Print Sermon

إن هدف هذه الصفحة الإلكترونية هو تزويد الرعاة والمرسلين حول العالم بعظات مكتوبة ومصورة مجانية وبالأخص في العالم الثالث، حيث يندر وجود كليات لاهوت ومدارس تعليم الكتاب المقدس، إن وُجدت.

هذه العظات المكتوبة والمصورة تصل الآن إلى حوالي مليون ونصف جهاز كمبيوتر في أكثر من ٢٢١ دولة شهريا على الموقعwww.sermonsfortheworld.com. مئات آخرين يشاهدون العظات على يوتيوب لكنهم حالا يتركون يوتيوب ويأتون إلى موقعنا. يوتيوب يغذي موقعنا بالقراء والمشاهدين. العظات المكتوبة تُقدم في ٤٣ لغة إلى حوالي ١٢٠,٠٠٠ جهاز كمبيوتر كل شهر. العظات المكتوبة ليس لها حقوق نشر، فيمكن للوعاظ استخدامها دون إذن منا. انقر هنا كي تعرف كيف يمكنك أن تقدم تبرعا شهريا لتعضيدنا في هذا العمل العظيم لنشر الإنجيل للعالم كله.

حينما تراسل د. هايمرز، دائما اذكر البلد الذي تعيش فيه، وإلا لن يستطيع أن يجيبك. إن البريد الإلكتروني للدكتور هايمرز هو rlhymersjr@sbcglobal.net.

قيامة المسيح في العهد القديم

THE RESURRECTION OF CHRIST
IN THE OLD TESTAMENT

بقلم الدكتور أر. إل. هايمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

عظة أُلقيت في الكنيسة المعمدانية في لوس أنجليس
صباح يوم الرب، 2 مايو/أيار 2010

"ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 27).

كان تلميذان يمشيان قاصدين قرية عمواس. كان ذلك يوم الأحد بعد الظهر ̶ اليوم الذي قام فيه يسوع من بين الأموات. وبينما كانوا يسيرون اقترب يسوع منهما وسار معهما. لكنها لم يعرفانه في البداية. طلب منهما وسألهما عما كانا يتحدثان وكانا في غاية الحزن. قالوا له أنهما كانا يعتقدان أن المسيح سوف يخلص اسرائيل، ولكن بدلاً من ذلك صُلِبَ ومات. وقالا أيضا أن بعض النساء ذهبوا إلى قبره باكرًا صباح اليوم. وقالت لهما النساء إن المسيحَ حيٌّ. وهذان التلميذان مازالا لم يعرفا أنهما كانا يتحدثان مع المسيح المُقام. فوبخهما لعدم إيمانهما،

"فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 25-27).

وما زالا لم يدركا أنهما كانا يستمعان إلى المسيح المقام حتى توقفوا لتناول العشاء. ثم يسوع،

"...أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا، فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ."
      (لوقا 24: 30-31).

في نفس اليوم الذي مات فيه، سجل الدكتور م. ر. ديهان هذه الكلمات لبرنامج الراديو المشهور لدراسة الكتاب المقدس. هذه هي الكلمات الأخيرة للدكتور ديهان وُعِظت في الراديو.

      عندما أخذ يسوع الخبز وكسره وأعطاه لهما، رأوا علامات هويته -- الجروح في يديه. عندما أعطاهما الخبز رأوا يديه. وكانت يدي يسوع المجروحة هي علامة هويته (م. ر. ديهان، دكتوراه، صور المسيح في سفر التكوين، دار نشر زونديرفان، طبعة 1966، ص 55).

أنا لم أقرأ هذا في أي مكان آخر، ولكن يبدو وكأنه تفسير معقول لما حدث. ولكن حتى لو كان ديهان هناك كان ما حدث إنما هو خارق للطبيعة في الحقيقة حيث "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ." (لوقا 24: 31). إن الأمر يحتاج إلى قوة الله للتنوير "مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ [أذهاننا]" (أفسس 1: 18).

