Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

لماذا نصوم

WHY WE FAST
(Arabic)

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة أُلقيت في الكنيسة المعمدانية في لوس أنجليس
في صباح يوم الرب، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2012

رجاء افتحوا كتبكم المقدسة معي على إشعياء 58: 6. لنقف معا لقراءة كلمة الله.

"أَلَيْسَ هَذَا صَوْماً أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ" (إشعياء 58 : 6).

تفضلوا بالجلوس.

كان الناس في ذلك الوقت يصومون بالامتناع عن الطعام لفترة من الوقت. قبل الشاهد الذي قُرئ بقليل كان الله قد قال لإشعياء لماذا رفض صوم الشعب. لم يُرفض الصوم في حد ذاته من الله، فالكتاب يعطينا أمثلة جيدة كثيرة عن أناس صاموا، ولكن هذه المرة صاموا لأسباب خاطئة. كان مجرد مظهرا خارجيا من مظاهر العبادة. كانوا يتعاركون أثناء صومهم وأهملوا الرحمة والمحبة نحو الآخرين. كان تدينهم باردا بلا حماس. كانوا يصومون ولكن يفعلون ذلك كفرض فقط. كانوا لا يفكرون في إرضاء الله حين صاموا.

أدان الرب يسوع المسيح هذا النوع من الصوم. قال المسيح،

"وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ" (متى 6 : 16).

كان "أجرهم" أن يراهم الناس، أن يجعلوا الناس ترى تقواهم. لم يتوقعوا شيئا من الله حين صاموا. لقد صاموا فقط من أجل أن يتباهوا ويجعلوا الناس تعتقد إنهم متدينون.

لكن لاحظ أن المسيح لم يدن كل الصوم. قال للتلاميذ، " أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ لا تكن كالمرائين..." وقال أيضا،

"وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" (متى 6 : 17-18).

لم يدن المسيح كل الأصوام ولكن قال لنا كيف نصوم "متى صمت". المسيحية الحقيقية فيها علاقة شخصية مع المسيح. والصوم الحقيقي لا بد أن يكون شخصي وسري. يجب ألا يتباهى أحد بأنه صائم!

مع الأسف كثير من الكنائس الأمريكية تعرف القليل إن لم يكن لا شيء عن الصوم. كنت عضوا في كنيسة معمدانية جنوبية لمدة ست سنوات ولم أسمع أثنائها كلمة واحدة عن الصوم. كان إعلانا بالنسبة لي حين انضممت إلى الكنيسة المعمدانية الصينية وسمعت عن الصوم لأول مرة في حياتي. راعي الكنيسة الصينية د. تيموثي لين تكلم كثيرا عن الصوم وكان البعض صائمين مصلين حين أرسل الله نهضة قوية للكنيسة. علمت بعدها أن الصوم والصلاة يمارسان كثيرا في كنائس البيوت في الصين. أؤمن أن هذا من الأسباب الرئيسية للنهضة في كنائس البيوت في الصين. أنا أؤمن أن هذا أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الرب يرسل نهضة بهذه القوة في كنائس البيوت في جمهورية الصين الشعبية. ملايين الناس يصبحون مسيحيين في الصين اليوم. أنا مقتنع بأن النهضة الهائلة التي يختبرونها أتت من الله استجابة لصلواتهم وأصوامهم. قال جيمز هدسون تايلور المرسل العظيم إلى الصين:

      في شانسي، وجدت مسيحيين صينيين يعتادون قضاء أوقات في الصوم والصلاة. لقد أدركوا أن هذا الصوم - الذي لا يحبه الكثيرون، والذي يتطلب إيمان بالله، إذ يجعل الشخص يشعر بالوهن والاحتياج – حقا وسيلة للنعمة دبرها الله.

قال محارب الصلاة أندرو موري،

يساعد الصوم على تعميق وتأكيد والتعبير عن القرار بأننا مستعدون للتضحية بأي شيء، حتى أنفسنا، كي نحصل على ما نطلبه لأجل ملكوت الله.

المصلحون لوثر وكالفن ونوكس صاموا كثيرا، وكل الوعاظ الميثودستيين الأوائل كانوا مطالبين بالصوم يومين من كل أسبوع. أما أبونا المعمداني يوحنا بانيان فقد كان كثيرا ما يصوم قبلما يعظ. قال ديفيد برينارد، أحد المرسلين الأوائل إلى الهنود الأمريكان،

لقد خصصت هذا اليوم للصوم السري والصلاة ... من أجل الكرازة بالإنجيل.

شهد برينارد نهضة قوية بين الهنود حين كان يعظ.

