Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

الجلد والعار والبصق

THE SCOURGING, SHAME AND SPITTING

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

عظة أُلقيت في الكنيسة المعمدانية في لوس أنجليس
في مساء يوم الرب، 1 أبريل/نيسان 2012
A sermon preached at the Baptist Tabernacle of Los Angeles
Lord’s Day Evening, April 1, 2012

”بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ.“ (إشعياء 50: 6).

قد نسأل مع الخصي الحبشي: ”أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟“ (أعمال 8: 34). كما هو مدوَّن في الأصحاح 53، لا يمكن أن نشك في أن إشعياء تكلم هنا عن الرب يسوع المسيح. وبالتأكيد هذه واحدة من النبوءات التي تشير إلى يسوع عندما تحدث إلى تلاميذه، عندما ذهبوا إلى أُورشليم، وقال:

«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى الأُمَمِ، وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ، وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ، وَيَجْلِدُونَهُ، وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». (لوقا 18: 31-33 ).

قال لهم يسوع إن الأمم سيستهزؤون به، ويهينونه، ويجلدونه، ويحكمون عليه بالموت. وقال إن كل هذا قد تنبأ به "الأنبياء". لذا فإن هذا النص يجب أن يكون واحدًا من الآيات التي أشار إليها:

"بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (إشعياء 50: 6).

فانظروا كيف أن هذه النبوءة قد تحققت حرفيا. بيلاطس البنطي، الحاكم الروماني، جلده. ثم فعل ذلك أيضًا الجنود الرومان،

"...وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ..." (مرقس 15: 17-19).

لذا أنا مقتنع أنه كان يسوع الناصري، الفادي، الذي حقق تلك الكلمات عينها هو الذي في النبوة،

"بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (إشعياء 50: 6).

دعوا يوسف هارت يصف المشهد:

انظروا كيف كان يسوع يقف صبورًا،
أُهين في هذا المكان المرعب!
قَيَّد الخطاة يَدَيَّ كُلِيّ القدرة،
وبصقوا في وجه خالقهم.

بالشوك تمزَّق وجهه وجبينه،
نزف الدم كالينابيع من كل جانب؛
جُلِدَ على ظهره بالسياط الأليمة،
ولكن جلدات أشد إيلامًا مزَّقت قلبه.
("آلامه" تأليف يوسف هارت، 1712- 1768؛ بتنقيح الراعي).

"بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (إشعياء 50: 6).

آتي إليكم الليلة بالمخلص المتألم. وأقول مع بيلاطس: "هوذا الرجل". وجهوا قلوبكم، وانظروا إليه في آلامه. تُرى من هو، ما هو المثال الذي تركه لنا، وماذا فعل ليخلص الخطاة الهالكين من النار الأبدية.

1. أولا: اُنظروا إليه كالإله المتجسد.

جاء الله إلينا في جسد بشري ليعيش بين الناس على هذه الأرض. يقول إشعياء في 50: 2، "جِئْتُ." الله الإبن "جاء" نزل من السماء، وعاش بيننا.

"وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ...وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." (يوحنا 1: 1، 14).

"اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (تيموثاوس 3: 16).

كان المسيحيون القدماء على حق حين دعوا يسوع: "إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق".

فكِّر في هذا وسوف ترى أن هذه هي أعظم وأروع تعاليم طرقت الفكر البشري عبر كل الدهور. قال سبرجون:

ألم يتضح هذا جيدًا، انه أمر عجيب للغاية أن الله غير المحدود واللانهائي الذي يملأ كل شيء، والذي كان والذي لا يزال، والذي يأتي، القادر على كل شيء، كلي العلم والمعرفة، كُلِّي الوجود، الذي مجده في كل مكان، في الحقيقة يتنازل فعلا في صورة انسان في طبيعته السفلي من الطين. الذي صنع كل شيء، ومع ذلك تنازل واتخذ الجسد المخلوق متحدًا بنفسه ... لم يكن تجسد ربنا هاجسًا أو خيالاً ... ليس مجرد ظهور في شكل إنسان: بدون أي شك "الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا." "جسوني وانظروا"، يقول الرب "الروح ليس له لحم وعظام كما تروني" (تشارلس هـ. سبورجون، "سر التقوى العظيم"، منبر كنيسة متروپوليتان، منشورات السائح، 1979 إعادة طبع، المجلد 28، ص 698).

