدر علماء الحيوان أن هناك أقل من 100 نوع أصلي للحيوانات ذات الأربعة أرجل وأقل من 170 نوع أصلي من الطيور. إن فلكا بحجم 130000 قدم مربع من مساحة الأرضية يمكنه أن يتسع لأضعاف عدد الأنواع الأصلية للحيوانات التي دخلت الفلك؟ قال د. هنري موريس،

     بما أننا رأينا أن الفلك كان يتسع لمئة وخمسة وعشرين ألف خروف وبما أن متوسط حجم الحيوان الأرضي بالتأكيد أقل من الخروف يتضح أنه لا يزيد عن 60% من مساحة الفلك كانت للحيوانات... لهذا فحجم الفلك مناسب جدا لكل الحيوانات المطلوب أن يتسع لها... وللطعام اللازم لهذه الحيوانات، ولقسم خاص لسكن نوح وعائلته، وأغراض أخرى مهمة (هنري م. موريس، دكتوراه، قصة التكوين، دار نشر بيكر، طبعة 1986، ص 185).

خبئني يا مخلصي، حتى تعبر سفينة الحياة:
إلى الأمان قدني؛ واقبل نفسي إليك!

بالرغم من أن القصة العامة في فيلم "نوح" شيطانية إلى حد ما، إلا أن الفلك كان واقعيا ومطابقا للكتاب المقدس. دخلت الحيوانات والطيور في الفلك كما وصف د. موريس. لقد أتوا بالفطرة ودخلوا في حالة بيات. هذا الجزء من الفيلم كان جميلا ومطابقا للكتاب المقدس. لكن مرة أخرى، رجاء لا تشاهدوا هذا الفيلم. إن الرسالة الشيطانية فيه قد تسبب الضرر والفهم الخاطئ. لكن بالتأكيد هذا الفلك ملهم للخيال بشكل مذهل. يدهشني التفكير في هذا الفلك الأسود الضخم، ذي الثلاثة طوابق يجابه الأمواج مصمما بتميز وهو يجابه الأمواج، مُصَمما من قِبَل الله بطريقة تجعله لا ينقلب حتى إذا ارتفع بزاوية 90 درجة بسبب الأمواج.

كل صيف يقوم فريق بحث في الأيام القليلة المتاحة، بالبحث على جبل أراراط العالي بأرمينيا عله يجد بقايا الفلك أو آثارا له. أظن إنه يمكنهم العثور عليه قبل أن تقع الدينونة العظيمة قرب نهاية هذا الزمن. لكن ما إذا وجد هؤلاء العلماء للآثار شيئا أم لا، كل الأرمن المسنين في مركز التريض الذي أذهب إليه يقولون إنه موجود. أحدهم قال إن جده رأى جزء منه يبرز من بين الثلوج. لقد قال، "إنه كله أسود" هو لم يكن يتوقع أن يكون لونه أسود.

لقد ذهبت مع أسرتي إلى إنجلترا منذ عدة سنوات. هذا هو المكان الذي وُلد فيه جدي وأنا استمتعت جدا بالزيارة. لقد زرنا قصر دوفر. قد تكونوا سمعتم عن "الجرف الأبيض بدوفر." كثير من السفن ارتطمت بالصخور تحت هذه الأجراف على مر القرون. حين ذهبنا إلى هناك، أنا لم أنتبه إلى قصر دوفر. أنت حين ترى قصرا فكأنك رأيت كل القصور! لقد رأيت شيئا عن بعد وقد جذب انتباهي. كان ضخما وعليه علامات القدم. لقد ذهبت نحوه كي ألقي نظرة عن قرب. لم أستطع أن أحول نظري عنه. ها هو يقف، إنه منارة ارتفاعها ثمانين قدما يقولون إنها مبنية في القرن الأول! لقد كانت عالية سوداء ترتفع عاليا إلى السماء. لقد نظرت إلى أعلى بداخلها ورأيت آثار دخان أسود في حائطها الداخلي من القرون المتتابعة. لقد بناها الرومان حين كان الرسول يوحنا على قيد الحياة في جزيرة بطمس! لقد كانوا يحرقون الأشجار بداخلها كي يحذروا السفن من الصخور ورأس الشاطئ في دوفر. لقد اقشعريت من الرهبة لهيبة هذا الفنار العتيق، صامدا مثل - كما قادني تفكيري - الفلك قبل أن يأتي بعض الصبية لينظروا داخله ويقذفون الصخور ويسمعون دويها ثم يفرون ضاحكين في الليلة التي سبقت مجيء الطوفان ليطيح بكل شيء! ثم بكى الرجال وصرخوا، وتعلقوا بجذوع الأشجار المقتلعة، وتعلقوا بالصخور والجبال حين خرج الشيطان العظيم نبتون من الطوفان ونفخ تريتون بوقه مرتعبا – ثم فتح الله ينابيع الغمر ونوافذ السماء انفتحت،

"فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الارْضِ: النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ وَالدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الارْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ" (تكوين 7: 23).