إن ما حدث هذا، يبين لنا كيف عرفه هذان التلميذان. وهي صورة ترينا كيف يأتي جميع المسيحيين للتوصل إلى معرفة المسيح. أولاً، قد وعظهما من الكتاب المقدس (لوقا 24: 27). ثانيًا، "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ." (لوقا 24: 31). ولكن قبل أن تنفتح عيونهما، قال لهما يسوع :

"فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 25-27).

بدأ يسوع بِكُتُبِ موسى، ثم ذهب بعد ذلك خلال العهد القديم في الكتاب المقدس"، فَسَّرَ [شرح] لهما جَمِيعِ الْكُتُبِ المقدسة [العهد القديم] الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ" (لوقا 24: 27). لا بد أنه يكون قد بدأ بسفر التكوين، الذي كتبه موسى، لأنه بدأ من كتب موسى، ثم ذهب إلى بقية كتب العهد القديم الأخرى في الكتاب المقدس، موضحا "لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ" (لوقا 24: 27). ولذلك فإننا سوف نذهب خلال العهد القديم لنظهر بعض الأشياء التي يجب أن يكون المسيح كان قد علَّمَهُم عن صلبه و بالأخص عن قيامته.

أولا: قيامة المسيح مفهومة ضمنيًا في عمله للخليقة.

"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ." (تكوين 1: 1).

هناك، في الكلمات الأولى من سفر التكوين، نرى المسيح هو خالق السماء والأرض. ويخبرنا العهد الجديد:

"فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ." (يوحنا 1: 1-3).

الخالق العظيم، كلمة الله، كان يسوع المسيح. ويظهر هذا بوضوح في يوحنا 1: 14،

"وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." (يوحنا 1: 14).

وترتبط الخليقة بالمسيح بشكل وثيق بقيامته من بين الأموات في كولوسي 1: 16-18.

"فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ." (كولوسي 1: 16-18).

وهو الذي كان لديه القوة لخلق كل شيء، "فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ" كما كان "بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ" (كولوسي 1: 18). إن قدرته على خلق الكون، تعني بقوة، قدرته على القيامة من بين الأموات. بلا شك أن يسوع قال هذا للتلميذين الذين تحدث معهما على طريق عمواس.

"ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 27).

ثانيا: قيامة المسيح مُصَوَّرَةٌ في آدم.

المسيح، آدم الأخير، نام في القبر، في حين أن الكنيسة أُخِذَت من جنبه. هذه تُصور بحوَّاء هذه التي أُخذت من جانب آدم.

"فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ." (تكوين 2: 21-22).

هذه صورة المسيح والكنيسة.

"لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ." (أفسس 5: 30-32).

نام آدم. أخذ الله حواء من جنبه. تقول مذكرات سكوفيلد، "حواء هي رمز للكنيسة كعروس للمسيح" (ملاحظة على سفر التكوين 2 :23). نام المسيح في الموت لمدة ثلاثة أيام في القبر. يقول الدكتور ديهان: "فُتح جنبه، فتدفق الماء للتطهيره ودمه للتبرير. الكنيسة، مثل حواء، كانت خليقة جديدة" (ديهان، المرجع نفسه، ص 33). أيضًا، استيقظ آدم بعد أن أُخِذت حواء من جنبه، وهذا يصور المسيح، آدم الأخير، حيث قام من بين الأموات.

"هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ."
      (أفسس 5: 32).

ثالثًا: نجد قيامة المسيح في أوَّل إشارة للإنجيل.

يتفق الجميع على أن سفر التكوين 3: 15 يعبر عن فكرة الفداء لأول مرة في الكتاب المقدس، أو أول ذكر للإنجيل. وكانت موجهة إلى الشيطان. فإنه يقول:

"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ". (تكوين 3: 15).

"نَسْل" المرأة هو المسيح، لأن كلمة "ا نَسْل" لم تُذكر، في أي مكان آخر في العهد القديم، لتشير إلى امرأة. لذلك فالكلمة "ا نَسْل" المرأة، هو المسيح،

"وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»." (إشَعْيَاءَ 7: 14).