لقد كان لي الامتياز أن أكون شاهد عيان لثلاثة من انسكابات الروح القدس الغير معتادة في النهضة، وكان اثنين منهم أثناء وقت للصوم والصلاة. الصحوة الأولى الكبرى أيضا أتت بهذه الطريقة. قال جون ويسلي أحد رواد تلك النهضة:

هل خصصت أياما للصوم والصلاة؟ اعصف عرش النعمة بالصوم والصلاة وثابر و ستحل الرحمة من السماء.

كان ويسلي نفسه يصوم يومين من كل أسبوع لعدة سنوات أثناء هذا الموسم للنهضة.

نحن نعيش في هذه الأيام في كنائس أمريكا والغرب موسما جافا جدا. كنائسنا تتعثر. ملايين يتركون الكنائس. يتحول الكثيرون إلى البوذية، والديانات الشرقية وخرافات أخرى. في خطاب تنصيبه من ثلاث سنوات قال الرئيس أوباما إن أمريكا لن تستمر دولة مسيحية وكل الشواهد تثبت صحة ما قال.

كيف حدث هذا؟ حدث بسبب ميل الكثير من رعاة الكنائس إلى العالم. لقد أتوا بموسيقى العالم إلى الكنائس. لقد أتوا بشروحات واهية لآيات الكتاب بدلا من العظات القوية مثل التي وعظها الوعاظ العظماء القدامى. كثير منهم أوقفوا خدمة مساء الأحد. وكثيرون حولوا اجتماعات الصلاة في وسط الأسبوع إلى المزيد من اجتماعات "الشروحات الكتابية". لقد كادت تندثر اجتماعات الصلاة الحقيقية. لقد سمحوا للناس أن يدخلوا الكنيسة لابسين وكأنهم ذاهبين للشاطئ. طبول وموسيقى صاخبة وحتى الرقص أصبح مألوفا في ما يسمى بـ "خدمات العبادة". كثير جدا من الوعاظ لا يعرفون كيف يقودون الناس إلى توبة وتغيير حقيقي. الطريقة الوحيدة التي بها يستطيعون أن يضيفوا شخصا إلى الكنيسة هو عن طريق إغرائه كي يترك كنيسته وينضم إلى كنيستهم. الطريقة الوحيدة للإتيان بالناس إلى كنائسهم هي أن "يسرقوا الرعية" من كنائس أخرى.

سُمِّيَ الدكتور أ. و. توزر "أحد أنبياء القرن العشرين" في أثناء حياته. لكن ما قاله ينطبق أكثر على يومنا هذا. فقد قال:

      العقلية الدينية التي تتميز بالتردد وقلة الشجاعة الأدبية تسببت في أن تكون لدينا اليوم مسيحية رخوة، فقيرة الفكر باهتة، تكرارية وبالنسبة لكثيرين مملة. وهي تُروج على إنها إيمان آبائنا... نحن نطعم شبابنا المتطلع من طعام أطفال بلا طعم، ولكي نحسن منه كي يستطيعوا أكله نضيف إليه بعض الاستمتاع الحسي المأخوذ من العالم غير المؤمن. أسهل أن تسلي الشباب من أن تنصحهم، أسهل أن تتبع الذوق المنحط للعامة من أن يكون لك فكرك الخاص. فالكثير من قادتنا الإنجيليين يدعون أذهانهم تضمر بينما أصابعهم نشطة تبحث عن الحيل الدينية التي يغذون بها الجموع الباحثة. (أ. و. توزر، دكتوراة في اللاهوت، "نريد مفكرين مكرسين"، دار النشر المسيحي، طبعة 1986، ص 67، 68).

لكي تأتي النهضة إلى كنائسنا، نحتاج شيئا أفضل مما لدى هؤلاء الوعاظ بشروحاتهم الجافة وأفكارهم المتناثرة المختارة من التفاسير الحديثة لبعض الكتاب المعاصرين ذوي الأفكار الضحلة. نحتاج شيئا أفضل من "المسيحية الرخوة" والتي لا تجتذب الشباب من العالم كي يصبحوا تلاميذ ليسوع المسيح!

مع هذا حين نأتي أنفسنا إلى هذا السؤال، نتحير كيف يمكننا أن نربح الشباب الهالكين من العالم. بعد فحص مستفيض للنفس والكثير من الصلاة، أصبحت مقتنعا أن لا شيء يمكننا أن نفعله يستطيع أن يربح الشباب من العالم بدون تدخل الله ذاته. قال الله للنبي زكريا:

"لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (زكريا 4 : 6).

الطريقة الوحيدة الممكنة لربح الشباب للمسيح ولكنيستنا هي "بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ".

رأى التلاميذ الشاب الغني يترك المسيح ويعود إلى حياة الأنانية والخطية. سأل التلاميذ المسيح، "فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟"

"فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ»" (مرقس 10 : 26-27).

