Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

آلام وانتصار عبد الرب

(عظة رقم 1 في إشعياء 53)
!THE SUFFERING AND TRIUMPH OF GOD’S SERVANT
(SERMON NUMBER 1 ON ISAIAH 53)
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة أُلقيت في الكنيسة المعمدانية في لوس أنجليس
في مساء يوم الرب، فبراير/شباط 2013
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Morning, February 24, 2013

"هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ" (إشعياء 52 : 13-15).

رجاء اتركوا كتبكم المقدسة مفتوحة على هذا الشاهد. هذه الآيات كان لا بد أن تكون جزءا من الإصحاح 53 بدلا من 52، بحسب د. جون جيل و"الغالبية العظمى" من المفسرين المعاصرين (فرانك جابلين، دكتوراه في اللاهوت، الكتاب التفسيري الشرحي، مكتبة ريجنسي ريفرنس، 1986، الجزء السادس، ص 300).

المقطع الكتابي كله من آية 13 حتى إصحاح 53 آية 12 يشير إلى "العبد المتألم" لله. قال متى هنري،

النبوة التي تبدأ هنا وتمتد حتى نهاية الإصحاح التالي، تشير بأقصى وضوح إلى يسوع المسيح؛ اليهود القدامى فهموها عن المسيا، برغم جهود المعلمين اليهود المعاصرين لإنكار ذلك... لكن فيلبس استخدم هذا المقطع ليبشر الخصي بالمسيح، وبذلك وضع الأمر فوق أي جدل أن النبي يتكلم عن يسوع وليس عن أي شخص آخر. (تفسير متى هنري للكتاب المقدس كله، الناشر هندركسون، طبعة 1996، الجزء الرابع، ص 235).

تقول الشروحات اليهودية القديمة بأنها تشير إلى المسيا، كما قال المعلمون اليهود القدامى، آبن عزرا والسيك (جون جيل، دكتوراه في اللاهوت، شرح العهد القديم، الناشر المعمداني Standard Bearer، طبعة 1989، الجزء الأول ص 309).

أيضا، المفسرون المسيحيون عبر التاريخ رأوا هذا المقطع كنبوة عن الرب يسوع المسيح. قال سبرجون،

كيف يمكنهم القول بغير ذلك؟ لمن غيره قد يشير النبي؟ إن كان الناصري، ابن الله لا يُرى بوضوح في هذه الثلاث آيات، نكون في ظلمة حالكة. لا نتردد لحظة في تطبيق كل كلمة منها على ربنا يسوع المسيح (ت. هـ. سبرجون، "الانتصار المؤكد للمصلوب"، The Metropolitan Tabernacle Pulpit، الناشر Pilgrim، طبعة 1971، الجزء 21، ص 241).

كما ذكر متى هنري، فيلبس المبشر قال إن هذا المقطع الكتابي يشير إلى آلام المسيح.

"فَسَأَلَ الْخَصِيُّ فِيلُبُّسَ: «أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هَذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟» فَابْتَدَأَ فِيلُبُّسُ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ يُبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ" (أعمال 8 : 34-35).

لا نستطيع أن نزايد على الشروحات القديمة والمعلمين اليهود القدامى، وفيلبس المبشر والمفسرين المسيحيين على مر العصور. كل كلمة من هذا المقطع نبوة عن المسيا، الرب يسوع المسيح.

1. أولا، نرى خدمة المسيح لله.

إنها كلمات الله الآب في العدد 13،

"هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً" (إشعياء 52: 13).

يقول لنا الله أن ننظر إلى "عبده". حين نزل يسوع إلى الأرض،

"لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ"
       (فيلبي 2 : 7).

كعبد الرب على الأرض تصرف يسوع بحكمة. كل ما فعله يسوع وقاله أثناء خدمته على الأرض كان بحكمة عظيمة. كولد صغير، تعجب المعلمون في الهيكل من حكمته. بعدها لم يستطع الفريسيون والصدوقيون أن يجاوبوه أما الحاكم الروماني بيلاطس فانسد فمه حين تكلم يسوع.

يقول الشاهد الكتابي، عن عبد الرب،

"هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً" (إشعياء 52: 13).

هذه الكلمات في اللغة المعاصرة تعني، "عالي"، "مرفوع"، "مرتفع جدا". أشار د. إدوارد يونج إنه من المستحيل قراءة هذه الكلمات دون تذكر رفعة المسيح الموضحة في فيلبي 2: 9- 11 وأعمال 2: 33" (إدوارد ج. يونج، دكتوراه، سفر إشعياء، الناشر إيردمانز، 1972، الجزء الثالث، ص 336).

"لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ" (فيلبي 2 : 9).

"فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ... سَكَبَ هَذَا" (أعمال 2 : 32-33).

"هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً" (إشعياء 52 : 13).

"عالي"، "مرفوع"، "مرتفع جدا". هذه الكلمات تعكس مراحل ارتفاع المسيح. فهو قام من الموت! ورفع إلى السماء في الصعود! وهو الآن جالس عن يمين الله! "عالي"، "مرفوع"، "مرتفع جدا" – حتى يمين الله في السماء! آمين!

ارتفع كي يموت،
   كانت صرخته، "قد أكمل"
الآن في السماء عالي جدا؛
   هللويا! يا له من مخلص!
("هللويا، يا له من مخلص!" تأليف فيليب ب. بليس، 1838- 1876).

"هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً" (إشعياء 52 : 13).

يسوع هو وسيستمر دواما عبد الله الآب – الله الابن – المقام من الأموات، الذي صعد إلى السماء، وهو جالس عن يمين الله الآب! هللويا! يا له من مخلص!

2. ثانيا، نرى المسيح هو الذبيحة عن الخطية.

رجاء اقرأوا عدد 14 بصوت مرتفع.

"كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ" (إشعياء 52 : 14).

قال د. يونج إن من يرى "التشوه الفظيع الذي أصاب العبد سيصدم ويذهل... لقد كان التشوه فظيعا بدرجة أفقدته صورة الإنسان... لقد عُذب وشُوه حتى لم يعد يشبه البشر. هذا تعبير صارخ عن بشاعة التعذيب الذي تعرض له" (ذات المرجع، ص 337- 338).

عُذب يسوع بضراوة في وقت آلامه. في الليلة السابقة لصلبه كان في عذاب،

"وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لوقا 22 : 44).

كان هذا قبل أن يقبضوا عليه. هناك في ظلمة جثسيماني، الدينونة بسبب خطيتك بدأت تقع على المسيح. حين أتى الجنود كي يقبضوا عليه كان غارقا في عرقه الدامي.

ثم أخذوه وضربوه على وجهه. في موضع آخر، يقول لنا النبي إشعياء عن العبد المتألم،

"بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ" (إشعياء 50 : 6).

قال لوقا، "وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ" (لوقا 22: 64). قال مرقس عن بيلاطس "جَلَدَهُ" (مرقس 15: 15). قال يوحنا،

"فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ" (يوحنا 19 : 1-3).

ثم سمروا يديه ورجليه على الصليب. وكما عبَّر د. يونج، "كانوا قد شوهوه بدرجة أنه لم يعد يشبه الإنسان" (ذات المرجع ص 338).

"كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ" (إشعياء 52 : 14).

معظم اللوحات لا ترسم الصورة بالدقة التي رسمها بها ميل جبسون في "آلام المسيح" في تصوير منظر المسيح بعد أن جلدوه وضربوه وصلبوه.

الكتاب الدراسي سكوفيلد يقول عن هذه الآية، "المعنى الحرفي رهيب: تشوه بدرجة من هيئة الإنسان حتى أصبح شكله لم يعد يشبه بني آدم أي - غير آدمية آثار الوحشية الموصوفة في متى 26... " اسمعوا هذه الترنيمة من تأليف جوزف هارت (1712- 1768).

بالشوك جُرح جبينه
   والدم يتدفق من كل جزء فيه؛
ظهره بالسياط الثقيلة جُلد،
   لكن الجلدات الأقسى مزقت قلبه.

سُمِّر عاريا على الخشبة الملعونة،
   مكشوفا للأرض وللسماء من فوق،
مشهد للجراح والدماء
   مشهد للحب المذبوح!
("حُبُّهُ" تأليف جوزف هارت، 1712- 1768).

لماذا أيها المخلص الحبيب، قل لي لماذا؟
   احتملت أن تنزف وتتعذب؟
ما الدافع القوي الذي دفعك؟
   هو واضح – كل هذا من أجل الحب!
("جثسيماني، معصرة الزيتون!" تأليف جوزف هارت، 1712- 1768).

قل لي يا مخلصي الحبيب لماذا، صرت مشوها أكثر من أي بشر حتى لم تعد تشبه البشر؟ الإجابة موجودة في الجزء الأخير من آية 12 في الفصل الثالث والخمسين "وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ" (إشعياء 53: 12). هذه هي ذبيحة المسيح عن خطيتك، ذبيحته عوضا عنك يسوع يتألم ويموت عن خطاياك، بدلا منك – على الصليب! لهذا نرى خدمة المسيح لله. لهذا نرى ذبيحة المسيح ليدفع ثمن العقوبة على خطيتك.

3. ثالثا، نرى تطبيق خلاص المسيح.

رجاء قفوا واقرأوا إشعياء 52: 15 بصوت مرتفع.

"هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ" (إشعياء 52 : 15).

تفضلوا بالجلوس. قال د. يونج إن هنا في هذه الآية ذبيحة وآلام المسيح في آية 14 مشروحة ومطبقة،

يشرح النبي لماذا تم تشويه المسيح. كي ما ... في هذا الوضع المشوه، "ينضح أمما كثيرة". هذا العبد المشوه يعمل شيئا للآخرين، أي يصنع تطهيرا. هذا التشوه [بسبب الألم الرهيب] كان الحالة التي فيها يأتي بالتطهير للأمم. الفعل "ينضح" يتكلم عن رش الماء أو الدم للتطهير... هذا عمل المسيح ككاهن وهو الذي يتضح هنا، وهذا العمل هدفه هو أن يأتي بالتنقية والتطهير إلى الآخرين... هو ذاته ككاهن سوف يرش الماء والدم فينقي أمما كثيرة. هو يفعل ذلك كمتألم، آلامه من أجل التطهير والتغيير العميق في اتجاه ناظريه (ذات المرجع ص 338- 339).

التتميم التام لهذه النبوة، في أن الكرازة بإنجيل المسيح خرجت من قيود اليهودية وأصبحت دينا في كل العالم. من القرن الأول "أمم كثيرة" كُرز لها، وأناس من كل العالم تطهروا بدم يسوع، آتين إلى الخلاص بالمسيح يسوع، ناتجا عن ذلك، كما قال د. يونج "تغييرا عميقا في اتجاه ناظريه". برغم أنه ليس كل ملوك أمم العالم كانوا رجالا مؤمنين، إلا أنه مع انتشار المسيحية في العالم، على الأقل "سدوا فمهم" وأصبحوا مسيحيين اسميين لا يتكلمون ضده. حتى اليوم، الملكة إليزابيث الثانية "تسد فمها" وتنحني في وقار أمامه في كنيسة ويستمنستر آبي حينما تحضر الخدمات هناك. كثير من الحكام في العالم الغربي وفي الشرق يقدمون احترامهم الظاهري له على الأقل، وكثير منهم كالملكة فيكتوريا فعلت أكثر من تقديم الاحترام الظاهري. هكذا أيضا الإمبراطور قسطنطين في السنين المبكرة من عمر المسيحية، وهكذا فعل كثيرون آخرون.

"لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ"
       (إشعياء 52 : 15).

كما تنبأ النبي هنا، انتشر إنجيل المسيح في كل أمم العالم،

"هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ" (إشعياء 52 : 15).

حتى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مسيحي بالاسم فقط، يحني رأسه من آن لآخر في الكنيسة و"يسد فمه".

لكن لا بد أن أقول إن هذه النبوة لا تنطبق كثيرا على أوربا والمملكة المتحدة وأمريكا كما كانت من قبل. فالكنائس في الغرب تتحير و تتعذب بسبب الهجوم الليبرالي على الكتاب المقدس، وإضعاف الكنائس بسبب لاهوت فيني وأتباعه المعاصرين بطرقهم المضلة في "القرارية" بأشكالها المتنوعة. مع هذا ففي العالم الثالث النهضات والصحوات التي كنا نراها في الكنائس المرتدة الضعيفة في الغرب لا زالت تزدهر. قلوبنا تتهلل حين نقرأ عن الجماهير في الصين وجنوب شرق آسيا والهند ومناطق أخرى من العالم وهي تتدفق على الكنائس الكارزة بالإنجيل في هذه الساعة! نعم، كثيرا ما يُضطهدون ولكن كما قال ترتليان في القرن الثاني، "إن دم الشهداء هو بذرة الكنيسة" وهذا ينطبق على دول العالم الثالث اليوم. بينما تسقط أمريكا والغرب عموما بعيدا عن خلفيتها الإيمانية المسيحية و تذوب في التشوش الروحي الملئ بالريبة، لكن كما يتنبأ سبرجون،

يسوع سوف ينضح ليس فقط اليهود، لكن الأمم أيضا في كل مكان... كل البلاد ستستمع عنك وتشعر بك آتيا كالمطر على النبات الأخصر. القبائل البعيدة وسكان الأرض التي تغرب شمسها سوف يسمعون تعليمك وينهلونه... أنت ستنضح أمما كثيرة بكلمتك المحيية. (ذات المرجع ص 248).

رسالة سبرجون "النبوية" تنطبق على اليوم أكثر من الوقت الذي قال فيه هذه الكلمات منذ أكثر من مائة عام. ونحن نفرح بهذا! آمين!

هذا الوعد لم يتم بالكامل. ولكنه سيتم بالكامل، لأن فم الرب تكلم، من خلال النبي إشعياء الذي قال،

"فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ" (إشعياء 60 : 3).