كان يسوع هو الله في جسدٍ بشري، جامعًا الطبيعتين الإلاهية والبشرية بإتحاد طبيعي. هو الله المتجسد، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، الكلمة المتجسِّد!

هذا يكشف لنا أن النص لا يمكن أن يسبر غوره بالنسبة للعقل البشري! هنا الله في جسد بشري يسمح لنفسه أن يتنازل في حالته ويتعرض للتعذيب! إنه أبعد من الفكر البشري أن الله المتجسد يمكن أن يقول:

"بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (إشعياء 50: 6).

وهنا خالق الكون، وكل ما فيه، يسمح للرجال الأشرار أن يضربوه على ظهره وينتفون لحيته! هنا إلهي يجعل أحقر الخطاة يبصقون على وجهه القدوس!

انظروا كيف كان يسوع يقف صبورًا، أُهين في هذا المكان المرعب!
قَيَّد الخطاة يَدَيَّ كُلِيّ القدرة،
وبصقوا في وجه خالقهم.
   ("آلامه" تأليف يوسف هارت).

2. ثانيًا: اُنظروا إليه كمثلنا الأعلى.

"بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (إشعياء 50: 6).

كخادم الله، سمح يسوع للخطاة أن يضربوه على ظهره، وينتفوا شعره، ويبصقوا على وجهه. كان يمكنه أن يأمر الأرض لتنفتح تحتهم وتبتلعهم كما حدث مع قورح، أو جعل النار تلتهمهم، كما فعل إيليا. لكنه سار "كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ." (إشعياء 53: 7). وقال الرسول بطرس:

"لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ»، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل." (1 بطرس 2: 21-23).

قد نكون على استعداد أن نُعطي الله حياتنا ومالنا، ولكن عندما نتعرض لسوء المعاملة والافتراء فإننا نتراجع. لكن يسوع قَبِلَ أن يُسخر منه ويُدعى دجالاً بل ومن أسوأ الخطاة دون أن يدافع عن نفسه. ماذا نقول عندما يتهمنا الأصدقاء والأقارباء بأننا منافقين، ويتحدثون عنا بالشر لمجرد أننا مسيحيين؟ علينا أن نتذكر أن يسوع التزم الصمت، "وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا"، ظلّ صامتًا عندما اتهمه شهود زور في الليلة السابقة لصلبه (متى 26: 63). عندما قال له بيلاطس: "«أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟» فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدًّا." (متى 27: 13-14).

لقد تعلمت هذا الدرس بصعوبة بالغة عندما دافعت عن يسوع خلال المظاهرات التي قمنا بها ضد الفيلم التجديفي بعنوان "التجربة الأخيرة للمسيح." خرج شهود الزور من كل مكان ليتهموني بمعاداتي للسامية والغدر بهم. وكان هذا كذب تمامًا. أنا أحب الشعب اليهودي ودولة اسرائيل من كل قلبي ونفسي، وكنت دائما كذلك. ولكنني تعلمت أن أُعاني تلك الانتهاكات في صمت عندما تحول ضدي أصدقاء عُمري بسبب الدفاع عن يسوع. لمدة عشرين عامًا لم أقُل إلاّ القليل للدفاع عن نفسي. وفي الآونة الأخيرة فقط كتبت بيانًا لحماية شهادة كنيستنا ضد هذه الاتهامات الكاذبة. قال يسوع:

"طُوبَاكُمْ إِذَا أَبْغَضَكُمُ النَّاسُ، وَإِذَا أَفْرَزُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ، وَأَخْرَجُوا اسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ. اِفْرَحُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَتَهَلَّلُوا، فَهُوَذَا أَجْرُكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاءِ. لأَنَّ آبَاءَهُمْ هكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاءِ." (لوقا 6: 22-23).

كانت كلمات المخلِّص سبب راحة كبيرة لنفسي في أوقات المحن. أعتقد أنه يجب ألاّ ندافع عن أنفسنا بسرعة كبيرة جدا عندما يتهمنا العالم من أجل يسوع. خلال مظاهرات "التجربة الأخيرة للمسيح"، بكل معنى الكلمة، بصق رجل في وجهي. وقفت هناك أمام عشرات من كاميرات الصحفيين بينما البصاق يسيل على وجهي. تعلمت من يسوع ألا أنتقم، لأنه لم يخفِ وجهه "وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." حاولت جهدي أن أكون لطيفًا مع هذا الرجل بعد ذلك. كم هو مسكين! فيما بعد، قُتِلَ هذا الرجل. ويعلم الله مدى الحزن الذي شعرت به عليه والدموع التي ذرفتها عليه وعلى عائلته. في عظة ألقاها سبورجون عن آيتنا هذه قال: "يجب أن تصير أقل وأقل، بالرغم من احتقار ورفض الناس لك، لأن هذا هو الطريق إلى المجد الأبدي" ("العار والبصق"، منبر كنيسة المتروپوليتان، منشورات السائح، 1972 إعادة طبع، المجلد 25، ص 431).