ها هي الإجابة! بشريا، من المستحيل تغيير الشاب الغني أو أي شاب آخر! "عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ". لا يوجد برنامج يستطيع أن يفعلها! لا توجد عظة ذكية يمكنها أن تحقق ذلك! ولا أي نوع من التسلية! "فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟" "عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ". الرب لم يقل إنه غير مستطاع. كلا! لكنه قال "عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ" الله وحده يستطيع أن يفعل ذلك! "عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ".

"لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (زكريا 4 : 6).

الله وحده هو الذي يستطيع أن يجعل شابا يرى تفاهة هذه الحياة – ويأس هذا العالم! الله وحده هو الذي يستطيع أن يجعل شابا يشعر بالاحتياج للكنيسة كل أحد! الله وحده هو الذي يستطيع أن ينزع ثقتهم في أنفسهم! الله وحده هو الذي يستطيع أن يبكتهم على الخطية! الله وحده هو الذي يستطيع أن يأتي بهم إلى المسيح كي يتبرروا بدمه! الله وحده هو الذي يستطيع أن يجذبهم إلى ابنه لكي يحيوا أمامه!

لكن كيف تكون لنا قوة الله في وسطنا؟ هذا يأتي بنا مرة أخرى إلى النص الكتابي،

"أَلَيْسَ هَذَا صَوْماً أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ" (إشعياء 58 : 6).

هنا قال الله لنا لماذا يجب أن نصوم:


1.  لحل قيود الشر

2.  لفك عقد النير

3.  لإطلاق المسحوقين أحرارا وقطع كل نير.


إن كنت معنا في هذا الصباح وأنت لست مؤمنا بعد، أريدك أن تعلم أن شبابا كثر هنا صاموا من أجلك أمس. لن نفصح عن أسمائهم. لكن كثيرين صاموا وصلوا من أجلك سرا. لم يأكلوا شيئا طوال النهار، حتى أتينا إلى الكنيسة في المساء وأكلنا معا. لماذا صاموا وصلوا من أجلك؟ فعلوا ذلك لأنهم مهتمون جدا بك. يريدونك أن تتحرر من قيود الخطية. يريدونك أن تتحرر من الأحمال الثقيلة وضغوط إبليس. لقد صاموا طوال أمس لكي ينزل الله ويحررك من الخطية، ويجذبك للشركة الكاملة في كنيستنا، ويجذبك للمسيح لكي تغتسل بدمه الثمين. قال د. إلمر تاونز من جامعة الحرية،

      حين تصوم وتصلي، يمكنك أن تطلب من الله أن يفتح كوى السماء ويفيض بركة على الآخرين... يمكنك أن تقرع على أبواب السماء حتى يبكت الله الشخص الهالك في الخطية ويأتي به أو بها إلى يسوع المسيح (إلمر تاونز، دليل المبتدئين في الصوم، دار ريجل للنشر، 2001، ص 124).

معظم شعب كنيستنا صام من أجلك أمس. سألوا الله لكي يفتح عينيك لترى فراغ الحياة بدون المسيح. صلوا لكي يجذبك الله إلى دفء الصداقة في كنيستنا. طلبوا من الله أن ينير قلبك، حتى تشعر بخطيتك وترى احتياجك للمسيح. طلبوا من الله أن يريك أن يسوع مات على الصليب ليدفع ثمن العقوبة على خطيتك ويسفك دمه الثمين ليطهرك من كل خطية. صلوا من أجلك كي يريك الله من بُعدٍ جديد، يسوع في كل جماله في السماء. صاموا وصلوا كي يجذبك الله إلى كنيستنا وإلى المسيح حتى تتغير وتكون لك حياة أبدية فيه. الترنيمة القديمة التي رنمها الأخ جريفيث قبل هذه العظة تعبر عن صلواتهم لك.

لي مخلص، هو يشفع في المجد،
   مخلص محب، حتى إن قل أصدقاء الأرض
الآن هو يراقبني بتحنن؛
   آه لو كان مخلصي هو مخلصك أيضا!
من أجلك أصلي من أجلك أصلي،
   من أجلك أصلي من أجلك أصلي.

إن كنت تصلي من أجل أصدقائنا الذين لم يخلصوا بعد، رنم معي هذا القرار مرة أخرى.

من أجلك أصلي من أجلك أصلي،
   من أجلك أصلي من أجلك أصلي.
("من أجلك أصلي"، تأليف أُومالي كلو، 1837- 1910).

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

You may email Dr. Hymers at rlhymersjr@sbcglobal.net, (Click Here) – or you may
write to him at P.O. Box 15308, Los Angeles, CA 90015. Or phone him at (818)352-0452.

القراءة الكتابية قبل العظة: د. كريجتون ل. تشان: متى 6: 16- 18.
الترنيمة الفردية قبل العظة: الأخ بنيامين كينكاد جريفيث:
"من أجلك أصلي"(تأليف أُومالي كلو، 1837- 1910).