"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ". (تكوين 3: 15).

ثم، أيضا، فإن سَحْقُ عَقِب المسيح سوف لا يكون مُميتًا، ولكن سَحق رَأْس الشيطان هو مُميت. قال الدكتور ديهان، "سُحِق عقب المخلص في مجيئه الأول، ولكن رأس الشيطان ستُسحق في مجيئه الثاني" (ديهان، المرجع نفسه، ص 64). هنا، إذن، في أول إشارة للإنجيل، لدينا صورة لقيامة المسيح من بين الأموات.

"ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 27).

رابعا: وقيامة المسيح مصورة في إنقاذ ابراهيم لاسحق.

قال الله لابراهيم أن يأخذ إسحق ابنه ويقدمه ذبيحة على جبل المُريا. ولكن عندما وصلا إلى مكان الذبيحة،

"... فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ." (سفر التكوين 22: 13).

العهد الجديد يخبرنا بأن خلاص اسحق من الموت إنما هو صورة للقيامة،

"الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال." (عبرانيين 11: 18-19).

بالتأكيد أن يسوع أشار إلى هذا التوازي بقيامته هو من بين الأموات عندما تحدَّث إلى هذين المسافرين إلى عمواس.

"ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 27).

خامسًا: قيامة المسيح مصورة في حياة يوسف.

غار إخوة يوسف منه. فألقوا به في حفرة. ثم سحبوه للخروج من الحفرة وباعوه للعبودية في مصر. هناك في مصر أقام الله يوسف في منصب بارز ذو أهمية عظيمة. وبعد سنوات، عندما كان إخوته يتضورون جوعًا، جاءوا إلى يوسف. فأطعمهم وأنقذ حياتهم. ثم قال يوسف لإخوته:

"فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ... " (سفر التكوين 45: 7-8)

"أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا." (سفر التكوين 50: 20).

في هذا الفصل الذي يحمل عنوان "المرموز الكامل"، يقول الدكتور ديهان: "إن قصة يوسف هي بلا شك النوع الأكثر وضوحا لـ... تمجيد المسيح والتي يمكن العثور عليها في أي مكان في العهد القديم" (ديهان، ص 178). وكما أن ارتقى يوسف إلى مرتبة عالية في مصر، ليعطي حياة لإخوته، كذلك (ارتفع) قام يسوع من بين الأموات ليعطي الحياة للعالم!

حتى الآن قد رأينا أنواع صورٍ لقيامة يسوع في كتابات موسى، في سفر التكوين. ويمكننا الإستمرار لإعطاء نوعًا تلو الآخر حيث تظهر نبوات عن قيامة المسيح. قال الدكتور جون آر. رايس، "في العهد القديم يوجد العديد من الإشارات عن قيامة المسيح المستقبله والتي ربما لم تُلاحظ بواسطة القارئ العادي للكتاب" (جون آر. رايس، دكتوراه، قيامة يسوع المسيح، سيف الرب للنشر، 1953، ص 16). في هذه العظة أستطيع أن أضيف نوع واحد فقط ، وهذه الصور النبوية ليسوع المقام بالجسد من القبر. تلك الصورة النبوية في سفر يونان في العهد القديم.

سادسًا: وقيامة المسيح صُوِّرَت بواسطة يونان.

كان يونان هاربًا من دعوة الله لحياته. أُلْقِيَ في البحر وابتلعه حوت. ولكن بعد ثلاثة أيام، تكلم الله لهذا المخلوق (الحوت)، "وَأَمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ." (يونان 2: 10). وأنا أتفق تماما مع ما قاله الدكتور ماكجي عن هذا الموضوع،

    كانت بطن الحوت هي قبره، والقبر هو مكان للموتى -- أنت لا تضع رجلا حيّ في مقبرة. لاحظ يونان أنه كان سيموت في بطن ذلك الحوت وبأن الله سوف يسمع له ويُقيمه من الموت (جي. فيرنون ماكجي، دكتوراه، خلال الكتاب المقدس، توماس نيلسن للنشر، 1982، المجلد الثالث، ص 749 مذكرات على يونان 2: 2)؛

قال الدكتور ديهان نفس الشيء مثل الدكتور ماكجي، وكذلك قال الدكتور هنري إم. موريس -- وأعتقد أنهم كانوا على صاب تمامًا. مات يونان في الحوت، ولكن الله أقامه من الموت. يخبرنا سفر يونان أن يونان كان في بطن الحوت "فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال." (يونان 1: 17).