ليت كل واحد منا يتذكر مثال يسوع عندما يسخرالناس منَّا ويتحدثون ضدنا لكوننا أتباعه في هذه الأيام الشريرة. قال سبورجون:

هل تعاني من الأوجاع والآلام ...؟ يسوع يعرف كل شيء عنها، لأنه قال: "بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ". هل تعاني ... من الافتراء؟ "وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." هل يسخرون منك ...؟ هل يهزأ الأشرار منك بسبب تقواك وحبك للرب؟ إن يسوع يتعاطف معك، لأنك تعرف الإستهزاء المرير الذي وجههوه إليه عند الصليب. في كل طعنة تخترق قلبك، فقد تحمل ربك نصيبه من ذلك وأكثر. اذهب إليه وأخبره. كثيرون سوف لا يفهمونك. فأنت طير أرقط، تختلف عن الآخرين، وسوف يضايقونك، ولكن يسوع يعلم هذا، لأنه كان طائرًا أرقطًا أيضًا ... اذهب له وهو سوف يتعاطف معك (سبرجون، نفس المرجع السابق.)

انظروا كيف كان يسوع يقف صبورًا،
أُهين في هذا المكان المرعب!
قَيَّد الخطاة يَدَيَّ كُلِيّ القدرة،
وبصقوا في وجه خالقهم.

3. ثالثًا: اُنظروا إليه كالبديل عن الخطاة.

"بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (إشعياء 50: 6).

تذكر أن يسوع لم يتعرض لهذا الألم من أجل أي خطيئة شخصية، لأنه بلا خطيئة

.

"وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا." (اشعياء 53: 5).

تخبرنا الآية في إشعياء 53 بوضوح أنه سَحقِهِ وجرحه، وأيضًا موته، كلها كانت ضرورية لخلاص الخطاة. حمل يسوع في نفسه خطايانا. ويخبرنا الكتاب المقدس أن الله "جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (2 كورنثوس 5: 21). عندما تألّم المسيح، تألّم من أجل خطايانا، لدفع ثمن خطايانا، لكي ما يمكننا أن نخلص. إنّ الخطيئة هي أسوأ شيء في الوجود. الخطيئة تستحق العقاب مثل الجلد. الخطيئة تستحق البصق. الخطيئة تستحق الصلب. ولأن المسيح حمل خطايانا على نفسه، كان عليه أن يُجلد. كان يجب أن يُبصق عليه. كان عليه أن يواجه العار. إذا كنت تريد أن تعرف ماذا يظن الله في الخطيئة، انظر إلى ابنه، جُلِد على ظهره، نتفوا الشعر من لحيته، وبصقوا في وجهه. فعل هذا الجنود عندما قُدِّم كذبيحة خطيئة من أجلنا. إذا جُلِدنا أنا وأنت ونتفوا شعرنا وبصقوا علينا بسبب خطايانا فسوف لا يثير هذا العجب. لأننا نستحق ذلك. لكن ذاك الذي حمل خطايانا كان ابن الله. وقف يسوع في مكاننا، و "أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ" (إشعياء 53: 10). وبالرغم من أن خطايانا وُضِعت فقط على يسوع بإلصاق التهمة، لكن ذلك سبَّبَ له عميق الألم والعار قبل أن دفع الثمن باهظًا على الصليب.

لاحظ أن هذا النص يقول: "بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." أعطى يسوع نفسه باختياره للضاربين، لأولئك الذين نتفوا لحيته، وبصقوا على وجهه. وقدم نفسه ليموت على الصليب. لم يجعله أحد يعاني من أجل خطايانا. فعل ذلك عن طيب خاطر. قبل ابن الله راضيًا مختارًا اللعنة من أجلنا، كبديل لدينا، لدفع ثمن خطايانا - حتى يمكن أن يغفر الله لنا خطايانا ويبررنا في نظره.