خبئني يا مخلصي، حتى تعبر سفينة الحياة:
إلى الأمان قدني؛ واقبل نفسي إليك!

"وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ" (تكوين 7: 23). وكان الفلك صورة للمسيح! إن كنت في المسيح، أنت آمن من القضاء الآتي. إن لم تكن في المسيح، سوف تغرق في بحيرة النار، لكن ليس إلى الموت! لا لكن لي تُجر إلى أعلى ثم تُغرق مرة تلو الأخرى في هذه البحيرة المتقدة إلى ما لا نهاية، التي لا تبرد بل تتقد وتتقد وتتقد إلى الأبد!

كيف يمكنك أن تهرب؟ تعال إلى الفلك! الفلك الذي يرمز إلى المسيح. القار الأسود يرمز إلى دم المسيح! تعال إلى الداخل! تعال إلى داخل الفلك! تعال إلى المسيح قبل أن يمضي الوقت.

هؤلاء الصبية الذين كانوا ينظرون من بين الأشجار على الفلك ويضحكون في الليلة التي سبقت الطوفان! هؤلاء الصبية الذين كانوا يقرعون على جانب الفلك حين ارتفعت المياه من الأرض ومن السماء! هؤلاء الصبية الذين صرخوا، "يا رب أدخلنا! لا تدعنا نغرق!" هؤلاء الصبية الذين يصرخون طيلة الأبدية في بحيرة النار! هؤلاء الصبية يقولون لك، إن كانوا يستطيعون "اهرب من غضب الله! اهرب من لظى الرب! لا تنظر خلفك! لا تفكر كيف تدخل! تعال! اعتمد عليه بالكامل، ارتم عليه بالكامل، لا تدع أحدا يتدخل، ارم نفسك على مدخل الفلك – اعتمد عليه بالكامل فالمسيح وحده يستطيع أن يخلصك من الغضب الآتي ويغسلك من الخطية بدمه الطاهر الأبدي" آمين.

قفوا ورنموا ترنيمة رقم 7 في كتيب الترانيم، "تعالوا يا خطاة."

تعالوا يا خطاة، بائسين ومتعبين، ضعفاء ومجروحين، مرضى ومتألمين،
   يسوع يقف مستعدا ليخلصكم، حنونا محبا قويا؛
هو يقدر هو يقدر هو مستعد فلا تشكوا ثانية!
   هو يقدر هو يقدر هو مستعد فلا تشكوا ثانية!
("تعالوا يا خطاة" تأليف جوزيف هارت، 1712- 1768).

إن كنت تريد أن تتحدث معي أو مع أي من المرشدين، اتجه إلى مؤخر القاعة الآن. سيصطحبك د. كاجان إلى غرفة أخرى حيث يمكن أن نتحدث بشأن خلاصك. آمين.

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

هذه العظات المكتوبة ليس لها حق نشر. يمكنك استخدامها بدون إذن د. هايمرز. لكن كل العظات المرئية
لها حق نشر ولا بد من الاستئذان قبل استخدامها.

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: تكوين 6: 12- 17.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"يسوع حبيب نفسي" (تأليف تشارلس ويسلي، 1707- 1788).

s

ملخص العظة

فلك نوح

(العظة رقم 81 من سفر التكوين)

NOAH’S ARK
(SERMON #81 ON THE BOOK OF GENESIS)

للدكتور ر. ل. هيمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ" (تكوين 6: 14).

(متى 24: 37- 39؛ 2بطرس 2: 5؛ 1بطرس 3: 20- 21؛ عبرانيين 11: 7؛
لوقا 24: 27؛ 2بطرس 3: 3؛ يهوذا 17- 19)

1. أولا، خطط الله للفلك، أفسس 1: 4؛ رؤيا 13: 8.

2. ثانيا، بُني الفلك لينقذ سكانه، تكوين 50: 26؛ لاويين 17: 11.

3. ثالثا، كان الفلك ملجأ من قضاء الله، أعمال 4: 12؛ يهوذا 14، 15؛ 2بطرس 2: 5؛ تكوين 6: 3.

4. رابعا، كان الفلك يتسع للجميع، تكوين 7: 23.