تكلم الرب يسوع المسيح عن هذا الحدث الذي حدث ليونان حرفيًا. وتكلم المسيح عما حدث ليونان في مناسبتين مختلفتين (متى 12: 39-40؛ متى 16: 4). وأذكر لكم الحدث الأول من هذين،

"فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال." (متى 12: 39-40).

النقطة الوحيدة التي أريد ذكرها هذا الصباح هي أن قيامة يونان من الموت بعد ثلاثة أيام في جوف الحوت، كانت صورة نبوية في العهد القديم لقيامة المسيح من بين الأموات. ومن المؤكد أن هذه واحدة من الأشياء التي قالها يسوع للتلميذين على طريق عمواس!

"ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 27).

دعونا الآن نتقدم من هذه الأنواع والصور لنصين واضحين عن قيامة يسوع في المزامير. من فضلكم افتحوا العهد القديم على سفر المزمور 16: 8-10.

سابعًا: تُنبئ عن قيامة المسيح في مزمور 16.

قفوا الآن واقرأوا بصوت عال مزمور 16: 8-10.

"جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا." (مزمور 16: 8-10).

اجلسوا من فضلكم. كلمة "الْهَاوِيَةِ" في الآية 10 تعني "القبر" في هذا النصّ. يقول لنا الكتاب بكل وضوح أن الله لم يترك "قدوسه" ̶ يسوع المسيح، في القبر ̶ وبأن الله لن يسمح لجسد يسوع أن "يَرَى فَسَادًا". تلك الكلمات بسيطة وواضحة على صفحات الكتاب المقدس. وفي يوم الخمسين، وعظهم بطرس الرسول، تماما كما تقرأها. قال بطرس:

"لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ [يسوع]: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ." (أعمال الرسل 2: 25- 28).

ثم أضاف الرسول قائلاً:

"سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا." (أعمال 2: 31).

قال الدكتور رايس، "هنا تنبأ لنا العهد القديم عن شعور المسيح نفسه، ابتهج بحيث أن... "جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ"، عالمًا أن [الله] الآب لَنْ يتْرُكَ نَفْسَه فِي الْهَاوِيَةِ وَلن يدَعَ قُدُّوسَه يَرَى فَسَادًا، ولكنه سوف يُقيمه من القبر. ولم يتحلل جسد يسوع على الإطلاق، ولم يعد إلى التراب. إن جسد [يسوع] كان لابد وأن يقوم من الأموات منتصرًا... ثم يصعد إلى السماء ونفس المخلص، بنفس الجسد المقام، هو في [السماء] الآن ينتظرنا" (رايس، المرجع نفسه، ص 15). آمين! أنتقل الآن إلى مزمور 110: 1.

ثامنا: تُنُبِئَ عن قيامة المسيح في مزمور 110.

الرجاء الوقوف وقراءة آية واحدة بصوت عال.

"قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»." (مزمور 110: 1).

اجلسوا من فضلكم.

قال الدكتور هنري إم. موريس أن "مزمور 110: 1 قد أُستشهد به أربع مرات في العهد الجديد (عبرانيين 1: 13)... مرقس 12: 36، لوقا 20: 42؛ وأعمال الرسل 2: 34" (هنري إم. موريس ، دكتوراه، الُمدافع لدراسة الكتاب المقدس، دار العالم للنشر، 1995، ص 655؛ مذكرات عن مزمور 110: 1). ويُذكر مزمور 110: 1 مرات كثيرة في العهد الجديد. واستشهد بطرس الرسول بمزمور 110: 1 في عظته العظيمة في يوم الخمسين:

"... قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا»." (اعمال 2: 34-36).