"وَيَأْتِي إِلَيْكِ غِنَى الأُمَمِ" (إشعياء 60 : 5).

"هَؤُلاَءِ مِنْ بَعِيدٍ يَأْتُونَ وَهَؤُلاَءِ مِنَ الشِّمَالِ وَمِنَ الْمَغْرِبِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ أَرْضِ سِينِيمَ" (إشعياء 49 : 12).

قال جيمس هدسون تايلور، من أوائل المرسلين إلى الصين إن "سينيم" هي أرض الصين، وهكذا أيضا يقول كتاب سكوفيلد للدارسين، في مذكرة عن إشعياء 49: 12. كيف نعارض تايلور ومذكرة سكوفيلد بينما نرى هذا يحدث في الصين أمام عيوننا اليوم؟ بالتأكيد هذا صحيح، على الأقل بالتطبيق! الآلاف يقبلون المسيح كل ساعة في جمهورية الصين الشعبية، وبلاد بعيدة أخرى ونحن نفرح لهذا!

بينما تقتل أمريكا بالإجهاض ثلاثة آلاف طفل برئ كل يوم، والكنائس تغلق بالآلاف، في هذه الأراضي البعيدة ينمو عمل المسيح وسيقوى! الرب يمنحهم مؤمنين جدد أكثر وأكثر! الرب يمنح الذين يؤمنون بالمسيح ويتألمون من أجل اسمه راضين أن ينتصروا بين الأمم قريبا في مجيئه الثاني!

لكني أسألك في هذا الصباح، هل تؤمن بالمسيح؟ هل نظرت بالإيمان إليه وهو مشوه أكثر من أي إنسان ليدفع ثمن العقوبة على خطاياك؟ نعم، خطاياك! هل نضح دمه على خطيتك المسجلة في سجلات السماء؟ هل أنت مغسول بدم حمل الله الذي يرفع خطية العالم؟ وإن كان لا، هل "تسد فمك" في محضره وتنحني ليسوع، وتقبله كربّ ومخلص؟ وهل تفعل ذلك الآن؟

رجاء قفوا ورنموا ترنيمة رقم 7 في كتيب الترانيم.

الحِمل الرهيب لذنب الإنسان وُضع على المخَلص؛
   بالويل كما بثوب، من أجل الخطاة كان في عار،
من أجل الخطاة كان في عار.

وفي سكرات الموت بكى، وصلى من أجلي؛
   أحب واحتضن نفسي المذنبة حين سُمر على خشبة.
حين سُمر على خشبة.

يا للحب المذهل! الحب الذي فاق تعبير البشر؛
   الحب الذي سيكون موضوع الأغنية الأبدية.
الأغنية الأبدية.
("الحب المتألم" تأليف ويليام ويليامز، 1759).

إن كنت تريد أن تتكلم معنا بشأن قبول يسوع والإيمان، رجاء اتجه إلى مؤخر القاعة الآن. د. كاجان سوف يصطحبك إلى مكان هادئ حيث يمكننا أن نتكلم معك. رجاء اذهب الآن. د. كاجان، رجاء قدنا في صلاة من أجل الذين استجابوا. آمين.

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

يمكنك إرسال البريد الإلكتروني إلى الدكتور هيمرز على: rlhymersjr@sbcglobal.net
- أو أكتب له إلى صندوق بريد 15308، لوس أنجليس، كاليفورنيا 90015.
أو هاتف رقم: 0452-352 (818)

القراءة الكتابية قبل العظة: الأخ آبل برودوم: متى 27: 26- 36.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"الحب المتألم" (تأليف ويليام ويليامز، 1759).

ملخص العظة

آلام وانتصار عبد الرب

(عظة رقم 1 في إشعياء 53)
!THE SUFFERING AND TRIUMPH OF GOD’S SERVANT
(SERMON NUMBER 1 ON ISAIAH 53)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

"هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّاً. كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هَكَذَا يَنْضِحُ أُمَماً كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ" (إشعياء 52 : 13-15).

(أعمال 8: 34- 35)

1.  أولا، نرى خدمة المسيح لله، إشعياء 52: 13؛ فيلبي 2: 7؛ فيلبي 2: 9؛ أعمال 2: 32- 33.

2.  ثانيا، نرى المسيح هو الذبيحة عن الخطية، إشعياء 52: 14؛ لوقا 22: 44؛ إشعياء 50: 6؛
لوقا 22: 64؛ مرقس 15: 15؛ يوحنا 19: 1- 3؛ إشعياء 53: 12.

3.  ثالثا، نرى تطبيق خلاص المسيح، إشعياء 52: 15؛ 60: 3، 5؛ 49: 12.