هل يمكننا أن نسمع بهذا دون أن نشعر بالدهشة؟ هل نتذكر أن ابن الله تعرض للضرب، ونتف الشعر، والبصق عليه، دون أن ينتابنا الذهول، والعجب والشكر والحمد؟ ذاك الذي يغطي السماء بالسحاب، لم يغطِ وجهه عن العار والبصق. ذاك الذي خلق ظهور الجبال، لم يحافظ على ظهره من التعرض للجلد والتمزق إلى أشلاء. ذاك الذي يربط الكون معًا قُيِّدت يداه بالسلاسل وعُصِبَت عيناه بواسطة أُولئك الرجال الذين خلقهم هو نفسه. عندما رنَّمَت جوقات الملائكة في السماء بألحان الطرب وعزفت الموسيقى بمدحه، هل كان يبدو من المحتمل أنه سوف يُسمَّر يومًا على صليب العار؟ اعتقد أن آثار المسامير ستظل باقية إلى الأبد في يديه وقدميه، كي لا ننسى ما فعله من أجلنا عندما نراه في السماء. كيف أتطلّع إلى وجهه العزيز في المجد دون أن أتذكر أن الخطاة نتفوا خُصَلاً من لحيته بينما سال البصاق على خديه الطاهرين!

انظروا كيف كان يسوع يقف صبورًا،
أُهين في هذا المكان المرعب!
قَيَّد الخطاة يَدَيَّ كُلِيّ القدرة،
وبصقوا في وجه خالقهم.

وجهه! لماذا لم يبصقوا على الملائكة؟ ألم يكن هناك مكان آخر لك للبصق إلا على وجهه العزيز؟ وجهه! ليت الله يساعدنا! وجهه! قد بصقوا على وجه يسوع القدوس! قال سبرجون، "أتمنى لو لم يكن الإنسان قد خُلِقَ، أو أن ... الخليقة أُزيلت من الوجود قبل ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء" (المرجع نفسه، ص 428). ليت الله يساعدنا! لقد بصقوا على وجه فادينا!

إذا كنت ما زلت بعيدًا، أُناشدك أن تثق فيه الآن. إن خطاياك تنتهي عندما تثق فيه، عندما سُمِّرَ على الصليب حَمَلَ كل آثامك وعارك. لقد عفى عن عقابك، لأن يسوع حمل كل ذلك وطرحه بعيدا - على ظهره، وعلى خديه، على وجهه، والجروح التي في يديه وقدميه. ثق فيه فتزال كل عقوبات خطاياك، وأنت تخلص، وتتبرر الآن وإلى الأبد بواسطة محبته الفادية! قفوا من فضلكم ورنموا ترنيمة رقم 7، "يا له من ينبوع!" تأليف الدكتور جون ر. رايس.

قصة الحب العجيب فاقت الوصف،
تخبرنا عن الغفران العجيب.
هناك عفو مجاني، كم تألّم المسيح،
تمم الفداء في الجلجثة، على عود الصليب.
ياله من ينبوع رحمة تدفق،
سال دم المخلِّص المصلوب.
الدم الثمين الذي سفكه لفدائنا،
نعمة وغفران عن كل خطايانا.
   ("يا له من ينبوع!" تأليف الدكتور جون ر. رايس، 1895- 1980).

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

You may email Dr. Hymers at rlhymersjr@sbcglobal.net, (Click Here) – or you may
write to him at P.O. Box 15308, Los Angeles, CA 90015. Or phone him at (818)352-0452.

الخطوط العامة

الجلد والعار والبصق

THE SCOURGING, SHAME AND SPITTING

للدكتور ر. ل. هيمرز
.by Dr. R. L. Hymers, Jr

”بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ.“ (إشعياء 50: 6).

(أعمال الرسل 8: 34، لوقا 18: 31-33، مرقس 15: 17-19)

1. أولا: اُنظروا إليه كالإله المتجسد. إشعياء 50 : 2 ؛ يوحنا 1: 1، 14؛
1 تيموثاوس 3:16.

2. ثانيًا: اُنظروا إليه كمثلنا الأعلى. إشعياء 53: 7، بطرس الأولى 2: 21-23؛
متى 26: 63، 27: 13-14، لوقا 6: 22-23.

3. ثالثًا: اُنظروا إليه كالبديل عن الخطاة. ، إشعياء 53: 5؛
2 كورنثوس 5: 21 و إشعياء 53: 10.