قد قام المسيح من بين الأموات. انه يجلس الآن على يمين الله في السماء!

يوجد نبوءات كثيرة جدًا عن قيامة المسيح في كُتُب العهد القديم. لقد ذكرت فقط عدد قليل منها هذا الصباح. وبلا شك تكلم السيد المسيح عنهم للتلميذين على طريق عمواس في أول عيد قيامة،

"فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 25- 27).

إننا نصلي بحرارة أنك لا تكون "بطيء القلب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء" عن قيامة يسوع المسيح من بين الأموات! لم يقم المسيح فقط جسديا من بين الأموات. انه صعد مرة أخرى إلى السماء، ويمكن أن تُجْذَب إليه هناك بقوة الله، "وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أفسس 2: 6). وسوف أعظ على ذلك الليلة، في عظة بعنوان "القيامة الآن"! (2 مايو 2010، الساعة 6 مساءً). ليتك تأتي إلى المسيح. ليتك تغتسل متطهرًا من ذنوبك بدمه الثمين. ليتك تولد ولادة جديدة. ليتك تأتي إلى يسوع وتخلص الآن وإلى كل آباد الدهور! تعال إلى يسوع واقبل العفو عن الخطيئة والحياة الأبدية! قال يسوع:

"كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا."
      (يوحنا 6: 37).

ليتك تأتي إلى يسوع. عندما تأتي إليه، لن يُخرجك خارجًا!

(نهاية العظة)
يمكنك قراءة عظات الدكتور هيمرز كل أسبوع على الإنترنت في www.realconversion.com
أُنقر على "نص العظة".

You may email Dr. Hymers at rlhymersjr@sbcglobal.net, (Click Here) – or you may
write to him at P.O. Box 15308, Los Angeles, CA 90015. Or phone him at (818)352-0452.

قرأ النص قبل العظة: الدكتور كنجستون ل. تشان: لوقا 24:13-27.
ترنيم منفرد قبل العظة السيد بنيامين كنكيد جريفيث:
"قام المسيح" (تأليف روبرت لوري، 1826- 1899).

ملخص العظة

قيامة المسيح في العهد القديم

THE RESURRECTION OF CHRIST
IN THE OLD TESTAMENT

بقلم الدكتور أر. إل. هايمرز
by Dr. R. L. Hymers, Jr.

"ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لوقا 24: 27).

(لوقا 24: 23، 25 - 27، 30-31؛ أفسس 1: 18).

أولا: قيامة المسيح مفهومة ضمنيًا في عمله للخليقة،
سفر التكوين 1: 1، يوحنا 1: 1-3 ، 14؛ كولوسي 1: 16-18.

ثانيا: قيامة المسيح مُصَوَّرَةٌ في آدم، تكوين 2: 21-22؛
أفسس 5: 30-32.

ثالثًا: نجد قيامة المسيح في أوَّل إشارة للإنجيل، سفر التكوين 3: 15؛
إشعياء 7: 14.

رابعا: وقيامة المسيح مصورة في إنقاذ ابراهيم لاسحق،
سفر التكوين 22: 13 وعبرانيين 11: 18-19.

خامسًا: قيامة المسيح مصورة في حياة يوسف،
سفر التكوين 45: 7- 8؛ 50: 20.

سادسًا: وقيامة المسيح صُوِّرَت بواسطة يونان، يونان 2: 10؛ 1: 17؛
متى 12: 39-40.

سابعًا: تُنبئ عن قيامة المسيح في مزمور16،
مزمور 16: 8-10؛ أعمال 2: 25-28، 31.

ثامنا: تُنُبِئَ عن قيامة المسيح في مزمور 110،
مزمور 110: 1؛ أعمال 2: 34-36؛ أفسس 2: 6؛ يوحنا 6: 37.